الدراما العربية والاسلام السياسي... بين اسفاف وتسويف!

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: أصبحت الدراما التليفزيونية صناعة ضخمة لا تقل عن السينما، فمن عام إلى آخر تشهد الدراما التليفزيونية العربية تطورا كبيرا في الإنتاج والتصوير والنصوص واستقطاب النجوم وقنوات العرض وخاصة في شهر رمضان، لكن اليوم شهد عالم المسلسلات الرمضانية دخول وافد جديد بقوة هذا العام وهو الاسلام السياسي، ويعزى وجوه بسبب وصول الاسلام السياسي الى الحكم وحتى في المسلسلات التي لا تتناول موضوع التيارات الاسلامية، تبرز شخصيات الاسلاميين ضمن العمل الدرامي كحالات فردية يشار من خلالها الى تشدد هذه المجموعات، فيما صور للمرة الاولى في تاريخ الدراما المصرية دور الاجهزة الامنية في تشكيل تحالفات راس المال وتفكيكها بما يتوافق ومصالح قيادات هذه الاجهزة، في حين استقبت مسلسل فرقة ناجي عطا الله المصرية والتي عرضت في رمضان اهتمام شعبي فلسطيني بكشل كبير جدا، لتضمنه الكثير من المشاهد المتعلقة بالواقع الفلسطيني، من جهة أخرى ًباتت اليوم الدراما التركية ذات شعبية منقطعة النظير خاصة في الدولة العربية، مما يعني انها تشكل انعطافة خطير جدا في مجتمعانا العربي بسبب تقديمها سلوكيات وافدة تتنافى مع القيم الاجتماعية والاخلاقية العربية، إذ أصبحت الدراما التليفزيونية صناعة ضخمة للموارد المالية متجاهل انتاج الموارد الثقافية الفكرية الدينية.

التيار الإسلامي

فقد حضرت ظاهرة الاسلام السياسي بقوة هذا العام في عدد من المسلسلات الرمضانية المصرية، اذ جرى تناول الحالة السلفية المتشددة والجماعات الاسلامية الفاعلة، وصولا الى التدين الشعبي الخارج عن هذه التيارات، ومن بين اهم هذه المسلسلات "باب الخلق" لعادل اديب وتاليف محمد سليمان عبد المالك وبطولة محمود عبد العزيز واحمد فؤاد سليم وعايدة رياض وعزت ابو عوف، الذي يصور عودة احد الافغان العرب ومن خلال الاحداث الدرامية يقدم المسلسل تيارات الاسلام السياسي اقترابها وافتراقها من بعضها البعض وعلاقتها بالجمهور والارهاب، ويظهر محمود عبد العزيز في هذا المسلسل كاحد الافغان المصريين، ويظهر خلال مسار المسلسل انه من الرجال الذين قاموا بمراجعة تجربتهم، فهرب من بين صفوف "المجاهدين" في افغانستان عائدا الى مصر، ومن خلال الاحداث الدرامية يتبين انه قام بمراجعة شاملة لتجربته تدفعه لان يكون اكثر تسامحا وبعيدا عن التشدد، ومن خلال هذا المسار، يقدم المسلسل عرضا لتيار الاسلام السياسي بمختلف اتجاهاته. وهو بذلك "اكثر المسلسلات الرمضانية المعروضة عمقا في تقديمه تشريحا لكل هذه التيارات، واكثرها جرأة"، بحسب الناقد مجدي الطيب الذي يعتبر ان المسلسل "استطاع ان يضع يده على الجرح الذي نعاني منه الان في مصر بوصول هذه التيارات الى السلطة السياسية"، وربط الطيب بين المراجعة التي يقدمها المسلسل عن شخصية محمود عبد العزيز، وبين المراجعة التي قامت بها تيارات الاسلام السياسي في السجون المصرية قبل سنوات معتبرا ان "هذه المراجعة ايجابيه كونها نبذت اللجوء للعنف والعمل الارهابي"، ويرى الناقد اشرف بيومي ان هذا المسلسل "سيعمل على تعرية الاتجاهات المتشددة في تيار الاسلام السياسي في هذه اللحظة المناسبة من الصراع القائم في مصر الان، خصوصا وان التيارات السلفية والجماعات المتشددة بدأت تكشر عن انيابها وتفضح نفسها بنفسها من خلال مواقفها التي لا تنسجم مع العصر"، وثاني المسلسلات التي تتناول التيارات الاسلامية هو مسلسل "الاخت تريز" لحسام الجوهري وتاليف بلال فضل وبطولة حنان ترك واحمد عزمي وسامي العدل وعبد المنعم صبري واخرين، ويصور المسلسل الاحداث في منطقة صعيد مصر المحرومة من التنمية والتي تحولت موطنا لتفريخ الجماعات الاسلامية ذات الطابع العنيف. بحسب فرانس برس.

وتقدم حنان ترك في هذا المسلسل دورين، دور الاخت تريز التي تتهم المسلمين باضطهاد المسيحيين والتحريض عليهم، ودور فتاة مسلمة تدعى خديجة ترتدي النقاب بعد زواجها من احد الشخصيات الاسلامية المتشددة، وتظهر شخصية الرجل السلفي في المسلسل داعيا الى العنف ومحاربة المسيحيين، ويحمل المسلسل رجال الاعمال المسلمين المتحالفين مع هذا التيار مسؤولية العنف، أما مسلسل "البحر والعطشانة" لوائل فهمي عبد الحميد وتاليف محمد الغيطي وبطولة محمود قبيل ورولا سعد واحمد فهمي، فهو -رغم الانتقادات التي وجهت له من بعض النقاد ب"السطحية"- الا انه تناول العلاقة بين تيار الاسلام السياسي والاجهزة الامنية، والعلاقة مع راس المال الفاسد، وقد دفع ذلك الرقابة الى رفض عرضه على شاشات التلفزيون المصري، وحتى في المسلسلات التي لا تتناول موضوع التيارات الاسلامية، تبرز شخصيات الاسلاميين ضمن العمل الدرامي كحالات فردية يشار من خلالها الى تشدد هذه المجموعات، وتظهر مثل هذه الشخصيات في مسلسلات "الهروب" و"الخواجة عبد القادر" و"الزوجة الرابعة" وغيرها.

مسلسل "فرقة ناجي عطا الله

في سياق متصل ما ان ينتهوا من تناول وجبة الافطار، يسارع فلسطينيون مباشرة الى مقهى قريب في مدينة البيرة في الضفة الغربية، لمتابعة المسلسل المصري "فرقة ناجي عطا الله"، الذي يتضمن الكثير من المشاهد المتعلقة بالواقع الفلسطيني، ويقول جهاد نصار، صاحب مقهى "السلطان" في مدينة البيرة في الضفة الغربية "يأتي الكثير من المواطنين هنا لمتابعة المسلسل، لكن اعدادهم ليست بحجم متابعي مسلسل +باب الحارة+ مثلا"، ويعرض نصار المسلسل على شاشة عملاقة، في ساحة صغيرة الى جانب المقهى، تقع على اطراف الشارع الرئيسي، ويضيف "اعتقد ان المسلسل لفت انتباه العديد من الفلسطينيين، خاصة وانه يتحدث عن قصة لها علاقة بالواقع الفلسطيني".

ويقول "كثير من الوجوه التي تأتي لحضور المسلسل، لم اكن اراها سابقا"، وتدور قصة المسلسل الذي يلعب دور البطولة فيه الممثل المصري عادل امام، حول ملحق سياسي مصري يعمل في السفارة المصرية في تل ابيب. وبسبب مواقف هذا الملحق العدائية لاسرائيل، تم انهاء عمله في السفارة المصرية، لكن اسرائيل حجزت على امواله في مصارفها، ويقرر الملحق السياسي، ناجي عطا الله الذي يقوم بدوره عادل امام، بعد عودته الى مصر، استرجاع امواله من احد المصارف الاسرائيلية، من خلال فرقة قام باختيارها بعناية، ويتلقى اعضاء الفرقة تدريبات على امور عدة ويتم اطلاعهم على تفاصيل المصرف الذي سيتم اقتحامه وسرقة امواله، ويبرز من خلال المسلسل، الذي تبثه محطة "ام بي سي" وقناة "القاهرة" المصرية، ان المصرف المستهدف هو "بنك لئومي" الاسرائيلي، وهو مصرف مشهور في اسرائيل، بعد تدريب الفرقة وتجهيزها، تبدأ رحلتها الى اسرائيل، من خلال العريش فرفح المصرية مرورا برفح الفلسطينية، وصولا الى غزة عبر الانفاق، ويقول الشاب زيدان شريف ( 47 عاما)، من احدى قرى رام الله، انه يتابع بشغف هذا المسلسل، بعد الافطار مباشرة، ويوضح "الطريقة التي تجري فيها احداث المسلسل جميلة، ومحاوره جميعها تتعلق بالوضع الفلسطيني، وما يشدني في المسلسل هو طريقة عرض احداث المسلسل في الجانب المتعلق بدخول غزة، بحيث يبدو واقعيا". بحسب فرانس برس.

وضيف "اتابع جميع حلقات المسلسل، وانتظر الحلقة التي سيتم فيها اقتحام البنك في اسرائيل".

وتحظى الشابة اميرة البرغوثي (21 عاما) بفرصتين لمتابعة المسلسل، حيث تحرص على متابعته عبر قناة القاهرة المصرية قبل الافطار وتعيد حضور الحلقة على محطة "ام بي سي" بعد الافطار، وتقول اميرة "المسلسل جميل جدا لسببين، الاول ان بطل المسلسل هو الممثل عادل امام، والثاني انه يتحدث عن تفاصيل تتعلق بحياة الشعب الفلسطيني" مضيفة "لذلك انا اتابع هذا المسلسل باستمرار"، ويتضمن المسلسل مشاهد حقيقية تم تصويرها في قطاع غزة، ويعرض المسلسل تفاصيل الحياة داخل الانفاق بين غزة ومصر، التي تعتبر معابر حيوية للفلسطينيين الذين يعيشون في قطاع غزة، في ظل الحصار الذي تفرضه اسرائيل على قطاع غزة منذ اواسط العام 2007 بعد سيطرة حركة حماس عليه، ويتضمن سيناريو المسلسل ايضا نقاشات بين اعضاء الفرقة، تتعلق باوضاع الفلسطينيين والخلافات القائمة بين فتح وحماس، الا ان هذا النقاش يأخذ منحى كوميديا في محاولة لابعاده عن الطابع السياسي البحت.

مسلسل فرتيجو

في حين يعرض المسلسل الرمضاني "فرتيجو" لعثمان ابو لبن وتاليف محمد ناير لمقدمات ثورة 25 يناير مقدما صورة عن تحالف الاجهزة الامنية ورجال الاعمال والصراع على قمة السلطة بين رجالات الرئيس السابق محمد حسني مبارك ورجالات ابنه جمال، يستند المسلسل الى رواية تحمل العنوان نفسه للكاتب احمد مراد وتحكي قصة مصور لا يهتم الا بنفسه حتى تقع جريمة تغير حياته وقد حققت الرواية مبيعات عالية منذ صدورها العام الماضي. واسم الرواية والمسلسل هو اسم احد مقاهي وسط البلدـ وفي المسلسل يتحول المصور الى مصورة تقوم بدورها الفنانة هند صبريـ ويشارك في البطولة نضال شافع، ويسرى اللوزي، وصبري عبد المنعم، وسيد رجب، والكثير من الوجوه الجديدة. وهو يقدم رؤيته لمصر قبيل ثورة 25 يناير، ويصور المسلسل عملية اغتيال لرجال اعمال يذهب ضحيتها عدد من الابرياء بينهما نادل ونادلة تجمعها صداقة مع المصورة هند صبري التي تشهد عملية الاغتيال وتصورها بعدستها مما يقلب حياتها ويجعلها تنتقل الى الاهتمام العام بشكل تدريجي ومتراكم بتراكم الاحداث الدرامية لتقدم صورة اكثر وضوحا مع تقدم الاحداثـ وضمن خط مواز ايضا تقوم الفنانة يسرى اللوزي الصحافية في احد صحف المعارضة بتعرية رجال الاعمال وفساد الادارات في الوزارات وتحديدا وزارة الاسكان والاراضي التي يتم الاستيلاء عليها من قبل كبار رجال الاعمال وكبار موظفي الدولةـ في هذا الوقت يقوم زوج يسرى اللوزي الصحافي في احدى الصحف المنافسة والممالئة للدولة بتلميع رجال الاعمال وتشويه الحقائق بما يخدم رؤية الاجهزة الامنية. بحسب فرانس برس.

ومن خلال هذا الصراع والبحث وراء الحقيقة من المصورة والصحافية ومن خلال حوارات متفرقة يظهر للمرة الاولى في الدراما الصراع بين الرئيس المخلوع وابنه وانعكاس هذا الصراع بقيام الاجهزة الامنية باقامة تكتل جديد يجمع رجال الاعمال المساندين للابن في مواجهة رجال الاعمال والوزراء المساندين للاب الى جانب تصفية بعض هؤلاء، وتستغل الاجهزة الامنية المساندة للابن الصحف الموالية لتقديم المعلومات التي تشوه الخصوم او تخفي الحقائق.

ويستخدم المخرج ملهى ليليا ليصور من خلاله حياة الليل لرجال الاعمال وكيفية تسيير اعمالهم والصفقات التي يقومون بها فيما بينهم وتنسيقها مع رؤساء تحرير صحف فاسدين، ودور رؤساء التحرير هؤلاء ايضا في افساد الصحافة وتزييف الحقائق.

ويرى النقاد وبينهم اشرف بيومي ان "مسلسل فرتيجو من افضل المسلسلات التي قدمت للمرة الاولى الصراع الدائر في القصر الرئاسي بين الاب والابن قبل ثورة 25 يناير وكيفية تجاذب الاطراف وعزل رجالات الرئيس السابق، وكلها تشكل وقائع حقيقية شهدتها مصر في السنوات الاخيرة من حكم مبارك في ظل تحالف وزارة الداخلية باجهزتها مع الابن في اعادة تشكيل تجمع لرجالات الاعمال في اوسع تحالف عمل على نهب البلاد وافسادها".

ويضيف ان "المسلسل التزم باحداث الرواية التي حملت نفس الاسم، وهذا انجاز يسجل للمسلسل. ولهذا استطاع ان يقدم صورة مختلفة عن المسلسلات الاخرى التي عنيت بمواضيع الفساد ودور الاجهزة الامنية فيه، من نهب الاراضي وانتشار المحسوبية في الاستيلاء على مصالح الدولة"، ويتابع قائلا في المقابل "ما يعيب المسلسل بالمقارنة بالرواية ان السيناريو تم تفصيله على مقاس الفنانة هند صبري كما يحصل في مسلسلات النجوم عادة حيث ان غالبية المسلسلات المعروضة هذا العام من قبل نجوم السينما القدامى والجدد قد نسجت على مقاساتهم لابراز بطولاتهم".

استنساخ مسلسل الحاج متولي

الى ذلك حظي مسلسل "الزوجة الرابعة" لمجدي الهواري وتاليف احمد عبد الفتاح بنسبة معقولة من المشاهدة خصوصا وانه يصور حالة كوميدية تعيد استنساخ مسلسل "الحاج متولي" لنور الشريف الذي فرض ظله على مصطفى شعبان بطل المسلسل الجديد، واثار مسلسل "الزوجة الرابعة" تساؤلات اقل حدة من التساؤلات التي اثارها مسلسل "الحاج متولي"، من حيث اثارة فكرة تعدد الزوجات، وقد لاقى مسلسل "الحاج متولي" الذي عرض قبل اكثر من عشر سنوات، انتقادات أكثر من "الزوجة الرابعة"، اذ اقيمت الندوات حينها ونشرت المقالات والمحاضرات التي هاجمت المسلسل ذا الاقبال الواسع، الا ان مسلسل "الزوجة الرابعة" الذي يؤدي دور البطولة فيه مصطفى شعبان أحد أبطال مسلسل الحاج متولي، لم يواجه مثل هذا الهجوم، ربما بسبب وصول الاسلام السياسي الى الحكم، او انشغال الجمهور في الدول العربية بتسارع الاحداث مع التغيرات السياسية الكبرى التي تشهدها المنطقة، ورغم تأكيد بطل المسلسل مصطفى شعبان في اكثر من لقاء صحافي ان "المسلسل لا يكرر تجربة الحاج متولي، اذ ان الاحداث الدرامية مغايرة"، إلا ان هذا الجواب لم يلق قبولا واسعا على ما يبدو، ومما يزيد من تثبيت مقولة التكرار، ان مصطفى شعبان "لك يبدع شيئا خاصا بادائه، بقدر تقمصه في أكثر من مشهد لشخصية نور الشريف في الحاج متولي" حسب الناقد أشرف بيومي، غير ان مسلسل الزوجة الرابعة يظهر ابعادا دينية أكثر تشددا من الحاج متولي. مثل التركيز على عدم مصافحة البطل للنساء، وتأكيده المستمر انه يلتزم بشرع الله، في الوقت الذي يصوره المسلسل على انه ينتقل من امرأة الى اخرى، ويبقي زواجاته من نسائه الثلاث اللواتي انجبن منه، تاركا مكانا لزوجة رابعة قابلا للتغيير والتطليق واعادة الزواج مرة اخرى. بحسب فرانس برس.

ويصور المسلسل الزواجات والطلاقات المستمرة ضمن حالة من المؤامرة النسائية بين الزوجات الثلاث لمنع الزوجة الرابعة من الحمل، ويتضمن المسلسل ايضا تنويعة جديدة من الكوميديا، ومفارقة لافتة، وهي ان والد مصطفى شعبان، وهو الدور الذي يؤديه حسن حسني، على طرف نقيض من ابنه، فهو لم يتزوج غير زوجته إلا بعد مدة طويلة على وفاتها، ويعيش حياة حالمة مع زوجته ميمي جمال التي كانت في ما مضى زوجة لشقيقه وهي ام لاحدى زوجات ابنه (على غانم)، ورغم محاولة مؤلف السيناريو التنويع في المواقف في المسلسل لوضع اكثر من تصور عن علاقة الرجل بالمراة وعلاقة ذلك بالدين، الى جانب العلاقة الاخرى الانسانية التي تجمع حسن حسني بميمي جمال، الا انه لم يستطع يقدم مسلسلا فنيا جيدا، بحسب بعض النقاد، وشارك في بطولة المسلسل ضمن زوجات مصطفى شعبان الى جانب علا غانم كل من لقاء الخميسي والفنانة التونسية درة وايتين عامر وعدد اخر من النجوم.

شعبية الدراما التركية

على الصعيد نفسه عرب سرحان، فتاة أردنية تعيش في الكويت، وأكثر ما أثار إعجابها لدى زيارتها لتركيا هو مضيق البسفور، آملة في مشاهدة المزيد من المعالم المميزة هنا، وتقول عرب سرحان: "منذ فترة طويلة وأنا أشاهد الدراما التركية، وها أنا اليوم هنا لرؤية جميع الأماكن التي تم التصوير فيها، وتتوق سرحان لزيارة منزل نور ومهند، وهو البيت الذي شهر تصوير المسلسل التركي الأكثر شهرة، ومن المؤكد أن الرحلات البحرية الخاصة أصبحت أكثر شهرة بعد المسلسل الدرامي "نور"، ولعل انتشار الدراما التركية في الشرق الأوسط، أدى إلى توافد العرب إلى تركيا ليزوروا مواقع التصوير وقاعات الأوبرا، ويبدو أن الدراما التركية استطاعت أن تأسر خيال المشاهدين العرب، فالكثير يعتقدون أن ما يميزها هو ملامستها للواقع، فمسلسل فاطمة غول مثلاً يحكي قصة فتاة وقعت  ضحية اعتداء جنسي، وهذا النوع من الدراما يتطرق لبعض المحرمات في المجتمع الإسلامي، ويقول عزت بينتو: "نحن بلد مسلم، وأعتقد أن السبب الرئيس وراء ازدهار الدراما التركية ومتابعة المشاهد العربي لها هو أنه يشعر بمتابعته مسلسلا محليا، وهنا يكمن جمال الأمر، والدراما التركية تعمل على نشر أنماط الحياة والقيم التركية، كما أصبح لكل بطل من أبطال المسلسلات التركية اسمه اللامع، يعلق كرم شاثان عن هذا الأمر: "لدينا مواهب ومشاهير كثر هنا، حتى أن بعضهم لا يستطيع المشي في بلدان الشرق الأوسط لكثرة معجبيهم."

ويضيف:" وفي العام الماضي ذهبنا وجميع أفراد الطاقم إلى دبي وأبوظبي ورأينا الآلاف من الناس ينتظرون رؤية الممثلين ولأخذ تواقيعهم.. فهم يودون الاقتراب منهم ورؤيتهم فقط، المنتجون الأتراك يقولون إن مسلسلاتهم تتمتع بقيمة إنتاجية عالية نظرا لارتفاع ميزانيتها بالمقارنة مع منافسيها من دول أخرى كمصر وسوريا. بحسب السي ان ان.

والكثير من محطات التلفزة تركز على النجاح الأخير الذي حققته المسلسلات التركية، فقناة MBC خصصت ثلاث قنوات من ضمن قنواتها الخمس لبث المسلسلات التركية، ويقول عزت بينتو، الذي يرأس شركة تتولى توزيع المسلسلات الأكثر شعبية، إنه خلال الخمس سنوات الماضية، تزايدت شعبية الدراما التركية، وارتفعت أسعارها مائة مرة ليس في الشرق الأوسط فقط بل في منطقة البلقان كذلك، ويضيف بينتو: "في الوقت الحاضر لم يعد هناك إنتاج كبير في الشرق الأوسط لذلك تميزت تركيا بإنتاجها.، هذا، ويبدو أن للدراما التركية الكثير من الفضل في تشجيع السياحة ونشر تقاليد هذا البلد عبر الحدود.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 11/أيلول/2012 - 23/شوال/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م