مزادات عالمية تجمع بين الفريد والغريب والثمين

 

شبكة النبأ: تعتبر المزادات ودور العرض العالمية اسواق مفتوحة لعرض وتقيم وبيع كل ما هو نادر وثمين وهي متنفس المهم والمميز يستقطب الكثير من الهواة ومحبي جمع التحف والاشياء الفريدة والغريبة التي قد تصل اثمانها الى مبالغ خيالية، وفيما يخص بعض غرائب هذا العالم الفريد والمميز فقد بيع كتاب تاريخي يحوي نصوصا من الكونغرس كان ملكا لاول رئيس اميركي والذي دون فيه ملاحظات على الدستور بسعر 9,82 ملايين دولار في مزاد نظمته دار كريستيز في نيويورك. وكان هذا الكاتب الذي يتمتع بغلاف جلدي فاتح اللون ويحمل توقيع الرئيس في الصفحة الاولى، جلد خصيصا له العام 1789 في اول سنة من ولايته الرئاسية.

حمل الكتاب عنوانا بسيطا هو "رئيس الولايات المتحدة" محفورا بخيط من ذهب على الصفحة الاولى. وفي حاشية نص الدستور اضاف جورج واشنطن بعض الهلالات والملاحظات الهامشية. وقد اشترت الكتاب المحفوظ بشكل ممتاز جمعية "سيدات ماونت فيرنون" التي تعنى بالحفاظ على الدارة التاريخية للرئيس السابق وهو من ماونت فيرنون (فيرجينيا شرق).

وسيعود هذا الكتاب الى هذه الدارة ليعرض اعتبارا من العام المقبل في المكتبة الرئاسية التي ستفتح ابوابها على ما قالت آن بوكاوت مديرة دارة ماونت فيرنون. وسعر 9,8 ملايين دولار يزيد بثلاث مرات عن السعر المقدر الذي كان يراوح بين مليونين وثلاثة ملايين دولار. وهو يشكل سعرا قياسيا لكتاب كان ملكا لجورج واشنطن. وقالت بوكاوت "نحن سعيدات جدا باعادة هذا الكتاب الرائع الى ماوت فيرنون" مشيرة الى انه كان موجودا فيها عند وفاة الرئيس العام 1799 وبقي فيها حوالى خمسين عاما قبل ان يباع للمرة الاولى في مزاد العام 1876. واعيد بيعه في مزاد العام 1964 في نيويورك واشتراه يومها جامع الاعمال الفنية والمحسن ريتشارد ديتريش وقد عرضه ورثته للبيع مجددا الان. وقالت بوكاوت "سيكون الكتاب القطعة الرئيسية في المكتبة الرئاسية التي سنفتتحها في خريف العام 2013".

من جانب اخر أعلنت دار "سوذبيز" للمزادات أن آلاف الرسائل والوثائق والمحفوظات التابعة للمهاتما غاندي ستعرض للبيع في مزاد في لندن وأشارت الدار إلى أن هذه المحفوظات التي كانت ملكا لهرمان كالنباش وهو صديق مقرب جدا للمهاتما تضم ايضا مراسلات استمرت على مدى خمسة عقود "ولم تنشر بغالبيتها". وتقدر قيمة المحفوظات بين 620 و870 ألف يورو (بين 776 ألف دولار و1,086 مليون دولار).

واعتبر غابرييل هيتون نائب مدير "سوذبيز" في بيان أن هذه المحفوظات "دليل على أهمية كالنباش في حياة غاندي وهي تقدم معلومات قيمة عن الصداقة التي جمعتهما". وقابل هرمان كالنباش وهو مهندس يهودي غاندي سنة 1904 في جنوب إفريقيا حيث كان الاثنان مقيمين. بحسب فرنس برس.

وتشمل المحفوظات التي ستعرض في المزاد 13 رسالة تبادلها الرجلان ووشاحا قطنيا قدمه غاندي إلى صديقه، بالاضافة إلى عدة رسائل كتبها أبناء غاندي وتقدم معلومات إضافية عن حياة المهاتما بعد عودته إلى الهند. وفي إحدى هذه الرسائل، كتب غاندي لصديقه في السادس من آذار/مارس 1914، قبيل عودته إلى بلده "أكتب وأنا جالس القرفصاء وآكل بأصابعي. لا أريد أن أبدو غريب الأطوار في الهند".

طوابع ومجلات

في السياق ذاته بيع طابعان نادران يحملان صورة القائد القومي الصيني صن يات-سن مقابل أكثر من 700 ألف دولار أميركي في مزاد في هونغ كونغ، بحسب ما أعلنت دار المزادات "زيوريخ آسيا". وبيع الطابعان اللذان يعتبران نادرين لأن صورة القائد عليهما مقلوبة خطأ، مقابل 5,52 مليون دولار محلي أي 707700 دولار أميركي لشار مجهول الهوية، بحسب ما أوضحت الدار. بحسب فرنس برس.

واعتبرت الدار أن سعر الطابعين سجل "رقما قياسيا جديدا في المزادات بالنسبة إلى طابع من الجمهورية الصينية" أي طابع يعود إلى ما بين العامين 1912 و1949، بين نهاية السلاسة الامبراطورية الأخيرة وتولي الشيوعيين الحكم. ويشكل هذان الطابعان جزءا من مجموعة تضم 50 طابعا يحمل العيب نفسه.

على صعيد متصل بيع غلاف أصلي للعدد «328» من مجلة «الرجل العنكبوت المذهل» بسعر قياسي فاق 675 ألف دولار. وأفادت مجلة «هوليوود ريبورتر» الأميركية، بأن الغلاف الأصلي للعدد «328» من مجلة «الرجل العنكبوت» الصادر عام ،1990 بات الأغلى بين أعمال الفنون الكوميدية الأميركية الأصلية، بعدما بيع بـ675 ألفاً و250 دولاراً. يشار إلى أن الرقم القياسي السابق كان 448 ألفاً و125 دولاراً للعدد رقم «3» من مجلة «عودة الفارس المظلم» التي صدرت عام .1986 وتظهر على غلاف مجلة «الرجل العنكبوت» صورة الرجل العنكبوت وهو يلكم الشخصية الخيالية «هالك».

اكثر من مليوني يورو

من جانب اخر جمع مزادان علنيان لمجموعة من الاغراض المتلعقة بعالم جيمس بوند نظمتهما دار كريستيز في لندن اكثر من مليوني يورو اي اكثر من التوقعات بكثير على ما اعلنت دار المزادات. وقد شاركت اطراف من 42 دولة في هذين المزادين في اطار الذكرى الخمسين لبدء مغامرات العميل السري الاشهر في العالم. وسيذهب ريع المزادين الى جمعيات خيرية.

واتى جزء من الاغراض التي كانت معروضة، من مخزونات شركة "ايون بروداكشنز" البريطانية التي انتجت افلام جيمس بوند. وجرى المزاد على دفعيتن اولا عبر الانترنت من ثم مباشرة خلال امسية نظمتها كريستيز وشارك فيها خصوصا الممثل روجير مور احد الذين ادوا دور العميل السري الشهير في السينما. وكان اهم غرض في المزاد سيارة استون مارتن "دي بي اس" سوداء قادها دانييل كريغ احد مؤدي دور جيمس بوند في المشهد الاول من فيلم "كوانتوم اوف سولاس" (2008) خلال عملية مطاردة على الطرقات الايطالية. وبيعت السيارة بسعر 299633 يورو بينما كان سعرها مقدرا بين 125 و190 الف يورو. بحسب فرنس برس.

اما ساعة "اوميغا" التي وضعها الممثل نفسه في فيلم "سكاي فال" اخر اجزاء السلسلة فقد بيعت بسعر 195305 فيما ذهبت بزة السموكينغ التي ارتداها في الفيلم وهي من تصميم تم فورد، بسعر 58188 يورو. وبيعت مقطوعة اغنية الفيلم الاخير التي الفتها اديل وغنتها وتحمل توقيعها بسعر 17078 يورو. اما سروال البحر الذي ارتاده كريغ في فيلم "كازينو رويال" (2006) وهو من تصميم "لا بيرلا" فبيع بسعر 55207 يورو. وقد بلغ مجموع ايرادات المزادين مليونين و34 الفا و999 يورو.

خاتم جين أوستن

على صعيد متصل قالت صالة مزادات سوذبي إن خاتما كان يوما يخص الكاتبة البريطانية جين أوستن بيع في مزاد مقابل 152450 جنيها استرلينيا (236557 دولارا) وهذا أكثر من خمسة أضعاف تقدير ما قبل البيع. وقالت سوذبي إن الخاتم المصنوع من الذهب والمرصع بحجر فيروز بيضاوي اثار معركة بين ثمانية مزايدين واشتراه في نهاية المطاف احد الهواة المجهولين عبر الهاتف. بحسب رويترز.

وقال الدكتور جابرييل هيتون المتخصص في المخطوطات بسوذبي في بيان "خاتم جين أوستن بسيط وحيازته رائعة ومثيرة للذكريات. السعر الذي حققه اليوم ومستوى الاهتمام الكبير شهادة رائعة لقبول الكاتبة الدائم ومكانها في صميم تراثنا الأدبي والثقافي." وأوستن واحدة من الكتاب الأكثر شهرة في بريطانيا في القرن التاسع عشر ومن بين رواياتها (كبرياء وهوى) "Pride and Prejudice" و (العقل والعاطفة) "Sense and Sensibility" وهما من كلاسيكيات الأدب الانجليزي. وفي العام الماضي بيعت مخطوطة كتبتها أوستن لمسودة كتاب لم ينشر مقابل 1.6 مليون دولار في مزاد لسوذبي.

قطعة خبز و شجرة زيتون

في السياق ذاته بيعت قطعة من الخبز المحمص تركت على مائدة افطار ولي العهد البريطاني الامير تشارلز في يوم زفافه الي الاميرة الراحلة ديانا في مزاد مقابل 230 جنيها استرلينيا (361 دولارا). وقالت والدة خادمة سابقة بالقصر الملكي انها احتفظت بقطعة الخبز كتذكار للزفاف في 1981 والذي شاهده 750 مليون شخص في انحاء العالم.

وحكت روزماري سميث التي عملت ابنتها لدى العائلة المالكة لقرابة ثلاثة عقود كيف اخذت قطعة الخبز عندما زارت القصر يوم الزفاف. وقالت في بيان "كانت ابنتي خادمة بالقصر في ذلك الوقت وكان احد واجباتها احضار طاولة افطار الامير تشارلز من خارج حجرته.. كنت معها في الممر ورأيت الامير تشارلز ترك بعض الخبز على الطاولة. كنت افكر في الاحتفاظ بشيء كتذكار من حفل الزفاف ورأيت الخبز وقلت لنفسي (لما لا)؟" بحسب رويترز.

وقالت متحدثة إن دار مزادات هانسونس باعت قطعة الخبز الي مشتر بريطاني بسعر قياسي وان ارتباطها بالعائلة المالكة ساعد في ان تصبح احدى أغلى قطع الطعام على الاطلاق التي بيعت في مزاد في بريطانيا. لكن هانسونس قالت إنه لا توجد وسيلة لاثبات ان قطعة الخبز جاءت من طاولة زفاف الامير تشارلز.

الى جانب ذلك بيعت شجرة زيتون تعود الى الفي سنة بسعر 65 الف يورو خلال مزاد علني على اشجار زيتون من ايام الامبراطورية الرومانية في جنوب غرب فرنسا على ما قال مثمن المزاد ستنايسلاس ماكوير. وبيعت 12 شجرة زيتون من اصل 26 معروضة باسعار تراوح بين الف يورو و65 الف يورو الى فرنسيين او اجانب مثل احدى حدائق النبات في الشرق الاوسط على ما اوضح المصدر ذاته.

والشجرة التي بيعت بسعر 65 الف يورو من نوع كوردوبيل ووزنها 16,5 طنا وقطرها 9,30 امتار. اما اهم شجرتين في المزاد فكانتا من نوع "فارغا" وهما "نموذجان نادران" على ما اوضح ماكوير. وقد بيعت واحدة فقط منهما بسعر 35 الف يورو اي نصف سعرها المقدر. واشجار الزيتون المعروضة للبيع يبلغ وزنها عادة قرابة العشرة اطنان وارتفاعها ثلاثة امتار فيما قطرها تسعة امتار مع بعض الاغصان الخضراء فقط لانها شذبت لنقلها. بحسب فرنس برس.

وقال مثمن المزاد "لذا فاننا نتحدث عن منحوتات حية من الامبراطورية الرومانية اكثر منها اشجار". وبيعت شجرة زيتون تعود الى اكثر من الف سنة العام الماضي بسعر 64 الف يورو. وكانت هذه الاشجار من مجموعة مواطن اسباني تمكن من شرائها قبل ان تحظر اسبانيا بيعها لانها باتت تعتبر الان "تراثا عظيما".

مقتنايات لصوص

من جهة اخرى بيع المسدسان اللذان كان يحملهما ثنائي اللصوص الشهير بوني باركر وكلايد بارو عندما قتلا في لويزيانا في العام 1934، في مزاد بسعر يزيد عن نصف مليون دولار من قبل جامع تحف من تكساس على ما اعلنت دار المزادات "ار ار اوكشن". وبيع المسدس "كولت ديتيكتيف سبشيل" الذي كانت تحمله بوني باركر بسعر 264 الف دولار فيما ذهب مسدس "كولت غافرمنت 1911" نصف اوتوماتيكي لكلايد بارو بسعر 240 الف دولار خلال المزاد الذي اقيم في ناشوا في ولاية نيوهامبشر (شمال شرق).

وفضل جامع التحف من تكساس الذي اشترى المسدسين، عدم الكشف عن هويته. وكان الشرطي فرانك هامر عثر على المسدسين في مكان الجريمة في بيينفيل شمال غرب لويزيانا على جثتي اللصين بعد عملية مطاردة ومكمن قاتل نصبته الشرطة لهما. وكانت باركر (23 عاما) قد استخدمت شريطا لاصقا لتثبيت السلاح على فخذها في حين علق بارو (25 عاما) مسدسه على حزامه. بحسب فرنس برس.

وعرضت للبيع في المزاد خمس قطع اخرى اخذت من سيارة اللصين وهي جوارب امرأة مصنوعة من الحرير ورصاصة غير مستخدمة وجزء من نظارتين ومفك براغي صغير وعلبة اسبرين فارغة. وقد بيعت هذه القطع في مجموعة واحدة بسعر 11400 دولار. ولا يزال بوني وكلايد اسطورة في الثقافة الشعبية الاميركية وقد جسد تجوالهما في البلاد خلال ازمة الكساد الكبرى مع ارتكابهما عمليات السطو وقتل عناصر من الشرطة، مرات عدة في السينما وكان اشهرها فيلم من بطولة وارن بيتي وفاي داناوي واخراج ارثر بن في العام 1967.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 16/تشرين الأول/2012 - 29/ذو القعدة/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م