فساد النفس البشرية بدأت مع بداية الخلق ووجود الشيطان الذي اقسم ان
يغوي من تهوي نفسه الانحراف والرذيلة ، وقد ارسل الرحمن سبحانه انبياءه
مع الكتب السماوية التي بينت كل ما يطلبه الخالق من الانسان ليجعل
حياته سعيدة وطيبة في سلوكه وتعامله مع اخيه الانسان ليساهم في بناء
مجتمع يسوده العدل والقسط والفلاح ابتغاء السعادة في الدنيا وجزاء
الاخرة ، كما وجه وعيده بعقاب في الدنيا والاخرة سيلحق بالمفسدين
ابتغاء مخافته واتقاء عقابه ذلك لمن تسول له نفسه حيث يحاسب على
النوايا قبل ان تترجم الى اعمال وقال سبحانه اني اقرب اليكم من حبل
الوريد.
وقد مر مجتمعنا في الزمن المعاصر بفترات ومراحل وحقب ودول ساهمت في
افساد الفرد والمجتمع وزرعت اسباب الفساد والتفرقة وتفتيت قيم الاسرة
وحاربت الدين والقيم الاخلاقية وبدلا ان تزرع تلك الدول معاني الخير
ومخافة الله واتباع سبل المعروف ومجاهدة النفس والشيطان وايضا مجاهدة
ظواهر الشر والفساد في المجتمع لحماية الانسان الفرد والاسرة والمجتمع
والدولة من الظالمين والمفسدين الذين يهمهم تهديم قيم الاخلاق والمثل
السامية في المجتمع والبلاد بما يحقق مصالح انانية ومصالح ضيقة على
حساب مصلحة عموم البلاد حيث لايبالي المفسد ولا يهمه عرقلة بناء البلاد
وركائزها بما ينسجم مع حاجات الناس والضعفاء منهم وبما ينسجم مع تطور
العقل البشري وتقدمه العلمي والثقافي والاخلاقي والانساني والحضاري.
لقد اسس نظام البعث الصدامي المفسد في تدمير كل ماهو وطني ونبيل
وزرع واسس للشر والكراهية والمصلحة الانانية الخاصة وصار الفرد خاويا
من قيم الخير بل يحمل بذور الكراهية والشر والانانية والمصلحة الخاصة
على حساب كل الناس ، فصارت معاني التفاني والعمل الوطني الذي يخدم
الوطن والمجتمع بعيدا عن حسابات الفرد وتفكيره ، وتحول الانسان الى وحش
كاسر لايتورع ان يسيء او يسرق او يحرق او يقتل ويدمر ويكون عنصرا هداما
في المجتمع والدولة وتحول البعض الى وحوش كاسرة مفترسة تستعين باعداء
العراق وباموال ومدد اعلامي ومالي لا لشيء الا للتهديم والتدمير وجعل
حياة الناس وتحويلها الى اسقام وايلام وارهاب وتهديد واستهتار واستخفاف
وقسوة لا يفعلها حتى الغزاة ، كم سيترك ذلك من اثار وذكريات مريرة
وآثار سيئة كبيرة تدميرية لايزول تأثيرها بسهولة ومن دون تبنى وتحمل
الجميع المسئولية.
ان الحروب التي افتعلها هدام العراق وابتلاءاتها واثارها حولت كثير
من الناس عن طورهم الانساني الطبيعي فتحولوا الى قساة مفسدين ادوات كل
تخريب وقتل ودمار وعنف وارهاب واستحواذ ونهب لشرائح وافراد وهم او بعض
غير قليل الان صار او حشر في مرافق المجتمع والدولة قساة اجلاف بعيدين
عن الاحساس بالوطنية والانتماء والخير وحب الآخرين كما هم لايريدون ولا
يهمهم بناء دولة حضارية وعصرية تعمل لخير المواطن والانسانية.
وقد ساعدت بل ساهمت امريكا عندما جاءت لتزيح من انتهت صلاحية خدمته
لها ولتخلصنا حسب تحليل البعض الجاهل من احد ابرز عملاءها وصنيعتهم
صدام ساهمت امريكا من بدأ التغيير بدعم واستغلال وتأسيس وتشجيع هذا
الفساد الذي نشهده اليوم بتسهيلها وعونها ومشاركة رجالها حتى اغرى من
سولت له نفسه وهم عدد غير محدود من اشخاص كانوا يعتقد بانهم وعلى الاقل
ان لم نقل وطنيون مخلصون وهم ايضا وعلى الاقل يخافون الله او يخافون
غضب الناس عليهم او كانوا يخافون ويستحون وصاروا انفسهم ادوات للفساد
ونشره ألآن... اين يذهبون من عقاب الناس وعقاب الجبار وعند ذاك
لاتحميهم حواجز كونكريتية او وهمية.
منافع شخصية مادية موقتة من استئثار وتجاوز على المال العام والخاص
دون تردد او خوف او خجل فانخرطوا وتورطوا الى قمة رؤوسهم واعتمد هذا
النهج حتى من كان يدعي الشرف والامانة ومخافة الله والمسئولية امام
ضمائرهم وشعبهم وخالقهم الذي يمهلهم الى حين ليس ببعيد ، انهم يمارسون
النهب والتهاون والاستهتار بالمال والوقت والكذب والتزوير في كل ما
تطول انفسهم وايديهم الباغية الشريرة ولا اي اعتبار للناس والبلاد فصار
منهجم الخيانة ومن الذين اشتروا الضلالة بالهدى وما اقربهم الى غضب
الجبار والى النار وابعدهم عن رحمة الرحمن.
كل دوائر ومفاصل الدولة تشهد الوانا من الاستهتار وضياع حق
المواطنين واهل الحق منهم والرشوة المستشرية ابتداءا من اخطر المؤسسات
منها التعليم الذي ينتظر منه لو صح ان يكون اداة تصحيح بدلا من ذلك
يمارس الفساد المستشري بشكل واسع اضافة الى ضعف الامكانيات التعليمية
والعلمية للكادر والنظام.
الداخلية وما ادراكم ماهي وما تحوي ببركات من تربى على تشوهات
اخلاقية بعثية صدامية وما ادراك ما هي وضع يذهل ويحزن ، الواقع المر
يعكس لنا صور قبيحة واستهتار كبير يعرفه كل الناس وهو اعلان صارخ على
استمرار الظلم الذي احيانا يقاس باعلا درجة من زمن صدام ذلك لانك كنت
تستطيع ان تصل الى من تشتكي اليه اما الان تضييع الحقوق ولا قدرة
للمشتكي وللشكوى او استنقاذ الاخرين ، ظلم جائر وبائن وقبيح سيولد
اثارا لاتحمد.
هل تسلم الدوائر خدمية او انتاجية... الكهرباء ام البلديات دلونا
على وزارة تخلو من الفساد حتى ندعوا الى تتويجها ونشعل لها شموع الفرح
في ليلنا المسود المغبر هذا الذي نعيش ويعيشه السواد الاعظم من الناس
والمحرومين والضعفاء الدعين الى الله الخلاص... او العدل والمحاكم...
وما ادراك وان فسد القضاء فقد اكتمل الفساد في الارض ويقرأ على الاسلام
والدين والاخلاق والحق والعدل السلام.
صار طالب المدرسة والجامعة يبحث بسرعة عن فرصة من هذا القبيل من
اشكال الحرام والسحت التي نشهدها ليسرع في كسبه وانظروا كيف ستكون
جديته في الدراسة مثل هذا الطالب الذي يريد ان يثري كما اثرى المفسدون
وهذا فقط سيكون هدفه. قبل كان الطالب يجتهد افضل اجتهاد ليخدم الناس
والوطن خير خدمة وباخلاص اليوم صار هدف الطالب اتباع طريق المفسدين
التي تتسع دائرتهم ويزيد شرورهم وتكثر اساليبهم الشيطانية وتتلون حيلهم
وخداعهم للناس لعنهم الله واللاعنون في الارض والسماء ويوم تشهد عليهم
ايديهم وكل جوارحهم ويرونه بعيدا ونراه قريبا وان الله سبحانه حاشاه
لايخلف وعيد.
هل يشغل رؤوس القوم والمتصدين للعمل السياسي والقانوني والثقافي
والاعلامي...الخ انفسهم بجدية وبنوايا واضحة وعزيمة قوية راسخة على
الاقل بكيفية ايقاف تمدد المرض الاجتماعي السرطاني الذي هو الفساد وهو
عون ومعاضد قوي لآفة الارهاب والقتل واداة طيعة ومطية له... كيف الحل
ومن اين نبدأ في القضاء على هذا الوباء الذي من دونه لن تحيى وتبنى
البلاد ولن يزول الظلم الباقي والمتعاظم وجوده وآثارة المرعبة....؟ كيف
هو الحل واي طريق يسلكه الوطنيون الصادقون والامناء الاشراف والاخيار
بجد ومثابرة وبروح ونفس سامية ابتغاء مصلحة الناس والبلاد وحمايتها ثم
بناءها ومن اجل مخافة ومرضاة الله عز وجل – كلكم راع وكلكم مسئول عن
رعيته -.
تحتاج البلاد المريضة بداء الارهاب والفساد الى ثورة اجتماعية
واخلاقية وقيمية عامة شاملة سريعة وحاسمة يقودها اهلها من اهل المهمات
الكبار من الوطنيين الشرفاء الذين همهم حياة ومستقبل كل الشعب يحملون
مسئولية الاجيال القادمة ومستقبل العراق من فضلاء من السياسيين
والمثقفين ورجال الدين ورؤساء العشائر الاشراف الذين هم فقط من اهل
الغيرة على الوطن امثال المرحوم الشيخ خوام العبد العباس الفرهود رحمه
الله وآخرين ذكرهم تاريخ العراق المعاصر بصفحات بيضاء ناصعة ، ولا مفر
من ذلك وبشكل حتمي ان ينهض الانسان والاسرة والتعليم والمؤسسات
التعليمية ومؤسسات الدولة جميعا بالنهوض والعمل المتواصل والسريع بنشر
القيم الوطنية والاخلاقية النبيلة السامية وتقديمها على كل مصلحة
انانية او فردية بالاشتراك مع المؤسسات ودور الاعلام المختلفة
والفضائيات والصحف لتنهض بمشروع وطني لمكافحة آفتي مرض الطائفية
والارهاب بالترافق مع استئصال ومحاربة الفساد بكل صوره واشكاله وعلى
رجال الدين بكل مستوياتهم وعلى راسهم المرجعية اولا ثم شيوخ العشائر
ثانيا ثم رؤوس الحركات والاحزاب السياسية ثالثا واصحاب وسائل الاعلام
النهوض بالمسؤولية التي تقع عليهم اولا وهم المسئولون عنها سواء في
استمرار الداء وبقاءه وسرعة انتشاره وتدميره او العمل على القضاء عليه
اي لابد من اشتراك وتزامن اعلا الهرم مع قاعدته بمشاركة الافراد والاسر
، بحملة جدية ثورية حثيثة من التوعية والتربية بالتزامن مع الدعوة الى
اصدار قوانين صارمة تحمي المجتمع وتصونه من افات الفساد وحليفه وعضيده
الارهاب بكل وسائله وادواته ، وتصدي الرجال الامناء الصادقين في
البرلمان كسلطة تشريعية رقابية وكذلك سلطتي القضاء والتنفيذ. وجميعا هم
اطراف واذرع الحكومة وتمثل اركان المؤسسات الدستورية للدولة التي عليها
مسئوليات وواجبات حددها الدستور والقيم والاعراف الدولية الديمقراطية
الحقيقية لا المزيفة التي تستخف بالشعب وبإرادته وقدسية دستوره
واختيارات الاكثرية عبر التصويت والانتخاب.
لماذا لاينبري نواب شرفاء ممن يعملون بجد على مشروع تؤيده طبقات
الشعب من هذا القبيل اي قبيل الثورة على الفساد بدءا من محاصرته وتضييق
الخناق عليه كداء مدمر وصولا الى مرحلة انهاءه ، يحشد له تأييدا شعبيا
واعيا بقصد هذه المطالب الاولية ثم الدعوة الى بناء مؤسسات دولة رصينة
نافعة تساعد في بناء زراعي وصناعي واسكاني وثقافي شامل وسريع لكل
البلاد ويؤسس الدعامة المتينة للأجيال القادمة.
تذكروا فساد القضاء ببعض القضاة ودوائره فكيف يتحقق العدل والانصاف
لأصحاب الحقوق في ظل قضاء فاسد تسري الرشوة في اروقته والضعف والهوان
على اضعف تقدير ويمارس المجرمون والمفسدون تهديده واهانته.
وتذكروا فساد وتردي مستوى التعليم الى الحضيض وفساد اداراته ومعلميه
ماذا ينتظر منه ان لم يصحح بل ماذا ستكون نتائجه وويلاته على الافراد
والمجتمع والدولة وهو اي التعليم وحده يحتاج الى ثورة تغييرية جذرية
وشاملة وحقيقية تبدأ بالمعلم والاستاذ وتمر عبر المناهج والتنظيم ولا
تنتهي.
ماهو دور المحاسب والمدقق الرقابي المالي من اذا كان هو يعمل ويشجع
الفساد وارهاق وتكبيل الدولة ومؤسساتها وان لم تجري التغيرات اللازمة
فسيكون اداة مخربة في كيان الدولة برمته.
ماهو دور النقابات والجمعيات هنا كنقابة المحاسبين ونقابة الاطباء
المهنة كذلك نقابة المحامين والمهندسين وغيرهم في ضبط اخلاق الذين
تحولوا معظمهم الى وسائل تنهش وتقطع اوصال الناس والمجتمع وتثير السخط
على الدولة وتساعد في ابعاد المواطن عن حرصه وحبه لوطنه وحبه لمجتمعة
الذي يعيش فيه. من يحمي الافراد والمجتمع وحقوقهم من محامي محتال
ومرتزق وهدفه الكسب الحرام.
وما ادراكم من دور مفسد وخبيث لدور ومحطات التلفزة في تخريب الحياة
من اجل اموال حرام واموال تشجع الارهاب واخرى تسفه وتخدر وتضحك على
الناس بدلا من المساعدة في رفع مستوى الاخلاق وتعليم تقديس العمل
والمساهمة في بناء الدولة وتحقيق رفاه فعلي للمجتمع والابتعاد عن
اساليب الخداع والكذب والالتزام بالأمانة والصدق التي تتضافر مع
الاعمال الخيرة للمؤسسات الاخرى لتبني المجتمع كذلك حال الصحف المجلات
ا التي نجدها اليوم تبحث عن قراء الساعة الباحثين عن الاثارة والكذب
والتسويف والابتذال.
اين دور الادباء والمثقفون ونواديهم وجمعياتهم ومهرجاناتهم الذين
يحملون الهم الوطني والانساني والاخلاقي ودورهم الذي سيذكر لهم في حملة
القضاء ومحارب الفساد.
محاربة الفساد... يقتضي ان تشارك في هذا الجهد الحر والنبيل والوطني
البناء كل الاحزاب والحركات والاشخاص من السياسيين والقانونيين
والاقتصاديين مع مشاركة قطاعات ودوائر الدولة ايضا ويقع ضمن مسئولياتها
والقيام بدور ريادي وجدي في ثورة تثقيفية لمنتسبيها هدفها القضاء على
الفساد وفضح اساليبه وعدم التهاون مع مروجيه في كل قطاعات ومرافق
الدولة مع اصدار القوانين والانظمة والتعليمات الصارمة التي تحد وتقمع
القائمين به ، علما ان رجالات البعث وبقاياه من نفايات المجتمع يروجوا
للفساد ويساعدوا عليه لمكاسب مادية لهم اولا ثم خدمة لمن يدفع لهم من
الخارج لان كل وجود البعث هو استئجار للأجنبي والمعادي للعراق وهكذا هم
الان ولازالوا وبنفس الوقت يدفعون بأضاليلهم واعلامهم الكاذب ليتهموا
الاشراف بالدولة على ان الحكومة هي السبب من اجل دعاية رخيصة فاضحة
لجلب النقمة على الحكومة والدولة العراقية الحديثة خدمة لمن يريدوا ان
يرجعوا بنا القهقري الى مائة عام اخرى كما ارجعنا نظامهم السابق مئة
عام الى الوراء.
على النواب الشرفاء واعضاء الاحزاب الوطنية الصادقة ورؤساء الدوائر
والمؤسسات الرقابية كلها ان تشترك في برنامج يتضمن مضامين موحدة ومحددة
وصريحة وواضحة وواجبة التطبيق لتبدأ بها الدولة بكل مؤسساتها بمشاركة
الافراد الوطنين في كل البلاد بكل ما تمتلك من قوة القانون والبيان
والعمل الصادق والا فخراب البصرة ينتظرنا جميعا وان غرقت السفينة
فسنغرق جميعا.
على الدولة ان تقنن بدون توسعة مضرة للاجهزة الرقابية وتعزز الرقابة
الداخلية والخارجية وتساندها قوانين وتعليمات صارمة وان يجري احترام
دور واراء اجهزتها الرقابية وتشجعها وتقدم الحوافز لها وتحميها ازاء
المفسدين وتحميهم من عصابات الرشوة والفساد والسرقة حليف الارهاب حيث
يمر القضاء على الارهاب عبر بوابة القضاء على الفساد. وهنا لاضرورة
لكثرة وزيادة عدد الحلقات الرقابية مثل دوائر المفتش العام في الوزارات
واجهزة النزاهة التي تزيد العبء على الدولة ولا تخلو نفسها من انواع
الفساد ، في حين يقتضي تقوية كفاءة ومناعة المحاسب الداخلي والمراقب
المدقق ضمن اطار الاقسام الحسابية والمالية والرقابة الداخلية وكذلك
تعزيز دور وزارة المالية ومؤسساتها الرقابية كديوان الرقابة المالية
واحترام دورها اولى من توزيع وتشتيت الادوار والجهود والمسؤوليات ذلك
ما تعكسه التجربة الفاشلة.
ان الظواهر المرضية التي تساعد على الفساد اصلاحها يبدأ بإصلاح
الدستور واصدار قانون الانتخابات الملائم والعصري والذي يحمي ثوابت
اغلبية اهل العراق ، كذلك وبنفس الاهمية قانون الاحزاب المهم جدا الذي
يحمي البلاد من طابور وحصان طروادة الذين يتم تمويلهم من الخارج او
بطرق غير شرعية وبقانون يمنعها من تكوين ميليشيات وعسكرة الحزب وتمزيق
الدولة واضعاف دورها ذلك ما تنحو اليه وتقصده التكتلات كالكردستاني
الذي يريد دولة ضعيفة وشكلية او مشلولة ومن خلال دستور مختل وعدم وجود
القوانين الاساسية المذكورة اعلاه او بترها وتمييعها وستستمر تستغل
الارهاب والفساد لانهما ادوات ضعف العراق ولتساهم بتمزيق الدولة
العراقية وبالتالي تساعد في سبيل تحقيق الاهداف تلك بإشاعة اوسع للفساد
والارهاب لانهما ايضا يصبان في هدف اضعاف العراق ودولة العراق واضعاف
واسقاط كل من يعمل من اجل عراق موحد ومستقل وديمقراطي مؤسساتي حقيقي
لامزيف يحترم الارادة الشعبية بدون تزوير ولا يسحب البساط من تحت
الاكثرية ، وللاسف هنالك من المتحالفين معه ممن تلتقي اهدافهم الخاصة
والعوائد المادية وتوزيع المنافع الانانية و العبثية التخريبية الموقتة
الغافلة المجحفة بحق الاكثرية من تنظيمان سنية وشيعية... وعدا دولة
القانون التي هي اكثر اتزانا وتضحية في سبيل الاهداف العامة والوطنية
الشاملة والديمقراطية التي تحترم حقا لا زورا ارادة الشعب على اساس من
العدل والقانون واحترام الدستور وارادة الناخبين من دون تزوير او زيغ
او كذب.
ان الاحزاب والحركات السياسية التي نشهدها على الساحة السياسية
اليوم تكاد تشترك جميعا في ظاهرة وحالة مرضية مشتركة مؤسفة وهي فتح
ابواب الانتماء اليها على مصراعيه بهدف التخمة والسمنة من عدد وكم مشوب
وملوث ومستغل ومنافق ومفسد شكل احيانا طبقة او كم من المفسدين والسراق
واصحاب الرشوة نعم في احيان كثيرة وبعلم تلك الاحزاب ولم تبالي الحركات
والاحزاب بنوع تلك العناصر ذلك يتم بواسطة اساليب الاغراء واحيانا
الترهيب المريضة التي استخدمها حزب البعث اللعين والمقبور ابان سطوته
على العراق في دفع الناس للانتماء اليه.
ان توزع الوزارات والدوائر وادارات داخل الدائرة الواحدة او الوزارة
الواحدة بين الاحزاب سبب حالات مرضية اصعب استئصالا من حزب البعث فقد
بعثر المسؤولية ووزعها وسبب ضياع الحقوق سواءا حق المواطن او الدولة
وصارت تسهل السلبيات واحيانا كثيرة السرقات لتمرر أخرى مقابيلها وصارا
حتى رموز دينية تعمل منسجمة مع هذا الواقع ليسمن اتباعهم عن طريق وهب
الامير ما لايملك ومن حقوق غيرهم واستهتارهم بالمال العام وهنا تطلق
حرية الاتباع للتسلط على الناس وحقوقها وابتزازهم واعتبار ذلك حوافزا
للاتباع وبالتالي تربيتها لتكون ادوات فساد تفسد وتنشر الظلم وتؤسس
لقيم تدميرية لأخلاق المجتمع وتحطيم الدولة وكيانها ومستقبلها.
ان وجود الاحزاب بهذا النموذج وميليشياتها هي ابقاء للفساد وتركيزه
وتوسعة دائرته واضعاف للدولة ولمؤسساتها وتشجيع على تجاوز الدستور
والقوانين وحل هذه المعضلة والاشكالية هي مرحلة اساسية في القضاء على
الفساد وحليفه والمستفيد منه كتنظيمات الارهاب والجريمة.
انظروا من يعرقل انعقاد البرلمان ومن يعرقل انجاز سن القوانين
والمشاريع الوطنية المهمة ومن يعرقل حركة العمران والبناء وحركة
الاسكان ومن يعقد الاوضاع ومن يثير الارهاب اليس بات واضحا وضوح الشمس
من خلال نظرة ومتابعة بسيطة لما يسمى بالكتل وحركة اتباعها العميان في
البرلمان التابعين المطيعين لرؤساء كتلهم ولأهداف سياسية خارجة وبعيدة
عن المنهج الوطني الجاد.
ان ارتفاع اسعار العقارات والايجارات واسعار السلع والخدمات كافة
واسعار الغذاء واللحوم وراءها منتفعين مخربين للاقتصاد العراقي
ومستهترين بمصالح البلاد بينما طبقات الشعب المسحوقة والمظلومة تعاني
ولا حول وعلى الدولة ان تمضي بهمة رجال امناء شرفاء في بناء المساكن
للمحتاجين وليس للمحتالين الذين لايحد طمعهم وجشعهم وسرقاتهم شيء وهنا
لابد برقابة وتدقيق صارمين لمن يحصل على السكن ، ومن دونها لن يحصل
المواطن المحتاج على شيء ، ثم وضع اسس لمراقبة الاسعار وتشجيع مؤسسات
رسمية واهلية ومنظمات مدنية لحماية المستهلك ومحاربة تهريب وبيع اللحوم
والثروة الحيوانية لدول تقصد تقويض العراق والاضرار باهله تشفيا او
لمرض آخر في نفوسهم وتضييق الخناق على المهربين في الداخل ، كل تلك
العوامل اساسية في محاربة آفة الفساد المستشرية التي يجب ان لاتلوث بها
اجيالنا والاجيال القادمة ويجب ان نخلق الدعامات القانونية والاجتماعية
لحماية مجتمعنا منها.
ومن مظاهر الفساد المدمرة بالدولة والمخلة بالمجتمع:
وزارة الهجرة والمهجرين بكل فروعها تستخدم معايير مزدوجة ومخالفة
ومتناقضة وغير عادلة واحيانا خاطئة وأخرى معرقلة ومعطلة لكثير من أصحاب
الحقوق كذلك تمارس التعطيل والكذب دون واجس من خوف او رقابة او مراعاة.
وزعت الوزرات مغانم على الاحزاب والتكتلات وتسلط فيها افرادا على
الاقل لايراعون الله ولا الشعب ولا العدل والانصاف ولا على اساس احترام
المسئولية والمشاركة والتنافس فيها وفي سبيل سلامة وتقديم افضل الخدمات
والانجازات بل وزعت الوزارات على التكتلات الحزبية القومية والسياسية
على اساس كونها غنائم واستئثار واخرجت عن دورها واضعف اداءها وملئت
بمؤيدي تلك الحركات وصارت ضياعا خاصة او ملكية فئوية وشخصية واهدافها
تحقيق اغراض فئوية وطائفية وقومية ومطامع شخصية تسيطر عليها سياسة
الحزب او الحركة وافراد جبلوا على نفاق من يسهل ويمنح لهم تلك المراكز
والمواقع.
التسجيل العقاري على مساحة العراق... والرشاوى واستعدادهم وتشجيعهم
للتزوير والسرقة وهضم الحقوق وعلى نطاق واسع دون خوف او رادع ويتوفر في
كل موقع ومكان من ارض الوطن الجريح كم كبير من الامثلة صار يعرفها كل
الناس واضحة ومكشوفة ومفضوحة غير مستورة.
انظروا للمؤسسات الدينية كالاوقاف والحج صار الوضع يسير بها وفقا
للمزاج بعيدا عن العدل والانصاف والمساوات وتتحكم بها النزوات
والمزاجيات والصلاحيات المطلقة والتبعية مع ضعف وانعدام الرقابة.
القضاء في مرافقه اما ضعيف او مرتشي او مهدد او مسير او غير محترم
من الناس وحتى من قبل اعلى المؤسسات كمؤسسة الرئاسة ويهان ويتهم احيانا
ويستضعف او يستغفل ويضغط عليه في حين ينتظر منه تحقيق وحفظ العدل وهو
ميزان استقرار الدول واطمئنان الانسان فيها وتباهي الدول بدرجة ومستوى
القضاء وكفاءته واحترامه من قبل المؤسسات الرسمية ومن ثم المواطن...
فاين صار القضاء عندنا في العراق الجديد...!!!؟.وفوقها دعوات قادة
السراق والمجرمين لتبييض السجون او اصحاب اصدار عفو العام من رعاة
المجرمين ومستخدميهم لأغراضهم وتشجيع الاجرام وحمايته وتكوين قاعدة
مخلة بالميزان العام من خلالهم.
ان خلفية الرعاع المجرمين الاوباش الضالعين بصور واشكال الفساد
يخلقون قائدا لهم او عجلا ليعبدوه و ينشرون صوره ويجبرون الناس على
تقبلها في حين كان قائدهم السابق او عجلهم هو صدام الى جانب نظامه
المفسد الذي فتت الاسرة العراقية وحطم قيم الانسان والعائلة النبيلة
وفرق الجمع وشتت الكلمة ومزق النسيج الاجتماعي الوطني الي كان جله غيور
على ارضه ووطنه ورفعة شأنه وقضى ذلك النظام على حرص الانسان على بناءه
وتقدمه ، ثم تنوعت وتشكلت اسباب الفرقة والتنافر حتى داخل الاسرة وزرع
الشك والخوف والارهاب في نفوس الناس وبذور الشقاق والنفاق اكثر من قبل
وحتى من عصور الجاهلية ، بل اسس لأخلاق النهب والسرقة والاعتداء والظلم
والقتل وما نعيشه الان هو ايضا من نتائج واثار تلك الحقبة السوداء
القاتمة التي زادت فيها الطائفية المقيتة حين استخدمها صدام والعشائرية
والمناطقية والقومية فتت بها المجتمع وتفشت الكراهية وزادت عوامل تمزع
المجتمع وتفرقه. لقد وجدت امريكا في تمزق المجتمع وسيلة لاضعاف البلاد
وتحقيق اهداف الصهيونية العالمية في تمزيق المنطقة لان عراقا موحدا
قويا يضعف اسرائيل وحلفائها من حكام الخليج والاردن التي هي حصن
اسرائيل ودعامته الدفاعية والهجومية الاولى.
والغريب والمعيب والذي يعكس ضعفا هو اتفاق عدد من الفعاليات
السياسية التي يحسبها البعض واهما بانها وطنية نراها منسجمة تماما مع
ذلك المشروع الهدام الذي يستهدف اضعاف وتفتيت العراق.
المشكلة الاشد الان وجود اعداء للبلاد يساندون بكل المستويات
ويمولون الارهاب لتدمير العراق بالمقابل لايوجد عندنا شعب متقارب او
متجانس متفق على مصلحة مشتركة حتى لمكافحة خطط اعداءه ومواجهة الارهاب
بقوة ووحدة وانسجام وبقضايا ومهمات وطنية واحدة وحتى بأبسط الحدود لا
على الصعيد القيادي ولا على الصعيد الشعبي ، وابتعد الناس عن اوليات
الاخلاق وابتعدوا عن جوهر الدين والقيم الاخلاقية التي تجمع ولاتفرق
وصارت تهوى نفوسهم الكذب بدلا من حب الامانة والصدق حتى تحولت نماذج
الفساد المستشري الى آفات متعددة تنخر بجسد الدولة العراقية وتهدد
مستقبلها... ان من دون نهوض الشرفاء من اهل البلاد لإنقاذها فستؤول
النتيجة الى دمار شامل وبأيدي الناس انفسهم - وما ظلمناهم ولكن كانوا
انفسهم يظلمون -.
صارت الاحزاب تحتوي وبرضاها على افراد وعصابات تعبث وتعيث بالبلاد
الفساد باسم تلك الاحزاب والميليشيات وتهدد الناس وتبتز كما تسول لهم
نفوسهم وقد انخرط في تلك الصفوف من كان يعبث ايام صدام ومن كان منافقا
وتابعا لحزب البعث او في تنظيمات تخريبية ارهابية مثل فدائيي صدام
ومجرد بدلوا المسميات ، هم انفسهم جمهرة من الرعاع والمنافقين
والكذابين العابثين الان للاسف ينتشرون في مؤسسات الدولة ومرافقها فويل
للاصلاح والمصلحين منهم ومن اساليبهم وشرورهم ذلك يتم بدعم وتشجيع من
اعداء العراق والارهاب وعصابات حزب العودة المسير من خارج العراق لضرب
العراق وتدميره اولئك حلفاء رسميون واصدقاء لهؤلاء.
ان العراق اليوم ومستقبله من مسئولية الجميع وانقاذه مسئولية ومن
يسكت عن هذا الحق هو شيطان اخرس ومؤيد للباطل ولابد من الخروج عن الصمت
لاننا مسئولون اما انفسنا وضمائرنا واسرنا واجيالنا القادمة وامام الله
عز وجل.
كان واحدا هو حمار طروادة لكننا نشاهد ادوارا لعدد من حمير العراق
من يمررون مخططات اعداء العراق كل حمار وراءه عصابة عدوة للبلاد واهلها
ومستقبل ابناءها.
ان الخلل في الاجهزة الامنية ومسئوليتها في مكافحة الارهاب والقضاء
عليه رغم عبئ الدولة وكرمها الفائض وسخاءها لتلك الاجهزة وتكاليفها
وتكاليف تجهيزها ومعداتها وما تستنفذه من ميزانية الدولة دون خجل او
وجل او مراعاة للحرم والحلال والحرام فان جل اختراقاتها يعود للفساد
وتقبل الرشوة حتى على حساب دماء العراقيين وبناء الدولة وحمايتها
الواجبة وبقائها وحمايتها. فاي فساد ينخر في جسد الدولة واي آفة قذرة
تلعب بعقول من يفترض عندهم حس وطني وامني لحماية الوطن والناس.
تحول للاسف ادعياء محبة اهل البيت الى مجرد طرح شعارات... بدلا من
اتباع نهج الايمان الحقيقي وتقوى الله والخلق السامي والمنهج القويم
وتعبيرا عن ايمان و اتباع حقيقي وعقيدة ايمانية ونهج قويم وابتعاد عن
المنكرات والمحرمات والنفاق وان تقوى الله من علاماتها العينية والحسية
الابتعاد عن الرذائل بل عدم الركون اليها وعدم السكوت عنها ، وقبل
الصراخ بمجاهدة امريكا واسرائيل يوجد جهاد وتشذيب النفس وخدمة
المواطنين والدولة وارساء اسس بناءها في كل مجالات الحياة فعلا وبنتائج
وليس بالادعاءات والكذب الاعلامي والتضليل.
ان من يعمل على تشتيت الصف الشيعي وعدم احترامه كقاعدة اولى للوحدة
الوطنية هو تشتيت للصف الوطني ويقدم افضل الخدمات الى اسرائيل وحلفائها
في الداخل والخارج ومن اشرار العرب والغرب اعداء العراق والعراقيين.
البعث والصداميون كانوا يضعون ويرفعون صور القائد الضرورة الذي هدم
العراق.. وصوره انتشرت في كل مكان وقد زاد ذلك من كره الناس له ، لكن
من المستغرب تنتشر الصور الان بكثرة في العراق فرضا وجبرا على الناس
وبشكل مج ومكرر على الطريقة السابقة وبمجرد اختلاف الاشخاص والاشكال
والملبس ، فأي دين واي خلق واي حضارة واي ديمقراطية وعدل وانصاف يقبل
ذلك ، ان رفع الصور هذه كتلك هو احد دواعي وضرورات مكافحة حقيقية
للفساد الذي ينخر بجسد هذه البلاد والقضاء على النفاق والتسول عن
طريقها (متسولي المنافقين الاذلاء الصغار ).
يقضى على الفساد متى ما تم حصر السلاح بيد الدولة وانبرى كل وطني
صادق بتسليم السلاح وجردت الجماعات والميليشيات ، ذلك مفتاح الامن
والعدل واضعاف للفساد والسلب والنهب والجريمة والارهاب والابتزاز
وسيتغير الواقع في البلاد الى واقع بناء ومحبة واخلاص وعمل ووطنية
وكرامة لكل الناس دون تهديد وابتزاز وسرقة ، وهنا تشمل مليشيات الاحزاب
والحركات والعشائر وغيرها بدون استثناء لان الاستثناء يبقي الخلل
والتجاوز ومن دون اي استثناء.
ملاحظة سير المركبات وطريقة السياقة في عاصمة العراق وربما كل
العراق والفوضى المتعمدة والتسابق في الازدحامات حالة تفسر تحطم
وانهيار الاخلاق التي ترضى باقبح الاساليب بدلا من نبذها والمساهمة في
تعديلها وفرض نظام حضاري كباقي الشعوب والامم المتحضرة فعلا لا ادعاءا
- كانت في الستينات والسبعينات تكتب في لوحات كنت توضع في الساحات فيها
عبارة السياقة فن وذوق واخلاق – اين الذوق والاخلاق الآن ودعوا الفن
لاصحاب الذوق والخلق الرفيع.
وهكذا وبسبب الفساد والمتعمد والممعن والقبيح في الاضرار والاصرار
على الانحراف والخطأ موضوعات وضرورات وحاجات اساسية كالكهرباء وتعمد
عدم انجازه من قبل عصابات وطغم تعمل ضد العراق وشعبه وهكذا مشاريع
السكن والاسكان للمواطنين وانجاز البنى التحتية التي تجري ببطء وتعثر
وعبثي وقاصر مع سوء التخطيط والتنفيذ وما يشوبها من سرقات وتجاوزات في
كل مفاصلها.
الاتصالات واطلاق شركاتها للنهب والسرقة المكشوفة وغير المكشوفة دون
حسيب او رقيب ورادع او خوف وصار النواب والمسئولون شركاء في السرقات
حيث تداري وتهادن تلك الشركات وتطلق يدها في النهب والخدمات السيئة
والمعيبة وهي لطمة عار في جبين من تعاقد وساير وشارك وقبل وسكت عنها
وشاركها بالمال والنهم الحرام.
اين الحلول للزراعة وهي تاريخ وشريان العراقيين في الماضي واين
مشاريعها الكبيرة والنوعية التي يجب ان تتسع وتتنوع على مساحة كل
العراق حتى باتت ضعيفة وقاصرة وتحولت ارض العراق من زراعية الى جرداء
خالية من الخضرة والزرع والثمر والشجر واين الاهتمام بالثروة الحيوانية
حيث تحول العراق الى مستورد لها... هذه طامة كبرى وعلامة فارقة لمن
يعمل من اجل العراق فردا او جماعة انسانا عاديا او مسؤلا.
لاتشكل الزراعة الآن موردا اقتصاديا ولا أداة كفاية ضمن الامن
الغذائي لسد حالة المجتمع. وصار الاقتصاد يميل الى ارتفاع للاسعار
واضرار بالمواطن والفقراء دون روادع وكوابح ورقابة واجراءات ملموسة
فعالة على الاسعار وعلى نوعيات البضائع وجودتها بينما الاسعار صار
يتحكم بها الجانب الاسود من اقتصاد السوق غير المنظم وغير الممنهج
والمترس المطلق العنان.
التعليم علة العلل وابو الامراض الاجتماعية والفساد.. متى نعلم
المعلم وكيف... قبل ان يطلق عنانه وحريته دون رقيب ورادع ليعلم النشأ
التعليم الحقيقي الذي يرفع الانسان والبلاد ، وصور الفساد في اطاره
متنوعة وعديدة وممنهجة وجائرة من اسفاف واستهتار ورشوة وخيانة امانة ،
المعلم في العراق يحتاج الى اعادة تعليم بالاخلاق والوطنية والدين
والقيم النبيلة ومن ثم بعد ذلك مجالات ودروس العلم والمعرفة....
متى نحاسب ونصحح من الاستئثار بالمال العام المنقول منه وغير
المنقول كالاراضي والابنية من قبل من تصدى للعمل السياسي والاحزاب
والكتل الذين اعطوا درسا سيئا للناس ليفترسوا وينهبوا اموال غيرهم
واستهتروا بالمال العام وحتى اعطيت وادخلت في القاموس مفردات تجمل
السرقة والنهب والاستحواذ والسيطرة والاستئثار كعبارة الحواسم... كم
الحالة مؤلمة ومحزنة في العراق صار لقمة بيد الاوباش الذين لايخافون
الله ولا يراعون الناس والبلاد والحقوق وصار الوطن اضحوكة تضحك وتبكي
كمن يبكي على فقيد له لان شعور بعض الناس وكأن الوطن صار مفقودا
ومنهوبا او غريبا ضائعا ، لقد صارت دوائر العقار العوبة بيد حفنة
لاتخاف ولاتهاب ولارادع لها بين راش ومرتشي لعنهم الله واللاعنون.
والاسرة والجماعة المدرسة والمؤسسة التعليمية والثقافية الادبية
والعلمية والدينية والنقابية والمهنية والاعلامية والسياسية والقانونية
بالتزامن والتعاضد والتوازي مع اجراءات اقتلاع جذور وبذور الفساد
واصدار ومتابعة تنفيذ القوانين الصارمة الرادعة الصارمة مع تشذيب ادوات
احترام وتنفيذ القانون ومشاركة الناس وتعاونهم في الرقابة والتنفيذ
واحترامهم لضمان تطبيقاتها بما يحقق العدل والانصاف والقضاء على سيادة
ثقافة الفساد الهدامة.
الفساد ظاهرة تنمو في محيط فاسد خاليا من القيم او خلا ومن قيم
الدين والاخلاق وبعيدا عنها وينمو او يستشري كالداء في كل المجتمع متى
نشطت عوامل نموه وانتشاره ومتى تعطلت او غابت كوابحه وموانعه وجدية
مكافحته وهو داء هدام يسيء الى مقدرات المجتمع والبلاد جلها ثقافية
واقتصادية وسياسية وقانونية حيث يفتقد العدل والانصاف والمساوات ويزداد
تأثيره على الضعفاء والفقراء والمحتاجين ، فتدافع الطبقات الظالمة عن
حالة الفساد بكل ما اوتيت من قوة حماية لمصالحها وامعانا في غيها
وظلمها الذي تريده ممارسة يومية عادية ومقبولة ، وهنا ينشأ صغار
المفسدين واولادهم الذين تربوا واكلوا الحرام على نهج معلميهم واباءهم.
واصلاح العقول وتنظيف القلوب يبدأ بالفرد.
غير المعقول ولا المتصور ان جهات ساهمت بالفساد تعمل بعد اليوم على
معالجته أو القضاء علية لايتصور هذا وليس معقولا لذا لابد من تكاتف
وتضافر جهود شرفاء العراق والغيارى فيه ومن فئات شعبية وشبابية نظيفة
وايضا عناصر علمية وثقافية ودينية وطلابية مع عدد من السياسيين النجباء
غير الملوثين بالفساد او تشجيعه ورجال دين اخيار بقيادة المرجعيات
المصلحة وغيرهم ممن لايسع ذكرهم وغير الظاهرين من جند الرحمن على ان
تظهر عزمها على قيادة الاصلاح الحقيقي والنهوض بحركة عارمة مزلزلة
تدافع عن البلاد ومستقبلها وحفظ حقها وحق مواطنيها وتعديل سيرها نحو
الاصلاح والبناء الحقيقي في كل مجالات الاتصال والتواصل في الحياة
والاستفادة بأقصى الدرجات من الوسائل الاعلامية والثقافية ووسائل
الاتصال والتواصل مثل الفيس بوك وغيره ولدرجة عالية وحازمة تزلزل وجود
الخونة المارقين ورعاة الفساد والمفسدين ذلك واجب اخلاقي ووطني وديني
وانساني ذلك ما ينتظره المحرمين والفقراء وابناءكم واحفادكم منكم والله
ولي التوفيق.
المستعين بالله وبالاحرار المؤمنين ،
* بكلوريوس علوم سياسية ودبلوم محاسبة |