قضايا فنية: اعمال مزجت بين الغموض والجمال

 

شبكة النبأ: يعتبر الفن أحدى الضرورات الحياتية التي تشكل جزء مهم من حياة الإنسان سواء كان فنان او متلقي على حد سواء بسحب أراء الكثير من العلماء والمتخصصين، ولايزال هذا العالم الفريد محط اهتمام الكثير من الباحثين الساعين الى التعرف على خفايا وأسرار خلود بعض الإعمال الفنية وفك شفراتها المبهمة والمحيرة وفي هذا السياق عثر علماء آثار إيطاليون يبحثون عن العارضة الافتراضية التي استعان بها ليوناردو دافنشي لرسم لوحة الموناليزا على عظام بالقرب من دير سانت أورسولا في فلورنسا (وسط)، على ما أعلن القيمون على هذه الحفريات. وبعد أشهر عدة من الانقطاع عن العمل، استأنف علماء الآثار أبحاثهم التي بدأوها العام الماضي في جوار الدير حيث قد يكون الهيكل العظمي لليزا غيرارديني التي رسمها دافنشي في لوحة "موناليزا" الشهيرة.

وتم اكتشاف ثلاثة قبور جديدة تحتوي على هياكل عظمية عدة، بحسب ما أعلنت لجنة تقييم الأملاك الثقافية التي أطلقت ألحفريات. وسيتم إرسال العظام إلى قسم الحفاظ على الأملاك الثقافية في رافينا (شمال) بغية فحصها، على ما أوضح الباحثون. وخلال أعمال البحث، تم العثور على أجزاء كنيسة أثرية قد تكون راهبات الفرانسيسكان اللواتي أقمن في الدير في نهاية القرن الخامس عشر وبداية القرن السادس عشر هن من بنينها. ليزا غيرارديني (1542-1479) المعروفة باسم ليزا دل جيوكوندو تزوجت تاجر حرير ثري من فلورنسا. ويعتقد بعض الخبراء أنها العارضة التي تظهر في لوحة "موناليزا" الشهيرة المعروضة في متحف اللوفر في باريس، علما أن هوية العارضة لم تكن يوما مؤكدة. وما زال الغموض يحيط بهذه اللوحة إلى حد أن بعض الباحثين الايطاليين يؤكدون أن دافنشي استعان بعارض شاب لرسمها، لكن خبراء اللوفر يشككون في هذا النظرية.

في السياق ذاته شخص باحثون آثارا كيماوية، لم تسبق رؤيتها في لوحة الرسام الشهير فان غوخ "زهور في مزهرية زرقاء"، تترك تأثيرا معتما على الوان اللوحة الصفراء النابضة بالحياة. وتبدو كأنها طلاء "ورنيش" أضيف لاحقا إلى العمل لحمايته، وهي في الحقيقة تحيل اللون الأصفر إلى لون برتقالي مغبر (مختلط بالرمادي). ووجدت دراسة اعتمدت استخدام الاشعة السينية عالية الشدة(الكثافة)، نشرت في دورية الكيمياء التحليلة، أن مركبات تدعى الأوكزالات "oxaletes" كانت السبب في ذلك.

بيد أن ذرات من اللون الاصلي وجدت في الطلاء المضاف، والتي قد تكون بقيت في مكانها، ولم يمحها الطلاء الجديد. وليست تلك المرة الأولى التي يتم فيها فحص اللون الأصفر اللامع في لوحات فان غوخ بالأشعة السينية. ففي عام 2011 ، نشر مقال في الدورية ذاتها لفريق بحثي من جامعة أنتويرب برئاسة كوين يانسينس أشار الى أن الصبغة الأثيرة لدى فان غوخ، وتسمى الأصفر الكرومي، تتدهور عند وجود صبغات اخرى تحتوي على مادة الكروم الكيماوية.

وبدأت الدراسة الجديدة اثناء عملية معالجة لصيانة اللوحة في عام 2009، عندما اكتشف القائمون بإعمال الصيانة أن اللون الاصفر في زهور لوحة "زهور في مزهرية زرقاء" ـ وقد كان هذه المرة من صبغة تدعى "الاصفر الكادميومي" (من معدن الكادميوم) ـ قد تحول الى الرمادي وظهرت فيه تشققات.

وعادة ما يشحب اللون الاصفر الكادميومي ويصبح اقل اشراقا بمرور الزمن بشكل طبيعي. لذا قام الفريق البحثي بأخذ عينات صغيرة جدا من العمل الفني ثانية وأرسلوها إلى أكبر مراكز التحليل بالآشعة السينية في أوروبا وهي إي إس آر إف في فرنسا، وديزي في ألمانيا. واستخدم المركزان معجلات ضخمة للجسيمات لتسريع الإلكترونات، لتندفع اشبه بالرذاذ امام الآشعة السينية بينما هي تدور حول المعجلات.

لم يكن الهدف من هذا الاختبار مجرد تحديد ماهية مكونات العينات من ذرات وجزيئات فحسب، بل وتحديد التركيبات الدقيقة في السطح البيني بين الطلاء الأصلي والطلاء المضاف "الورنيش".

وفي هذه اللحظة صُدم فريق البحث بالعثور على ان مركب "أوكزالات الكادميوم"، كان السبب في شحوب اللون إلى البرتقالي المغبر(الرمادي). وقال الدكتور يانسينس:"كانت طبقة التماس بين الورنيش والطلاء التي وجد فيها مركب "أوكزالات الكادميوم" بسمك مايكرومتر واحد".

ووجدت الدراسة اباستخدام الاشعة السينية، ان مركبات تدعى الأوكزالات "oxaletes" كانت السبب وراء شحوب اللون. واضاف " ولو لم نستخدم طرقا تسمح لنا بفحص هذه الطبقة الرقيقة جدا، فأننا لم نكن لنلحظ وجود "الأوكزالات" فيها". وتوجد الأوكزالات عادة في أعمال فنية أكثر قدما بالاشتراك مع صبغات اخرى مختلفة. وهذه هي المرة الأولى التي يرصد فيها ان الكادميوم يشكل "أوكزالات" في الطلاء "الورنيش" الذي أضيف كاجراء لحماية اللوحة في وقت لاحق.

ويقول الدكتور يانسينس :"إن فان غوخ لم يكن يحب استخدام الورنيش لصقل لوحاته، فهو يحبها ان تكون، لنقل، خشنة". واضاف "بيد أنه بعد وفاته، وجدت هذه اللوحات طريقها إلى سوق الفن، ودخلت ضمن مجموعات فنية خاصة أو عامة، وهنا سيقول من يقومون بأعمال الصيانة إننا سنطليها بالورنيش لأننا نعمل ذلك لكل اللوحات".

ولان بعض لوحات فان كوخ التي رسمت واستخدم فيها طلاء الورنيش تسببت بمشكلات كبيرة لمن يقومون بأعمال صيانتها وحفظها، والذين يريدون بالطبع أن يمنعوا اي تدهور فيها ولكنهم ملزمين ايضا بعدم إزالة المادة الاصلية. وقد يجعل تفاعل كيماوي خاص الالوان الصفراء عرضة للخطر في أعمال اخرى لفان غوخ او غيره من الرسامين. وتبدو حتى هذه الللحظة ان افضل مجموعة من اعمال فان غوخ ـ تلك الموجودة في متحف فان غوخ بهولنداـ ما زالت سالمة. بحسب بي بي سي.

وقالت ايلا هيندريكس رئيسة قسم الصيانة في المتحف:"لا أتوقع أنها ستكون مشكلة واسعة النطاق في مجموعة لوحاتنا الخاصة، بالقياس الى تاريخ حفظها". واضافت "ولكن بالطبع من المفيد دائما أن نكون مدركين لاحتمال أن يصادفنا ذلك في لوحات أخرى". وأكملت "ان هذا النوع من المعلومات قيم جدا بالنسبة لمن يقومون بصيانة وحفظ اللوحات لأنها تساعدنا على فهم وضعية اللوحات واختيار الطريقة الأنسب لكيفية الحفاظ عليها".

مبيعات الاعمال الفنية

على صعيد متصل اعلنت دار كريستي للمزادات ان مبيعاتها من الاعمال الفنية سجلت مستوى قياسيا في النصف الاول من العام بلغ 2.2 مليار جنيه استرليني (3.5 مليار دولار) بزيادة نسبتها 13 بالمئة عن الفترة نفسها من العام الماضي. وفيما يتعلق بفئات المزادات ارتفعت قيمة مبيعات الاعمال الفنية التي ترجع الى ما بعد الحرب العالمية الثانية والعصر الحديث 34 بالمئة الى 576 مليون استرليني وزادات قيمة مبيعات المجوهرات 28 بالمئة الى 190 مليونا بينما قفزت قيمة مبيعات الاعمال الفنية القديمة والتي ترجع الي القرن التاسع عشر 50 بالمئة الى 72 مليون استرليني.

وتصدرت لوحة "برتقالي واحمر واصفر" للفنان مارك روثكو مبيعات كريستي في النصف الاول من العام وسجلت 53.9 مليون استرليني (86.9 مليون دولار) في مزاد بنيويورك في مايو ايار. واحتل اثنان من الاعمال الفنية للرسام ايف كلاين المرتبتين الثانية والثالثة حيث حققت لوحة "الزهرة الزرقاء" 23.6 مليون استرليني في لندن في يونيو حزيران مسجلة رقما قياسيا لاعمال الفنان المباعة في مزادات.

وسجل تمثال "الشكل المتسلق: مهرجان" للنحات هنري مور رقما قياسيا لمبيعات اعماله الفنية عندما بيع في مزاد بلندن في فبراير شباط مقابل 19.1 مليون استرليني. وباعت دار مزادات سوذبي -المنافس الرئيسي لكريستي- لوحة "الصرخة" للفنان الاسكندنافي ادفارد مونك مقابل 120 مليون دولار في نيويورك في مايو مسجلة رقما قياسيا لاي عمل فني في مزاد. وقالت كريستي ان المتنافسين على الشراء كانوا من 124 دولة وان 19 بالمئة من جميع عروض الشراء المسجلة كانت من عملاء جدد.

الى جانب ذلك قالت دار مزادات سوذبي إن لوحة كبيرة لرسام عصر النهضة الايطالي رافائيل ستطرح للبيع في ديسمبر كانون الاول بسعر تقديري بين 10 ملايين جنيه استرليني و 15 مليونا (16 مليون دولار و24 مليونا). ولوحة (رأس حواري) "Head of an Apostle" التي تعود للقرن السادس عشر دراسة لآخر لوحات رافائيل (التجلي) "Transfiguration" التي تعرض في متحف الفاتيكان في روما. وطول اللوحة حوالي 15 بوصة (38 سنتيمترا) وعرضها 11 بوصة (28 سنتيمترا) وجرى رسمها بالطباشير الأسود.

وقالت سوذبي إن لوحتين فقط لرافائيل بنفس الحجم جرى بيعهما في آخر 50 عاما. ففي عام 2009 بيعت لوحة رافائيل (رأس الهة الشعر) "Head of a Muse" مقابل 29.2 مليون جنيه في دار كريستي للمزادات في لندن. وقالت سوذبي إن لوحة (رأس حواري) وهي حاليا جزء من مجموعة ديفونشاير في تشاتسوورث واحدة من أعظم لوحات رافائيل التي لا تزال في أيدي أشخاص. وتعرض اللوحة الآن في متحف برادو بمدريد كجزء من معرض لأعمال رافائيل الاخيرة. بحسب رويترز.

وأضافت دار المزادات أن المزاد الذي يقام في الخامس من ديسمبر كانون الأول في لندن يشمل أيضا مخطوطتين من العصور الوسطى أيضا من مجموعة ديفونشاير. ويقدر سعر الأولى بين اربعة ملايين جنيه وستة ملايين والاخرى بين ثلاثة ملايين جنيه وخمسة ملايين.

لوحات ترحل وأخرى

في السياق ذاته قال مدير صالة للفنون في النرويج إن لوحة للفنان الهولندي رمبرانت فان راين تقدر قيمتها بما يصل إلى 8600 دولار فقدت في البريد بعد ان تم اللجوء لارسالها عن طريقه توفيرا للمال وتجنب تكاليف التأمين. وكانت صالة سولي بروج للفنون في منطقة جريكر التي تبعد نحو 80 كيلومترا الى الجنوب من اوسلو قد اشترت نسخة من اللوحة التي رسمها رمبرانت عام 1658 تقريبا من تاجر بريطاني الا انها فقدت في شبكة البريد النرويجية.

وقال اولي ديري مدير صالة سولي بروج للفنون "اللجوء الى الارسال بالبريد المخصوص ودفع رسوم تأمين باهظة عملية مكلفة للغاية لذا فاننا نستخدم البريد العادي الان." واضاف "تقدر قيمتها بما بين 40 و50 ألف كرونة (ما بين 6900 و8600 دولار) وتعرض علينا هيئة البريد تعويضا بين 500 كرونة وألف كرونة." بحسب رويترز.

وقال ان الصالة التي تعرض اعمالا فنية لجويا ودالي وغيرهما من الفنانين العالميين تلقت اخطارا بالحضور لتسلم اللوحة الا انه لم يعثر عليها. وامتنع ديري عن ذكر اسم البائع اعمالا لبنود السرية والخصوصية. وقالت هيلدا ابيلتوفت سكاوجرود المتحدثة باسم هيئة البريد "نحن في اشد الاسف لما جرى ونصحناه بأن يستخدم البريد المناسب عند ارسال مواد بهذه القيمة مع دفع قيمة التامين."

على صعيد متصل عثر على لوحة لهنري ماتيس سرقت قبل عشر سنوات في فنزويلا، في اطار عملية لمكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي اي) في ميامي ادت الى توقيف شخصين على ما افاد بيان صادر عن الشرطة الفدرالية الاميركية. وعثر على لوحة "الجارية بالسروال الاحمر" التي انجزها الرسام الفرنسي في العام 1925، عناصر من مكتب التحقيقات الفدرالي قدموا انفسهم على انهم مستعدون لدفع 740 الف دولار لشراء اللوحة على ما اوضح البيان.

واللوحة التي تمثل جارية عارية الصدر تجلس على سرير استعادها عناصر الاف بي اي الذين اقفوا شخصين هما بيدرو انطونيو مارسيول وغزمان (46 عاما) من ميامي وماريا مارتا اليزا اورنيلا لازو (50 عاما) من مكسيكو. وكان الموقوفان يستعدان لبيع اللوحة التي كانت مخبأة قبل ذلك في المكسيك على ما اوضحت الشرطة الفدرالية الاميركية. وهما يواجهان عقوبة بالسجن عشر سنوات كحد اقصى.

واللوحة التي يقدر سعرها بثلاثة ملايين دولار كانت من ضمن مجموعة متحف الفن المعاصر في كراكاس. في العام 2003، تبين لادارة المتحف ان اللوحة المعلقة في المكان المخصص للوحة ماتيس لم تكن الاصلية من دون ان تتمكن من تحديد التاريخ الذي سرقت فيه اللوحة الاصلية.

ويفيد مكتب التحقيقات الفدرالي ان عملية السرقة تعود الى كانون الاول/ديسمبر 2002. ومنذ ذلك الحين، تحاول قوات الشرطة في دول عدة من بينها فنزويلا واسبانيا وبريطانيا وفرنسا تقفي اثر لوحة ماتيس (1869-1954) هذه. وكان متحف كراكاس اشترى اللوحة العام 1981 من غاليري مارلبرو الفنية في نيويورك بحوالى نصف مليون دولار. ولم تغادر اللوحة المتحف الا للمشاركة في معرض قصير في اسبانيا العام 1997.

من جانب اخر عثر في مجموعة العاب بيعت في سوق البراغيث قرب واشنطن بسعر سبعة دولارات على بقرة مصنوعة من البلاستيك وعلى لوحة للرسام الفرنسي الانطباعي الكبير رينوار ستعرض للبيع في مزاد نهاية الشهر الحالي في الكسندريا (ولاية فرجنيا) شرق الولايات المتحدة. وستعرض لوحة "منظر على ضفة نهر السين" الزيتية الصغيرة الحجم (14 ب23 سنتمرا) التي انجزت قرابة العام 1879 وتمثل اشجار على ضفة النهر، للبيع في مزاد في 29 ايلول/سبتمبر بسعر تقديري يراوح بن 75 ومئة الف دولار من قبل دار "بوتوماك كوباني" للمزادات.

وكانت امرأة اربعينية اشترت اللوحة مطلع السنة في سوق براغيث غرب العاصمة الاميركية. وكانت السيدة مهتمة اكثر بالبقرة البلاستيكية والدمية اكثر منها باللوحة على ما قالت مسؤولة اللوحات في دار المزادات آن نورتون كراينر. واوضحت المسؤولة ان السيدة بعدما اخذت اطار اللوحة الذي كان يزعجها انتزعت الورقة السمراء الموضوعة على ظهر اللوحة ووضعت اللوحة في كيس بلاستيكي "الا ان والدتها التي كانت حاضرة رأت اسم رينوار واعتبرت ان من الافضل عرض اللوحة على خبراء". بحسب فرانس برس.

وتنبهت الخبيرة فورا الى ان اللوحة فعلا عائدة لرينوار بفضل "اشراقها وطريقة استخدام الفرشاة. انها لوحة جميلة، جميلة جدا". واضافت كراينر ان "الورق الاسمر كان لا يزال يحمل اسم غاليري "برهايم-جون" التي كانت تتولى بيع لوحات رينوار. وقامت الخبيرة بابحاث فتبين لها ان اللوحة مدرجة في الجزء الاول من كاتالوغ الفنان تحت الرقم 142 وقد اشتراها المحامي الاميركي جامع التحف الفنية هربرت ماي في 11 كانون الثاني/يناير 1926. وقد غادرت اللوحة فرنسا الى الولايات المتحدة حيث اختفى اثرها. وقالت دار المزادات ان اشخاصا من الولايات المتحدة والخارج اعربوا من الان عن اهتمامهم.وتعتبر لوحات بيار-اوغست رينوار (1841-1919) من الاغلى في العالم.

فنون الاسلام

الى جانب ذلك يفتتح متحف اللوفر الباريسي مساحات جديدة مكرسة للفن الاسلامي مع حوالى ثلاثة الاف قطعة مختارة من مجموعته الثمينة تعرض في اطار اسمنتي يعلوه سقف زجاجية قرب نهر السين. ويدشن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند هذا القسم الجديد في المتحف الذي يمكن للجمهور ان يزوره اعتبارا من 22 ايلول/سبتمبر. واحتاج انجاز المشروع الى عشر سنوات وكلف حوالى مئة ملون يورو مولت 57 % من قبل بعض الأشخاص منهم الأمير السعودي الوليد بن طلال والعاهل المغربي الملك محمد السادس وشارك في تمويل المشروع ايضا امير الكويت وسلطان عمان وجمهورية اذربيجان.

يقول رئيس اللوفرى ومديره العام هنري لوارين "اردت ان اجعل منه قسما مستقلا، الثامن في اللوفر لاني كنت اعتبر ان من غير المقبول ان تكون فنون الاسلام مجموعة في فئة بسيطة داخل قسم الاثار الشرقية". ويضيف "هذا القسم الجديد الذي يشمل 12 قرنا من التاريخ يشكل اعترافا بهذه الحضارة وتنوعها والدور الذي لعبته وروت من خلال حركتها الدائمة العالم الغربي". ويترافق عرض هذه المجموعات مع تحفة هندسية جديدة بعد هرم اللوفر الذي يشكل ردهة استقبال في المتحف.

فمن دون المساس بالواجهات القديمة صمم المهندسان المعماريان ماريو بيلليني ورودي ريكيوتي القسم على مستويين (الطابق الارضي والطابق السفلي) يعلوهما سقف زجاجي تحميه شباكة حديدية ذهبية وفضية. ومن نوافذ القاعة التي تبتسم فيها الموناليزا يمكن رؤية هذا الوشاح المتموج الذي يبدو وكأن الريح تهب فيه.

وباتت مجموعة الفن الاسلامي في المتحف تتمتع بمساحة ثلاثة الاف متر مربع لتعرض قطعها التي بعضها ضخم. وتقول صوفي ماكاريو مديرة القسم "بات لدينا ثلاثة اضعاف المساحة الاصلية". وتضم مجموعة الفن الاسلامي في اللوفر 15 الف قطعة وكانت المساحة المتاحة لها ضيقة، لا تبرز قيمتها. وقد اغلقت العام 2008 للسماح بالقيام بجردة دقيقة للمجموعة وترميم بعض القطع. وقد زادت المجموعة ثلاثة الاف قطعة اتت من مجموعة فنون الزخرفة المجاورة الامر الذي يسمح لها بعرض السجاد وقطع زخرفية رائعة الجمال.

وتقول صوفي ماكاريو "نريد ان نظهر الاسلام بعظمته. باللغة الفرنسية كلمة اسلام تشير الى الحضارة التي امتد نفوذها على مساحة شاسعة من اسبانيا الى الهند وشملت شعوبا غير مسلمة. الهدف ليس في التركيز على الدائرة الدينية في الاسلام". واضافت "يجب ان نعطي كلمة اسلام كل عظمتها ويجب الا نتركها بين أيدي الجهاديين.

الطابق الارضي الذي تغمره النور الطبيعية يستضيف القطع العائدة الى ما بين القرنين السابع والحادي عشر. اما الطابق السفلي فيعرض القطع العائدة الى القرن الحادي عشر وصولا الى نهاية الثامن عشر في اطار من الاسمنت الاسود. ومن اهم القطع اسد مونثون وهو فم نافورة انجزت في اسبانيا في القرن الثاني عشر او الثالث عشر. اما بيت عماد القديس لويس الذي استخدم في تعميد ملوك عدة من ملوك فرنسا، ههو في الاساس حوض نحاسي عائد لحقبة المماليك مرصع بالذهب والفضة نفذ في مصر او سريا في القرن الرابع عشر. بحسب فرانس برس.

وثمة رواق مصري يعود للقرن الخامس عشر وكان يرقد على شكل قطع مفككة في صناديق منذ اكثر من قرن وقد اعيد تشكيله بعناية. اما ختام الزيارة فجدار عثماني من الخزف اعيد تشكيله. فعلى امتداد 12 مترا اعيد تركيب اكثر من 570 بلاطة ملونة تعود الى الفترة الممتدة من القرن السادس عشر الى القرن التاسع عشر مثل احجية...روعة للانظار.

من جهة اخرى تحتل لوحة (أيوب سليمان ديالو) للفنان وليام هور مكان الصدارة في المتحف الدولي للرق بمدينة ليفربول الانجليزية. اللوحة رسمها هور في عام 1733 ويقول خبراء إنها أول لوحة رسمت في بريطانيا لأفريقي مسلم. ووافقت هيئة المتاحف القطرية في الدوحة على إعارة اللوحة لمتحف في بريطانيا لمدة خمس سنوات.

وذكر ريتشارد بنجامين مدير المتحف الدولي للرق في ليفربول أن لوحة ديالو قطعة فنية نادرة. وقال "لوحة ديالو رائعة لأنها تسلط الضوء على عنصر غير معروف في السرد. لدينا مقتنيات في قسم الحياة بغرب أفريقيا.. لدينا حامل للمصحف ومتعلقات شخصية لكنها لا تزال قليلة جدا وتباعدة. لا ريب أن معظم الزائرين لمتحفنا سيهتمون بالاطلاع على معلومات عن الأوروبيين وسكان أفريقيا الأصليين. إذن فحيازتنا للوحة تصور مسلما لم يكن مجرد عبد رقيق بل ساهم أيضا في استرقاق عبيد لنا مكسب كبير."

وعاش أيوب سليمان ديالو بين عامي 1701 و1773 وكان ينتمي لأسرة مسلمة ذات نفوذ كبير في غرب أفريقيا. وأسر أيوب وأرسل إلى أمريكا حيث بيع ليصير عبدا رقيقا يعمل في مزارع التبغ. لكن محاميا وعضوا في إحدى بعثات التبشير ساعداه على السفر إلى لندن حيث برزت شخصيته واختلط بصفوة المجتمع الانجليزي آنذاك. بحسب رويترز.

وقالت زانثي بروك أمينة قسم الفنون الجميلة الأوروبية بقاعة ووكر للمعارض الفنية في ليفربول "كانت أول مرة في بريطانيا يصور فيها أفريقي في لوحة.. شخص له اسم لا مجرد خادم في خلفية صورة جماعية." وافتتح المتحف الدولي في ليفربول عام 2007 لتسليط الضوء على دور المدينة الانجليزية في تجارة الرقيق.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 19/أيلول/2012 - 2/ذو القعدة/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م