أمريكا واسرائيل وايران... سباق الانفاس الطويلة

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: مازالت الولايات المتحدة تعارض اي هجوم من اسرائيل على ايران في الوقت الحالي، مما ادى الى خلاف بين وجهتي نظر أمريكا وإسرائيل حول نووي إيران وتوقيت ضربها، فلا تزال الولايات المتحدة تضغط بقوة على حليفتها المدللة اسرائيل، لتأجيل نواياها بضرب ايران واستبعاد خيار الحرب، لأنه سيخرب استقرار منطقة الخليج الحيوية لمصالح الغرب، وسيشعل منطقة شرق الاوسط برمتها، مما زاد من حدة التوتر بين الحليفين، إذ ترى اسرائيل بان حيازة ايران سلاحا نوويا سيشكل تهديدا لوجودها، حيث تسعى الدولة نفسها في الاونة الاخيرة بوضع خطا أحمر واضحا يظهر عزمها على كبح البرنامج النووي الايراني وهو ما كشف عن نفاد صبر اسرائيل من الولايات المتحدة حليفتها الرئيسي، غير ان امريكا مصممة على منع إيران من امتلاك سلاح نووي لكنها حثت إسرائيل على عدم شن هجوم من جانب واحد، وان تعطي العقوبات المفروضة على طهران مزيدا من الوقت لتحدث أثرها، حيث يستهدف تصعيد اللهجة الاسرائيلية في التحذير من هجوم وشيك على ايران واشنطن بدرجة اكبر من استهدافه طهران، لأن اسرائيل تنظر الى ايران على نطاق واسع ، وخصوصا أنها الدولة الوحيدة المسلحة نوويا في المنطقة، مما يعني امتلاك إيران لسلاح نووي يصبح خطرا كبيرا عليها ولذا فانها تهدد منذ فترة طويلة بشن هجوم وقائي عليها، ويرى محللون بأن اسرائيل القوة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط ولكن غير المعلنة، تشتبه على غرار الغرب بسعي ايران لامتلاك السلاح النووي تحت ستار برنامج مدني، الامر الذي تنفيه طهران، في الوقت حذرت روسيا كل من اسرائيل وحلفائها من مهاجمة ايران بسبب برنامجها النووي قائلة انها لم تر علامات على ان برنامج طهران النووي يهدف إلى تطوير أسلحة وحذرت من ان اللجوء الى القوة سيكون كارثيا على منطقة الشرق الاوسط وستتعدى عواقبه المنطقة، فان كل هذه المعطيات تطرح عدة تساؤلات، هل بامكان اسرائيل مفاجأة ايران؟ وهل بامكانها مهاجمتها من اذن ام مساعد الولايات المتحدة؟.

مشادة أمريكية إسرائيلية رفيعة المستوى

فقد قال عضو في الكونجرس الأمريكي ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو احتد غاضبا في لقاء مع السفير الأمريكي، لأنه كان في حيرة لا يدري ما سبب ما يرى أنه افتقار حكومة أوباما إلى الوضوح في موقفها بشأن برنامج ايران النووي، وأدلى مايك روجرز رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب -وهو جمهوري- بأول تعقيب علني له عن الاجتماع الذي عقد في أواخر أغسطس آب في إسرائيل في مقابلة مع إذاعة دبليو. جيه. آر في ميشيجان، وكان روجرز قد حضر الاجتماع، وجاء استمرار الجدال بشأن الاجتماع في حين أعلن الرئيس باراك أوباما في المؤتمر القومي للحزب الديمقراطي قبوله تسمية الحزب له مرشحا في انتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر تشرين الثاني.

وقال روجرز "الآن لا يعتقد الاسرائيليون ان هذه الحكومة (الأمريكية) جادة حينما تقول ان كل الخيارات مطروحة للبحث والأهم ان الايرانيين لا يعتقدون ذلك أيضا. ولهذا فإن البرنامج ماض قدما، وتقول إيران إن برنامجها النووي للأغراض السلمية لتوليد الطاقة، وقال روجرز انه إذا لم تظهر الولايات المتحدة لاسرائيل مزيدا من الوضوح بشأن ما تعتبره "خطوطا حمراء" فيما يتعلق بالبرنامج النووي لإيران فإن اسرائيل قد توجه ضربة لمنشآت ايران النووية، واضاف قوله "اعتقد انهم على الأرجح سيفعلون ذلك إذا لم نغير موقفنا بإيضاج أكبر لما هي الخطوط الحمراء من منظور الولايات المتحدة"، ورفض متحدث باسم سفارة اسرائيل في واشنطن التعقيب، ولم تشأ وزارة الخارجية الأمريكية أن تعقب على الاجتماعات الدبلوماسية الخاصة لكن المتحدث باسم الوزارة إدجار فاسكيز قال "تربط بيننا علاقات راسخة متينة ولدينا التزام ثابت بمناصرة إسرائيل"، وتؤكد المشادة بين نتنياهو والسفير الأمريكي لدى اسرائيل دانييل شابيرو الخلاف العميق بشأن كيفية التعامل مع ايران والذي حاول الجانبان التهوين من شأنه علانية. بحسب رويترز.

وكان أوباما تعهد بمنع ايران من اكتساب سلاح نووي لكنه يقول إنه ما زال هناك متسع من الوقت للعقوبات والجهود الدبلوماسية لتؤتي أثرها. ويقول البيت الأبيض إنه توسط في جهود فرض عقوبات نفطية ومصرفية دولية على إيران أشد صرامة بكثير مما حققته حكومات أمريكية سابقة، وكان الغرض الأصلي للاجتماع هو ان يناقش نتنياهو وروجرز مسائل التعاون الاستخباراتي وامورا اخرى. وقال روجرز ان الاجتماع تطور إلى مشادة واجه فيها نتنياهو شابيرو بالتعبير عن الاستياء الشديد من افتقار موقف الحكومة الامريكية للوضوح بشأن برنامج ايران النووي، وقال روجرز "عدم الوضوح بشأن موقف الولايات المتحدة من تلك المسائل أثار الكثير من المشكلات والقلق الذي فيما اعتقد لا يفيد العالم ولا السلام"، وفي مقابلة مع محطة تلفزيون إسرائيلية استنكر شابيرو رواية صحيفة اسرائيلية عن المشادة التي جرت خلف أبواب مغلقة بوصفها "قصة سخيفة للغاية" لا تعكس ما حدث فعلا في الاجتماع الذي كانت المحادثات فيه "ودية وتتسم بالحرفية". ولم يعقب نتنياهو على المشادة التي أوردتها أول مرة صحيفة يديعوت أحرونوت.

واشنطن مستعدة لمواجهة ايران على كافة المستويات

من جهته اكد وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك في ختام لقائه مع نائب رئيس هيئة الاركان المشتركة للجيوش الاميركية الاميرال جيمس وينفيلد الذي زار اسرائيل ان الولايات المتحدة "مستعدة لمواجهة التحدي الايراني على كافة المستويات"، وقال باراك وفق بيان صادر عن مكتبه "ما من شك بان الولايات المتحدة مستعدة لمواجهة هذا التحدي على كافة المستويات"، في اشارة الى البرنامج النووي الايراني، واضاف ان "الولايات المتحدة هي اهم حلفائنا. التعاون بين اجهزة المخابرات والدعم العسكري (الاميركي) عميق ولا نظير له. انا مقتنع انه سيبقى كذلك تحت اي ظرف قد يحصل في المستقبل"، بعد فترة من التوتر بين الحليفين، "نحن نواجه تحديا مشتركا لكن وتيرة العد العكسي مختلفة لكل منا. لدينا ايضا اختلافات. اسرائيل تحتفظ بحقها السيادي بالتحرك بطريقة مستقلة، والولايات المتحدة تتفهم ذلك"، اضاف باراك في البيان.

وبدا ان وزارة الدفاع الاسرائيلية اعتمدت لهجة التهدئة في البيان.

وبعد تصعيد التوتر مع واشنطن عبر الايحاء بان اسرائيل على وشك توجيه ضربة لايران، سعى رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو خلال الايام الماضية الى التهدئة مع الولايات المتحدة من خلال طلب اتخاذ موقف اكثر حزما مع طهران، وقام الاميرال وينفيلد بزيارة استغرقت بضعة ايام لاسرائيل واحيطت بالتكتم بسبب الطابع السياسي الحساس للمباحثات بين الجانبين حول سبل منع ايران من حيازة السلاح النووي،، وبعد التهديد بشن ضربة منفردة على ايران اعتمد الاسرائيليون لهجة اكثر اعتدالا مذكرين باهمية حليفهم الاميركي. بحسب فرانس برس.

واعلن الجيش الاسرائيلي انتهاء زيارة الاميرال الاميركي، وقال الجيش في بيان مقتضب ان "الاميرال وينفيلد نزل ضيفا على نظيره الاسرائيلي الجنرال يائير نافيه. وخلال زيارته التقى عددا من كبار المسؤولين العسكريين الاسرائيليين وخصوصا رئيس الاركان بني غانتز وزار عدة مواقف مهمة للتعاون العسكري" الاميركي الاسرائيلي، ويتوقع وصول مسؤولين عسكريين اميركيين اخرين قريبا الى اسرائيل، وفق موقع صحيفة يديعوت احرونوت، واشار الموقع الى انه من المتوقع قدوم الجنرال كريغ فرانكلين، القائد الاعلى للقوة الجوية الثالثة الاميركية، الى اسرائيل قبل تدريب عسكري مشترك بين الجيشين سيجري في تشرين الاول/اكتوبر المقبل، وكانت مجلة تايم الاميركية ذكرت ان الولايات المتحدة خفضت بشكل ملحوظ التدريبات العسكرية المشتركة مع اسرائيل في خطوة قد تكون مرتبطة بالخلاف بين البلدين حول كيفية التعامل مع الطموحات النووية الايرانية.

تسريبات حول ايران

في حين الغى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اجتماعا للحكومة الامنية المصغرة بعد "تسريبات" للصحافة لمناقشات كان من المفترض ان تبقى سرية وكانت بدأت بشان ايران بحسب ما اعلن بيان صادر عن مكتبه، وقال البيان "اعلن رئيس الوزراء الغاء الجلسة المتواصلة لليوم الثاني على التوالي"، واشار البيان الى انه "بعد وقت وجيز من انتهاء اجتماع حدث امر خطير: تم تسريب معلومات من مداولات المجلس. امن الدولة ومواطنيها منوط بالقدرة على اجراء مداولات سرية وعميقة في المجلس الوزاري المصغر للشؤون الامنية حيث يتم فيه استعراض جميع الوقائع والاراء والتداعيات"، وكان رؤساء وكالات الاستخبارات الاسرائيلية قدموا تقريرهم السنوي للحكومة الامنية المصغرة خصوصا في ما يتعلق بالبرنامج النووي الايراني، واضاف البيان ان "شخصا معينا مس بشكل خطير بالثقة التي يمنحها مواطنو اسرائيل لهذا المنتدى. هذا الشخص خرق القواعد الاكثر اساسية المتعلقة باجراء مداولات في المجلس الوزاري المصغر وشوه سمعة هؤلاء الذين حضروا الجلسة ولم يسربوا معلومات من مداولاتها"، وغضب نتانياهو مما نشرته صحيفة يديعوت احرونوت اليومية التي عنونت عددها "خلافات حول ايران في الاجهزة الامنية" مشيرة الى ان "وزراء المجلس الامني المصغر فوجئوا امس باكتشافهم ان الاجهزة الامنية المختلفة بينها خلاف حول الموضوع الايراني".

واوضح نتانياهو "ليس لدي اي شكوى ضد وسائل الاعلام التي تقوم بواجبها (...) لدي مسؤولية حيال مواطني دولة اسرائيل وامن الدولة ولذلك الغي هذه الجلسة"، وبحسب صحيفة يديعوت احرونوت فان احد هذه الخلافات متعلق بمدى الضرر الذي سيلحق باسرائيل في حال شن هجوم على المنشات النووية الايرانية، وقال مصدر لم يحدد "شارك في الاجتماع" للصحيفة "سمعنا معلومات مفصلة ومقلقة للغاية حول تقدم البرنامج النووي الايراني. الايرانيون انطلقوا في سباق تجاه القنبلة ويبدو ان لا شيء قادرا على ايقافهم"، واشارت الصحيفة الى ان الوزراء قدموا قائمة جديدة بعقوبات "تشل" ايران كفرض حظر تجاري او فرض حظر على جميع الرحلات الجوية الى ايران، وكان الاجتماع عقد بينما تتزايد التكهنات في وسائل الاعلام وتصريحات المسؤولين الاسرائيليين حول احتمال شن ضربة عسكرية اسرائيلية على المنشآت النووية الايرانية مع او بدون مساعدة الولايات المتحدة الاميركية، وقال الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز خلال لقائه وزير الخارجية الايطالي جوليو تيرزي انه "غير قادر على التصور بان تسمح الولايات المتحدة واوروبا للشرق الاوسط بالوقوع تحت سيطرة ايران". بحسب فرانس برس.

واضاف بيريز بحسب بيان صادر عن مكتبه "قد يكون الوقت ينفد ولكن علينا التحرك الان لجعل الضغوط غير العسكرية قوية ومؤثرة وفي حال تبين انها غير فعالة فهناك خيارات اخرى".

وتشتبه اسرائيل القوة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط ولكن غير المعلنة، والغرب بسعي ايران لامتلاك السلاح النووي تحت ستار برنامج مدني، الامر الذي تنفيه طهران، وحذرت اسرائيل من انها لا تستبعد شن هجوم على المنشآت النووية الايرانية لمنع طهران من حيازة القنبلة النووية التي ستشكل بنظرها "تهديدا لوجود" الدولة العبرية، وقام سلاح الجو الاسرائيلي بنصب بطارية مضادة للصواريخ من نظام القبة الحديدية في منطقة تل ابيب، كما ذكرت متحدثة اسرائيلية، واضافت المتحدثة ان "منظومة القبة الحديدية موضوعة في الخدمة وتم في الوقت الراهن نصب بطارية في منطقة تل ابيب في اطار مناورة تدريبية"، وتشتبه المجموعة الدولية في سعي ايران الى حيازة السلاح النووي تحت ذريعة برنامج نووي، الا ان طهران تنفي ذلك نفيا قاطعا.

ايران تقول لا تفرق بين التهديدات العسكرية الاسرائيلية والأمريكية

في المقابل قال قائد عسكري إيراني إن إيران لا تفرق بين المصالح الأمريكية والاسرائيلية وسترد على كلا البلدين في حالة تعرضها لهجوم، وجاءت هذه التصريحات بعد أن نفى البيت الأبيض تقريرا إخباريا اسرائيليا عن أنه يتفاوض مع طهران على ابقاء الولايات المتحدة بعيدة عن اي حرب مستقبلية بين اسرائيل وطهران في الوقت الذي يعمل فيه الرئيس الامريكي باراك اوباما على الدفاع عن نفسه من اتهامات من خصمه في الانتخابات بأنه شديد اللين في موقفه من إيران، ونقلت وكالة فارس الإيرانية للانباء عن علي فدوي قائد البحرية في الحرس الثوري الإيراني قوله "فصل النظام الصهيوني عن أمريكا لا معنى له ويجب علينا ألا نعترف بأن اسرائيل منفصلة عن أمريكا، وقال فدوي "على هذا الأساس فإن الأمريكيين فقط هم الذين يتخذون الان موقفا ينطوي على تهديد للجمهورية الإسلامية... إذا ارتكب الأمريكيون أصغر حماقة فلن يتركوا المنطقة بسلام، وأجرت ايران -التي يمكن أن تصل صواريخها إلى اسرائيل والأهداف الأمريكية في المنطقة- تدريبات عسكرية وكشفت عن أسلحة تم تحديثها في الأشهر القلية الماضية بهدف إظهار قدرتها على الدفاع عن نفسها من أي ضربة تستهدف مواقعها النووية. بحسب رويترز.

ومع اقتراب انتخابات الرئاسة الامريكية في نوفمبر تشرين الثاني دعا رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تشديد الموقف من إيران ليرفض بذلك ضمنيا تأكيد أوباما على المساعي الدبلوماسية والضغط من خلال العقوبات لوقف النشاط النووي الإيراني، وفي حين ان اسرائيل ستتوقع مساندة أمريكية إذا قررت ضرب إيران فإن مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة لمح إلى أن واشنطن لن يجري استدراجها لأي صراع، ونقلت صحيفة جارديان البريطانية عن مارتن ديمبسي قوله "لا أريد أن أكون متواطئا إذا اختاروا أن يفعلوا هذا"، وأنهى نتنياهو بشكل مفاجئ اجتماعا للحكومة المصغرة المعنية بالشؤون الأمنية قائلا إن أحدا في الاجتماع سرب تفاصيل عن مباحثاتها حول إيران، وبموجب القانون الاسرائيلي فإن أي قرار بخوض حرب مع إيران سيتطلب موافقة الحكومة المصغرة المعنية بالشؤون الأمنية. وقال مسؤول في الحكومة طلب عدم نشر اسمه إنه لم تتخذ مثل تلك القرارات خلال اجتماع.

روسيا تحذر من مهاجمة إيران

الى ذلك قالت وكالة انترفاكس للانباء ان روسيا حذرت اسرائيل ودولا اخرى من مهاجمة ايران بسبب برنامجها النووي قائلة انها لم تر علامات على ان برنامج طهران النووي يهدف إلى تطوير أسلحة وحذرت من ان اللجوء الى القوة سيكون كارثيا على منطقة الشرق الاوسط وستتعدى عواقبه المنطقة، ونقلت انترفاكس عن سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله "نحذر من اعتادوا على الحلول العسكرية...ان هذا سيكون ضارا بل كارثيا لاستقرار المنطقة وسيحدث صدمات عميقة في مجالي الامن والاقتصاد سيكون لها أثر خارج حدود منطقة الشرق الاوسط"، ووجه مسؤولون روس تحذيرات مماثلة من قبل لكن تصريحات ريابكوف القاطعة تكشف فيما يبدو مخاوف موسكو من ان تشن اسرائيل هجمات تستهدف المنشآت النووية الإيرانية، وأثارت النبرة التي تتحدث بها اسرائيل عن المنشآت النووية التي تعتقد قوى غربية انها جزء من برنامج لتطوير قدرات على امتلاك اسلحة نووية تكهنات بان تهاجم اسرائيل ايران قبل انتخابات الرئاسة الامريكية التي تجري في نوفمبر تشرين الثاني، وصرح نائب وزير الخارجية الروسية بانه ليس هناك ما يشير الى وجود برنامج نووي له اغراض عسكرية وقال ان المراقبة التي تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة هي ضمان قوي، ونسبت انترفاكس إلى ريابكوف الذي يوجه الدبلوماسية الروسية فيما يتعلق بالبرنامج النووي الايراني قوله "لا نرى كما قلنا من قبل علامة على انه يوجد بعد عسكري لبرنامج ايران النووي. لا علامات على ذلك"، وأضاف "نرى شيئا مختلفا...ان هناك مواد نووية...في ايران خاضعة لسيطرة مفتشي وخبراء الوكالة الدولية للطاقة الذريةن "هذه المواد النووية لم تحول للاحتياجات العسكرية وهذا مؤكد رسميا (من قبل وكالة الطاقة)"، وتتناقض تصريحاته مع مخاوف متزايدة عبرت عنها الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن ابعاد عسكرية محتملة للبرنامج النووي الايراني. بحسب رويترز.

وقالت الوكالة ان ايران ضاعفت أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم في منشأة تحت الارض خلال بضعة أشهر وهو ما يظهر انها ماضية في توسيع برنامجها النووي بالرغم من العقوبات المفروضة عليها وخطر التعرض لهجوم اسرائيلي. وأوضحت الوكالة ان أجهزة الطرد المركزي الجديدة لم تعمل بعد، وقال مارك فيتزباتريك الخبير النووي ومدير المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية والمسؤول السابق في الخارجية الامريكية ان تصريحات ريابكوف تتفق في جانب منها مع رأي الغرب، وقال "اذا...كان يعني ان (روسيا لا ترى) أدلة على ان ايران تعمد الى تجاوز الخط الفاصل بين القدرة وبين انتاج الاسلحة فحينها تصبح تصريحات ريابكوف متفقة مع الرأي العام للولايات المتحدة وحلفائها الاوروبيين، "لكن ريابكوف يذهب الى مدى ابعد باعطاء ايران ميزة الشك حين يقول ان روسيا لا ترى علامات على وجود بعد عسكري... ربما هو يعني ان الادلة ليست مؤكدة بعد. لكن بالقطع هناك علامات كثيرة، "واستطرد "بالقطع المخابرات الروسية ليست عمياء الى هذا الحد"، وتقول روسيا وهي من بين القوى العالمية الست التي تضم الولايات المتحدة وأربع دول اوروبية تبذل جهودا دبلوماسية لمنع ايران من امتلاك اسلحة نووية ان الغرب يقوض هذه الجهود بالعقوبات التي يفرضها والتهديد بشن هجوم، ونقلت انترفاكس عن ريابكوف قوله "في الآونة الأخيرة أصبح الميل الى اللجوء للعقوبات لتحقيق اهداف لا تتحقق من حيث المبدأ بالضغط يتفق مع هوى...السياسيين على جانبي المحيط الاطلسي (امريكا واوروبا) لا يستطيعون مقاومته."

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 11/أيلول/2012 - 23/شوال/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م