الشرطة الأفغانية تفاقم من فوضى الحقوق

 

شبكة النبأ: كانت فهيمة عائدة لتوها لمنزلها من المدرسة حين طرق افراد قوة الشرطة على الباب الامامي بحثا عن والدها.. دخلوا عنوة وحين لم يجدوا الاب شرعوا في ضرب اخيها الاصغر مما حدا بها للتدخل ليستدير أحدهم ويطلق عليها رصاصة في الرأس ترديها قتيلة، وقال خوجة والد فهيمة الذي يعتقد ان ابنته قتلت لتصفية حسابات بسبب خلاف قديم على ارض "كانت في أول عهدها كطالبة في الصف الحادي عشر، "لا يزال اصحاب السوابق الجنائية يخدمون في الشرطة المحلية وهم مطلقو السراح. تقول الشرطة ان القاتل هرب لكنه يمشي أمام الناس ومعه مسدسه ولا يستطيع احد الامساك به"، وأسس الجنرال الامريكي ديفيد بيتريوس - الذي تنحى عن قيادة القوات الاجنبية في افغانستان في عام 2011 - قوة الشرطة المحلية في عام 2010 في قري تضعف فيها شوكة القوات المركزية وكان الهدف من تشكيل القوة التي دربتها الولايات المتحدة ان يشعر الافغان بقدر أكبر من الامان في معاقل طالبان، وبدأت الحكومة تجنيد افراد من جميع القطاعات من مزارعين إلى بائعين في متاجر على أمل ان تمسك القوة بزمام الامور محل طالبان في معاقلها الريفية. بحسب رويترز.

وأشاد مسؤولون أمريكيون بالقوة المحلية بوصفها فعالة إذ قلصت من قدرة طالبان على التمركز في الريف، وفي منطقة تشار داره باقليم قندوز الشمالي التي كانت معقلا لطالبان حتى فترة قريبة يشهد المواطنون بأن القوة زادت من الاحساس بالامان مما يتيح لهم السفر والحاق الاطفال بالمدارس في مواجهة معارضة متكررة من المتمردين للتعليم وبصفة خاصة تعليم البنات، وقال جول أحمد قائد قوة الشرطة المحلية في قرية ساراك بالا "كانت طالبان تفرض اتاوات على السكان وتضربهم حين يرفضون دفع المال. والان لا نسمح لهم بان يفعلوا ذلك"، ولكن اتهامات متزايدة بانتهاكات بما في ذلك الاغتصاب والقتل تلقى بظلالها على المكاسب الامنية التي حققتها القوة وقوامها 20 الفا، وتقول جماعات حقوق الانسان إن افراد القوة يتصرفون احيانا مثل زعماء الميليشيات ويطلبون رشى ويرتكبون نفس الاعمال الوحشية التي هزت افغانستان ابان الحرب الاهلية التي راح ضحيتها 50 الفا قبل تولي طالبان السلطة في عام 1996، ويقلق الافغان كثير من الامور اذ يخشى كثيرون ان تتخلى الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون عن افغانستان بعد عام 2014 حين ترحل معظم القوات القتالية لحلف شمال الاطلسي من البلاد وتتركها تحت رحمة طالبان. وتتردد توقعات بنشوب حرب اهلية اخرى. 

وكان يفترض ان تخفف قوة الشرطة المحلية حالة القلق العامة لا ان تؤججها، وتتراوح المهام من حراسة نقاط التفتيش او القيام بدوريات إلى امداد قوات الامن بمعلومات عن المتمردين. ويحصل كل فرد في القوة على راتب ومواد غذائية بقيمة 180 دولارا ويصرف له زي بني اللون وبندقية ايه.كيه 47، ويشتري البعض لنفسه أسلحة اثقل مثل بندقية آلية او قذائف صاروخية ويفضلون زيا تقليديا للاختلاط مع القرويين، ويشكو كثيرون من ضعف الراتب وانهم يقترضون او يسرقون من السكان الذي يفترض منهم حمايتهم، وقال لطف الله (28 عاما) "ابي مزارع وانا اساعده لاعينه على المعيشة. إذا لم احصل عل مال كاف فسانظر لجيوب المواطنين الاخرين"، كما ان ماضيهم لا يبعث على الثقة دائما وتقول جماعات حقوق الانسان ان البعض كان من مقاتلي طالبان او اعضاء في ميليشيات اشاعت الفوضى في افغانستان لعقود وثمة تقارير عن انضمام افراد من القوة لطالبان، وقال حسين علي معين منسق لجنة حقوق الانسان المستقلة في افغانستان "بعضهم ادين في اكثر من جريمة قتل"، وذكر المدعي العسكري محمود رحيم حنفي ان أكثر من مئة من افراد القوة سجنوا لارتكابهم جرائم قتل وتفجيرات واغتصاب وضرب وسرقة، وفي واحدة من ابرز القضايا دخل قائد قوة شرطة محلية واربعة من رجاله منزلا في قندوز وهاجموا الاسرة واختطفوا الابنة لال بيبي (18 عاما) في مايو أيار، وابلغت الابنة اسرتها انها قيدت بسلاسل في جدار واغتصبت مرارا قبل إعادتها لمنزلها بعد اسبوع، وقال والدها راجي رستم (56 عاما) لرويترز "تقول انها ستضرم في نفسها النار إذا لم تاخذ حقها بالقانون"، وكانت الصدمة عنيفة للحد الذي جعله يحن لايام حكم طالبان حين كان المغتصبون يرجمون حتى الموت او يجلدون، قال "كانت طالبان أفضل من الشرطة المحلية. صانوا شرفنا ولم يعترضوا سوى على انشطة النساء العلنية ولكن هؤلاء الناس يهاجموننا في منازلنا."

وربما تتكاثر المشاكل مع خطط زيادة حجم القوة إلى 30 الفا لتعمل في معظم ارجاء البلاد، وتبدو بعض الجرائم المزعومة لافراد القوة ذات دوافع طائفية مما قد يعقد جهود كبح القوة، وفي اقليم ارزكان الجنوبي قال مسؤولون ان احد قادة القوة الذي ينتمي لاقلية الهزارة قتل في اواخر يوليو تموز 15 من البشتون المدنيين في خاس ارزكان بعد يوم من قتل طالبان - وهم من البشتون - اثنين من اصدقائه، وقال محمد وارث فايزي رئيس مكتب التحقيق في الاقليم التابع للجنة المستقلة لحقوق الإنسان "اخذ القائد عبد الحكيم شجاعي تسعة من القرويين واصطحبهم لمنطقة ماتاكزاي في القرية وقتلهم رميا بالحجارة والرصاص"، وتابع "ثم اعتقل هو ومن معه ستة من سكان القرية في منطقة خاك افغان وقتلهم ايضا."

ونفي وزير الداخلية صديق صديقي تفشي مثل هذه المشاكل وقال إن القوة تقدم تضحيات ضخمة وتمثل اكثر من نصف الضحايا من قوات مكافحة المتمردين، وقال "القوة مفيدة ونزيهة وفعالة جدا. يكبدون طالبان خسائر فادحة."

من اجل تحسين صورة القوة تقول السلطات انها تكثف عملية الفحص لتشمل اكثر من مجرد توصية من قادة محليين وحكام ومديري المخابرات والشرطة واللجوء لبيانات قاسية، وقال صديقي "إذا كان هناك اي مجرمين يمكن تعقبهم واعتقالهم"، ولم تهديء هذه الجهود من مخاوف الافغان، وقال القروي نجيب الله خيرخواه "تنشط طالبان وقوة الشرطة المحلية اثناء الليل. كلاهما يمكن ان يطلق عليك الرصاص او يسرقك. لذا فالافضل الا اغادر منزلي."

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 13/أيلول/2012 - 25/شوال/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م