المجاميع الجهادية والمحرقة السورية... اجندات غربية وسيناريو محسوب!

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: لعبت المجموعات الارهابية في سوريا بحسب معظم المراقبين دورا سلبيا في عملية التغيير والاصلاح التي كان ينشدها مواطني تلك الدولة، سيما بعد الفوضى التي حلت في معظم البلدان الشامية وقصباتها، فضلا عن دور تلك الجماعات في اثارة العنف والفتن لتمزيق نسيج المجتمع السوري المتآلف منذ قرون خلت.

وبرزت تلك الجماعات المتطرفة من خلال ما بات يعرف بالربيع العربي بعد الانفلات الامني والسياسي الذي شهدته المنطقة، مدعومة من انظمة تتصف بالاستبداد والفساد السياسي والمالي المزدوج، كالسعودية وقطر وبعض الامارات الخليجية، بالاضافة الى تركيا الجامحة بسبب ذهنية الهيمنة المسيطرة على عقل رئيس الوزراء التركي رجب اردوغان.

ويرى معظم السوريين ان الارهاب بات اللاعب الرئيس في عمليات الدائرة في بلادهم، وجماعات العنف الاعمى كما يطلق عليهم البعض هم من يمسك بزمام القيادة والتوجيه هناك، مما اثار الكثير من المخاوف لدى المواطنين وبعض الدول المحيطة من استمكان القاعدة ونجاحها في بسط هيمنتها على اراضي دولتهم، على غرار جماعة طالبان في افغانستان مطلع تسعينيات القرن الماضي.

وعلى الرغم من الكثير من القرائن والتحذيرات  صاحبتها الا ان بعض الدول الاوربية ومن خلفها الولايات المتحدة الامريكية تؤيد دعم وتمويل تلك الجماعات وما تقوم به من جرائم يندى لها جبين الانسانية.

فيما يؤكد بعض المحللين ان من وراء ذلك التأييد اجندات مشبوهة تهدف الى عدة امنيات، تمثلت في مقتل اكبر عدد من جماعات الفكر المتطرف المنتشر في بلدان الربيع العربي كتونس وليبيا ومصر على يد القوات الحكومية السورية للخلاص منهم من جهة، الى جانب اضعاف قدرة سوريا العسكرية وانهاكها لتتراجع عن دعم حزب الله وحركة حماس المتصارعة مع اسرائيل من جهة أخرى.

المجموعات الجهادية

اذ تؤكد مصادر في المجاميع المسلحة ان المجموعات الجهادية التي تقاتل في سوريا ورغم قلة عددها تلعب دورا مهما بسبب اندفاعة عناصرها وخبرتهم التقنية. واذا كانت المجموعات الجهادية تضم بغالبيتها سوريين متطرفين، الا انه يوجد في صفوفها ايضا متطوعون اجانب تتزايد اعدادهم باستمرار ويتولون في غالب الاحيان تنفيذ العمليات النوعية ضد القوات الحكومية.

ويؤكد جمال الدين ابراهيم (35 عاما) وهو قائد كتيبة في ما يسمى الجيش السوري الحر في حلب "ان قوتهم تكمن في انهم لا يخافون الموت"، مضيفا "في احد الايام كنا نتعرض لنيران قناص، واقتحم احد المجاهدين المكان وصولا الى مدخل المبنى ودخل وقتله. لا يمكن لاي من رجالي ان يقوم بذلك. وقال +لقد اتيت هنا للموت+".

والجهاديون الذين يعملون على هامش تحركات الجيش السوري الحر يقاتلون في مجموعات تحظى باستقلالية ولا تخضع الا لاوامر قادتها، يتعاونون في بعض الاحيان مع مقاتلي الجيش الحر، لكنهم يشنون ايضا عملياتهم الخاصة. ويضيف جمال ابراهيم "نتعاون جيدا"، موضحا "اذا لم يعد لدي ذخائر، سيعطونني اياها. لكن حين ينتهي الهجوم يعود كل منا الى قاعدته".

وفي كل مناطق سيطرة الجيش السوري الحر، يتهرب الجهاديون من اي اتصال مع الصحافة ويسيطرون على اعلامهم عبر مواقع الانترنت التابعة للمتطرفين. وهم بغالبيتهم من قدامى المجاهدين ضد الولايات المتحدة في العراق او افغانستان، ويشتبهون بالصحافيين متخوفين من ان يكونوا جواسيس.

وفي فيلا في اطمة قرب الحدود التركية يجوب حوالى عشرين جهاديا، بعضهم ذو ملامح غربية والاخرون سود، الحي على متن دراجات نارية صينية رفعت فوقها الاعلام السوداء التي كتب عليها "الشهادة" و"لا اله الا الله، ومحمد رسول الله". لكنهم يصوبون سلاحهم خلال اي مبادرة اتصال حتى بدون كاميرا او آلة تصوير. ويقول مهرب محلي انه ساعد في دخول "عشرات الجهاديين الاجانب" الى سوريا.

وفي منزل كبير مجاور، جاء ابو سعيد وهو احد القادة المحليين لجماعة النصرة لينقل حوالى عشرة اجهزة لاسلكي من اصل من 120 قدمها ثري لبناني للثوار. وعند اول سؤال من صحافي يبتسم قائلا "يجب عدم الحديث عن النصرة، ذلك قد يكون خطيرا، حتى بالنسبة اليكم".

وفي تقرير نشر في لندن اعتبرت مجموعة الابحاث كويليام ان "الغالبية الكبرى من المقاتلين في هذه الشبكات هم سوريون مع عدد مقاتلين اجانب يتراوح بين 1200 و1500". واعتبر التقرير ان "المجموعات الجهادية تلعب دورا مهما بشكل متزايد في البلاد"، مضيفا ان "فروع تموين هذه الجماعات بالاسلحة والمال وكذلك المكون الاتني-الديني للانتفاضة السورية سيجتذبان بالتأكيد نحوها عددا كبيرا من المقاتلين، بعضهم عناصر سابقين في الجيش السوري الحر وآخرون قدموا من الخارج".

وخبراء المتفجرات الذين تلقوا تدريبا في العراق او افغانستان قدموا للثوار خبرة تقنية مهمة في صنع عبوات ناسفة او سيارات مفخخة وكذلك انتحاريين يشنون هجمات على المباني الرسمية للنظام.

وهناك مجموعات مثل النصرة تستخدم خطابا عنيفا ضد الغربيين على غرار القاعدة وتتوعد بعدم وقف القتال الا حين تعتمد الخلافة الاسلامية في كل المنطقة. وفي صفوف ما يسمى الجيش السوري الحر، يقلل القادة من دور المجاهدين الاجانب واهميتهم مدركين بان ذلك يترك صورة سلبية.

وقال العقيد من الثوار احمد الفج "لو ساندتنا الدول الغربية منذ البداية، لما كنا وجدناهم هنا. لم نكن لنحتاج اليهم. وانا اؤكد لكم انه بعد النصر، لن يطرحوا اي مشكلة وسنهتم بامرهم. الشعب السوري لا يدعمهم، انه الى جانبنا". بحسب فرانس برس.

وهذا ما حصل في الاونة الاخيرة في باب الهوى، احد المراكز الحدودية مع تركيا. فقد كانت تسيطر عليه مجموعة جهادية بقيادة ابو محمد العبسي وقامت برفع العلم الاسود على المركز. وامرتها كتيبة "الفاروق" بمغادرة المكان، لكنهم لم يمتثلوا لهذه الاوامر. وبعد ايام عثر على جثة ابو محمد في حفرة.

اقامة دولة إسلامية

وقال جراح فرنسي قام بعلاج مقاتلين في حلب إن مقاتلين اسلاميين يسعون لتحويل سوريا الى دولة دينية يتزايدون في صفوف المعارضة المسلحة التي تقاتل لاسقاط الرئيس بشار الأسد ويعتقدون انهم يخوضون "حربا مقدسة".

وعاد جاك بيريه الذي شارك في تأسيس منظمة أطباء بلا حدود الخيرية من سوريا بعد أن أمضى اسبوعين يعمل سرا في مستشفى بمدينة حلب في شمال البلاد. وفي مقابلة مع رويترز بشقته في وسط باريس قال بيريه (71 عاما) إنه على خلاف ما شاهده في زياراته السابقة الى حمص وإدلب في وقت سابق من العام الحالي فإن نحو 60 في المئة ممن عالجهم هذه المرة كانوا من مقاتلي المعارضة نصفهم على الأقل ليسوا سوريين.

وقال الطبيب "في الحقيقة كان ما رأيته شيئا غريبا. إنهم يقولون بشكل مباشر إنهم ليسوا مهتمين بسقوط بشار الأسد بل مهتمون بكيفية الاستيلاء على السلطة بعد ذلك وإقامة دولة اسلامية تطبق الشريعة لتصبح جزءا من الإمارة العالمية."

ومن بين الجهاديين الأجانب شبان فرنسيون قال انهم يستلهمون نهج محمد مراح وهو متشدد اسلامي من تولوز قتل سبعة أشخاص في مارس آذار باسم تنظيم القاعدة.

وقال بيريه انه أثناء زياراته السابقة لسوريا في مارس آذار ومايو ايار رفض ما ردده البعض من أن المقاتلين الاسلاميين يهيمنون على المعارضة المسلحة لكنه الآن مضطر لإعادة تقييم الوضع.

وتعزز رواية الطبيب ما يتردد بشأن أدلة على أن الصراع ضد الأسد يجتذب فيما يبدو أعدادا أكبر من العرب والمسلمين كثيرون منهم بدافع ديني لآداء واجب الجهاد والاستعداد للتضحية من أجل الإسلام.

لكن رغم ان بعضهم جهاديون محترفون ومقاتلون سابقون في العراق وأفغانستان والشيشان وليبيا جلبوا معهم مهاراتهم في القتال وصنع القنابل مما أثار قلق الحكومات العربية والغربية التي تشيد بالمعارضين إلا أن كثيرين ليس لديهم ما يقدمونه للسوريين سوى الدعاء والنوايا الحسنة.

وتحدث بيريه عن علاج العشرات من هؤلاء الجهاديين من دول عربية أخرى لكن ايضا كان بينهم على الأقل شابان فرنسيان. وقال بيريه "بعضهم كانوا فرنسيين ومتعصبين تماما بشأن المستقبل... كانوا حذرين للغاية حتى مع الطبيب الذي يعالجهم. لم يثقوا بي لكنهم أبلغوني ذات مرة أن محمد مراح نموذج يحتذى."

وعلى مدى سنوات عبر بيريه عن قلقه من أن المتطرفين الاسلاميين الفرنسيين الذين يسافرون الى مناطق تفتقر لحكم القانون سيعودون لتدبير وتنفيذ هجمات في بلدهم. وسافر مراح الى أفغانستان وباكستان لتلقي تدريبات.

وفي زياراته السابقة عمل بيريه في مستشفيات متنقلة لكنه قال انه في هذه المرة كان يستقبل ما يصل الى 40 مصابا يوميا في مستشفى عادي تحت سيطرة الجماعات المسلحة في حلب. وأضاف "ما يتعين أن يعرفه الناس هو ان عدد القتلى أكبر بكثير مما يعلن. أقول ان عليك أن تضاعف الرقم كي تحصل على العدد الحقيقي."

وقال بيريه الذي دخل سوريا عبر الحدود الشمالية مع تركيا ان لديه أيضا مؤشرات الي أن أنقرة تحاول منع السوريين الفارين من عبور الحدود.

واشار الى حقيبته التي يحمل بها أدواته الجراحية وحذائه وملابسه الملطخة بالطين وهو يقول ان القوات التركية غمرت منطقة ريحانلي الحدودية بالماء حتى تجعل من الصعب على اللاجئين عبور الحدود دون اكتشاف أمرهم.

وقال "قبض علينا الجيش التركي. استغرق الأمر 20 ساعة لعبور الحدود وفرضوا علي غرامة 500 دولار لعبور الحدود بصورة غير مشروعة. غمروا الحدود تماما بالمياه حتى يتمكنوا من سماع من يعبر ومن يقبضون عليه يردونه على عقبيه."

السعودية وفكرة الجهاد

الى ذلك خوفا من ظهور جيل جديد من الإسلاميين المتشددين تحاول السعودية منع مواطنيها من المشاركة في صراع يرى فيه البعض جهادا ضد الحكومة السورية. ودعمت السعودية المقاتلين الذين يحاربون الرئيس السوري بشار الأسد ودعت المجتمع الدولي إلى "تمكين" السوريين من حماية أنفسهم وقالت مصادر في الخليج وسوريا وتركيا إن الرياض ترسل أموالا وأسلحة سرا إلى الجيش السوري الحر.

لكن تحسبا لرد فعل عكسي عانت منه السعودية بعدما عاد عدد من أبنائها إلى بلادهم بعد المشاركة في صراعات خارجية وعبروا عن استعدادهم لمحاربة حكومتهم اتخذت الرياض خطوات لمنع متطوعين من الذهاب للقتال في سوريا.

ويصف اسلاميون في السعودية الأسد وأتباع نظامه بالكفار لانتمائهم إلى طائفة العلويين الشيعية. لكن علي الحكيمي عضو في الهيئة الاستشارية العليا وهو كيان تعين الحكومة السعودية أعضاءه قال في يونيو حزيران ردا على دعوات للجهاد في منتديات الكترونية إن الجهاد غير جائز ما لم تسمح به السلطات. وأضاف أن بعض الأفعال الفردية يمكن أن تضع البلاد في موقف محرج.

ونقلت صحيفة عكاظ السعودية عن رجل دين آخر هو سراج الزهراني قوله إنه يشعر بالندم لمشاركته في الجهاد بأفغانستان في الثمانينيات ونصح الأسر السعودية بمراقبة أبنائها الذين يمكن إغواؤهم للذهاب إلى مناطق ساخنة بالعالم.

وقال منصور التركي المتحدث الأمني باسم وزارة الداخلية السعودية إن السفر إلى الخارج والمشاركة في أي صراعات مسلحة محظور قانونا وإن العديد من الاشخاص مثلوا أمام القضاء لهذا السبب.

وأضاف أنه إذا وجدت السلطات السعودية دليلا على أن شخصا ما يسعى للسفر للخارج بغرض الانضمام إلى المقاتلين فسيمنع وسيحقق معه. وذكر أن السلطات في المملكة لم تحصل على دليل حتى الآن على سفر سعوديين إلى سوريا.

وقال المحلل السعودي خالد الدخيل إنه إذا جرى السماح بهذه الأمور فإنها ستؤدي إلى عسكرة المجتمع وإذا سمح للناس بخوض صراعات في الخارج فإن آخرين سيستغلون ذلك ضد السعودية.

ويرى محللون أن بعض السعوديين يقاتلون في سوريا بجانب المقاتلين المعارضين للحكومة على ما يبدو لكن بأعداد أقل بكثير مما كان عليه الحال في الصراع بالعراق خلال العقد الماضي.

وفي لقطات فيديو بثت على الانترنت تحت عنوان "رسالة من مقاتل سعودي في سوريا" جلس شاب سعودي على الأرض ممسكا ببندقية وإلى جانبه آخرون يرتدون سترات واقية من الرصاص وبنادق وقال بلهجة سعودية "أسال الله ان يجمعنا في جنات النعيم واقول لاخواني في جزيرة العرب انفروا في سبيل الله. اخوانكم في الشمال بحاجة إلى مقاتلين أهل عقيدة وأهل نخوة وأنتم كذلك نحسبكم الله حسيبكم."

ووصل عدد مشاهدات الفيديو الذي بث يوم 16 أغسطس اب إلى اكثر من 121 ألفا وفقا لموقع يوتيوب. وقال مصدر بالخليج مطلع على التحركات العسكرية بالمنطقة إن آلاف السعوديين سعوا للتوجه إلى سوريا للانضمام للانتفاضة ضد الأسد لكن ليس هناك أدلة تذكر على أن الكثيرين منهم نجحوا في ذلك.

وقال المصدر "ذهب مقاتلون سعوديون إلى سوريا للقتال مع المعارضين.. هؤلاء المقاتلون من الشعب وليسوا من جهة رسمية." وأضاف أنهم دخلوا سوريا عبر تركيا والأردن وأن بعضهم ألقي القبض عليه.

وقال سعودي حارب في أفغانستان "لا يريدون تكرار نفس الخطأ الذي ارتكبوه في أفغانستان حين ذهب شبان إلى هناك وتعلموا القتال مع مجموعات كثيرة من الجهاديين. واتهمت بعض هذه الجماعات الدول الاسلامية بالكفر وتأثر الشبان بهذا وعادوا إلى بلدانهم وسببوا مشاكل."

وألقت تداعيات هجمات الحادي عشر من سبتمبر وسلسلة هجمات شنتها القاعدة في السعودية بين عامي 2003 و2006 الضوء على قلق الحكومة السعودية مع عبور جيل جديد الحدود مع العراق لمحاربة الميليشيات الشيعية والقوات الأمريكية.

وكانت النتيجة هي حملة على المتشددين شملت من حاربوا في العراق وفتوى أصدرها مفتي السعودي تحرم السفر إلى الخارج للمشاركة في الجهاد. واعتقلت الداخلية السعودية منذ ذلك الحين آلافا يشتبه بأنهم من المتشددين مثلوا أمام محكمة جنائية خاصة واتهم بعضهم بالسفر إلى العراق والمحاربة في صفوف تنظيم القاعدة.

وعلى الرغم من انتقاد رجال دين ممن يتحدثون باسم الدولة في السعودية للقتال في الخارج فقد استخدموا عبارات شديدة اللهجة لشجب حكومة الاسد ودعوا إلى تقديم الدعم للسوريين. وقال الشيخ عبد الله المطلق عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية إن المسؤول عن القتال والجهاد في سوريا هو الجيش السوري الحر الذي قال إنه يجب دعمه.

الظواهري

من جهته دعا أيمن الظواهري زعيم القاعدة في شريط صوتي وضع على الانترنت جميع المسلمين إلى دعم المعارضة في سوريا قائلا إن الإطاحة بالرئيس بشار الأسد ستقربهم من هدفهم النهائي وهو هزيمة إسرائيل!

وانتقد الظواهري الذي كان يتحدث في ذكرى هجمات 11 سبتمبر أيلول الحكومات الإسلامية في الشرق الأوسط وآسيا لتقاعسها عن النضال من أجل نصرة الإسلام. وانتقد القيادة الجديدة في مصر بشكل خاص لالتزامها بمعاهدة السلام التي وقعتها مع إسرائيل في عام 1979 وانتقد باكستان التي وصفها بأنها "باكستان حكومة للبيع وجيش للإيجار تعمل كمرتزقة للحملة الصليبية على أفغانستان."

وأعادت ثورات الربيع العربي في عام 2011 رسم المشهد السياسي في الشرق الأوسط وجاءت بحكومات إسلامية إلى السلطة في تونس ومصر وعززت نفوذ جماعات الإسلام السياسي في المنطقة وهو ما تتابعه الحكومات الغربية بقلق.

وقال الظواهري إن الولايات المتحدة تدعم الأسد لأنها تخشى صعود نظام إسلامي آخر يهدد حليفتها إسرائيل. وأضاف أن "دعم الجهاد في الشام لإقامة دولة مسلمة جهادية فيه خطوة أساسية للتوجه نحو بيت المقدس ولذلك تعطي أمريكا النظام العلماني البعثي فرصة تلو الفرصة خشية أن تقوم في شام الرباط والجهاد حكومة تهدد إسرائيل."

وقال الظواهري الذي تولى زعامة القاعدة بعد مقتل أسامة بن لادن العام الماضي إن "الأمة الإسلامية" في حاجة لأن تركز على هدف "تحرير فلسطين". وقال إنه يجب على الحكومات إلغاء اتفاقيات السلام مع إسرائيل وانتقد إيران وتركيا والحكومات العربية في الخليج وسخر من الرئيس الفلسطيني محمود عباس لسعيه للسلام مع اسرائيل.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 6/تشرين الأول/2012 - 19/ذو القعدة/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م