فرنسا تفاقم من الغضب الإسلامي حول العالم

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: في الوقت الذي تشتعل في نيران الغضب في العالم الإسلامي، بعد بث فيلم أميركي مسيء للإسلام، قامت مجلة شارلي ايبدو الفرنسية لتصب الزيت على نار بنشرها رسوم كاريكاتورية مسيئة لشخص الرسول الأكرم، مما ثارت حفيظة المسلمين، وزاد من حدة الغضب والتوترات بين العالم الإسلامي والغرب، وقد أدت هذه التوترات الى استنفار السلطات الفرنسية التي اغلقت سفاراتها وقنصلياتها ومدارسها في عشرين بلدا مسلما، إذ تلعب وسائل الإعلام هناك دوراً كبيراً في تقوية هذه الإساءات، ففي ظل ازدواجية الغرب عندما يتعلق الأمر بحرية التعبير، فهلم الحق المساس بالمقدسات الدينية وليس من حق الطرف الأخر  يعبر عن حريته، فان هذا الأمر يفاقم من حدة الصراع بين الطرفين، وخير مثال على هذا الأمر فرنسا، التي تضم أكبر عدد من السكان المسلمين في أوروبا، بكونها مرتعا خصبا لانتهاكات الحقوقية الممثلة بالعنصرية والتميز، ناهيك عن كون التعصب ضد الإسلام مقبول تمامًا فيها، حيث تتواصل دعوات المتطرفين في تلك الدولة ضد الإسلام بشكل غير مسبوق، كما هو الحال حين دعت زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليميني مارين لوبان الى حظر ارتداء الحجاب الاسلامي والطاقية اليهودية، بينما أدان الرئيس فرنسوا هولاند ما ذهبت اليه الزعيمة اليمينية، في المقابل دعت اغلب الجهات الإسلامية للتهدئة والتريث، احترازا من الانزلاق في دائرة العنف بأنواعه، وحتى لا تكون العواقب وخيمة على جميع الإطراف، إذ ان الإحداث الأخيرة المثير للجدل، تثير القلق بشان اتساع الفجوة بين تقارب الأديان في العالم، ففي ظل استمرار الممارسات وانتهاكات الحقوقية من قبل جميع الإطراف المعادية، واستخدام أجندة خاصة تحت غطاء الدين لتحقيق أهداف التخريب والتمييز الديني، فعليه كما يبدو بأن نظرية صدام للحضارات بين العالم الإسلامي والديمقراطية الغربية، هي المشكلة الحقيقة التي ستقود السلام بين المتنازعين إلى الهاوية.

انقسام فرنسا

فقد افاد استطلاع للرأي نشر نتائجه معهد تي.ان.اي سوفرس ان الفرنسيين منقسمون حول الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد التي نشرتها مجلة "شارلي ايبدو" الفرنسية الساخرة لكن اغلبية منهم تعتبر حرية التعبير حقا اساسيا، ورأى 58% من الذين شملهم الاستطلاع ان "حرية التعبير حق اساسي" وان "حرية الكاريكاتور جزء منها"، مقابل 35% اعتبروا انه "لا يمكن قول كل شيء او رسم كاريكاتور لاي كان بذريعة حرية التعبير"، من جهة اخرى اكد 39% من المستطلعين انهم "يعارضون نشر رسوم للنبي محمد" اي تقريبا نفس نسبة ال37% الذين يؤيدون نشرها، فيما لم يعرب 24% من المستطلعين عن اي رأي. بحسب فرانس برس.

وأيد 71% من المستطلعين حظر التظاهرات المتوقعة في فرنسا احتجاجا على الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد وعلى فيلم "براءة المسلمين" المسيء للاسلام والذي اثار موجة احتجاجات عنيفة في العالم الاسلامي، واجري الاستتطلاع على عينة وطنية من 1012 مدونا على الانترنت يمثلون الفرنسيين الذين تتجاوز اعمارهه 18 سنة وقد اختيروا بحسب طريقة الحصص.

هولاند مستاء

في سياق متصل اثارت دعوة وجهها اليمين المتطرف في فرنسا لحظر ارتداء القلنسوة اليهودية والحجاب الاسلامي في البلاد استياء الرئيس الاشتراكي فرنسوا هولاند، في حين وصف احد وزرائه صاحبة الدعوة مارين لوبن بأنها "اصولية"، وقالت لوبن لصحيفة لوموند ان هذا المنع يجب ان يطبق في "المتاجر ووسائل النقل والشوارع". واضافت "من البديهي انه اذا ما منعنا ارتداء الحجاب فعلينا ان نمنع اعتمار القلنسوة في الاماكن العامة"، ويأتي هذا التصريح على خلفية توترات بين العالم الاسلامي والغرب بعد بث فيلم اميركي مسيء للاسلام ونشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد في مجلة شارلي ايبدو الفرنسية الساخرة. وقد ادت هذه التوترات الى استنفار السلطات الفرنسية التي اغلقت سفاراتها وقنصلياتها ومدارسها في عشرين بلدا مسلما، وردا على سؤال عن دعوة لوبن هذه قال الرئيس الفرنسي ان "كل ما يمزق ويقسم امر ارعن، لذلك من الضروري تطبيق القواعد، والقواعد الوحيدة التي نعرفها هي قواعد الجمهورية والعلمانية"، ودعت مارين لوبن الى "التطبيق الصارم لقانون 1905" حول العلمانية. واضافت "لا تمويل بعد الان للمساجد، بصورة مباشرة او غير مباشرة. لا تمويل اجنبيا بعد الان. بحسب فرانس برس.

باستثناء الحالات المحددة في اتفاقيات المعاملة بالمثل"، وقال وزير التربية الفرنسي فنسان بيون ان "كل هذه الترهات ناجمة عن الكراهية والظلامية. فلنتحرك ... مارين لوبن ستصب الزيت على نار كل الاصوليات. وهي اول الاصوليين"، واضاف "هذا وقت توحيد الصفوف والتحلي بمزيد من التسامح حيال بعضنا البعض، والارتقاء الى مستوى الاخوة والقول معا لا لهذا الخطاب الحقود والتقسيمي"، ورأى مرصد مكافحة معاداة الاسلام ان تصريحات مارين لوبن ليست سوى "ترهات". واضاف عبد الله ذكري رئيس هذا المرصد انه "في اطار بالغ التوتر جراء الفيلم المسيء للاسلام والرسوم الكاريكاتورية التي نشرتها مجلة شارلي ايبدو، جاءت هذه التصريحات لتصب الزيت على النار وتتسبب في اندلاع مشاكل بين الطوائف".

قانون دولي

من جهتها دعت وزارة الشؤون الدينية التونسية إلى "مقاضاة" أسبوعية "شارلي إيبدو" الفرنسية التي نشرت رسوما كاريكاتورية مسيئة للرسول محمد، وطابت ب"وضع قانون وطني ودولي يحمي المقدسات الإسلامية وغيرها ويدين المعتدي عليها مهما كانت جنسيته وصفته"، وأعربت الوزارة في بيان عن "استنكارها الشديد لهذه الرسوم المذمومة" واعتبرتها "فعلا اجراميا واستفزازا مقصودا لمشاعر المسلمين و إساءة متعمدة تهدف إلى إرباك مسار الإصلاح والبناء في إطار الربيع العربي والثورات المباركة"، ودعت إلى "مقاضاة أصحاب هذه الإساءات وتحميلهم كل المسؤولية القانونية والأخلاقية فيما يجري من تحركات وردود أفعال"، وقالت "هذه الإساءة جزء من مخطط مفضوح وحيل مكشوفة تعمل على تفويت الفرصة على الشعوب الإسلامية من أجل استعادة دورهم الحضاري في تحقيق الأخلاق و الكرامة والعدالة و التعايش السلمي في العالم"، وشددت على ضرورة "اعتماد الأسلوب السلمي في مواجهة هذه الإساءة وأمثالها، وعدم الانزلاق في دائرة العنف بأنواعه، و في حالة الانفلات الأمني والاضطراب الاجتماعي و تعطيل سير الحياة و مصالح الناس"، وأضافت "إن حماية مواطني الدول التي وقعت فيها الإساءة من سفراء و بعثات دبلوماسية وعلمية وفنية و زائرين وعابرين أمر واجب شرعا وقانونا وعرفا. وأن الاعتداء عليهم محرم و ممنوع"، ومنعت تونس خروج تظاهرات احتجاجية على نشر الرسوم المسيئة، بكامل أنحاء البلاد تحسبا من "اعمال عنف وتخريب"، وأطلق نشطاء انترنت دعوات عبر شبكات التواصل الاجتماعي للخروج في تظاهرة إثر"نصرة للرسول محمد"، وأعلنت وزارة الداخلية في بيان "وجود نوايا لدى البعض لاستغلال التظاهرات للقيام بأعمال عنف وتخريب" وقررت "منع المسيرات بكافة تراب الجمهورية". بحسب فرانس برس.

واعلنت السفارة الفرنسية في تونس ان المدارس الفرنسية في هذا البلد ستغلق ابوابها ثلاثة أيام، وأن المركز الثقافي الفرنسي في العاصمة تونس ومقر القنصلية الفرنسية السابقة في صفاقس (270 كلم جنوب العاصمة تونس) سيغلقان، فيما ستغلق السفارة، وقال مسؤول في السفارة إن هذه الاجراءات "احترازية"، ودفعت السلطات التونسية منذ بتعزيزات امنية كبيرة أمام السفارة والمدارس والقنصلية الفرنسية، وسفارات دول غربية تحسبا من استهدافها بهجمات، وقتل 4 متظاهرين وأصيب 49 آخرون و91 شرطيا خلال مواجهات بين قوات الأمن ومتشددين دينيين هاجموا السفارة والمدرسة الأميركيتين في تونس احتجاجا على فيلم مسيء للاسلام انتج في الولايات المتحدة.

حظر الاحتجاجات

على الصعيد نفسه حظرت فرنسا الاحتجاجات في الشوارع على رسوم ساخرة مسيئة للنبي محمد نشرتها مجلة فرنسية في اطار حملة امنية صارمة، ويشعر المسلمون في فرنسا الذي ترجع اصول اكثرهم إلى مستعمراتها السابقة في شمال وغرب افريقيا بالاستياء بسبب هذه الرسوم بينما اعرب ائمة المساجد عن استنكارهم لها لكنهم دعوا المسلمين إلى الهدوء، ومن شأن الرسوم التي نشرتها المجلة أن تزيد من مشاعر الغضب بعد بث فيلم يسخر من النبي دفع محتجين لاقتحام سفارات أمريكية وأوروبية في أحداث قتل فيها السفير الأمريكي لدى ليبيا ووقع تفجير انتحاري في أفغانستان، وقال وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس ان مديري أجهزة الشرطة في شتى انحاء البلاد تلقوا اوامر بحظر اي احتجاجات على هذا الامر والتعامل مع من يخالف الحظر، وقال في مؤتمر صحفي في مدينة مرسيليا بجنوب فرنسا "لن يكون هناك اي استثناء. المظاهرات محظورة وستفض، ووجه المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية نداء للمسلمين يدعوهم فيه للتحلي بالهدوء بعد ان نشرت مجلة شارلي إبدو الإسبوعية الساخرة رسوما مسيئة للنبي محمد أثارت مخاوف من احتجاجات في أنحاء العالم الإسلامي، ووصف محمد موسوي زعيم المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية الفيلم والرسوم بأنها "عمل عدائي" لكنه ناشد مسلمي فرنسا عدم الاحتجاج في الشوارع.

وقال لإذاعة (آر. إف. إي) الفرنسية "أكرر نداء المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية بعدم الاحتجاج. أي احتجاج يمكن استغلاله ويمكن أن يأتي بنتيجة عكسية"، وتجمع نحو 8000 مسلم في مظاهرة سلمية لأداء صلاة الجمعة في قاعة صلاة مؤقتة في شمال باريس اقيمت في قاعة سابقة تابعة لهيئة الاطفاء. وكان عدد المصلين اكبر من سعة القاعة مما ادى بالمئات إلى الصلاة تحت المطر في ساحة انتظار ملاصقة. بحسب رويترز.

وقال عبد الرحمن دهمان المتحدث باسم الجمعية المحلية التي تدير قاعة الصلاة وهي واحدة من اكبر اماكن الصلاة في منطقة باريس "هذا يظهر ان الاغلبية الكاسحة من المسلمين ليست مكونة من المتطرفين. الاغلبية لن تدخل في لعبة الغاضبين، وفي الصلاة في ضاحية كورنيف شمال شرق باريس رفض السائق حكيم اردجو (42 عاما) العنف ايضا وقال "كل ما نريده هو ان تصل رسالتنا: هذا النوع من الاساءة مهين لكننا سنتحلى بالهدوء، وأغلقت السفارات والمدارس والمراكز الثقافية الفرنسية في حوالي 20 بلدا مسلما في اجراء احترازي امرت به الحكومة الفرنسية، وعرضت وسائل اعلام فرنسية صورا للسفارة الفرنسية في تونس وهي تخضع لحراسة مشددة بالجنود والاسلاك الشائكة. وكانت الحكومة الاسلامية في تونس قد حظرت التظاهر ايضا ضد الرسوم المسيئة. وتظاهر نحو مئة ايراني خارج السفارة الفرنسية في طهران.

تظاهرات في مصر

تظاهر عشرات المصريين بينهم مؤيدون للقاعدة قرب السفارة الفرنسية بمدينة الجيزة التي تجاور القاهرة احتجاجا على رسوم مسيئة للنبي محمد نشرتها مجلة فرنسية، ورفع متظاهران ملتحيان لافتة عليها صورة لأسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الراحل وصورة لزعيم التنظيم الحالي أيمن الظواهري وكتبوا بين الصورتين "رحم الله المجاهدين. هؤلاء هم الرجال الذين نصروا الله ورسوله. أين أنتم؟!، وقال حسن الجندي (35 عاما) ويعمل فني مصاعد بينما يرفع اللافتة ردا على سؤال عما إذا كان ينتمي للقاعدة "يكون لي الشرف لو أني أنتمي لها، وأضاف معقبا على نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد وقبلها الفيلم المسيء للإسلام الذي أنتج في الولايات المتحدة "لا نعتب على الكفار (في الغرب) إنما نعتب على المنافقين في الداخل، وصورت الرسوم التي نشرت في مجلة شارلي إبدو الأسبوعية النبي محمد عاريا، ورفع ملتحيان آخران لافتة تعيب على أحزاب وحركات إسلامية نأيها بنفسها عن مظاهرات تحولت للعنف قرب السفارة الأمريكية، وكتب على اللافتة "سيذكر التاريخ أن الأحزاب الإسلامية جمعت لنصرة محمد بن مرسي أضعاف أضعاف ما جمعته لنصرة محمد بن عبد الله"، وتشير العبارة إلى الرئيس المصري محمد مرسي الذي فاز في اول انتخابات رئاسة حرة في مصر أواخر يونيو حزيران، وكان حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي وحزب النور السلفي وهو ثاني أكبر حزب إسلامي في البلاد دعيا أنصارهما إلى التظاهر السلمي ضد الفيلم المسيء للنبي. بحسب رويترز.

وأدان الحزبان مقتل السفير الأمريكي لدى ليبيا كريستوفر ستيفنز وثلاثة أمريكيين آخرين في هجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي ضمن الاحتجاجات على الفيلم، وطالب الأزهر ودار الافتاء المصرية بالتعبير السلمي عن الغضب، وطالب المتظاهرون الذي حالت صفوف من قوات الأمن دون وصولهم إلى مبنى السفارة الفرنسية في نطاق إجراءات أمنية مشددة بإقالة شيخ الأزهر أحمد الطيب والمفتي علي جمعة، وانتقد خطيب الجمعة في الأزهر الشريف متولي الصعيدي اليوم الإساءة للإسلام وللرسول لكنه اكتفى بالدعاء على المسيئين له قائلا "اللهم من أساء إلى رسول الله فاجعل كيده في نحره وتدميره في تدبيره و(اجعل) الدائرة تدور عليه، وطالب المتظاهرون بطرد السفير الفرنسي، وقال عمرو العوضي وهو عامل عمره 35 عاما من مدينة المنصورة بدلتا النيل إنه جاء للتظاهر لنصرة النبي ولا ينتمي لحزب أو جماعة، وكرر ذلك علي عبد ربه مرعي (53 عاما) ويعمل مهندسا موضحا أنه جاء من محافظة البحيرة بدلتا النيل ليشارك في المظاهرة.

هجوم انتقامي

الى ذلك اعتقلت الشرطة الفرنسية شابا في جنوب البلاد للاشتباه في انه خطط لهجوم انتقامي ضد العاملين في مجلة ساخرة نشرت رسوما كاريكاتيرية مسيئة للنبي محمد، وقال مصدر قضائي إن محققين معنيين بمكافحة الإرهاب قرب مدينة طولون الساحلية المطلة على البحر المتوسط استجوبوا الشاب البالغ من العمر 18 عاما بعد أن هدد في رسالة على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي بضرب عنق كل من يجده في مقر صحيفة شارلي إبدو، وأشار المصدر إلى أن المشتبه به ليس له أي سوابق جنائية ولكنه معروف بالفعل لدى الأجهزة الأمنية دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل، ورفعت الشرطة في فرنسا درجة الاستعداد تحسبا لأي هجمات يشنها متشددون إسلاميون. وتعرضت الشرطة الفرنسية لانتقادات لعدم تمكنها من وقف مسلح قتل سبعة أشخاص بالرصاص في مارس آذار الماضي بينهم ثلاثة أطفال يهود في مدينة تولوز جنوب البلاد في هجوم مستوحى من نهج تنظيم القاعدة، وكانت الشرطة قد استجوبت منفذ الهجوم ويدعى محمد مراح بعد عودته من زيارة إلى أفغانستان وتبين أن له سجل اجرامي في أعمال العنف، ورفضت الشرطة طلبا بتنظيم احتجاج ضد الفيلم في باريس بعد اعتقال نحو 150 مشاركا في مظاهرة غير قانونية قرب السفارة، وقال رئيس رابطة لشباب المدن تأسست في أعقاب أعمال الشغب التي اجتاحت الضواحي الفرنسية في عام 2005 "الناس في الضواحي مستاءون للغاية من نشر هذه الرسوم، وأضاف "إنهم يشعرون أن هناك معيارا مزدوجا عندما يتعلق الأمر بحرية التعبير.. فمن المقبول أن تسخر من النبي ولكن لا يمكننا الاحتجاج ضد ذلك، وفي حادث آخر ربما زاد من حدة التوترات حكم على شابة فرنسية (18 عاما) بالسجن لمدة شهرين لرفضها الالتزام بفحص هوية تجريه الشرطة للتحقق من شخصيتها بينما كانت ترتدي النقاب في مكان عام. بحسب رويترز.

وقاومت المرأة الشرطة عندما طلبت منها التحقق من هويتها أمام أحد المساجد في وسط مرسيليا في يوليو تموز الماضي أثناء شهر رمضان، وبموجب قانون فرنسي صادر في عام 2010 يمكن لرجال الشرطة إيقاف أي امرأة ترتدي النقاب. وفي حال رفضت المرأة خلع نقابها يمكن حينئذ أن تواجه الغرامة أو عقوبة خدمة المجتمع بل ومواجهة عقوبة السجن في حال تكرار هذه المخالفة، وفي الوقت نفسه اودع رجل في الاربعين على ذمة التحقيق صباح السبت للاشتباه في انه دعا على موقع جهادي الى قطع راس مدير شارلي ايبدو، وقد اعتقل في لاروشيل (غرب)، ويشتبه خصوصا في انه كتب على ذلك الموقع المتطرف "من ياتيني بذلك الراس؟ لقد طفح الكيل". وقد فتحت نيابة باريس تحقيقا تمهيديا بتهمة "استفزاز يهدف الى القتل".

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 27/أيلول/2012 - 10/ذو القعدة/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م