أتعجب وأستغرب من الذين لا يجدون غضاضة ولا حرجاً في تشجيع الحاكم
على محاكمة وسجن أصحاب الرأي من الصحفيين خاصة وخيام الثورة مازال
الكثير منها منصوباً حتى الآن. بل وتجد المتطوعين والمشمرين عن سواعدهم
مقدمي البلاغات من كل حدب وصوب يطلبون أشد العقوبات على الكتاب
الصحفيين ممن نالوا من شخص الرئيس، ليخرج علينا الرجل ليقول أنه لا
يعرفهم ولا يعلم شيئاَ عن تلك البلاغات ومقدميها!!!
تتذكرون جيداً قضية جريدة الشعب التي نكل برئيس تحريرها مجدي حسين
وسجن وغرم وأغلقت الجريدة وحزب العمل ومات الكاتب الكبير المناضل عادل
حسين حزناً وهماً بسبب مقاضاة السجين يوسف والي (معالي نائب رئيس
الوزراء الأسبق ووزير الزراعة) للجريدة لأنها اتهمته على صفحاتها زوراً
وبهتانا في شرفه المهني والسياسي في قضية المبيدات المسرطنة التي يحاكم
عليها الآن بعد مرور عقد ونصف من الزمان!!! وما أحزن السجين يوسف والي
وقتها أن جريدة الشعب اتهمته دون دليل أنه عميل للصهاينة وسهل لهم
الإضرار بأراضي مصر الزراعية. ووقتها سيقت نفس الاتهامات ودقت نفس
الطبول للإعلان عن الحرب الشعواء على الجريدة وغلقها عنوةً. وسجن مجدي
حسين ومات عادل حسين وأغلقت الجريدة بل والأدهى من ذلك أن الحاقد
المجرم ظل يطالب ورثة عادل حسين بمبلغ قدره 20 مليون جنيه كتعويض أدبي
عما أصابه من ضرر!!!
لقد أدركت اليوم أننا من نصنع الديكتاتور بأيدينا بل ونحمله على
الأعناق ونعطيه السوط لكي يلهب أجسادنا ويبصق على وجوهنا. نحن الآن لم
ندرك أن من جاء لأي منصب حتى وإن كان رئيس الجمهورية قد جاء خادماً لنا،
ومن حق أي فرد نقده في عمله وتصرفاته المتعلقة بأدائه طالما لم يمتد
ذلك إلى حياته الشخصية والخاصة، وإن لم يقبل فليذهب إلى بيته. وأؤكد
على أنه لا يجب أن يمس النقد حياته الخاصة والشخصية طالما لم تمتد
لتؤثر على عمله بأي شكل من الأشكال.
وأتعجب من دولة خرجت من ثورة شهد بها العالم أجمع يساق فيها أصحاب
الرأي من الصحفيين إلى السجون مكبلين بالأغلال مع اللصوص والقتلة!! ألا
نستطيع أن نصنع آلية ونظاماً قانونياً داخل نقابة الصحافة يحقق فيه مع
من يخالف قواعد وأصول والمهنة ومن يثبت ضرره الجسيم يشطب من النقابة
ووقتها يحاسب جنائياً خارج بعيداً عن نقابة الصحفيين بصفته الشخصية
وليس بصفته صحفياً.
الخطورة يا سادة ليست في الرئيس مرسي، فالرجل وعد بالتنازل عن حقه،
ولكننا نرسم بأيدينا الطريق لمن يأتي بعده، ونرسم بأيدينا طريق
المسئولين الآخرين كالوزراء وكبار المسئولين. وهناك عقوبات إدارية
ومالية رادعة أكثر من السجن ومطبقة في دول العالم المتقدمة.
وأحيط المتحمسين على الفيس بوك وتويتر وسائر مواقع التواصل
الاجتماعي أنه إذا لم إذا سجن رؤساء تحرير الصحف فسيتعرض نشطاء الفيس
بوك وتويتر للسجن ممن هم أقل من رئيس الجمهورية بكثير وربما من صغار
المسئولين في الدولة بنفس السبب والمبرر... وكله جرائم نشر!!
لقد سب الرسول (ص) وهو أشرف من وطئت قدماه الأرض... سب في حياته
وأمام صحابته الذين تمنى الواحد منهم لو يمت ألف مرة فداءً للرسول
الكريم... وسب بعد مماته حتى الآن.... ولم تسفك قطرة دم ثأراً لرسولنا
الكريم!!!!! في حين سفك الحجاج بن يوسف الثقفي دماء الكثيرين ممن
عارضوه بأدب.
* جامعة جنوب الوادي
name_mohammed@yahoo.com |