ملك أمريكا وإسرائيل

توفيق أبو شومر

أخيرا صدقتْ مُضيفة شركة العال الإسرائيلية، التي قالتْ عقب خطاب نتنياهو البليغ المشهور في أعضاء الكونجرس الأمريكي يوم 24/5/2011:

"لو رشح نتنياهو نفسه في أمريكا فإنه سينجح كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية!!"

ليست مضيفة شركة ألعال الإسرائيلية سوى سارة بن أرتسي زوجة نتنياهو الثالثة، التي تزوجها 1991 بعد أن انفصل عن الزوجة الأولى مريم وايزمان الأمريكية 1978، وبعد أن انفصل عن الزوجة الثانية الإنجليزية فلور غاتس ثم انفصلا عام 1984.

لقد تحققتْ نبوءة سارة هذا اليوم 5/9/2012، فهاهو نتنياهو وطاقم وزارة الخارجية برئاسة أفيغدور ليبرمان يعيدون صياغة البرنامج الانتخابي للحزب الديمقراطي، وفق برنامج حكومة نتنياهو الإسرائيلية.

حاول الحزب الديمقراطي الأمريكي أن يستقلَّ عن اللوبي اليهودي ولو رمزيا، ويهرب من جاذبية اللوبي اليهودي الأمريكي (الإيباك)، فلم يُشر الحزب الديمقراطي في برنامجه الانتخابي لهذا العام إلى اعتبار (أورشليم) العاصمة الأبدية لإسرائيل!!

غير أن تهديدات حكومة نتنياهو بالتضامن مع الأيباك، وهم يملكون أصوات اليهود في أمريكا، جعلت الحزب الديمقراطي الأمريكي يرضخ لمطالبهم، ويدرج في برنامجه الانتخابي:

" أورشليم عاصمة إسرائيل"

هكذا إذن تَدخلُ حكومةُ إسرائيل كلُّها في معمعة الانتخابات الأمريكية، فقد تمكن اللوبي اليهودي من فرض برنامج حكومة إسرائيل على برنامج الحزب الجمهوري الأمريكي، بعد زيارة مرشح الحزب(ميت رومني)!

إذن فليس من قبيل المبالغة القول بأن إسرائيل (الديمقراطية) تمارس الديكتاتورية في الساحة الأمريكية، وتلعب بالساحة الأمريكية، وتستغل نقطة ضعف أمريكا، أو (كعب أخيل) الأمريكي، وهو فترة الانتخابات، لتجني أرباحا مادية ومعنوية لا حصر لها!!

إذن ينبغي أن نردد شعارَ صحيفة هارتس:

"عاش نتنياهو ملكا، ليس لإسرائيل وحدها، بل لأمريكا أيضا"!!

مع ملاحظة أننا سنظل نأمل أن نعتبر أمريكا (حكما) ومختارا وقاضيا عادلا في قضيتنا الفلسطينية، وسنظل نبكي على أبوابها طالبين النُّصرةَ على الظلم والقهر الاستيطاني!!

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 8/أيلول/2012 - 20/شوال/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م