مقاتلو السوبر

مقاتلون لا يعرفون النوم

اعداد ابراهيم علي ابورمان

تشكل افلام الخيال العلمي مادة خصبة لتخيل الابداع العلمي وتوقع ماذا يمكن ان يحدث في المستقبل ويشكل التطور في مجال الهندسة الوراثية والدوائية اساسا للكثير من هذه الفرضيات التي يبدع مفكرو المؤسسات العلمية في البحث فيها.

يشكل هاجس السيطرة والتفوق هاجس السياسيين والعسكريين في جميع البلدان كما يشكل تطور الفكر الاستراتيجي اساسا لهذا الطموح.

ومن اهم المعضلات التي تواجه العسكريين في الولايات المتحدة واوروبا هو القدرات المحدودة للجنس البشري فالانسان له قدراته المحدودة التي عليه التأقلم عليها ففي دورة النوم واليقظة وحاجته لتناول الطعام والماء وقضاء الحاجة وكما ان غياب قدراته على التحمل تشكل عوائق ضخمة على القادة العسكريين التي عليهم العمل بموجبها.

يشكل عامل اليقظة والانتباه احد اهم العوامل التي يمكن ان يسيطر الانسان عليها فمن خلال الادوية المهدئة التي تعمل على التحكم في الاعصاب والتحكم في سلوكياته من خلال التحكم في الانفعالات وضبط الاعصاب ورد الفعل هذه الادوية التي تشمل على مركبات البنزوديازبين مثل الفاليوم والزاناكس والادوية المثبطة لايض السيروتونين مثل البروزاك.

من خلال هذه المجموعة يمكن التحكم في سلوك الاشخاص والتغلب على عامل اليقظة والنوم بحيث يتمكن الجنود من الدخول في عمليات هجومية والقتل بدم بارد بحيث لا تروعه المناظر المؤلمة ولا يتردد في القتل ويصبح الجندي الة قتل كما في القاء القنابل النووية والقنابل الحارقة والفسفورية كما يغدو النظر الى الاعداء وهم في مشوهون امر عادي.

هذا يفسر محاولات الانتحار التي يقوم بها بعض الجنود عندما يعودون الى بلدانهم وهم يشعرون بانهم كانوا مغيبين ولا يدرون ماذا يفعلون.

ما سبق كان التحكم في السلوك اما بالنسبة الى المحاولات التي يقوم بها المفكرون في مؤسسات البحث العسكرية التي يسعون جاهدين الى اعطاء الجنود مواد كيميائية تبقى الجنود يقظين منتبهين بحيث يؤدون المهام المطلوبة منهم والتي تستغرق ساعات طويلة ومطلوب منهم ان يكونوا يقظين بخاصة في ظل التطور الكبير في تقنيات الاسلحة.

بداية التفكير في الحصول على مقاتل لا ينام ويبقى مستيقظا لمدة تصل الى 36 ساعة كان التوجه الى اعطاء الجنود عدد من المركبات ومنها:

اولا الكافيين: من اقدم المنبهات والتي يكون من خلالها بقاء الشخص مستيقظا لساعات اطول من المعتاد والكافيين موجود بشكل طبيعي في الشاي والقهوة والكاكاو وبعض الاعشاب وتم استخلاصه كيميائيا ويمكن إضافته الى الواح الشكولاتة بحيث تزود المحارب بالطاقة والانتباه وتكون غنية بالسعرات الحرارية.

الا ان الاثار الجانبية للكافيين ومنها ارتفاع ضغط الدم وزيادة معدل ضربات القلب والرعشة في الاطراف ادت الى الحد من استعمله وبقائه ضمن المشروبات المنبهة فقط.

ثانيا الامفيتامين: الذي استخدم بكثافة وعرفه الطلاب حيث كان يبقيهم مستيقظين لمدة يومين ويبقيهم منتبهين واستخدم بكثافة في الحرب العالمية الثانية الا ان اهم اعراضه الجانبية ادت الى التفكير عن بدائل جديدة وهذه الاعراض تشمل التعود حيث يجب اعطاء الشخص في كل مرة جرعة اعلى من التي اعطيت لهم في السابق وكما ان الاشخاص الذي يتناولونه يشكون من اضطراب في النوم ونوبات العنف وادى ذلك الى حظر تناوله كدواء ولا يمكن الحصول عليه بالطرق المشروعة.

الا ان الجيش الامريكي بقي يستعمله في بعض المهم الخاصة وخاصة من قبل الطيارين الذين يطيرون لساعات طويلة ومطلوب منهم ان يكونوا يقظين بكامل قدراتهم العقلية والادراكية ورواد الفضاء يتناولونه في رحلة العودة للارض.

من اهم الاخطار التي تنجم عن تناول الامفيتامين كانت عملية قصف في افغانستان قتل فيها جنود كنديون تم تبرئة الطيار لانه تناول الامفيتامين وان الخطأ طبيعي ناجم من التأثير السلبي للعقار.

ثالثا مودافينيل: عقار تم تطويره بداية لعلاج الحالات التي يدخل فيها الشخص في حالة نوم مفاجئ وهذا الدواء يبقي الشخص مستيقظا لعدة ساعات دون للتدخل في النوم.

المسؤولون عن تطويره هم الفرنسيون في نهاية السبعينات وقد كان الدواء جيدا بالمقارنة مع الامفيتامين حيث كان يعطي اداء يستمر لأربعين ساعة ثم يعود للنوم العادي دون ان يتناول الشخص ادوية منومة.

تمت تجربته عمليا على الجنود الفرنسيون في حرب الخليج الاولى 1991 واستعمله الطيارين الأمريكيين 2003.

الاثار الجانبية لم تظهر لغاية الان الا ان الزيادة في معدل ضربات القلب وزيادة ضغط الدم قد يؤدي الى التفكير جديا في مدى امان هذا الدواء.

محاولة تصنيع عقاقير اخرى ما زالت قيد البحث ومنها ادوية جديدة اورتيم وامباكين، وما زال البحث جديا عن اسلوب يمكن فيه القضاء على الارهاق حيث يسعى العلماء جاهدين للبحث عن اسلوب يمكن من خلاله القضاء على عدو جديد هو الارهاق.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 17/تشرين الأول/2012 - 2/ذو االحجة/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م