نجاد... اكثر رؤساء العالم تأثيرا سياسيا!

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: يعد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد من ابرز الشخصيات تأثيرا في العالم على المستوى السياسة، باعتباره شخصية مثيرة للجدل محليًا ودوليًا، فهو من أشد المعارضين لسياسة الولايات المتحدة وإسرائيل، لكنه يمتلك علاقات وطيدة مع روسيا وفنزويلا وسوريا، ففي خطابه الأخير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أطلق الرئيس الإيراني  موجة جديدة من التصريحات النارية ضد السياسيات الغربية الإسرائيلية، نتج عنها زلزال سياسي فأقم من الصراعات الدائمة، وزاد من تنافر المصالحات المستحيلة بين الخصوم، وأشعل فتيل حرب التصريحات، بصورة ربما تمهد الطريق نحو الحرب العالمية الثالثة، لذا فهو دائمًا عرضة للانتقاد من جهات عديدة لاسيما إسرائيل، خصوصا وانه يدعو الى محو دولة إسرائيل، كما انتقد بشدة العقوبات الغربية المفروضة على ايران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل.

وعليه فأن سلطة الرئيس الإيراني تواجه تحديات كبيرة داخلية وخارجية، ففي ظل التوترات التي تعيشها بلاده بسبب العقوبات الغربية وتهديد إسرائيل، ناهيك التعثر الاقتصادي خاصة في الآونة الأخيرة، كلها عوامل ساعدت في تفشي حالة من التذمر الشعبي بصورة متزايدة، والدولية ايضا خصوصا منطقة الشرق الأوسط المهددة بالحرب بسبب صراع إيران وإسرائيل، وعليه فأن السياسة لطالما فرقت الشمائل، وأشعلت الحروب، بسبب القرارات المنفردة، لكنها قد تكشف عن الخوف مما يجيء من المستقبل في الحروب، او الضياع في اروقة المفاوضات بحثا عن حلم تائه للسلام، وتبقى تصريحات السياسيين مجرد تبرير او هروب من المسؤولية ضحيتها الشعوب، لكن سيحاسب عليها التاريخ دون أدنى شك.

إسرائيل ستزول

فقد تجاهل الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد تحذيرا من الأمم المتحدة بتجنب التصريحات المثيرة للمشاعر وقال قبل الجلسة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة إن إسرائيل ليس لها "جذور" في تاريخ الشرق الأوسط وسوف "تزول"، وقال أحمدي نجاد للصحفيين في نيويورك إنه لا يأخذ التهديدات الإسرائيلية بشن هجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية مأخذ الجد ونفى إرسال أسلحة إلى سوريا ولمح إلى التهديدات الإيرانية بقتل الكاتب البريطاني سلمان رشدي، وسرعان ما استنكرت الولايات المتحدة تصريحات الرئيس الإيراني ووصفتها بأنها "عدوانية وشائنة ومثيرة للاشمئزاز"، ولمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أن اسرائيل قد تهاجم مواقع إيران النووية وانتقد موقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي يطالب بإتاحة مزيد من الوقت للعقوبات والعمل الدبلوماسي لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية.

وتنفي إيران سعيها لامتلاك أسلحة نووية وتقول إن برنامجها النووي سلمي ويهدف إلى توليد الكهرباء، وقال أحمدي نجادي للصحفيين في نيويورك حيث من المقرر أن يحضر اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة "في الأساس نحن لا نأخذ تهديدات الصهاينة بجدية... نملك كل وسائل الدفاع ونحن مستعدون للدفاع عن أنفسنا"، والتقى الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون مع أحمدي نجاد وحذره من مخاطر الادلاء بتصريحات مثيرة للمشاعر في الشرق الأوسط، غير أن الرئيس الإيراني لم يكترث بالتحذير ولمح في حديثه للصحفيين من خلال مترجم إلى رفضه السابق لحق إسرائيل في الوجود، وقال "إيران موجودة منذ سبعة آلاف إلى عشرة آلاف عام مضت. وهم (الإسرائيليون) يحتلون تلك الأراضي على مدى السنوات الستين أو السبعين الأخيرة بدعم من الغربيين وقوتهم. ليس لهم أي جذور هناك في التاريخ"، وأضاف "نحن نعتقد أنهم وجدوا أنفسهم في طريق مسدود ويسعون إلى خوض مغامرات جديدة للهروب من هذا الطريق المسدود. لن تضار إيران بقنابل أجنبية، وتابع "نحن لا نحسب لهم حسابا حتى كطرف في أي معادلة فيما يخص إيران. فهم في مرحلة تاريخية يمثلون إزعاجا طفيفا يظهر في الصورة ثم يختفي"، وكان أحمدي نجاد وصف إسرائيل في عام 2005 بأنها "ورم" وردد كلمات الزعيم الأعلى الإيراني الراحل آية الله روح الله الخميني بقوله إن إسرائيل يجب أن تمحى من الخريطة، وفي واشنطن استنكر المتحدث باسم البيت الأبيض تومي فيتور تصريحات الرئيس الإيراني مؤكدا التزام الولايات المتحدة تجاه أمن إسرائيل.

وقال فيتور "تصريحات الرئيس أحمدي نجاد عدوانية وشائنة ومثيرة للاشمئزاز. وهي تؤكد مجددا السبب في أن التزام أمريكا حيال أمن إسرائيل يجب أن يكون راسخا ولماذا ينبغي على العالم محاسبة إيران على عدم الوفاء بالتزاماتها"، وربطت الحكومة الأمريكية شركة النفط الوطنية الإيرانية بالحرس الثوري رسميا وهو ما يمكن الولايات المتحدة من تطبيق عقوبات جديدة على البنوك الأجنبية التي تتعامل مع الشركة، وألقى أحمدي نجاد كلمة خلال اجتماع رفيع المستوى بالأمم المتحدة بشأن سيادة القانون ودفعت تصريحاته هناك سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة رون بروسور إلى الانسحاب، وقال بروسور في بيان "أظهر أحمدي نجاد مجددا أنه لا يهدد مستقبل الشعب اليهودي فحسب بل يسعى أيضا إلى محو ماضينا"، ونقل عن قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الايراني البريجادير جنرال أمير علي حاجي زاده قوله إن إيران قد تشن هجوما وقائيا على إسرائيل إذا تأكد لها أنها تعد لمهاجمتها، وقال أحمدي نجاد إن المشكلة النووية هي في نهاية الأمر مشكلة بين الولايات المتحدة وإيران ويجب أن تحل بالتفاوض، وأضاف "القضية النووية ليست مشكلة لكن المهم هو التوجه الذي تتخذه الولايات المتحدة بشأن إيران. نحن مستعدون للحوار للتوصل إلى حل جذري للمشاكل لكن بشرط أن يقوم ذلك على النزاهة والاحترام المتبادل، وتابع "لا نتوقع أن يتم حل مشكلة دامت 33 عاما بين الولايات المتحدة وإيران بشكل سريع. ولكن لا سبيل إلا الحوار، وقال البيت الأبيض إن من المقرر أن يؤكد أوباما التزامه بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي ويتناول الاضطرابات التي شهدها العالم الإسلامي بسبب فيلم اعتبر مسيئا للنبي محمد في كلمته التي يلقيها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة،

وقال أحمدي نجاد في كلمته خلال الاجتماع الخاص بسيادة القانون إن الدول يجب ألا تذعن للقانون الدولي كما تفرضه "دول متنمرة". بحسب رويترز.

وفي سنوات سابقة استخدم الرئيس الايراني خطابه أمام الجمعية العامة في الدفاع عن برنامج ايران النووي ومهاجمة إسرائيل والولايات المتحدة وأوروبا. وشكك في المحرقة النازية كما شكك في مسؤولية 19 من خاطفي الطائرات عن هجمات 11 سبتمبر أيلول عام 2001 على الولايات المتحدة، وعادة ما ينسحب المندوبون الغربيون من قاعة الجمعية العامة أثناء إلقاء أحمدي نجاد لخطابه، وقال أحمدي نجاد إن إيران في ظل العقوبات المفروضة عليها من الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بسبب برنامجها النووي اعتادت على القيود الاقتصادية ولم تتأثر كثيرا بها، وقال "الأحوال في إيران ليست بالسوء الذي يصورها به البعض" مضيفا أن بلاده يمكنها الصمود بدون إيرادات النفط، وذكر أن الاقتصاد الإيراني في حال أفضل بكثير من حال اقتصاد الاتحاد الأوروبي الذي قال إنه "على شفا التفكك والانهيار"، وستعقد في إطار أعمال الجمعية العامة اجتماعات رفيعة المستوى بشأن البرنامج النووي الإيراني والأزمة السورية لكن دبلوماسيين بالأمم المتحدة لا يتوقعون حلا سريعا لأي من المشكلتين، واتهمت الأمم المتحدة ومسؤولون غربيون إيران بإمداد القوات الموالية للحكومة السورية بالسلاح بينما اتهمت الحكومة السورية قطر والسعودية بتسليح المعارضين الذي يسعون للإطاحة بالرئيس بشار الأسد، ورفض أحمدي نجاد اتهام إيران بأنها ترسل أسلحة إلى سوريا. وقال ردا على سؤال إن هذه الأنباء "تم نفيها بشدة رسميا" مضيفا "نحن نسعى لتحقيق السلام في سوريا. نحن نحب الجانبين... ونرى أن كلهم أشقاؤنا على حد سواء"، وأضاف "التدخل في سوريا من الخارج جعل الظروف أصعب كثيرا... يجب علينا المساعدة في وقف العنف والمساهمة في... (تسهيل) حوار وطني"، وسئل أحمدي نجاد أيضا عن الخطوة التي اتخذتها مؤسسة دينية إيرانية بزيادة المكافأة التي رصدتها لمن يقتل سلمان رشدي ردا على الفيلم المسيء للاسلام، وقال الرئيس الإيراني بشأن رشدي "أين هو الآن؟ هل هو في الولايات المتحدة؟ إذا كان هناك فيجب ألا تعلنوا ذلك حفاظا على سلامته"، وكان الخميني أهدر دم رشدي الروائي البريطاني المولود في الهند في عام 1989 بسبب روايته "آيات شيطانية" التي اعتبرها مسيئة للنبي محمد، وتطرق أحمدي نجاد أيضا إلى قضية فيلم "براءة المسلمين" الذي أنتج في كاليفورنيا وفجر احتجاجات مناوئة للأمريكيين في أرجاء العالم الإسلامي. ورفض فيما يبدو موقف واشنطن التي ترى أن الفيلم يستحق الإدانة لكن حرية التعبير لا بد أن تحترم، وقال أحمدي نجاد "يجب ألا تتعارض الحريات مع حريات الآخرين". وتساءل "إذا سبك أحد فماذا أنت فاعل؟... أليس سب الآخرين شكلا من أشكال الجريمة؟".

الترهيب النووي

في سياق متصل اتهم الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الدول الغربية واسرائيل ب"ترهيب" بلاده "بواسطة الاسلحة النووية"، وقال احمدي نجاد امام الجمعية العامة للامم المتحدة ان "التهديدات المستمرة التي يلوح بها الصهاينة الجهلة باستخدام القوة العسكرية ضد امتنا العظيمة تؤكد بوضوح هذه الحقيقة المرة"، واكد "ان السباق الى التسلح والترهيب بالاسلحة النووية واسلحة الدمار الشامل هما السائد لدى قوى الاستكبار". وتابع "باتت تجربة اجيال جديدة من الاسلحة الفائقة التطور والكشف عنها عندما تسنح الفرصة الطريق الجديدة لتهديد الدول لاجبارها على الرضوخ للاستكبار"، واضاف في اشارة ضمنية الى التكهنات بضرب اسرائيل للمنشآت النووية الايرانية، وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما اكد امام الجمعية العامة ان بلاده ستقوم "بما عليها فعله" لمنع ايران من الحصول على سلاح نووي. ويبحث الاوروبيون عقوبات جديدة على ايران فيما هدد مسؤولون اسرائيليون بتوجيه ضربة الى المنشآت النووية الايرانية.

ولم يوفر احمدي نجاد الامم المتحدة من انتقاداته ومن بينها لمجلس الامن الذي قال انه "تحت هيمنة عدد محدود من الحكومات ويعيق هكذا الامم المتحدة من القيام بمسوؤلياتها بشكل عادل ومناسب"، لكن احمدي نجاد امتنع في خطابه امام الجمعية العامة الذي قاطعته الولايات المتحدة واسرائيل عن الاستفاضة في خطابه الناري المعهود وفضل الخوض في افكار فلسفية مطولة حول السلام والعدل، وكان انكر العام الماضي محرقة اليهود ودافع عن نظرية المؤامرة في احداث 11 ايلول/سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة، ولكنه هذه المرة توقع عودة الامام المهدي الوشيكة، مبشرا البشرية بمستقبل زاهر. بحسب فرانس برس.

وقال ان المهدي سيأتي "مصحوبا بيسوع المسيح وحكماء" كي يؤمنوا للبشرية "مستقبلا زاهرا ابديا"، واعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو انه سيتحرك "بكل الوسائل" لمنع ايران من امتلاك السلاح النووي وذلك قبيل توجهه الى نيويورك للمشاركة في اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة، وقال في بيان "سوف اتحرك بكل الوسائل كي لا تمتلك ايران السلاح النووي. اثبت التاريخ ان الذين يريدون شطب اسرائيل عن الخارطة فشلوا في مهمتهم"، واشار ايضا الى ان اسرائيل هي "دولة حديثة وقوية"، وسوف يتوجه نتانياهو الى نيويورك على ان يلقي خطابا في الامم المتحدة. وسيكرر في هذه المناسبة تحذيره ضد امتلاك ايران السلاح النووي على خلفية الخلافات مع الحليف الاميركي الذي يرفض فرض "خطوط حمراء" على طهران حسب ما يطالب به نتانياهو، ومن جهة اخرى، تظاهر الاف الاشخاص بدون حوادث بالقرب من مقر الامم المتحدة في نيويورك ضد احمدي نجاد خلال القائه خطابه امام الجمعية العامة للامم المتحدة وهم يرددون "احمدي نجاد لا، لا، لا"، ورفع بعض المتظاهرين صور مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الايرانية التي يشكل مجاهدو خلق ابرز مكوناتها وكذلك صور مسعود رجوي الرئيس الحالي للمجلس، وتحدثت رجوي الى المتظاهرين عبر الفيديو.

رد قاسي

في المقابل وعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو برد قاس في الأمم المتحدة على أحدث هجوم من الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وقال إنه مصمم على منع إيران من تطوير أسلحة نووية، ووجه نتنياهو رسالة مفتوحة الي الإسرائيليين بمناسبة نهاية عيد الغفران اليهودي قبل أن يستقل الطائرة متوجها إلى نيويورك لإلقاء كلمة أمام الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة، وقال نتنياهو "فيما يتعلق بمسألة إيران فإننا جميعا متحدون في هدف منع إيران من امتلاك أسلحة نووية" مضيفا ان الامم المتحدة اتاحت منصة تحدث منها "نظام الطغيان في ايران الذي يسعى في كل فرصة ليحكم علينا بالاعدام"، وأضاف قائلا "اختار الطاغية الإيراني أن يدعو علانية أمام العالم إلى زوالنا عشية يوم كيبور (عيد الغفران) المقدس لدى الشعب اليهودي. هذا يوم أسود لمن اختاروا البقاء في القاعة والاستماع الي هذه الكلمات الحاقدة"، ولم يذكر الزعيم الإسرائيلي اسماء اي من الدول الاعضاء بالامم المتحدة. واختار الوفد الأمريكي عدم الاستماع إلى كلمة أحمدي نجاد في الجمعية العامة بينما انسحبت دول أخرى حليفة لإسرائيل عندما بدأ الرئيس الايراني في القاء كلمته. بحسب رويترز.

وقال نتيناهو "في التصريحات التي سأدلي بها أمام ممثلي الدول في الجمعية العامة للأمم المتحدة سيستمعون إلى ردنا. إنني كرئيس لوزراء إسرائيل دولة الشعب اليهودي أعمل بكل وسيلة من أجل ألا تمتلك إيران أسلحة نووية"، ومضى يقول "التاريخ يثبت أن اولئك الذين أرادوا محونا من على الخريطة فشلوا في تحقيق ذلك الهدف في حين تغلب الشعب اليهودي على كل العقبات"، وتضمنت كلمات أحمدي نجاد في الجمعية العامة للأمم المتحدة نبوءة بأنه سيتم "القضاء" على إسرائيل، وقال إن ايران "تحت تهديد مستمر من الصهاينة غير المتحضرين للجوء للعمل العسكري ضد بلدنا العظيم، وسخر مستشارون كبار لنتيناهو في احاديث خاصة من خطاب أحمدي نجاد التحريضي قائلين إنه لا يضطلع بأي دور في صنع السياسة الخاصة بالبرنامج النووي الإيراني.

عيد الغفران

فلم يدل الزعماء الإسرائيليون بأي تعليق على أحدث هجوم للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد على إسرائيل والتزموا الصمت شبه التام مع دخول البلاد في حالة من التوقف الكامل بمناسبة عيد الغفران (يوم كيبور) أقدس أيام التقويم اليهودي، مما يعني عدم إصدار أي تصريحات أيضا بشأن خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمام الجمعية العامة للامم المتحدة، كان تصريح عنيف للزعيم الإيراني الذي عادة ما يغضب إسرائيل ويثير بواعث القلق من انه اذا حصلت الجمهورية الإسلامية على اسلحة نووية ذات يوم فإنها قد تستخدمها ضد إسرائيل، وندد سفير إسرائيل لدى الامم المتحدة بتصريحات أحمدي نجاد لكن الوزراء والمسؤولين في إسرائيل التزموا الصمت. ولم يرد أيضا أي شيء يذكر لتصريحاته في الصحف الإسرائيلية يوم الثلاثاء وركزت بدلا من ذلك على السياسة الداخلية. بحسب رويترز.

وسبق ان استهان كبار مستشاري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أحاديث غير رسمية بتصريحات أحمدي نجاد قائلين انه ليس لديه اي دور في اتخاذ القرار عندما يتعلق الامر بالبرنامج النووي الإيراني المثير للجدل، لكنهم يمحصون بدقة تصريحات الزعيم الاعلى الإيراني اية الله علي خامنئي قائلين انه الشخص المسؤول عن اتخاذ القرارات الحاسمة في إيران، وكان دان ميريدور نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي قال انه لا يعتزم الخوض في تبادل للسباب مع المسؤولين الإيرانيين مضيفا ان إسرائيل اعتادت على ان تكون الطرف المتلقي للتصريحات النارية، وهددت إسرائيل بالقيام بعمل عسكري ضد إيران ما لم تتخل طهران عن برنامجها النووي الذي تقول طهران انه يقتصر على الاغراض المدنية لكن الكثير من الدول الغربية تعتقد انه يهدف إلى انتاج قنبلة نووية، ومثلما هو الحال في كل عام تتوقف مظاهر الحياة تماما في إسرائيل مع حلول عيد الغفران. ويتوقف بث الاذاعة والتلفزيون ويتم اغلاق المطار الدولي وتخلو الشوارع من المارة.

الدفاع عن المثلية الجنسية

من جهة أخرى صرح الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في مقابلة مع شبكة "سي ان ان" الاميركية ان الدفاع عن المثلية الجنسية شأن يخص الرأسماليين الذين لا يأبهون بالقيم البشرية الحقيقية بحسب قوله، وقال احمدي نجاد ان المثلية الجنسية "سلوك قبيح جدا" ومدان بحسبه من طرف "جميع الانبياء وجميع الاديان وجميع المعتقدات"، وخلال تواجده في نيويورك للمشاركة في اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة سخر الرئيس الرئيس الايراني من السياسيين والاحزاب التي تقدم الدعم للمثليين لمجرد الفوز "باربعة او خمسة اصوات اضافية"، واعتبر ان الدفاع عن مثلية الجنس لا علاقة له مع الدفاع عن التطور البشري، وصرح في اقوال مترجمة "هذا النوع من الدعم لمثلية الجنس مترسخ فقط في افكار الرأسماليين المتصلبين واولئك الذين يفضلون تطور الرأسمال عوضا عن القيم البشرية، واحمدي نجاد الذي يعتقد ان المثلية مكتسبة لا فطرية تجنب الرد على سؤال حول ما قد يفعل ان اتضح ان احد اولاده مثلي جنسيا، وقال ان "مثلية الجنس تضع حدا للتناسل". بحسب فرانس برس.

وقال ديفيد ايبسن من منظمة "موحدون ضد ايران نووية" ان "امكنة كثيرة قررت عدم استضافته (الرئيس الايراني) لان نظامه هو اكبر راع للارهاب في العالم، واورد فندق وورويك في بيان انه "يستضيف وفودا من مختلف البلدان منذ 1926 في اطار تقليد الضيافة لمدينة نيويورك حيال المشاركين في الجمعية العامة (للامم المتحدة)"، واضاف ان "سياستنا تهدف في الوقت نفسه الى احترام الحياة الخاصة لزبائننا وحقوق من يختارون التعبير عن ارائهم"، ويشارك اكثر من 120 رئيس دولة وحكومة ووزيرا في الدورة السابعة والستين للجمعية العامة للمنظمة الدولية في نيويورك.

سجن المستشار الاعلامي

الى ذلك اودع المستشار الاعلامي للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ومدير وكالة الانباء الرسمية ايرنا علي اكبر جوانفكر السجن بعد الحكم عليه في شباط/فبراير بالسجن ستة اشهر على ما اعلنت وكالتا ايرنا وفارس، ونقلت وكالة فارس عن نيابة طهران ان "علي اكبر جوانفكر الذي ادين بتهمتين اودع السجن لقضاء عقوبته بالسجن". وتم ايداعه سجن ايوين في طهران بحسب ايرنا، وياتي سجن جوانفكر فيما يتواجد احمدي نجاد في نيويورك حيث القى كلمة امام الجمعية العامة للامم المتحدة. كما امر مكتب تنظيم شؤون الاعلام باغلاق صحيفة "شرق" وهي اليومية المعتدلة الرئيسية في البلاد بسبب نشر رسم اعتبر مهينا لقدامى المقاتلين، على ما اعلن موقع التلفزيون والراديو الرسميان "ايريب"، وحكم على جوانفكر في شباط/فبراير في محكمة الاستئناف بالسجن ستة اشهر. واشارت فارس الى "انه ادين باهانة المرشد الاعلى ونشر مضمون يتنافى مع القيم الاسلامية والاخلاق العامة كما منع من ممارسة اي نشاط اعلامي". بحسب فرانس برس.

والمح محاميه الى ان الملاحقة تعود الى نشر مقالة في مجلة رسمية يديرها جوانفكر تنتقد الزام النساء بوضع الحجاب في ايران، في محكمة البداية في تشرين الثاني/نوفمبر 2011 حكم على جوانفكر الذي يدير صحيفة "ايران" اليومية بالسجن عاما، وشن المحافظون المتشددون في العام الفائت حملة شرسة على الرئيس الايراني وبعض مقربيه واتهموهم "بالتحريفية" والتشكيك في اسس الجمهورية الاسلامية، كما ياتي سجن جوانفكر بعد ايام على سجن ابن وابنة الرئيس السابق اكبر هاشمي رفسنجاني الذي يعتبر معتدلا، وسبق ان اغلقت صحيفة "شرق" عدة مرات واستؤنف صدورها عام 2010 بعد منعها ثلاث سنوات نتيجة نشرها مقابلة مع شاعرة تقيم في المهجر يشتبه في ان تكون مثلية جنسيا، ويبدو في الرسم الذي ادى الى اغلاق الصحيفة رجال يقفون في طابور ويضعون عصبة سوداء على عينيهم تذكر بعصبات الرأس التي وضعها الجنود الايرانيون على الجبهة في اثناء حرب العراق وايران (1980-88).

نيويورك ذكريات طيبة

على صعيد مختلف قال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد انه يحتفظ بذكريات طيبة من زياراته السنوية الى نيويورك فيما انهى آخر زيارة له لهذه المدينة بصفته زعيما لبلده، والاسف الوحيد الذي اعرب عنه احمدي نجاد انه لم تتسن له فرصة للاختلاط باهالي نيويورك العاديين، بحسب ما قال للصحافيين على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة، مثنيا على سكانها الذي يتحلون "بروح عظيمة" و"اخلاق عالية"، وقال مستعينا بمترجم "جميع زياراتي لنيويورك كانت جيدة. لحسن الحظ في السنوات الاخيرة الماضية. مع الاسف لم تتسن لي الكثير من الفرص للتفاعل بشكل حقيقي مع سكان المدينة ورؤيتهم"، واضاف "لكن كانت لدينا لقاءات ممتعة جدا مع بعض المنظمات الشعبية ... بعض الاساتذة الجامعيين، بعض مدراء المجموعات الاعلامية، بعض الباحثين" مؤكدا "كانت كلها ذكريات طيبة"، والعلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وايران مقطوعة منذ عقود. ولم يتمكن احمدي نجاد من السفر الى الولايات المتحدة الا لحضور الجمعية العامة للامم المتحدة خلال فترة رئاسته، وينتخب الايرانيون في 14 حزيران/يونيو 2013 خلفا لاحمدي نجاد الذي يتولى حاليا فترة رئاسة ثانية واخيرة. بحسب فرانس برس.

والانتخابات الرئاسية السابقة في 2009 والتي فاز فيها احمدي نجاد وسط اتهامات منافسيه بالتزوير، اعقبتها احتجاجات واسعة قمعتها السلطات بوحشية، لكن احمدي نجاد لم يشر في كلمته الى الانتخابات الاخيرة ولا الى الاحتجاجات التي تلتها بل اصر على الكلام عن الطبيعة البشرية الطيبة، وقال "في العالم اجمع الناس طيبون ومحبون. الناس مصنوعون من نفس النسيج وجميعهم طيب بطبيعته. هم يؤيدون النقاوة والعدالة والانصاف"، واراد ايضا ان يقدم "الشكر لسكان نيويورك ... عادة في مثل هذه الزيارات نعتذر في نهاية الزيارة على الازعاج الذي سببناه لسكان نيويورك. نشكر قوات الامن وجهاز الشرطة"، وقال "نحن على ثقة انه بفضل روحهم العظيمة ومستوى اخلاقهم العالية سيسامحون هذا العبء السنوي المتكرر".

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 1/تشرين الأول/2012 - 14/ذو القعدة/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م