حكام وملوك... حكايات وسير غريبة!

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: لاشك أن عالم الملوك والقادة والزعماء على مر التاريخ، مليء بالغرابة والتناقضات في القول او الفعل او حتى الحركة، فضلا عن طبيعة الحياة التي كانوا يعيشونها، والرغائب التي تظهر في طلباتهم، والهدايا التي يهدونها لبعضهم في المناسبات والزيارات وما شابه.

كذلك هناك مفارقات مدهشة لا يزال التأريخ محتفظا بها، كما أنها لا زالت طرية وكأنها تحدث اليوم، مثل بعض الخطابات التي كان يلقيها ممثلو الدول في الامم المتحدة ومجلس الامن وسواه، كما فعل خرشوف (رئيس وزراء الاتحاد السوفيتي المنهار) عندما خلع حذاءه وظل يضرب الخشب مرارا متوعدا وفد الفلبين الذي كان يعارضه آنذاك، ويمكن لنا من خلال مراجعة التاريخ، ان نكتشف غرابة حياة هؤلاء القادة والزعماء، وطبيعة عيشهم واجواء القصور التي كانوا يعيشون فيها، إذ انعكس على سلوكهم واعمارهم ايضا، كما نلاحظ ذلك في استخدامهم للرجال والصِبْية المخصيين لحراسة القصور والقلاع او لخدمة نساء الزعماء والملوك، إنها في الوقع حياة لا تشبه واقع المواطن او عامة الشعب، حيث يشوبها الكثير من الغرائب والمتناقضات التي تكشف في نهاية المطاف الملك او الزعيم او القائد، وتعكس انطباعا جلياً عن شخصيته ونوازعه وميوله في كثير من الاحيان.

سيكولوجية القادة والزعماء

في سياق متصل كان الاباطرة الرومان في الماضي السحيق حريصون على اصطحاب مهرج معهم ليسخر منهم ويذكرهم بذلك بأنهم بشر عاديون، كثيرا ما يتهم الزعماء السياسيون بالغطرسة، وباستخدام السلطة بغرور وبطرق تخدم مصالحهم الذاتية، ونادرا ما يتمكن هؤلاء من تفادي النقد عندما يتخذون قرارات لا تحظى برضى العامة، إذ يتهمون عادة بأنهم مصابون "بجنون العظمة"، فهل يبتعد قادتنا وزعماءنا فعلا عن الواقع عندما يتصرفون بطرق تبدو وكأنها تنم عن جشع بالسلطة؟، يقول عالم النفس غاي كلاكستون، استاذ العلوم المعرفية في جامعة ونشستر الانجليزية، قد يكون "لخلل في ذكاء" هؤلاء دور في تصرفاتهم، وقال الاستاذ كلاكستون في محاضرة القاها امام مؤتمر للجمعية الطبية الملكية البريطانية تحت شعار "الانتشاء بالسلطة"، إن الذكاء الانساني عبارة عن اربعة منظومات ذهنية تعمل بتوافق فيما بينها، وإنه في حال عدم استخدام واحدة من هذه المنظومات تصبح عملية اتخاذ القرارات غير موثوق بها وقد تقود الى مخاطر، واضاف ان الزعماء في هذه الحالة يعمدون الى اتخاذ قراراتهم بطريقة انفعالية بدل ان يخضعوا العملية للتحليل العميق والتفكير في العواقب المحتملة ومناقشة ذلك مع مستشاريهم - وعند ذاك يمكن للغطرسة ان تنطلق، ويقول كلاكستون "ليست هذه المنظومات الاربع منزهة عن الخطأ، ولذا فالانسان يحتاج الى ان تكون كلها تعمل بتناغم كامل من اجل ان يتمتع بذكاء كامل، اما التطبيق العملي لهذا الاخفاق العقلي، فيتمثل في ايجاد آليات من شأنها الحد من الاستخدام المفرط والمنفلت للسلطة. ففي بريطانيا على سبيل المثال، يقوم مجلس اللوردات بمراجعة القرارات التي يتخذها اعضاء مجلس العموم.

ولكن كلاكستون يقول إن ثمة مخاطرة اخرى عندما يتبوأ الزعماء مراكز بالغة القوة، "فالسياسة آنئذ قد تصبح خطرة حقا، إذ سيكون بمقدور هؤلاء الزعماء اعلان الحروب، "ويعمد هؤلاء الزعماء الى اللجوء الى ما يصفه كلاكستون "بالغطرسة الالهية" عندما يواجهون معارضة لاسلوبهم في القيادة من جانب العامة، ويقول "إن هؤلاء يحولون اسلوبهم في القيادة الى شكل من اشكال التواضع، وكأنهم يستمعون الى اله يسكن داخلهم او قوة عليا عندما يتخذون قراراتهم"، ويضيف انه عند هذه النقطة يبدأ الزعماء بخداع انفسهم والنظر الى قيمتهم بشكل مبالغ فيه، ويقول كلاكستون إن التمتع بروح نكتة يعتبر امرا مفيدا لمحاربة مخاطر الانزلاق في هذه المتاهات، ويمضي للقول "كان الاباطرة الرومان في الماضي السحيق حريصون على اصطحاب مهرج معهم ليسخر منهم ويذكرهم بذلك بأنهم بشر عاديون، "ويعني ذلك انه من الضروري ان يضع الزعماء نصب اعينهم حقيقة انهم ليسوا معصومين. بحسب  البي بي سي.

هناك خطر آخر يواجهه الزعماء والقادة، يتمثل في ميلهم الى عدم التعاطف مع الآخرين، وهو موضوع تم تناوله باسهاب في مؤتمر الجمعية الطبية الملكية، فقد اظهرت دراسات اجريت في مجال علوم الجهاز العصبي ان الدماغ الانساني يستجيب لرؤية شخص آخر يتألم بتحفيز الشعور بالالم في نهايات الاعصاب وذلك ليتسنى للانسان الشعور بالم الغير، وتشير البحوث الى ان هذه المشاعر تضعف في حال يشعر الانسان بالنفور من الشخص الذي يعاني من الالم، ويقول الدكتور جيمي وورد، مدرس علم النفس في جامعة ساسكس بانجلترا، إن للسلطة نفس التأثير، حيث "انه من غير المرجح ان يقلد الشخص شخصا اقل منه منزلة اذا كان الاول ذو منزلة عالية لأنه من غير المرجح ان يتعاطف معه اساسا. هذا يعني ان الزعماء والقادة الاقوياء اقل تعاطفا مع غيرهم من البشر العاديين."

أغرب خطابات زعماء العالم

على الصعيد نفسه تزامنا مع انعقاد اجتماعات الدورة ال67 للجمعية العامة للأمم المتحدة حاليا في نيويورك، رصدت مجلة (فورين بوليسي) الأمريكية، أكثر الخطب التي ألقاها زعماء العالم غرابة وإثارة للجدل، منها الحماسي والاستفزازي والتي لا تزال عالقة في الأذهان على مدار الستين عاما الماضية، وأعادت المجلة الأمريكية في مستهل تقريرها إلى الأذهان خطابات زعماء ودبلوماسين غربيين وعرب – بدأتها بخطاب المبعوث الهندي للأمم المتحدة، كريشنا مينون في عام 1957 حول أزمة مدينة كشمير الهندية، في ذلك الوقت والذي كاد أن يتسبب في وفاة مينون، وذلك نتيجة انهيار الدبلوماسي الهندي، عقب خطابه الذي استمر طوال أكثر من ثمانية ساعات والذي يعد أطول خطاب في تاريخ مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وأشارت المجلة إلى أن مينون فقد وعيه قبل الانتهاء من خطابه وتم نقله إلى المستشفي ولكنه عاد في وقت لاحق بعد تلقيه العلاج اللازم واستأنف خطابه، لمدة ساعة أخرى بينما يفحص الطبيب المختص ضغط دم الأول من حين لآخر، وانتقلت المجلة إلى عام 1960 والخطاب الأول للرئيس الكوبي فيدل كاسترو الذي استغرق نحو أربع ساعات ونصف -الأطول من نوعه في جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة – استغرق فيها كاسترو الذي كان تابع للمعسكر السوفيتي – في ذلك الوقت – في الحديث انتقاد الامبريالية الأمريكية وإهانة كلا من جون كينيدي وريتشارد نيكسون مرشحي الرئاسة الأمريكية في ذلك الوقت ، وكشف كاسترو في حديثه عن قطاع الفلاحين في بلاده وأهميتهم وأنه يحتفظ بالدجاج الحي في غرفته بالفندق، وأردفت مجلة (فورين بوليسي) الأمريكية لافتة إلى خطاب رئيس وزراء ما كان يعرف سابقا بالاتحاد السوفيتي نيكيتا خريتشوف عام 1960، والذي قدم واحدة، من أكثر خطب الحرب الباردة شهرة عندما قام بخلع حذاءه وبدأ بضرب الطاولة لإحداث ضجيج في القاعة في محاولة منه لإسكات الوفد الفلبيني لدى الأمم المتحدة والذي كان يحتج ضد الامبريالية السوفيتية.

وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن واقعة الحذاء هذه أوضحت مثالا كلاسيكيا للخطابات

المحمومة الغاضبة في الأمم المتحدة، وفي عام 2006 قام الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز الذي وصفته المجلة بأنه عاشق للأضواء دائما ، بأداء مسرحي هزلي خلال خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قائلا ” أن الشيطان كان هنا أمس ، ولاتزال رائحة الكبريت بالمكان” مشيرا إلى الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش -الذي كان يلقي خطابه قبله- ، وأشارت المجلة إلى أن تشافيز لم يقدم على نفس أدائه المسرحي خلال خطابه الأخير بالأمم المتحدة ولكنه اكتفى بالإشارة إلى أنه لم يعد يشم أي رائحة كبريت معللا ذلك بأن الرئيس باراك أوباما هو الرئيس الأمريكي حاليا. بحسب وكالة أنباء الشرق الاوسط.

وانتقلت مجلة (فورين بوليسي)الأمريكية إلى خطابات بعض الزعماء العرب التي أثارت موجة من الجدل داخل أروقة الأمم المتحدة ومنهم الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات مرورا بالعقيد الليبي معمر القذافي وأخيرا الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، ولفتت المجلة إلى أن خطاب عرفات الأول في الأمم المتحدة عام 1974، والذي جاء بدعوة من منظمة دول عدم الإنحياز كان بمثابة ”السحر الذي انقلب على الساحر” مشيرة إلى أن عرفات هاجم في خطابه الصهيونية قائلا ”أن النظام العالمي القديم ينهار أمام أعيننا، لتنهض على أنقاضه الإمبريالية والاستعمار الجديد والعنصرية ، التي تعد الصهيونية مصدرها الأساسي”، ومن ثم استغلته إسرائيل لصالحها حيث أقامت علاقات وطيدة مع الأمم المتحدة بذريعة حمايتها مصطلح ”الصهيونية تساوي العنصرية”، حيث إن علاقات إسرائيل والأمم المتحدة في أحسن حال منذ ذلك الوقت، وسلطت مجلة (فورين بوليسي ) الأمريكية الضوء على خطابات الرئيس الإيراني أحمدي نجاد في الأمم المتحدة والذي اعتبرته يركز جميع الخطابات بإنتظام كمنبر لمهاجمة الأنظمة الغربية ولحث قادة العالم على نبذ الصهيونية وعدوه اللدود إسرائيل، وذلك باستخدام الخطاب الديني وأسلوبه في استخدام التعاليم الدينية الشيعية.

واختتمت المجلة الأمريكية تقريرها بخطاب الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي أمام مجلس الأمن لأول مرة في عام 2009 ، والذي قال فيه ”لا ينبغي أن يسمى المجلس بمجلس الأمن، ينبغي تسميته بمجلس الإرهاب ”، لافتة إلى أن خطاب القذافي المثير للجدل أمام مجلس الأمن جاء عقب أربعين عاما من توليه السلطة، بيد أنه اتهم فيه الولايات المتحدة بتطوير وباء انفلونزا الخنازير للقضاء على العالم، اضافة إلى التشكيك في التقارير الرسمية حول إغتيال الرئيس الامريكي السابق جون كينيدي.

كلب ستالين

فقد هزأت الصحافة الروسية بالهدية التي قدمها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى نظيره الفنزويلي هوغو تشافيز وهي عبارة عن جرو من فصيلة روسية لكلاب الصيد يطلق عليه في بعض الأحيان اسم "كلب ستالين"، وقد قدم إيغور سيتشين أحد أقرباء الرئيس بوتين والمدير التنفيذي لشركة "روسنفت" النفطية الروسية الجرو البالغ من العمر ثلاثة أشهر إلى الرئيس الفنزويلي خلال رحلة إلى فنزويلا لمناقشة استثمارات بقيمة مليارات الدولارات، وعنونت الصحيفة الشهيرة "كومسومولسكايا برافدا" "بوتين قدم لتشافيز +كلب ستالين+"، وشرحت الوكالة الرسمية "ريا نوفوستي" أن هذه الفصيلة لقبت ب "كلب ستالين" لأن الديكتاتور السوفياتي "أمر بتربية هذه الكلاب السوداء لمراقبة المسجونين في معتقلات سيبيريا". بحسب فرانس برس.

لكن صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس" نقلت عن الخبير إيغيني روزن قوله إن "هذه الفصيلة لا علاقة لها بستالين، حتى لو كان البعض يطلقون عليها اسم +كلب ستالين+ أو +كلب الكي جي بي+"، أما هوغو تشافيز الذي يعتبر نفسه "صديق" فلاديمير بوتين، فهو أطلق على هذا الكلب اسم "إل روسو" (أي الروسي).

اغتيال يوليس قيصر

في حين اكد باحثون اسبان انهم اكتشفوا المكان المحدد الذي اغتيل فيه يوليوس قيصر في العام 44 قبل الميلاد في روما، واوضح انطونيو مونتيروسو الباحث في المركز الاعلى للابحاث العلمية الاسبانية "لطالما عرفنا ان يوليوس قيصر اغتيل امام مقر مجلس شيوخ بومبيي في 15 اذار/مارس من العام 44 قبل الميلاد لان هذا ما تناقلته النصوص الكلاسيكية"، واضاف "لكن لم نكن قد وقعنا حتى الان على اي شهادة مادية لهذا الحدث الذي لطالما جسدته اللوحات التاريخية والافلام السينمائية"، واعلن انطوني مونتيروسو وفريقه انهم اكتشفوا بنية اسمنتية عرضها ثلاثة امتار تقريبا وارتفاعها متران وضعت بامر من اوكتافيوس اغسطوس ابن يوليوس قيصر بالتبني وخليفته، في المكان المحدد الذي طعن فيه خلال جلسة مجلس الشيوخ من قبل مجموعة من اعضاء المجلس. بحسب فرانس برس.

واوضح الباحث "نحن نعرف ان المكان الذي ترأس فيه يوليوس قيصر جلسة مجلس الشيوخ هذه وحيث خر مطعونا اغلقت ببنية مستطيلة مؤلفة من اربعة جدران تحيط ببلاطة اسمنتية"، وقد وضعت البلاطة على ما يبدو في هذا المكان من قبل اوغسطس لتحديد المكان الذي ترأس فيه يوليوس قيصر الجلسة الاخيرة من مجلس الشيوخ الروماني قبل اغتياله على ما افاد مركز الابحاث، وهذا الاكتشاف يؤكد بحسب المركز ان "يوليوس قيصر طعن في وسط مجلس الشيوخ في بومبيي عندما كان يترأس جالسا على كرسي اجتماع مجلس الشيوخ"، ويندرج الاكتشاف في اطار الاعمال التي يجريها فريق الباحثين في منطقة توري ارجنتينا الاثرية في وسط روما التاريخي حيث مجلس شيوخ بومبيي.

نيكولا ساركوزي

من جهته القى الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي محاضرة امام رجال مصارف في نيويورك في جلسة خاصة تحدث فيها عن الازمة الاوروبية وتطلعه الى "حياة جديدة"، وذلك بعد خمسة اشهر عن مغادرته قصر الاليزيه، وقال ساركوزي "اريد الان حياة جديدة لكن ليس فقط لالقاء محاضرات (...) ما افضله ليس السياسة بل الانجاز. الانجاز في السياسة او في غيرها" كما ورد في مقاطع طويلة من محاضرته نشرت على الموقع الالكتروني "فرانش مورنينغ"، وفي مستهل خطابه الذي جاء باللغة الانكليزية في اول محاضرة منذ مغادرته قصر الاليزيه، قدم ساركوزي (57 سنة) نفسه على انه "شاب متقاعد. شاب ربما ومتقاعد بالتأكيد. لم اعمل منذ خمسة اشهر. لم تكن لي عطلة لمثل هذه المدة ابدا في حياتي والاسوأ هو انني سعيد بهذا الوضع"، وتحدث ساركوزي عن الازمة في اوروبا معتبرا ان "ظروف الخروج من الازمة لن تتوفر قبل سنتين". واضاف الرئيس السابق "انها امور معقدة لكن اوروبا لن تنفجر واليورو لن يزول"، وبعد ان تطرق الى الظروف التاريخية التي شهدتها اوروبا، قال "ان لم يكن الاتحاد الاوروبي فستكون الحرب ولا خيار امام المانيا وفرنسا سوى التقارب، انهما اذا لم تتقاربا فستتواجهان"، وردا على سؤال رفض المقربون من الرئيس الادلاء باي تعليق حول محاضرته.

غير ان احد الذين حضروا المحاضرة قال طالبا عدم كشف هويته انه "كان مرتاحا" وانه "وضع الازمة الاوروبية في سياقها التاريخي الذي ينساه احيانا رجال المال، وتحدث ايضا عن الدول الناشئة"، وقالت احدى الحاضرات انه "يتمتع بحضور كبير"، والقى ساركوزي الذي فضل الابتعاد عن الساحة العامة منذ خمسة اشهر، محاضرة خاصة في جلسة استبعدت منها الصحافة ونظمها لمدة ثلاثة ايام مصرف الاستثمارات البرازيلي "بي تي جي باكتوال"، في فندق وولدورف استوريا الفخم بمانهاتن. بحسب فرانس برس.  

وقد تحدث خمسين دقيقة امام 400 مصرفي، وعادة يتقاضى الذين يلقون مثل هذه المحاضرات مبالغ مالية كبيرة، ولم يمنح الرئيس الذي لم يحلق ذقنه منذ ثلاثة ايام وارتدى بزة زرقاء داكنة، سوى بعض دقائق للصحافيين الذين التقطوا له صورا عند مدخل الفندق واكتفى بقول "شكرا، شكرا جزيلا"، واحيط قدومه بتكتم كبير، وقال احد المقربين منه "يشرفه كثيرا ان يدعونه لمثل هذه المحاضرات"، وفي "اوساط" المحاضرين الدوليين، يتقاضى بعض رؤساء الدول والحكومات السابقين عشرات الاف الدولارات وربما اكثر لكل محاضرة، ومن الذين يتقاضون اكبر المبالغ رئيس الوزراء البريطاني سابقا توني بلير الذي يبدو انه يكسب اكثر من 250 الف جنيه استرليني (نحو 300 الف يورو) لكل محاضرة.

زواج سلطاني

فيما احتفل سلطان بروناي وهو أحد الرجال الأكثر ثراء في آسيا بزفاف ابنته في حفل ضخم أقيم في القصر الملكي المؤلف من 1700 غرفة تقريبا، وكانت الأميرة حاجة حفيظة البلقية البالغة من العمر 32 عاما قد تزوجت بنجيران حاج محمد روزيني البالغ من العمر 29 عاما رسميا، بعد توقيع عقد الزواج، لكن الحفل يعتبر ذروة أسبوع من الاحتفالات التي نظمت في هذه السلطنة الصغيرة التي تضم 350 ألف نسمة وتقع في شمال جزيرة بورنيو، وقد دخلت العروس الصالة مرتدية ثوبا باللون البيج مرصعا بالكريستال ومطرزا بخيوط فضية وبرفقتها 16 حرسا يرتدون الرماح والدروع، ثم انضم إليها العريس أمام 3 آلاف مدعو تقريبا وكان يرتدي بذلة من الذهب والحرير، وكان من بين الحضور رئيسة الحكومة التايلاندية ينغلوك شيناواترا ورئيس الفيليبين بنينيو أكينو ورئيس الحكومة الكمبودية هون سن. بحسب فرانس برس.

وقد أخذ السلطان حسن البلقية يد العريس ووضعها على جبين ابنته في خطوة ترمز إلى البركة والحب في الثقافة المحلية، واستمر الحفل الديني حوالى عشرين دقيقة رحب بعدها الزوجان بالسلطان وبأفراد العائلة الملكية، ويعتبر حفل الزفاف الملكي والفخم هذا حدثا نادرا في بروناي المعروفة بهدوئها وبعدها عن حياة الليل وحظرها الحكول، يذكر أن للسلطان البالغ من العمر 66 عاما والذي تزوج ثلاث مرات خمسة أبناء وسبع بنات. وحاجة حفيظة بلقية هي المولد الخامس له وهي تعمل في وزارة المالية فيما يعمل زوجها في مكتب رئيس الحكومة.

المخصيون في العهد الملكي

على صعيد أخر وجدت دراسة نشرت في دورية علم الاحياء المعاصر the journal Current Biology ان الرجال المخصيين الذين كانوا يخدمون في البلاط الملكي في كوريا كانت اعمارهم اطول من الملوك انفسهم، ووجد الباحثون الذين يبحثون في بلاط اسرة تشوسون ان معدل عمر الرجال المخصيين بلغ في المتوسط 70 عاما أو ما يزيد 14 الى 19 عاما عن اعمار الرجال غير المخصيين الذين كانوا يعيشون في حالة اجتماعية واقتصادية مماثلة، ووجد الباحثون ان ثلاثة اشخاص من بين 81 مخصيا قيد الدراسة وصلت اعمارهم الى 100 عام، واثناء حكم اسرة تشوسون لكوريا في الفترة من 1392 الى 1910 خضع صبية في كوريا في بعض الاحيان لعملية اخصاء للعمل في القصر الملكي حتى ينعموا بالحياة المترفة، وعمل المخصيون على مر التاريخ كحرس وخدم للحريم في الشرق الاوسط واسيا وكان مسموحا للمخصيين في بلاط تشوسون بالزواج وان يكون لهم عائلات عن طريق التبني. بحسب رويترز.

ويعتقد كيونج جين مين من جامعة إنها وتشيول كوو لي من جامعة كوريا ان طول عمر المخصيين لا يرجع الى اسلوب حياتهم المترف، وقال مين "باستثناء بعض المخصيين عاشت الغالبية خارج القصر وكانوا يقضون وقتا داخل القصر فقط عندما كانوا يقومون بواجباتهم"، وعلى النقيض كان معدل عمر الملوك الذين قضوا اعمارهم كاملة داخل القصر 47 عاما فقط، واوضحت دراسات سابقة ان اناث الثدييات بوجه عام تعيش عمرا اطول من الذكور وأحد التفسيرات لذلك هو ان هرمون تستوستيرون يضعف الجهاز المناعي ويمكن ان يزيد فرص الاصابة بامراض القلب.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 17/تشرين الأول/2012 - 2/ذو االحجة/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م