قراءة في عقلية صاحب أبو حامد!

علاء بيومي

حاولت الليلة أن أفكر في منطق وأسلوب تفكير الرجل اللي صنع أبو حامد ويحركه من خلف الستار، خاصة وأن الظروف تغيرت وتتغير كل يوم.

فالواضح أن أبو حامد في ذاته لا يملك من الصفات والمهارات ما يؤهله للمكانة التي يحتلها اليوم، فلا يكاد يمر يوم أو يومين حتى تتناقل الصحف أخباره أو تجري أحدها معه أو عنه حوار، مع أنه لم يكن معروفا لأحد منذ عام تقريبا.

وذلك حتى قرر محرك العرائس أن يستعين به في مسرحه وبين عرائسه يحركه كما يشاء ويسلط عليه الأضواء ويزعج به خصومه، فالمسرح مسرحه والأضواء أضوائه، والجمهور أسرى إلى حد كبير، يسهل خداعهم، أو هكذا ظن وأعتقد صاحب المسرح.

المشكلة أن أبو حامد تحول إلى عبئ على صاحبه، فلم تعد له قيمه تذكر، وأدرك الجمهور أن ما يحدث هو فن رديء وعلامة على تردي القيم والظروف والفكر، حيث يستعين أصحاب المسارح بعرائس قليلة القيمة بلا مضمون لا تقدم ولا تؤخر لو تركت لحالها، أو لو تحقق الناس من جوهرها، وذلك بدلا من رعاية أعمال جادة يدعمون فيه أصحاب الفكر والرسالة والفن الجميل.

وبالطبع صاحب العرائس لديه من أبو حامد ألف ويستطيع أن يصنع منهم المزيد غدا إذا أراد، وأبو حامد لا يساوي عنده الكثير، ولكن هل يتركه الآن أم يظل يحركه ويلعب ويناور به إلى حين!؟

العقل يقول أن أبو حامد بات عبئا ومحل سخرية وسخط على أصحابه، وقد يتحول قريبا إلى عروسة أمثولة وسبة في حق صاحبها يتذكرها الناس طويلا كتعبير عن فن رديء ومرحلة بلغ فيها سوء الأحوال والأخلاق مداه، عبث فيها الأثرياء بحياة الناس باستخفاف وبلا حياء.

وربما ثار الناس على أصحاب المسرح وسألوهم من أين لكم هذا!؟ ولماذا كل هذا العبث!؟ ولماذا تعطون أنفسكم الحق في العبث بحياة البسطاء لهذه الدرجة.

على الجانب الأخر عودنا كثير من أصحاب المسارح في بلادنا على التشبيح والبلطجة، بمعنى أن البعض لا يعرف كيف ومتى يتوقف، ويصر على البلطجة حتى أخر لحظة، فهو يشعر بالقوة المفرطة وأنه في لعبة لن يخسرها أبدا، فهو قوي بما يكفي، فلديه ماله ونفوذه وعلاقاته في الخارج قبل الداخل.

كما أنه لا يحترم خصومه ولا تأخذه بهم رحمة ولا شفقة، فهم بالنسبة له كائنات لا تستحق ولا تساوي شيئا، ولا يمتلك لهم إلا كل رفض وكراهية، لذا لا يبالي بالعبث بعقولهم أو بكرامتهم أو بحياتهم أو بمستقبلهم ومستقبل أطفالهم.

فهم ببساطة بالنسبة له كائنات لا تستحق، ولهذا قد يقرر أن يترك أبو حامد يعبث كيفما يشاء وكما يحلو له، فهو بالنسبة له عروس بلا قيمة تزعج خصوم وجمهور بلا قيمة أيضا، يعني خشب يضرب بعضه وهو في النهاية لن يخسر شيئا.

عموما قد يقول قائل أن الظروف تغيرت، وقد يقول أخر أن الاستبداد والبلطجة وأصحاب المسارح الرديئة وعرائسهم لا يتغيرون ولا يتعلمون ولا يتقون الله في أنفسهم ولا في الآخرين حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا، وسنرى، والله أعلم.

 

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 6/تشرين الأول/2012 - 19/ذو القعدة/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م