مسلمو أوروبا... اقليات تنتعش وتخبو احيانا

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: يعيش المسلمون في أوربا العديد من التحديات والصعوبات في مجتمع القارة العجوز، فقد عانوا من معازل اجتماعية بسبب عدم الاندماج والاختلاف بين الثقافة الأوروبية الإسلامية، ناهيك عن انتشار ظاهرة معاداة الإسلام في الفترة الأخيرة، ومن ابرز مفرزاتها التمييز الديني، الذي يشكل حاجزا خطيرا وحساسا يحول دون مشاركة المسلمين في أنشطة المجتمع الأوروبي والانخراط به، كما أن الوضع قد ساء وتفاقم خلال السنوات القليلة المنصرمة،  لكن كما يبدو اليوم بأن المسلمون في اوروبا يسرون بخطى ايجابية كبيرة، خصوصا بعد ما  أصبح الإسلامي الدين الثاني والمعترف به رسميا من السلطات الرسمية في الدول الأوروبية، وهذا بفضل التزايد المستمر، والدور الفعال للمسلمين وتأثيرهم في مجتمعات الاوربية، مما زاد بشكل ملحوظ من مظاهر الاندماج الايجابية هناك، حيث تشير بعض الاجراءات والقوانين مؤخرا على انحسار موجة الكراهية بشكل نسبي التي سادت الشارع الأوربي في الفترة الماضية إزاء المسلمين، وعلى غرار قضايا الهجرة واستهلاك اللحم الحلال وارتداء النقاب وغيرها من القضايا الاخرى، على الرغم من ثبوت بعض الجهات المتطرف باستمرار الانتهاكات الحقوقية الممثلة بالعنصرية والتميز والإقصاء والحرمان في فرنسا وهولندا وبلجيكا، ناهيك عن كون التعصب ضد الإسلام في ألمانيا، وعليه فربما تبشر هذه التطورات الايجابية بعصر جديد  للمسلمين للتعايش السلمي في القارة الأوروبية، ونقطة تحول الاسلام الى مستقبل أفضل.

مسلمو أوروبا

فقد اشارت دراسة متخصصة بشؤون الاقليات في العالم هنا اليوم الى ان عدد المسلمين في قارة اوروبا بلغ 45 مليونا تتركز اكبر كثافة سكانية منهم في منطقة البلقان، واوضحت الدراسة التي اصدرتها منظمة (عدالة للجميع ضد التمييز) المتخصصة بالدفاع عن الاقليات في العالم بأن عدد المسلمين في اوروبا بتزايد مستمر وان دورهم وتأثيرهم في مجتمعاتهم تزايد بشكل ملحوظ خلال الاعوام العشرة الاخيرة حيث اصبح الاسلام الدين الثاني والمعترف به رسميا من السلطات الرسمية في الدول الاوروبية، واكدت الدراسة التي شملت اوروبا بحدودها الطبيعية بما فيها الجزء الاوروبي من روسيا لكن دون تركيا ان عدد المسلمين لا يقل عن 45 مليونا وتقع اكبر كثافة سكانية لهم في منطقة البلقان حيث يشكل المسلمون في ثلاث بلدان اوروبية غالبية كبيرة وهي كوسوفو بغالبية تقارب 90 بالمئة تليها جمهورية البانيا بنسبة 80 بالمئة ومن ثم البوسنة والهرسك في الموقع الثالث بنسبة تبلغ حوالي 55 بالمئة.

وتلي البوسنة والهرسك من حيث كثافة السكان المسلمين جمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة بنسبة تصل الى حوالي 40 بالمئة تتبعها مونتنيغرو التي تبلغ نسبة المسلمين فيها حوالي 20 بالمئة وهم في هاتين الجمهوريتين اليوغوسلافيتين السابقتين من اصول البانية وبوسنية لكنهم مؤثرون في مجتمعهم بشكل لا يمكن تشكيل اي حكومة في كل منهما دون مشاركة ممثليهم في تولي وزارتين على الاقل، وبلغ عدد المسلمين الاوروبيين الاصل في منطقة البلقان او ما يسمى هنا جنوب شرق اوروبا حوالي تسعة ملايين نسمة.

أما مجمل عدد المسلمين في الجزء الاوروبي من روسيا فقد وصل الى حوالي 17 مليون نسمة وبنسبة 12 بالمئة من عدد السكان تقريبا لكن نفوذهم في الاتحاد الروسي ليس كبيرا قياسا لكثافتهم السكانية وحضورهم الاجتماعي كونهم مواطنون اصليون بامتياز، ويبلغ المسلمون البلغار حوالي 2ر1 مليون نسمة لكن نسبتهم المئوية قياسا الى مجموع عدد السكان هو 14 بالمئة وهم ممثلون بشكل واسع في البرلمان والحكومات البلغارية منذ عام 1991 وحتى الان، وقالت الدراسة ان نسبة المسلمين وحضورهم وتأثيرهم السياسي والاجتماعي في اوروبا الغربية في تزايد مستمر رغم المفاهيم النمطية بأنهم مضطهدون فمثلا في هولندا هناك اكبر حزب عنصري معاد للاسلام في المقابل نجد ان رئيس بلدية مدينة روتردام هو مسلم منتخب من السكان وغالبيتهم من المسيحيين علما بأن روتردام هي العاصمة التجارية للبلاد.

وبينت الدراسة ان عدد المسلمين في هولندا كلها مليون مسلم او نسبة 6 بالمئة من مجمل السكان فيما لاحظت ان نسبة المسلمين في العاصمة الهولندية وهي المدينة الاكبر امستردام تبلغ حوالي 25 بالمئة وهي نسبة موازية لنسبتهم في كل من مدينة مرسيليا الفرنسية ومالمو السويدية حيث ان كل هؤلاء المسلمين من ابناء المهاجرين من خارج القارة الاوروبية، واعطت الدراسة هولندا كمثال على الانفتاح النسبي تجاه المسلمين مشيرة الى ان هناك مسلمين في المجالس البرلمانية والتمثيلية في جميع المدن الهولندية الرئيسية.

وحددت الدراسة ان القوانين في هولندا تحرم التمميز في الدين او القومية فيما لاحظت ان هناك حضورا واضحا للمسلمين في مؤسسة الجيش الهولندي وجميع القطاعات العسكرية الجوية والبحرية والبرية وان هناك امامين مسلمين عسكريين في الجيش ايضا، ولفتت الى ان هناك قرابة خمسة الاف عسكري مسلم في الجيش الهولندي من اصل 60 الف عسكري يشكلون مجمل عدد الجيش الهولندي فيما جرى مؤخرا بناء مسجدين في معسكرات الجيش الهولندي للمسلمين، وذكرت الدراسة بأن عدد المسلمين في فرنسا هو الاكبر من بين دول اوروبا الغربية حيث يبلغ عددهم قرابة خمسة ملايين مسلم وبأنه لا تخلو حكومة فرنسية من وجود وزير مسلم واحد على الاقل، وتلي فرنسا في كثافة المسلمين المانيا حيث يبلغ عدد المسلمين ما يزيد على اربعة ملايين نسمة فيما ان رئيس الحزب السياسي الثالث من حيث التأثير في المانيا (حزب الخضر) هو مسلم من اصول تركية من الجيل الثاني للمهاجرين الاتراك. بحسب وكالة الانباء الكويتية.

واضافت ان عدد المسلمين في بريطانيا يصل الى حوالي ثلاثة ملايين مسلم متواجدين ومؤثرين في جميع القطاعات السياسية والاقتصادية والثقافية والاعلامية كما ان المسلمين ممثلون في الحكومة وفي جميع المجالس التمثيلية الرئيسية بما فيها مجلس اللوردات حيث تجلس سيدة من اصول باكستانية، واكدت الدراسة ان المسلمين في بريطانيا هم الاكثر تأثيرا وحضورا من بين المسلمين في الغرب عموما حيث هناك مسلمون في قيادات الاحزاب السياسية الرئيسية وهي العمال والمحافظون والليبراليون، وكشفت الدراسة عن ان نسبة وتأثير وحضور المسلمين في اوروبا الغربية تتزايد يوما عن يوم بعكس اوروبا الشرقية التي تظهر فيها تيارات التعصب والتشدد والعنصرية في مختلف مؤسسات المجتمعات كونها كانت خلال العهد الاشتراكي السابق مجتمعات مغلقة وتحولت الى مجتمعات محافظة قوميا يغلب عليها التشدد الديني، واستنتجت الدراسة بأن أسوأ المجتمعات الاوروبية واقلها قبولا للاسلام والمسلمين اليوم هي اليونان تليها سلوفينيا حيث أنها البلد الاوروبي الوحيد الذي لا يوجد فيه مساجد رسمية للمسلمين.

رفض القوانين

فيما دعا مفوض حقوق الانسان في مجلس اوروبا نيلز مويزنيكس الحكومات الاوروبية الى "الغاء القوانين والاجراءات التي تستهدف المسلمين تحديدا" مثل قانون ارتداء النقاب او البرقع الذي اعتمدته فرنسا عام 2010، وقال المفوض في رسالة نشرت على موقع مجلس اوروبا انه "يتعين على الحكومات الغاء القوانين والاجراءات التي تستهدف تحديدا المسلمين وحظر التمييز على اساس الديانة او العقيدة في جميع المجالات"، واضاف ان "احزابا كبرى استغلت مشاعر الريبة حيال المسلمين لتاييد اجراءات تشريعية مقيدة موجهة ضد هؤلاء. وفي بلجيكا وفرنسا تنص القوانين على غرامة او +حلقة دراسة في المواطنة+ للنساء اللاتي يرتدين النقاب او البرقع في الاماكن العامة"، ويرى نيلز مويزنيكس ان مسلمي اوروبا "يصطدمون بانتظام باشكال مختلفة من الافكار المسبقة والتمييز والعنف تعزز انطوائهم الاجتماعي". بحسب فرانس برس.

وهكذا اشارت دراسة حديثة لوكالة الاتحاد الاوروبي للحقوق الاساسية الى ان "ثلث المسلمين تعرضوا للتمييز في الاشهر ال12 الاخيرة" وان "ربع المسلمين الذين تم استجوابهم من قبل الشرطة العام الماضي تم اعتقالهم"، وادان مويزنيكس اجراءات التحقق من هوية الوجوه التي اعتبر انها "ليست تمييزية فحسب بل تاتي ايضا بنتائج عكسية"، ودعا من جهة اخرى الدول الى اجراء ابحاث بشان التمييز ضد المسلمين ومجموعات دينية اخرى استنادا الى "جمع بيانات مصنفة من خلال الاصل العرقي والدين والجنس".

سويسرا

من جهة أخرى صوت المجلس الوطني وهو الغرفة السفلى في البرلمان ضد اقتراح منع ارتداء النقاب والبرقع في الاماكن العامة ب 93 صوتا في مقابل 87. وكان مجلس الكانتونات، وهو الغرفة العليا في البرلمان رفض المشروع في اذار/مارس، ووصف النائب الاكثري هيوغ هيبتولد منع ارتداء النقاب بأنه "مبالغ فيه" ومن شأنه ان يسيء الى السياحة الآتية من البلدان الاسلامية، وقال "اليوم في سويسرا، لا يطرح لبس هذا النوع من الالبسة لأسباب دينية مشاكل حقيقية في الحياة اليومية، لأن هذه الممارسة غير مألوفة كثيرا لدى الجالية الاسلامية السويسرية. واذا ما منع ارتداء النقاب او البرقع فقد تنجم عن هذا الامر عواقب وخيمة على اندماج المسلمات في سويسرا"، ويعتبر انصار المشروع انه سياهم في رفع شأن المساواة بين الرجال والنساء والاندماج الاجتماعي للنساء. بحسب فرانس برس.

الولايات المتحدة

من جهتها نددت الولايات المتحدة بتنامي "المعاداة للسامية" والعداء تجاه المسلمين في اوروبا، وانتقدت خصوصا القوانين التي تمنع ارتداء البرقع في فرنسا وبلجيكا، وذلك في تقرير لوزارة الخارجية الاميركية حول الحريات الدينية في العالم، وفي هذا التقرير الشامل للعام 2011، تنتقد واشنطن ايضا "التدهور الملحوظ" للحريات الدينية في الصين كما تنتقد مصر لتقصيرها في منع الهجمات التي تستهدف المسيحيين الاقباط، ولفت التقرير الى "ان البلدان الاوروبية باتت متنوعة اكثر فاكثر من النواحي الاتنية والعرقية والدينية. وهذه التطورات الديموغرافية تترافق احيانا مع تنامي الكره للاجانب والمعاداة للسامية ومشاعر العداء للمسلمين".

وشددت وزارة الخارجية الاميركية ايضا على "العدد المتزايد من البلدان الاوروبية، بينها بلجيكا وفرنسا، التي تؤثر قوانينها المفروضة على طريقة اللباس بشكل سلبي على المسلمين وعلى اخرين"، في اشارة الى القوانين الاوروبية التي تمنع ارتداء النقاب او البرقع.

ففي فرنسا اقر البرلمان في ايلول/سبتمبر 2010 القانون الذي يمنع اخفاء الوجه في الاماكن العامة، وبدأ تطبيقه في 11 نيسان/أبريل 2011. وقبل انتخابه تعهد رئيس الجمهورية فرنسوا هولاند بابقاء "القانون المتعلق بالبرقع"، وتبنت بلجيكا تشريعا مماثلا في تموز/يوليو 2011.

وقد دعا مفوض حقوق الانسان في مجلس اوروبا نيلز موزنيكس الحكومات الاوروبية، مشيرا الى باريس وبروكسل، الى "التخلي عن القوانين والتدابير التي تستهدف خصوصا المسلمين"، وبصورة عامة يتناول التقرير الدولي لوزارة الخارجية الاميركي حول الحريات الدينية في 2011 --الاول منذ الربيع العربي-- "انعكاسات عمليات الانتقال السياسي والديمغرافي على الاقليات الدينية وتأثير النزاعات على الحرية الدينية و(...) تنامي العداء للسامية". بحسب فرانس برس.

وبعد ان رحبت ب"الانتقال" الديمقراطي الجاري "في شمال افريقيا والشرق الاوسط" خصوصا في "تونس وليبيا ومصر"، ذكرت وزارة الخارجية بان "وضع الاقليات الدينية في هذه البلدان تتصدر الاحداث"، لكن الولايات المتحدة تتخوف الان من "التوترات المتفاقمة بين اولئك الذين تعرضوا للقمع منذ زمن طويل ويطالبون بمزيد من الحرية واولئك الذين يخشون التغيير"، وعبرت واشنطن ايضا عن قلقها بشكل خاص على مصير الاقليات "البهائية والصوفية في ايران، والمسيحيين في مصر، والمسلمين في بلدان عدة (بما في ذلك في اوروبا)، والبوذيين التيبتيين، والمسيحيين والمسلمين الاويغور في الصين، واليهود في العديد من الاماكن في العالم".

هولندا

من جانب أخر رفض مجلس الشيوخ الهولندي مشروع قانون انتقدته الطائفتان المسلمة واليهودية كان من شأنه أن يحظر نحر الذبائح وفقا لتعاليم الديانتين، ويشترط مشروع القانون الذي قدمه حزب صغير معني بالرفق بالحيوان صعق الحيوانات قبل ذبحها وهو ما يتناقض مع الاحكام الدينية للمسلمين واليهود، وكان مجلس النواب أقر مشروع القانون قبل عام لكنه ابقى الباب مواربا من خلال بند يقول إن الطوائف الدينية يمكنها مواصلة الذبح وفقا لشرائعها إذا اثبتت انه ليس أكثر إيلاما من طرق الذبح الأخرى. بحسب رويترز.

لكن مجلس الشيوخ رفض مشروع القانون بأغلبية 51 صوتا مقابل 21 وهو ما يعني انه لا يمكن ان يصبح قانونا، وشكا المسلمون الهولنديون -وأغلبهم من اصول تركية ومغربية- من انهم يشعرون بأن مشروع القانون يصمهم، وتقضي القواعد المطبقة في الاتحاد الاوروبي بصعق الحيوانات قبل ذبحها لكنها تسمح بالذبح وفقا للشرائع الدينية الذي اعتبرته المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان من بين الحقوق الدينية.

ألمانيا

كما أثارت حملة ملصقات لوزارة الداخلية الألمانية للاعلان عن خط ساخن لمن يساورهم القلق من احتمال تحول صديق او احد افراد العائلة لنهج متطرف سخط بعض المسلمين الذين يقولون انها مهينة لهم، وتزايد القلق في المانيا التي يوجد بها اربعة ملايين مسلم من المتشددين الاسلاميين المحليين خلال العقد الماضي بعدما استخدمت هامبورج كقاعدة لثلاثة من خاطفي الطائرات التي استخدمت في هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001، واكثر ما يشعر المسؤولين بالقلق سهولة تجنيد المتطرفين للافراد من خلال الانترنت. وقتل شاب مسلم من البان كوسوفو العام الماضي اثنين من جنود القوات الجوية الامريكية في مطار فرانكفورت بعدما تبنى افكارا متشددة عن طريق الانترنت، وستعرض الملصقات في الحملة الجديدة التي تظهر اربعة اشخاص خياليين هم "حسن" و"فاطمة" والالماني "تيم" الذي تحول الى الاسلام و"احمد" باللغات العربية والتركية والالمانية في المدن الكبرى التي يوجد بها عدد كبير من المهاجرين اعتبارا من 21 سبتمبر ايلول، وكتب على احد الملصقات "هذا شقيقي حسن. افتقده واتعرف عليه بالكاد، "لقد بات منعزلا ويزداد تشددا كل يوم. اخشى أن أفقده نهائيا لصالح المتعصبين الدينيين والجماعات الارهابية. اذا كانت تواجهون شيئا مماثلا اتصلوا بمركز معلومات مكافحة التطرف، ويخشى منتقدون أن تغذي الحملة الصور النمطية عن المسلمين. بحسب رويترز.

وقال ايدن اويزوجوز وهو عضو الماني من اصل تركي بالبرلمان ومفوض الاندماج بالحزب الديمقراطي الاشتراكي المعارض "ينظر إلى المسلمين دائما باعتبارهم تهديدا محتملا، "هذه قضية هامة جدا لكنها تهدد بتنفير طائفة دينية بأكملها، وتقول وزارة الداخلية ان الحملة وضعت بمساعدة جماعات اسلامية في اظار مبادرة اكبر لتحسين العلاقات بين الأجهزة الامنية والمجتمعات الاسلامية، لكن أربعة من بين الجماعات الست التي شاركت في مبادرة بناء الثقة سحبت دعمها بعد ذلك، وقالت الجماعات في بيان مشترك "الربط الدائم بين الاسلام وقضايا العنف والسياسة الامنية ليس من شأنه إلا أن يؤدي إلى مفاهيم زائفة، وزاد انعدام الثقة بين السكان المهاجرين في ألمانيا بعد فشل السلطات في التعامل مع موجة عمليات قتل نفذها النازيون الجدد ضد اصحاب محال أغلبهم أتراك. وأبلغت السلطات أسر الضحايا على مدى سنوات أن عمليات القتل كانت نتيجة تسوية حسابات بين عصابات الجريمة المنظمة.

وقال إيرول بورلو من اتحاد المراكز الثقافية الاسلامية وهو احد الجماعات التي شاركت في المبادرة انه جرى التركيز على التطرف بين المسلمين بصورة اكبر كثيرا منها بين المجتمع الالماني إجمالا، وقال "التصدي للتطرف بين المسلمين فقط يهدد بوضعهم محل اشتباه عام" مضيفا ان زيادة حصص الدين في المدارس ستكون وسيلة اكثر فاعلية في محاربة التشدد بين الشبان، واضاف "علينا ايضا ان نتحدث عن حماية المسلمين. يمكن أيضا أن يقعوا ضحية للتطرف."

فرنسا

على صعيد أخر قامت فرنسا بترحيل ثلاث سعوديات اثر وصولهن الى مطار رواسي شارل ديغول بعد رفضهن خلع النقاب والكشف عن وجوههن، وقال مصدر ملاحي ان النساء وصلن من الدوحة على متن رحلة للخطوط الجوية القطرية ظهر الاثنين، ومنعن من دخول الاراضي الفرنسية عندما رفضن الكشف عن وجوههن لشرطة مراقبة الحدود، ولم تحدد اعمار النساء اللواتي تم ترحيلهن الى الدوحة. وافاد المصدر نفسه انهن "تلقين مخالفات من الدرجة الثانية طبقا للقانون"، ويمنع القانون الفرنسي اخفاء الوجه في الاماكن العامة ويفرض غرامة يمكن ان تصل الى 150 يورو للمخالفات، وفي 31 ايار/مايو، دعا وزير الداخلية مانويل فالس الذي ايد قانون منع النقاب الى تطبيق هذا القانون "بذكاء وتبصر". بحسب فرانس برس.

ودعا حتى الى منع الامهات اللواتي يرافقن ابناءهن الى المدرسة من ارتداء النقاب تطبيقا للقانون "الجمهوري" مع اشارته الى ان هذه المسألة "معقدة جدا"، وحررت مخالفات لنحو 300 امراة بين نيسان/ابريل 2011 والشهر نفسه من 2012 بسبب ارتداء النقاب في الاماكن العامة، وفق ارقام وزارة الداخلية الفرنسية.

النمسا

في حين حكم القضاء النمسوي على الاسلامي النمسوي توماس ال ج. (27 عاما) بالسجن ثلاثة اعوام لتنظيمه بصفته "عضوا في منظمة ارهابية" زيارات عدة للصومال وافغانستان بين العامين 2009 و2011، في المقابل، تمت تبرئة احد شركائه لعدم كفاية الدليل بعد ملاحقته على اساس اتصال هاتفي مدته ثلاث دقائق، وارجىء الحكم القضائي بحق شريكين اخرين بعدما تمكنا من الفرار قبل بدء المحاكمة، واوضحت النيابة ان توماس ال ج. عبر تنظيمه العام 2009 زيارة للصومال لسبعة من افراد عائلته كانوا سينضمون الى المتمردين الصوماليين الشباب وسيشاركون في الجهاد، يكون قد انتهك القانون النمسوي، رغم ان هذه الزيارة لم تتم، واعتبر القضاء النمسوي ان هذه الزيارة كانت تنطوي على هدف ارهابي ضمني، فالاسلاميون "كانوا يأملون بالانضمام الى ميليشيا الشباب" والمشاركة في الجهاد، كذلك، دين توماس ال ج. بتنظيم زيارة لشخصين في ربيع 2011 لمعسكر تدريب ارهابي على الحدود بين باكستان وافغانستان، لكن هذه الزيارة لم تتم ايضا، ولم يعلن المتهم ما اذا كان سيستأنف الحكم. بحسب فرانس برس.

عطل المسلمين

الى ذلك أصبحت هامبورج أول مدينة ألمانية تعترف بعطلات المسلمين في خطوة تهدف الى دمج الاقلية التي كثيرا ما تتعرض للانتقاد من معارضي الهجرة، وقالت السلطات وجماعات اسلامية بعد مفاوضات استمرت خمس سنوات انه سيسمح للموظفين والطلبة المسلمين بعطلاتهم الدينية وسيسمح بتدريس مناهج دينية اسلامية في مدارس الدولة، وقال دانييل عابدين عضو مجلس الطوائف الاسلامية في هامبورج "نأمل ان يكون تدريس مناهج دينية اسلامية في هذه الولاية الواقعة في شمال البلاد اشارة للولايات الألمانية الخمس عشرة الأخرى. هذا الاتفاق خطوة مهمة نحو الاعتراف بالاسلام في البلاد، ويدخل الاتفاق حيز التنفيذ العام القادم وهو الأول من نوعه في المانيا التي تضم اربعة ملايين مسلم قرابة نصفهم يحملون الجنسية الالمانية، ويبلغ العدد الاجمالي للسكان في ألمانيا قرابة 82 مليون نسمة ويمثل التسامح الديني والعرقي قضية حساسة في البلاد، وقال عضو البرلمان الاتحادي فولكر كاودر وهو حليف وثيق للمستشارة أنجيلا ميركل في وقت سابق هذا العام ان الاسلام ليس جزءا من تراث ألمانيا وهويتها. بحسب فرانس برس.

وحظرت محكمة في كولونيا ختان الصبية الصغار في يوليو تموز وهو امر قوبل بالانتقاد من الطائفتين الاسلامية واليهودية، وقالت الجماعات الاسلامية في هامبورج التي تمثل زهاء 150 الف مسلم ان الاتفاق علامة تاريخية على قبول المسلمين، وقال زكريا ألتوج عضو الاتحاد الاسلامي التركي "المسلمون يعتبرون هامبورج وطنهم."

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 1/تشرين الأول/2012 - 14/ذو القعدة/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م