تونس والسلفيين ومشروع دول البترو- دولار

 

شبكة النبأ: تحديات كبيرة وأزمات متتالية تشهدها الساحة التونسية بسبب تحركات ومطالب بعض الجماعات السلفية المتشددة التي وجدت لها متنفس من الحرية بعد إسقاط نظام حكم بن علي خصوصا مع وجود دعم خارجي من قبل بعض الدول الخليجية مثل السعودية وقطر الداعمة لمثل هكذا توجهات بقصد إبعاد شبح ما بات يعرف بريع التغير العربي عن أراضيها، وعمدت السعودية وبحسب بعض المتخصصين إلى إرسال دعاة ورجال دين لنشر الفكر الوهابي وإيجاد موطئ قدم من خلال دعم الفكر المتطرف وتجنيد بعض الطاقات الشبابية من خلال توفير مغريات مادية وتكوين جبهة خاصة تسهم بتسهيل وصول الجماعات السلفية المنتهجة للفكر الوهابي الى مركز القرار وبتالي سيكون من السهل إجهاض الثورة التونسية من خلال إشعال الفتنة المذهبية والاقتتال الداخلي، فتلك الجماعات السلفية وبحسب بعض المراقبين تسعى إلى الاستفادة من الوقت من خلال افتعال الأزمات المتكررة وإشغال الرأي العام وإبعاده عن المخططات الأساسية التي تسعى إليها بهدف توسيع نشطها وضم المزيد من الأنصار والمؤيدين لإثبات وجودها وفرض أفكارها وإتباع سياسة العنف والترهيب في سبيل الوصل وهو ما يثير مخاوف العديد من أبناء تونس الرافضين لمثل هكذا توجهات متشددة يمكن أن تسهم بدمار البلاد، وفي هذا السياق فقد هاجم عدد من الأشخاص المحسوبين على التيار السلفي المتشدد مسيرة سلمية بوسط مدينة قابس التونسية، نظمت في إطار مهرجان "نصرة فلسطين" الذي يُنظم لمناسبة اليوم العالمي للقدس.

وقال شاهد عيان إن نحو 30 شخصا من الملتحين المحسوبين على التيار السلفي "هاجموا بالعصي والهراوات المشاركين في مسيرة بحجة أنهم شيعة، ولا يحق لهم نشر مذهبهم في مدينة الصحابي أبو لبابة الأنصاري".ويوجد في مدينة قابس التونسية (400 كيلومتر جنوب شرق تونس العاصمة)، قبر يُنسب إلى الصحابي المنذر بن زبير بن زيد الأوسي، المعروف بإسم أبو لبابة الأنصاري الذي يُقال إنه كان حلاق النبي محمد.

وقال الشاهد الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن المواجهات بين السلفيين والمشاركين في مسيرة "نصرة فلسطين"، تواصلت لأكثر من ساعة وسط غياب تام لقوات الأمن، ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى.وأشار إلى أن العناصر السلفية هاجموا المشاركين في هذه المسيرة بالهراوات والعصي والحجارة، وعمدوا إلى حرق علم فلسطين، ورفعوا الرايات السوداء التي كُتب عليها "لا إله إلا الله"، كما هتفوا بشعارات، منها "لا إله إلا الله والروافض أعداء الله"، وأخرى تنادي بقتل الشيعة وسط تعالي صيحات" الله أكبر الله أكبر".

واتهم منظمو "مهرجان الأقصى" في تونس جماعات سلفية ب"محاولة قتل" ضيف شرف المهرجان سمير القنطار السجين اللبناني السابق في إسرائيل المعروف باسم "عميد الأسرى اللبنانيين".وأوردت وكالة الأنباء التونسية ان صلاح الدين المصري رئيس الرابطة التونسية للتسامح (غير حكومية) التي نظمت المهرجان اتهم الجمعة "مجموعات تكفيرية (..) بمحاولة قتل" القنطار من أجل "موقفه المعارض للأسرة الحاكمة في المملكة العربية السعودية ولدورها في الصراع الدائر في سوريا".

ويقول معارضون تونسيون أن جزءا من السلفيين في تونس يعتنقون الفكر الوهابي ويعتبرونهم تابعين للسعودية التي تسعى، حسب رأيهم، إلى توظيفهم "لتغيير نمط المجتمع التونسي".وطالب صلاح الدين المصري الحكومة وحركة النهضة الاسلامية التي تقود الائتلاف الحاكم في تونس، ووزارة الشوون الدينية ب"تحمل مسؤولية مواجهة الخطر الذي يمثله التكفيريون ومن يصفون انفسهم بحماة الشريعة".بحسب فرنس برس.

وهاجم نحو 200 سلفي بالسيوف والهراوات والحجارة دار الثقافة بمدينة بنزرت (شمال) التي أقيم فيها المهرجان احتجاجا على حضور سمير القنطار ما اضطر الشرطة إلى استعمال قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.وقالت وزارة الداخلية في بيان إن ثلاثة أشخاص بينهم ضابط أمن أصيبوا في الهجوم وأن الشرطة اعتقلت اربعة سلفيين فيما لا تزال "الأبحاث جارية للقبض على بقية المتورطين".وأدلى القنطار بتصريحات لوسائل إعلام تونسية هاجم فيها "آل سعود" من أجل "تآمرهم" لاسقاط النظام في سوريا التي وصفها بأنها "آخر قلاع الممانعة" في الوطن العربي.

وشهدت تونس تحركات عنيفة للتيار السلفي ،حيث عمد عدد من المحسوبين على هذا التيار إلى إلغاء عرض مسرحية للفنان الفكاهي لطفي العبدلي تحت عنوان "100% حلال"، كما أفسدوا الحفل الختامي للدورة الثانية لمهرجان الأقصى في مدينة بنزرت التونسية الذي شارك فيه المعتقل اللبناني السابق في السجون الإسرائيلية سمير القنطار.وإقتحم السلفيون المتشددون بالسيوف والهراوات والعصي المكان المخصص لهذا الحفل بدار الشباب بمدينة بنزرت بحجة ان سمير القنطار شيعي،وإشتبكوا مع الحضور ما أسفر عن سقوط 5 جرحى.

يشار إلى أن مظاهر التطرف باسم الإسلام بدأت تتخذ منحى تصاعديا في تونس، وصبغة طائفية ،فيما تتغاضى السلطات الأمنية عن هذه الأعمال ،حتى أن الناطق باسم وزارة الداخلية لم يجد ما يُبرر به عدم تدخل قوات الأمن في بنزرت لوقف العنف السلفي سوى القول،إن ما حصل في بنزرت ومحاولة الاعتداء على سمير القنطار،"هو سوء تقدير من العناصر الأمنية التي كانت مرابطة في المدينة".بحسبيونايتد برس.

في السياق ذاته دعا أبو عياض زعيم الحركة السلفية الجهادية بتونس ضرورة الحذر من “الزحف الشيعي الرافضي” الذي بدأ يمتدّ شيئا فشيئا إلى بلادنا مشيرا أنه نبّه بذلك العديد من المرّات واعتبر أبو عياض أنّ ما يحدث اليوم بتونس هو بمثابة استراتيجيّة شيعيّة لغزو أهل السنةمتسائلا: “أين من يدّعون انتسابهم إلى أهل السنّة الذين جعلوا أرضنا مرتعا للحاقدين على أصحاب رسول الله، بل الحاقدين على أهل السنّة، بل سمحوا لتنظيم إيران وحزب الله الشيطاني أن يدنّسوا أرض عقبة” و أضاف أنه إذا ما تشيّعت القيروان فإن المغرب كله سيتشيّع.

ووجه أبو عياض اللوم على السلطات التونسية التي يرى أنها “لا تحرك ساكنا” لمثل هذه الممارسات بل “تستقبل وزير خارجية دولة المجوس، دولة إيران بالأحضان ويفتح له جامع الزيتونة ليدنّسه”.كما أشار لوجود “لعب تباع في الأسواق” تصدر صوتا يدعو إلى “ضرب السيدة عائشة” معتبرا أن “من يبرّر فعلهم الشنيع لا نصيب لهم في الإسلام أبدا” واصفا أهل الشيعة “بالحاقدين” وأنهم ما فتئوا يحاربون أهل السنة بشتى الطرق مؤكّدا أنه “لا مكان للشيعة الروافض في هذه البلاد”.

و عقّب عياض على الأحداث الأخيرة التي جدّت مؤخّرا ببنزرت معتبرا أنّ الإخوان ” قاموا قومة رجل واحد، غضبة لدين الله ونصرة لإخواننا في الشام، لطرد سمير القنطار ” واصفا إيّاه “بالخبيث” الذي أستقبل استقبال الأبطال، ليشجّع على الوقوف مع طاغية الشام”. مندّدا باعتقال السلطات التونسيّة لبعض “الأخوة الذين غضبوا لدين لله”.وأضاف مخاطبًا السّلطات: “يا من تسهرون على تسيير أمر هذه البلاد، إنّ إدّعاءكم الانتساب للأمّة والانتساب إلى هذا الدين، إدّعاء تفنّده أعمالكم، ويفنّده واقعكم”.

مواجهات داخل مسجد

على صعيد متصل اضطر مصلون إلى قطع صلاة التراويح والهروب من مسجد الهداية في مدينة باجة (شمال غرب) بعد أن تطورت مناوشات داخل المسجد بين فصيلين من السلفيين إلى اشتباكات تم خلالها استعمال الغاز المسيل للدموع والسلاح الابيض، بحسب وكالة الانباء التونسية.وقالت الوكالة ان الخلاف نشب بعد "اقدام مجموعة من المصلين (السلفيين) على الافطار داخل الجامع قبل اذان المغرب بدقائق اقتداءا بأحد المفكرين المشرقيين".واضافت ان هذا "ما رفضته مجموعة اخرى محسوبة على التيار السلفي الجهادي وإمام الجامع" الذين اعتبروا تصرف المجموعة الأولى "بدعة" وقالوا إنه "يستند الى احاديث ضعيفة".

وتابعت ان الخلاف تطور الى "اعمال عنف" استعمل خلالها السلفيون "الغاز المسيل للدموع والاسلحة البيضاء وتبادلوا التهم وتراشقوا بالكلام البذيء فى ظل غياب كلي لمصالح الامن" دون أن تعطي تفاصيل حول سقوط جرحى أم لا.وذكرت بان "هذا الجامع شهد فى فترات سابقة عدة مشاحنات مماثلة بين هاتين المجموعتين على خلفية انشطة فكرية وخلاف حول امامة المصلين".وتنتقد احزاب معارضة ومنظمات حقوقية باستمرار ما تعتبره "عدم حزم" الحكومة التي تقودها حركة النهضة الاسلامية في التعاطي مع أعمال العنف السلفي في البلاد.

من جانب اخر اصيب الشيخ عبد الفتاح مورو العضو المؤسس لحركة النهضة بجراح بعدما اعتدى عليه سلفي متطرف بالضرب بسبب دفاعه خلال مؤتمر حول "الاسلام والتسامح" أقيم بمدينة القيروان (وسط غرب) عن المفكر التونسي يوسف الصديق الذي يعتبره متطرفون إسلاميون "كافرا". بحسب فرنس برس.

وقاد سلفيون يومي 11 و12 يونيو/حزيران 2012 أعمال عنف كانت الأسوأ في تونس منذ الإطاحة بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي في 14 كانون الثاني/يناير 2011.وتفجرت اعمال العنف التي اسفرت عن مقتل شاب سلفي برصاص الشرطة وإصابة أكثر من 100 شخص، إثر عرض فنانين تشكيليين يوم 10 يونيو/حزيران لوحات في مهرجان ثقافي أقيم بمدينة المرسى شمال العاصمة، اعتبرها سلفيون متشددون "مسيئة للمقدسات الاسلامية".

تحدي قرارات الحكومة

من جهة اخرى طردت مشيخة جامع الزيتونة الجمعة اماما عينته الحكومة على هذا الجامع الذي يطلق عليه في تونس اسم "الجامع الأعظم"، ويعتبر واحدا من أشهر الجوامع في العالم الاسلامي.ولم يتمكن محمد بوزغيبة أستاذ الفقه الإسلامي وعلومه في جامعة الزيتونة التابعة لوزارة التعليم العالي والذي عينته وزارة الشؤون الدينية إمام جمعة في جامع الزيتونة من إمامة المصلين بعدما اعترضته مجموعة أشخاص قبل دخوله الجامع وطلبت منه الرحيل فانصرف.

وأعلنت مشيخة جامع الزيتونة في مؤتمر صحافي أنها لن تسمح لإمام عينته الحكومة باعتلاء منبر الجامع.وقال الشيخ حسين العبيدي وهو بحسب وثائق رسمية كشفها للصحافيين "شيخ الجامع الأعظم وفروعه" إنه "لن يعتلي منبر الزيتونة إلا من كان عضوا في مشيخة الجامع الأعظم" وأن الإمام المعين من الحكومة سيطرد لانه "ليس له الحق قانونا في الامامة" بالجامع.وأضاف "ليس للحكومة الحق في تنصيب إماميخدم السلطةولا يجب أن يعتلي البندارة (مداحو الأنظمة) منبر الجامع".

وقال محمد بوزغيبة إن تعيينه إماما لجامع الزيتونة من قبل الحكومة "هو تكليف وليس تشريفا".ولاحظ "بدأ الناس (في جامع الزيتونة) يستمعون إلى خطب جمعة فيها تكفير وتهجم وثلب، خطب غير أكاديمية وغير راقية".وكان بوزغيبة يشير إلى اتهامات وجهت إلى حسين العبيدي بتكفير فنانين تشكيليين تونسيين عرضوا في حزيران/يونيو الفائت في مهرجان ثقافي بمدينة المرسى (شمال العاصمة) لوحات فنية اعتبرها متشددون دينيون "مسيئة للمقدسات الاسلامية".

وأم الشيخ سالم العدالي وهو عضو في مشيخة جامع الزيتونة صلاة الجمعة بتفويض كتابي من حسين العبيدي الذي منعته إصابة في الكتف من الإمامة.وقال العبيدي ان الاطباء أشاروا عليه بالراحة إثر إصابته بخلع في الكتف بعدما تعرض الجمعة الماضي الى "اعتداء بالعنف" من الشرطة التي قال إنها "اختطفته" في اليوم نفسه لمنعه من إمامة المصلين بجامع الزيتونة وتمكين الامام الجديد المعين من الحكومة من اعتلاء منبر الجامع.

وذكر بأنه أقام دعوى قضائية ضد وزارة الداخلية على خلفية "اختطاف" و"اعتداء بالعنف".وقال العبيدي (70 عاما) انه "لم يعامل أبدا مثل هذه المعاملة في وقت (الرئيس التونسي الراحل) الحبيب بورقيبة والمخلوع" زين العابدين بن علي اللذين اتهمهما إسلاميون في تونس ب"معاداة" الاسلام.وأطلع العبيدي الصحافيين على وثيقة رسمية تقول إن "جامع الزيتونة مؤسسة اسلامية علمية تربوية مستقلة غير تابعة تتمتع بالشخصية القانونية".

وحملت الوثيقة المؤرخة في 12 أيار/مايو 2012 توقيع الشيخ حسين العبيدي بوصفه "شيخ الجامع الأعظم وفروعه" وتواقيع ثلاثة وزراء في الحكومة الحالية التي تقودها حركة النهضة الاسلامية هم وزراء الشؤون الدينية، والتربية، والتعليم العالي والبحث العلمي.

وأعلن الوزراء الثلاثة في بيان مشترك نشروه ان "مشيخة جامعة الزيتونة تابعة قانونيا لرئاسة الحكومة" وأن "إدارة جامع الزيتونة من حيث تعيين الأئمة والمؤذنين وسائر الاعوان وتنظيم المناسبات والدروس العلمية والتوعوية هي من مشمولات وزارة الشؤون الدينية وتحت إشرافها المباشر".بحسب فرنس برس.

وقال حسين العبيدي "إن أعلن الوزراء الثلاثة أنهم تراجعوا (عما ورد في الوثيقة) فقد نقضوا العهد وأصبحوا أعداء للإسلام وللثقافة الاسلامية".وتطالب مشيخة جامع الزيتونة باسترداد "الاوقاف" التابعة للجامع والتي انتزعتها السلطات في عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة.وقال حسين العبيدي إن "نصف الأراضي الخصبة في تونس هي أوقاف تابعة لجامع الزيتونة".ويرجح مراقبون أن تكون مطالبة الجامع باسترداد هذه الاوقاف السبب الرئيسي للخلافات بين مشيخة الزيتونة والحكومة.ويعتقد أن الحكومة وقعت في "ورطة قانونية" بعدما وقع ثلاثة من وزرائها الوثيقة التي في حوزة العبيدي.

وزارة الثقافة تحذر

من جهتها حذرت وزارة الثقافة التونسية في بيان من أن "تواتر الاعتداءات (السلفية) على التظاهرات الثقافية" في البلاد "ينذر باحتقان مذهبي غريب" عن المجتمع التونسي "المعروف بوسطيته".وقالت الوزارة "على إثر إقدام بعض العناصر من التيار السلفي بالاعتداء على مهرجان الاقصى بمدينة بنزرت (شمال) وكذلك تواتر الاعتداءات على التظاهرات الثقافية في مناطق مختلفة من بلادنا، تدين وزارة الثقافة هذا المنزلق الخطير والغريب وتعتبر أن ما حدث ليس اعتداء على حرية التعبير والابداع فحسب وإنما ينذر باحتقان مذهبي غريب عن مجتمعنا التونسي المعروف بوسطيته وتسامحه واعتداله".واهابت الوزارة "بجميع الاطراف التصدي لمثل هذه الظواهر المتطرفة" ودعت إلى "محاسبة الأطراف المتورطة وعدم التسامح معها".

وفي سياق متصل حذر الشيخ عبد الفتاح مورو القيادي البارز في حركة النهضة الاسلامية التي تقود الائتلاف الثلاثي الحاكم في تصريح لإذاعة شمس إف إم الخاصة من "فتنة" بسبب قيام دعاة سعوديين بتنظيم دورات لنشر الفكر الوهابي المتشدد في تونس التي تعتمد المذهب المالكي.

وردا على سؤال حول نشر علماء ودعاة سعوديين الفكر "الوهابي"، قال مورو "نعم (هؤلاء) يأخذون شبابا ليس لديهم معرفة دينية سابقة وحديثي العهد بالصلاة ويعلمونهم قواعد الفكر الحنبلي ويهيؤونهم لأن يصبحوا طابورا في بلدنا يدعو إلى استبعاد المذهب المالكي والفقه المالكي وإحلال المذهب الحنبلي محله".

واوضح أن الدعاة السعوديين ينظمون في تونس "دورات تكوينية مغلقة" تستمر ثلاثة اشهر ويدفعون مقابلا ماديا للشبان الذين يتابعونها لانهم "ينقطعون عن أعمالهم" طوال الدورات.وقال مورو "هذا أمر خطير لا نرضاهسيدخل علينا ارتباكا في وطننانحن لا مشكلة لدينا مع المذهب الحنبلي، لكن نحن في تونس لدينا وحدة المذهب المالكي، والإمام مالك أسبق (زمنيا) من الإمام بن حنبلهذا باب فتنة إياكم يا توانسة منه".

من ناحيته، قال كمال الساكري الباحث في الحضارة العربية والمتخصص في الاسلام السياسي لإذاعة شمس إف إم "نحن نعيش بداية فتنة حقيقية في تونس، إن للوهابية موطئ قدم ما فتىء يتعاظم في بلادنا بفضل البترودولار والأئمة الذين يبعثونهم" من دول الخليج.وأضاف "ثمة أطراف خليجية مثل السعودية وقطر تمول عملية فتنة طائفية في تونس والرمي بالبلاد في أتون معركة بين المذاهب".واعتبر أن المذهب الحنبلي "على الطريقة السعودية" هو "من أشد المذاهب انغلاقا وابتعادا عن العقلوقد أصبح أيديولوجية مغلقة لا تقبل العقل والاجتهاد". بحسب فرنس برس.

وكانت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان (مستقلة) حذرت من أن المجموعات السلفية "العنيفة والخارجة عن القانون والفالتة من العقاب تصول لتنشر الرعب وتعنف ماديا ومعنويا النساء والمثقفين والصحافيين والمبدعين والنقابيين والسياسيين ومناضلي حقوق الإنسان ولتعتدي على الحرية الأكاديمية وعلى المؤسسات التربوية ودور العبادة ومقرات النقابات والأحزاب السياسية مع ما رافق ذلك من توظيف للدين وتكفير للمواطنين وتخوينهم".

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 26/آب/2012 - 7/شوال/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م