متابعة الصحة النفسية للاطفال واجب مشترك

 

شبكة النبأ: يُلاحَظ على المجتمع العراقي، أنه لا يبالي كثيرا بالصحة النفسية للانسان، بل الأنكى من ذلك، غالبا ما يخفي المريض نفسيا، مرضه عن الآخر وعن أقرب الناس اليه مخافة وصمه بعاهة الجنون أو الخبال، لهذا يعزف معظم العراقيين عن مراجعة الطبيب النفسي، إلا اذا اصبحت المراجعة امرا لا مناص او لا مفر منه.

تتناقل الاجيال هذا السلوك الخاطئ منذ ازمنة بعيدة، لهذا لا يزال الطب والطبيب النفساني مهمشا، وغير مرغوب به، على العكس من المكانة الكبيرة التي يجدها في الشعوب المتطورة، حيث الرعاية والمساندة وارتفاع الاجور والمساندة باحدث الاجهزة الطبية وما شابه.

لذا مطلوب تثقيف الشعب على احترام الطب النفسي والتعامل معه بأهمية الامراض الاخرى العضوية إن لم يتفوق عليها، وعلى المعنيين أن يبدأوا بالاطفال وحتمية مراعاة ومتابعة صحتهم النفسية، لان الطفل عندما ينمو سليما في هذا الجانب، فإنك تساهم في صنع مجتمع غير مريض، مجتمع منتج ومبدع في آن واحد.

هناك امراض نفسية كثيرة تصيب الصغار والكبار، يتغاضى الجميع عن متابعتها الا ما ندر، ويوجد مرض اطلق عليه الاطباء المعنيون اسم (اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه)، يبدأ باصابة الاطفال، خاصة في المرحلة الدراسية الابتدائية، لابد من متابعة هذا المرض، وتأشير الخطوات المطلوبة والعمل على تنفيذها على مستوى يشمل جميع المرضى، لان الاطفال هم قاعدة المجتمع المستقبلية.

يقول احد المختصين في هذا المرض الذي أخذ بالانتشار والتوسع بين الاطفال (يجد بعض الأطفال صعوبة بالغة في الإستقرار بالمدرسة نتيجة لفرط الحركة و الإندفاعية كما يجدون نفس الصعوبة في التحصيل الدراسي لضعف إنتباههم. فيما يعاني بعض الأطفال من نقص الإنتباه فقط وليس لديهم بالضرورة أعراض فرط الحرك أو الإندفاعية. ويوصف هؤلاء الأطفال أحيانا بأنهم مصابون بإضطراب نقص الإنتباه فقط، وليس إضطراب فرط الحركة نقص الإنتباه. ومن السهولة عدم الإدراك بأن هؤلاء الأطفال يعانون من المرض لأنهم فى العادة هادئون فى سلوكهم).

وهنا مكمن الخطر، إذ أننا في الغالب نريد الطفل هادئا، في حين يشكل الهدوء من هذا النوع مرضا يشل طاقة الطفل على الفهم، مع العلم لا علاقة لهذا الامر بذكاء الاطفال، حيث لا توجد أية علاقة بين إضطراب فرط الحركة نقص الإنتباه و مستوى الذكاء عند الطفل. ويصيب المرض الأطفال بغض النظر عن مستوى ذكائهم.

أما بخصوص السبب الذي يؤدي الى اصابة الاطفال بهذا المرض، فهو إلى الان غير معروف ولكن نعلم أن العوامل الوراثية لها دور هام. ولا يوجد تاريخ مرضي لأي إصابات أو تلف في المخ عند غالبية الأطفال المصابون بهذا المرض. ومع هذا فقد أثبتت الدراسات أن الأطفال المصابون بأعراض شديدة لديهم نشاط أقل من الطبيعي فى الفص الأمامي للمخ. اذ أن هذا الجزء من المخ يختص بتنظيم النشاط و التحكم فى السلوك.

ويتحدث لنا احد المختصين ايضا عن دور الاهل في العلاج السلوكي لهذا المرض اذا يقول في ذلك المجال (إن العلاج السلوكى هو أفضل علاج متاح حاليا لمساعدة الطفل على المدى البعيد. و يعتمد هذا العلاج على تدريب الأهل في مراكز متخصصة على طرق معينة للكلام واللعب والتعامل مع الطفل والتي تؤدى إلى تحسن الإنتباه والسلوك حيث يتم تعليم الآباء كيفية تقييم السلوك الغير مرغوب فيه ثم كيفية العمل على تغيير هذا السلوك).

ثم يتساءل المختص نفسه عن الدور الذي يمكن ان تقوم به المدرسة، من اجل معالجة الاطفال المرضى نفسيا بهذا المرض فيقول (يجب أن يتعاون الأهل والمدرسة فى إتخاذ القرارات المناسبة لمساعدة الطفل. ويجب أن تنظر المدرسة إلى الطفل الذي يعاني من هذه المشكلة على أنة يحتاج للمساعدة والرعاية وليس كطفل مشاغب أو فوضوي). ويضيف المختص نفسه قائلا: (توجد برامج وإرشادات متخصصة لمساعدة المعلم على التعامل مع الطفل أثناء تواجده في المدرسة). لهذا يعد الطفل مريضا نفسيا وعلى المدرسة والكادر التدريس النظر الى هؤلاء على انهم مرضى وليسوا مشاغبين، بالتعاون مع اسر الطلاب، لاسيما اننا مقبلون على سنة دراسية تلوح في الافق القريب.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 29/آب/2012 - 10/شوال/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م