قاعدة اليمن... معضلة تبدد مكتسبات الثورة

 

شبكة النبأ: لا تزال الحرب دائرة في اليمن مع تنظيم القاعدة، على الرغم من التطورات الايجابية التي حققتها الحكومة الجديدة على صعيد مكافحة هذا التنظيم، إذ يسعى الحكم الجديد لإعادة النظام إلى اليمن، لكنه يصطدم بنفوذ القاعدة التي مازالت تهديداتها الأمنية تلوح في الأفق، كما تشكل ابرز المعوقات  لتنمية البلاد واستقراره، حيث تواصلت طوال الآونة الأخيرة عمليات القاعدة بوتيرة مستمرة، وقد ادت الى حدوث اضرار كبيرة على مختلف المستويات، كما وجهت احدى هذه العلميات القاعدية ضربة موجعة للحكومة بمقتل قائد المنطقة الجنوبية الذي قاد بنجاح الحرب على القاعدة في تفجير انتحاري بعدن، في المقابل سيطر الجيش اليمني على مدينة جعار الجنوبية بعد هروب مسلحي القاعدة منها تحت وطأة المعارك، فما زالت اليمن اليوم تعاني من تهديد امني كبير وسوء الخدمات والكوارث الإنسانية بسبب استمرار نفوذ القاعدة في ذاك البلد واستمرار السجال في القتال بين الحكومة وتنظيم القاعدة.

مكافحة تنظيم القاعدة

فقد تواجه مساعي الرئيس عبد ربه منصور هادي لإعادة النظام إلى اليمن بعد الانتفاضة التي اندلعت العام الماضي ضد سلفه خطر أن تعطلها حرب مطولة ضد تنظيم القاعدة ما لم يتخذ خطوات سريعة على صعيد محادثات المصالحة ويؤكد سيطرته على القوات المسلحة، والمشاحنات بين مؤيدي ومعارضي الرئيس السابق علي عبد الله صالح وشكاوى المتمردين الحوثيين بالشمال والانفصاليون في الجنوب وانعدام القانون في البلاد التي تنتشر بها الاسلحة ليست سوى بعض من العقبات في طريق أهداف إعادة الإعمار امام هادي، ويمثل تنظيم القاعدة الذي له القدرة على الضرب في أنحاء البلاد التي تواجه مشاكل مزمنة مثل الفقر ونقص الموارد ويحتاج بصورة ماسة الى استثمارات اجنبية أحدى العقبات الرئيسية على طريق بناء مستقبل آمن في اليمن، وتصف وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.ايه) تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ومقره اليمن بأنه الجناح "الاخطر" للتنظيم الذي اسسه اسامة بن لادن، وقد عانى هذا التنظيم بعض الانتكاسات منذ تولى هادي الحكم في نوفمبر تشرين الثاني العام الماضي بموجب اتفاق لنقل السلطة بدعم من الولايات المتحدة.

وطرد الجيش اليمني مدعوما بطائرات أمريكية بلا طيار القاعدة وجماعة انصار الشريعة المتحالفة معها من مدن في محافظة أبين التي سيطرا عليها العام الماضي، لكن المتشددين يردون بموجة تفجيرات انتحارية تستهدف قادة بالجيش وحلفاء قبليين، وأسفرت سلسلة من الهجمات عن مقتل قائد المنطقة الجنوبية اللواء سالم قطن في يونيو حزيران ورئيس الأكاديمية العسكرية العميد عمر بارشيد في اغسطس آب، وقال ابراهيم شرقية المحلل المتخصص في الشأن اليمني بمعهد بروكنجز بقطر "لا شك ان الحرب على القاعدة حققت نتائج ملموسة لكن هادي فاز بمعركة فحسب وليس حربا، وأضاف "لكسب الحرب يحتاج هادي إلى العمل على برنامج شامل للتنمية وإعادة بناء مؤسسات الدولة ودفع حوار المصالحة الوطنية الى الأمام، وحين تنحى صالح في نوفمبر تشرين الثاني العام الماضي كانت البلاد في حالة خراب، كان الجيش منقسما بعمق بينما سيطر متشددون مرتبطون بالقاعدة على مناطق كبيرة من الجنوب وانخفضت صادرات النفط إلى النصف بعد هجمات متكررة على خط انابيب النفط الرئيسي وقضت صنعاء معظم الليالي في الظلام بسبب تكرار انقطاع التيار الكهربائي، وعاد قدر من الاستقرار منذ ذلك الحين لكن يمنيين يقولون إنه لم يعد للمستويات التي كان عليها قبل أن يخرج نشطاء إلى الشوارع في يناير كانون الثاني العام الماضي لتبدأ الانتفاضة التي أسفرت في نهاية المطاف عن انتهاء حكم صالح الذي استمر 33 عاما، وتم تفكيك الحواجز التي كانت تقسم البلاد الى مناطق متحاربة وأعيدت إمدادات الكهرباء وبدأ أقارب صالح الأقوياء يفقدون نفوذهم تدريجيا في القوات المسلحة والمؤسسة الأمنية، وبدأت البلاد تصدير وقود الطائرات للمرة الأولى منذ 18 شهرا بعد إصلاح خط أنابيب النفط مما سمح باستئناف عمل المصفاة الرئيسية في عدن. واستقرت عملة الريال التي تتذبذب صعودا وهبوطا منذ العام الماضي، وحدث الانتصار الاكبر في يونيو حزيران حين استطاع الجيش اليمني مدعوما بالغارات الجوية الامريكية إخراج إسلاميين متشددين من مدن في جنوب اليمن سيطروا عليها عندما كان صالح يسعى لإخماد الانتفاضة ضد حكمه، لكن المحلل اليمني علي سيف قال إن الانقسامات السياسية والإقليمية في اليمن تمثل تهديدا على المدى الطويل اخطر من المتشددين الذين توجه واشنطن كل تركيزها لهم حاليا. بحسب رويترز.

وكان تنظيم القاعدة قد استغل اليمن فيما سبق بوصفه قاعدة لشن هجمات في الخارج. وفي عام 2009 حاول التنظيم تفجير طائرة متجهة الى الولايات المتحدة، وبموجب اتفاق نقل السلطة الذي أبرم مع صالح تم تكليف هادي بالإشراف على إصلاحات كبيرة خلال الفترة الانتقالية التي تستمر عامين لضمان الانتقال الى الديمقراطية، ومن هذه الإصلاحات إعادة هيكلة القوات المسلحة لتوحيدها وإنهاء سيطرة عائلة صالح، وأقال هادي قائد القوات الجوية وهو اخ لصالح ثم وجه اهتمامه الى ابن صالح الاكثر قوة العميد احمد قائد الحرس الجمهوري الذي كان ذات يوم حائط صد ضد تنظيم القاعدة، وأصدر الرئيس اكثر من مرسوم هذا الشهر أنشأ بموجبها قوة جديدة تحت قيادته وشكل وحدات من الحرس الجمهوري إضافة الى وحدات اللواء علي محسن الذي انشق على قوات صالح خلال الانتفاضة، ونتيجة لهذه الخطوات انخفض عدد الكتائب التي تقع تحت قيادة احمد الى الثلث مما أدى الى تمرد محدود في قوات الحرس الجمهوري تبادل خلاله جنود إطلاق النيران مع موالين لهادي امام مبنى وزارة الدفاع، وقالت ايمان القاضي من مجموعة يوراسيا للاستشارات إن المراسيم تنشيء فعليا جيشا وهيكلا امنيا موازيا وهو ما سيقاومه صالح وابنه، وكتبت تقول "مقتل اللواء عمر بارشيد المسؤول الكبير بالقوات الجوية ورئيس الأكاديمية العسكرية اليمنية... مؤشر على ازدياد قوة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب والجماعات المتعاطفة معه، وتسعى حكومة هادي الى عقد مؤتمر للمصالحة للمتمردين الحوثيين في الشمال وجماعات اخرى في صنعاء في وقت لاحق من العام الحالي، وقال محمد الاحمدي وهو صحفي متخصص في شؤون الإسلاميين باليمن ان هزيمة القاعدة ستكون في إطار نهج أوسع ينطوي على حوار مع جميع الأطراف

تشديد الإجراءات الأمنية

فيما عززت السلطات اليمنية اجراءاتها الامنية لمنع وقوع اي اعتداءات جديدة قد يشنها تنظيم القاعدة على المنشآت العسكرية او الامنية التي كانت مؤخرا هدفا لهجمات دامية، كما اعلنت وزارة الداخلية، واوضحت الوزارة في بيان على موقعها الالكتروني انها اتخذت هذا الاجراء بعد ان اكتشفت "مخططا ارهابيا يهدف الى مهاجمة مواقع امنية وعسكرية ونقاط امنية من خلال التنكر بازياء وملابس عسكرية مختلفة"، وقد تعرضت منشآت عسكرية وامنية مؤخرا لهجمات مسلحة نسبت الى تنظيم القاعدة او تبناها هذا التنظيم، واعلن مصدر عسكري ان مسؤولا عسكريا يمنيا نجا من محاولة اغتيال استهدفته اثر انفجار عبوة ناسفة زرعت في سيارته، في حين اصيب اثنان من مرافقيه بجروح في ضواحي مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت، وقال المصدر نفسه ان عبوة ناسفة "انفجرت في مركبة قائد اللواء 190 دفاع جوي العميد يحيى ناجي الرويشان في مدينة المكلا عصر الأحد ما ادى الى اصابته بجروح طفيفة فضلا عن جرح اثنين من مرافقيه باصابات متوسطة بينهم نجله الأكبر". بحسب فرانس برس.

واكد المصدر ان العبوة "زرعت من قبل عناصر يعتقد بانها تنتمي لتنظيم القاعدة"، وتشن السلطات اليمنية حملة ضد عناصر القاعدة بعد ان طردتهم من معاقلهم الرئيسية في منتصف حزيران/يونيو في محافظة ابين الجنوبية في هجوم للجيش استمر شهرا، وفي 11 تموز/يوليو الجاري قتل ثمانية اشخاص واصيب 20 اخرون لدى خروجهم من اكاديمية الشرطة في صنعاء في هجوم انتحاري نسبته السلطات الى القاعدة، ووقع هذا الهجوم بالقرب من المكان الذي قتل فيه في 21 ايار/مايو نحو مئة شخص عندما فجر انتحاري يرتدي الزي العسكري نفسه وسط مجموعة من الجنود الذين كانوا يستعدون للمشاركة في عرض عسكري بمناسبة الاحتفال بذكرى اعادة توحيد اليمن، وتبنت هذا الهجوم جماعة انصار الشريعة وهو الاسم الذي يعمل تحته تنظيم القاعدة في اليمن، وكان هذا التنظيم استغل ضعف السلطة المركزية بسبب الانتفاضة الشعبية ضد الرئيس السابق علي عبد الله صالح العام 2011 لتعزيز سطوته وخاصة في شرق وجنوب اليمن قبل ان يخرجه الجيش من معاقله هذه في حزيران/يونيو الماضي.

مقتل قائد الحرب على القاعدة

في سياق متصل تلقت السلطات اليمنية الجديدة بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي ضربة موجعة بمقتل قائد المنطقة الجنوبية الذي قاد بنجاح الحرب على القاعدة في تفجير انتحاري في عدن، وذلك بالتزامن مع انسحاب المتطرفين من آخر معاقلهم في الجنوب، وقتل قائد المنطقة الجنوبية في الجيش اليمني اللواء الركن سالم علي قطن في هجوم انتحاري نسب للقاعدة قرب منزله بحي المنصورة في كبرى مدن الجنوب، حسبما اعلن موقع وزارة الدفاع ومصدر طبي، وذكر الموقع ان "صوماليا مفخخا فجر نفسه في موكب سيارات قائد المنطقة العسكرية الجنوبية اثناء مروره في حي ريمي الذي يقطن فيه مما اسفر عن استشهاده واثنين من مرافقيه"، وأشار المصدر إلى أن الانتحاري "اقدم على رمي نفسه على سيارة"، وتاتي هذه العملية بعد ان حقق الجيش بقيادة قطن انتصارات كبيرة على القاعدة في الجنوب اذ دفع مقاتليها الى الانسحاب من جميع معاقلهم في محافظتي ابين وشبوة، وقاد قطن شخصيا الحرب ودخل بنفسه الى المدن التي حررها الجيش من القاعدة خصوصا زنجبار عاصمة ابين ومدينة جعار المجاورة، وقال مصدر طبي هو قريب لقطن ان "شخصا نزل من سيارته وقدم للواء قطن ورقة في حي المنصورة بعدن، ثم صافحه وانفجر"، وكان الرئيس اليمني التوافقي عبد ربه منصور هادي عين قطن مطلع اذار/مارس قائدا للمنطقة الجنوبية من اجل قيادة الحرب على القاعدة، ويأتي اغتياله فيما تعهدت القاعدة بمواصلة عملياتها بالرغم من انسحابها من معاقلها الجنوبية، وقال العميد علي منصور الذي كان من اقرب المقربين لقطن ومرافقا دائما له ان "هذه العملية الانتحارية تحمل بصمات القاعدة"، واضاف "ان مقتله خسارة كبيرة لليمن ولجهود مكافحة تنظيم القاعدة"، وذكر ان القطن "احدث في غضون ثلاثة اشهر فقط نقلة نوعية في مكافحة الارهاب والحاق الاضرار بالقاعدة وتطهير ابين وشبوة"، وياتي مقتل قطن متزامنا مع انسحاب تنظيم القاعدة من آخر معاقلهم في جنوب اليمن، وقد انسحب عناصر تنظيم القاعدة دون قتال من معقلهم العلني الاخير في جنوب اليمن وهو مدينة عزان في محافظة شبوة، بحسبما افاد مصدر قبلي، وقال يسلم باجنوب، وهو مسؤول محلي وعضو في لجنة وساطة دفعت باتجاه هذا الانسحاب ان "عناصر القاعدة سلموا لجنة الوساطة القبلية مدينة عزان بالكامل، واللجنة الان تمسك بزمام الامور" في المدينة، وعزان مدينة في محافظة شبوة الصحراوية اعلن فيها التنظيم "امارة" ويعتقد ان المئات من مقاتلي القاعدة الفارين من محافظة ابين المجاورة التي حررها الجيش، قد لجأوا اليها. بحسب فرانس برس.   

وانسحب مقاتلو القاعدة ايضا من بلدة الحوطة التي كانت معقلا صغيرا آخر لهم في شبوة، وبذلك يكون تنظيم القاعدة قد انسحب من جميع معاقله الرئيسية في جنوب اليمن فيما تفيد مصادر قبلية بان معظم مقاتلي التنظيم لجأوا الى ملاذات آمنة في الجبال والمناطق المعزولة التي يحظون فيها بتغطية قبلية، وبحسب باجنوب، فان "امير" المجموعة في عزان جلال العتيقي "سلم المدينة للجنة الاهلية"، وتوقع ان يدخل الجيش المدينة قريبا، وقال "نحن على تواصل مع السلطات ويبدو ان الجيش سيدخل عزان، واعتبر باجنوب ان سبب انسحاب القاعدة من عزان هو "انهم استجابوا لدعوة الاهالي بالخروج حفاظا على المدينة"، وفي حادثة منفصلة، نجا محافظ شبوة حسن الاحمد من محاولة اغتيال في كمين لتنظيم القاعدة استهدف قافلة عسكرية في شبوة كان على متنها وكانت تنقل عشرات الجنود من عاصمة المحافظة عتق الى عزان، بحسبما افادت مصادر قبليلة، وقتل في الهجوم جنديان ومدني بحسب المصادر نفسها، وكان شهود عيان افادوا ان مركبات تقل المقاتلين مع اسلحتهم وامتعتهم الشخصية شوهدت تخرج من عزان، وبعضها اتجه نحو محافظة مأرب شرق صنعاء وجبال الكور الواقعة بين شبوة وابين، وبعضها الآخر اتجه نحو محافظة حضرموت شرقا، ويأتي ذلك بعد ان نجح الجيش اليمني في الايام الاخيرة في تحرير محافظة ابين الجنوبية المجاورة من تنظيم القاعدة، وخصوصا مدينتي زنجبار وجعار اضافة الى مدينة شقرة الساحلية التي انسحب منها المتطرفون، ومنذ بدء الحملة، قتل 567 شخصا طبقا لارقام وكالة فرانس برس المستمدة من مصادر مختلفة. ومن هؤلاء 429 من مقاتلي القاعدة و78 جنديا و29 مسلحا تابعين للجيش و34 مدنيا.

مدينة جعار

في المقابل سيطر الجيش اليمني على مدينة جعار الجنوبية بعد انسحاب مسلحي القاعدة منها تحت وطأة المعارك حسبما اعلنت مصادر رسمية، فيما افاد شهود ان السكان يحتفلون بخروج المتطرفين من مدينتهم بعد اكثر من سنة، ويكون الجيش قد حقق بذلك اكبر انجاز له منذ اطلاق الحملة على القاعدة في محافظة ابين الجنوبية قبل شهر، على ان تستمر المعركة لاخراج مسلحي التنظيم خصوصا من زنجبار عاصمة ابين، ومدينة شقرة التي يعتقد ان قياديي المتطرفين يتحصنون فيها، واعلن قائد المنطقة العسكرية الجنوبية اللواء الركن سالم علي قطن في بيان نشره موقع وزارة الدفاع "26 سبتمبر" انه "بعد ملحمة بطولية واستبسال كبير، تمكن ابطال القوات المسلحة والامن واللجان الشعبية (التي تقاتل الى جانب الجيش) من السيطرة على مدينة جعار وتكبيد عناصر الارهاب والشر ممن يسمون أنفسهم ب+أنصار الشريعة+ وعناصر تنظيم القاعدة خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد"، واكد مقتل 20 مسلحا من القاعدة وفرار العشرات اضافة الى مقتل اربعة جنود، وذلك في المعارك للسيطرة على جعار التي كانت تعد من اهم معاقل القاعدة في جنوب اليمن، كما اعلن قطن ان القوات الحكومية تمكنت من فتح طريق عدن ابين المغلق منذ اشهر، مؤكدا ان "عمليات تمشيط ومطاردة تجري حاليا لتعقب فلول العناصر الارهابية التي فرت من جعار للقبض عليها وأحالتها لأجهزة العدالة"، وبدورهم، اكد شهود عيان ان مدرعات الجيش دخلت الى المدينة من الجهة الشمالية الغربية، وذكر سكان ان المئات من اهل جعار يحتفلون بخروج القاعدة من مدينتهم بعد سيطرة استمرت اكثر من سنة، واكد شاهد عيان ان "عربات الجيش دخلت المدينة من الجهة الشمالية الغربية وبدأت المدرعات تتمركز داخل جعار"، وياتي ذلك بعد ان شوهد مقاتلو القاعدة يغادرون المدينة باتجاه مدينة شقرة المجاورة التي يعتقد ان قياديين في التنظيم يتحصنون فيها، وقال سكان ان مركبات كانت تنقل مسلحين من "انصار الشريعة"، وهو الاسم الذي تتخذه القاعدة في جنوب اليمن، مع اسلحتهم وقطع من الاثاث الى مدينة شقرة شرقا. بحسب فرانس برس.

من جهته، قال ضابط ميداني ان الجيش يتقدم بحذر شديد خوفا من عمليات قد ينفذها عناصر القاعدةن وقال الضابط "دخلنا الاحياء الواقعة في شمال غرب المدينة ونحن مع اللجان الشعبية ولدينا معلومات مؤكدة بان القاعدة انسحبت نتيجة المعارك"، واضاف "نتعامل بحذر لان هؤلاء ارهابيون يمثلون خطرا على مستوى العالم"، وكانت القاعدة تسيطر على جعار منذ اكثر من سنةن وقال احد الشهود ان مسلحي القاعدة اخلوا المدينة "بعد ان احتدم القتال مع الجيش"، وبحسب الشهود، وزع عناصر القاعدة منشورات في جعار اعتذروا فيها من السكان بسبب ادخال المدينة في القتال مع الجيش ما اسفر عن اضرار بالغة، بدوره، اكد محافظ ابين جمال العاقل في تصريح نقله موقع وزارة الدفاع ان "الانتصارات تحققت بفضل تكاتف الجهود وتلاحمها ما بين دعم القوات المسلحة والأمن وجهود اللجان العشبية والالتفاف الشعبي الكبير في ملاحقة ومقارعة فلول العناصر الإرهابية وتكبيدها الكثير من الخسائر في الأرواح والعتاد والذي اجبر تلك العناصر على التقهقر والانسحاب من مدينة جعار وجر ذيول الهزيمة والخيبة"، واكد المحافظ "اننا ماضون في تطهير كامل محافظة أبين من تلك العناصر الإرهابية التي أقلقت الأمن والاستقرار والسكينة العامة وأفسدت الحرث والنسل في محافظة أبين"، كما اشار الى فرار ما بين 200 و300 "ارهابي ممن يسمون أنفسهم بأنصار الشريعة وعناصر القاعدة بينهم قيادات خطيرة في التنظيم وأجانب من جنسيات مختلفة، مدن جعار وزنجبار وشقرة ويجري حاليا تعقبهم للقبض عليهم"، وكانت معارك قاسية دارت في محيط جعار واسفرت خصوصا عن سيطرة القوات الحكومية على مصنع للذخيرة كان مركزا للقاعدة على اطراف المدينة، كما افادت مصادر محلية وعسكرية.

القاعدة باليمن

من جهة أخرى أعلن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، في عدد من المنتديات "الجهادية"، عن حاجته لتوظيف كوادر جديدة في الغرب، في أحدث مؤشر على استمرار سعي التنظيم، الذي تعتبره أمريكا الأخطر على أمنها، لجذب متأثرين بأيديولوجيتها في الغرب، وجاء الإعلان في بيان حمل توقيع "اللجنة العسكرية - تنظيم القاعدة في شبة الجزيرة العربية" في أثنين من المواقع الإلكترونية التي تعنى بأخبار القاعدة والجهاديين - "شبكة الفداء" و"منتديات شموخ الإسلام -  بحسب "فلاش بوينت بارتنرس، وهي مجموعة معنية برصد المواقع "الجهادية، وذكر البيان الذي حمل عنوان : قافلة الشهداء قم .... فاركب معنا للتواصل مع عشاق العمليات الجهادية الفردية"، إن "الهدف هو التواصل مع الأخوة الذين يتوقون للشهادة ويبحثون عن تنفيذ عملية تحدث مقتلة ومذبحة عظيمة في أعداء الإسلام.."من الواضح الآن أن الجهاد الفردي أو ما يسمى الذئب المنفرد بات أكثر شيوعًا، وباختصار هي عملية جهادية كاملة يقوم بها أخ وحده منفردا"، وبحسب البيان، فأن الأهداف هي وبحسب الأولوية: أمريكا، وإسرائيل، ثم فرنسا وبريطانيا، بجانب أنظمة "الردة المتواجدة على أراضي المسلمين"، وذكر التنظيم في بيانه أن "المجاهد يقوم باختيار الهدف، ويقدم عرضًا مفصلاً عنه للجنة العسكرية" التي تدرسه ثم تقرر بعد ذلك موقفها، او ان الهدف يتم اختياره من قبل اللجنة العسكرية نفسها وتطلب من الانتحاري استهدافه، وكانت القاعدة في شبه الجزيرة العربية" قد أصدرت الشهر الماضي دليلاً للمجندين الغربيين من إعداد سمير خان، رئيس تحرير مجلة "الإلهام" التي يصدرها التنظيم باللغة الإنجليزية، وكان خان، وهو أميركي، قد قتل في غارة طائرة أمريكية بدون طيار في العام الماضي، وكتب خان في إرشاداته: "أوصي بشدة جميع الأخوة والأخوات القادمين من الغرب لاعتبار مهاجمة أمريكا في عقر دارها، لما لذلك من تأثير كبير، فإنه يحرج العدو دائما.. هذا النوع من الهجمات الفردية يستحيل عليهم احتوائه. بحسب لـCNN.

وكشف مسؤول أمريكي أن القاعدة تسعى لتجنيد كوادر على دراية بأهداف داخل الولايات المتحدة والغرب، وحذر المسؤول من أن "القاعدة في شبه الجزيرة العربية"، وعلى مدى العام الماضي،  نمت بشكل أكبر وأقوى وأصبحت أكثر قدرة وتصميما على مهاجمة الولايات المتحدة، وكانت أجهزة مكافحة إرهاب سعودية ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية قد فككتا مخططاً جديداً لتفجير طائرة متجهة لأمريكا بمواد متفجرة لا يمكن رصدها بأجهزة التفتيش بالمطارات.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 25/آب/2012 - 6/شوال/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م