سوريا... من سيقلب الطاولة؟

صراع دولي تحت السيطرة الى حين!

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: وجد المجتمع الدولي نفسه على حين غرة في صراع شرقي غربي لم يستثني وسيلة في سياقه بشكل غير مسبوق منذ انهيار الاتحاد السوفيتي السابق عام 1990، وما تبعه من تفكك في المعسكر الشرقي او حلف وارشو كما كان يطلق عليه في تلك الحقبة الحالكة.

حيث برزت سوريا نقطة خلاف شديدة مستحضرة الدولة الالمانية عقب نهاية الحرب العالمية الثانية وما تسبب في ذلك من تفرق للحلفاء وظهور الحرب الباردة، لتطيح بإخوة السلاح والسياسة التي اسقطت هتلر.

وعلى الرغم من عدم توقع اساطين السياسة في ذلك العهد ان الصراع الشرقي الغربي سيتفاقم بشكل خطير لتلك الاسباب، الا ان العالم وجد نفسه مهددا بالزوال بعد ان ارتفعت ذروة الصراع السوفيتي الامريكي لتشمل سباق تسلح نووي اصاب الكثير بالهلع والارق، نظرا لاحتمالية وقوع حربا لا يسلم منها القاصي او الداني.

فالصراع حول سوريا بين روسيا والصين وحلفائهما من جهة والولايات المتحدة وحلف الناتو من جهة أخرى، بدأ صغيرا آخذا بالكبر والاتساع، ليستشرف حربا كونية في حال اقدم احد اطراف النزاع الدولي على خطوة متهورة تشعل حرب مدمرة في اي وقت.

حيث يرى الشرق الصاعد ان دمشق باتت تمثل خط الدفاع الاستراتيجي الاخير امام مصالحه، بعد ان افقدت الدول الغربية محاور الاتزان في بعض الدول العربية التي سقطت بنير الربيع الدموي، فيما يعتقد الغرب ان سقوط النظام السوري هو غنيمة لا بد منها لاستكمال مشروع الديمقراطيات الجديدة والتي بدورها ستعيد تشكيل وجه العالم العربي بما يضمن هيمنتها المطلقة.

وعلى الرغم من استبعاد معظم المراقبين لأي تطور يخرج الامور عن السيطرة الاممية، الا ان ذلك لم يحد من قلقهم في وقوع طارئ قد يقلب الطاولة على الجميع، تسفر عن تداعيات لن تستثني في لظاها احد، خصوصا بعد ان شهدت المنطقة تعزيزات عسكرية مكثفة، حيث كشفت بعض التسريبات عن تمركز العشرات من القطع الحربية البحرية في المتوسط، مؤكدة تلك الانباء عن تحضيرات عسكرية مقلقة، سيما بعد ان زجت الصين بعدد من فرقاطاتها وبوارجها على قبالة السواحل التركية.

مصير الشرق الاوسط

فقد اكد مسؤول ايراني كبير ان الولايات المتحدة وايران تخوضان صراعا في سوريا ستقرر نتيجته ان كان الشرق الاوسط سيخضع للتيار الاسلامي او للنفوذ الاميركي، على ما نقلت وكالة مهر للانباء.

ونقلت الوكالة عن امين سر مجلس تشخيص مصلحة النظام والرئيس السابق لحرس الجمهورية محسن رضائي قوله "اليوم نحن نشهد نهائي (المباراة) في سوريا". وتابع رضائي "ان وقعت تلك البلاد بين ايدي الاميركيين فان حركة الصحوة الاسلامية ستتحول الى حركة اميركية لكن ان حافظت سوريا على سياستها فان الصحوة الاسلامية ستتجذر في الاسلام".

ويطلق المسؤولون الايرانيون تسمية "الصحوة الاسلامية" على حركات الثورة في الدول العربية التي يصفها الغرب بعبارة "الربيع العربي". واضاف رضائي "اذا بقيت سوريا مستقلة ولم تقع بين ايدي الاميركيين والمحتلين (الغربيين) فان الصحوة الاسلامية في المنطقة ستتجة الى الاسلام".

واوضح ان "سوريا والعراق وايران وافغانستان تشكل حزاما من الذهب في الشرق والاوسط والولايات المتحدة تسعى بجميع الوسائل الى امتلاك القرار في دول هذا الحزام".

ويعتبر المسؤولون الايرانيون ان الولايات المتحدة واجهت الفشل عندما اجبرت على مغادرة العراق وبعد خسارة حلفائها التقليديين على غرار الرئيسين السابقين حسني مبارك ونظيره التونسي زين العابدين بن علي اللذين حلت محلهما سلطات اسلامية.

وتدعم ايران نظام الرئيس السوري بشار الاسد فيما تؤيد الولايات المتحدة والسعودية وقطر وتركيا المعارضة السورية. من جهة اخرى حذر رئيس اركان القوات المسلحة الايرانية حسن فيروز ابادي الغرب من دعم القاعدة في سوريا. وقال ان "الولايات المتحدة وبريطانيا والصهاينة يستخدمون القاعدة والجماعات التكفيرية لشن الحرب الاهلية في سوريا (...) لكن عليهم ان يعلموا انه يوما ما سيصبحون انفسهم هدفا لتلك الجماعات"، على ما نقل موقع سيبانيوز التابع لحرس الثورة. واعتبر ان الغربيين يكررون في سوريا الاخطاء التي ارتكبوها في افغانستان.

وقال "ان الغربيين يستخدمون (في سوريا) القوات التي استخدموها في السابق لما زعموا انه محاربة الشيوعية (في افغانستان) وهذه القوات ستنقلب ضدهم" في اشارة الى الجهاديين الذين شكلوا القاعدة لاحقا. وتابع "انهم مخطئون في عملهم هذا".

ويشتبه في مشاركة مجموعات مرتبطة بالقاعدة وفدت من عدة دول عربية واسلامية في مقاتلة النظام السوري.

تهديدات اوباما والتحذير الروسي

في السياق ذاته حذرت روسيا الغرب من القيام بعمل منفرد في سوريا بعد يوم من تهديد الرئيس الأمريكي باراك اوباما "بعواقب وخيمة" إذا استخدم الرئيس السوري بشار الأسد أسلحة كيماوية أو بيولوجية أو حتى حركها بشكل ينطوي على تهديد.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف متحدثا بعد لقاء دبلوماسي صيني كبير إن موسكو وبكين متفقتان على الحاجة إلى "الالتزام بصرامة بمعايير القانون الدولي والمبادئ الواردة في ميثاق الأمم المتحدة وعدم السماح بانتهاكها."

وتذكر التصريحات بالانقسامات التي تعرقل الجهود الرامية لانهاء الصراع المستمر منذ 17 شهرا في سوريا. وتقول الأمم المتحدة ان اكثر من 18 ألف شخص قتلوا في الصراع الذي يؤثر على الدول المجاورة لسوريا.

وفي لبنان قتل ما لا يقل عن خمسة اشخاص في اعمال عنف طائفية لها صلة بالصراع السوري وتجري تركيا المناوئة للأسد تحقيقا حول احتمال وجود صلات لسوريا بتفجير سيارة ملغومة على اراضيها اسفر عن مقتل تسعة اشخاص يوم الاثنين.

وتعارض روسيا والصين أي تدخل عسكري في سوريا طوال 17 شهرا من إراقة الدماء واستخدمتا حق النقض (الفيتو) ضد ثلاثة قرارات لمجلس الامن التابع للامم المتحدة أيدتها دول غربية وعربية لزيادة الضغط على دمشق لوقف أعمال العنف.

وقال نائب رئيس الوزراء السوري قدري جميل بعد لقائه مع لافروف في موسكو ان تهديدات اوباما ضد سوريا موجهة للاستهلاك الاعلامي. وأضاف ان الغرب يبحث عن ذريعة للتدخل العسكري وشبه التركيز على الأسلحة الكيماوية السورية بالسياسة التي انتهجها الغرب تجاه العراق الذي غزته قوات تقودها الولايات المتحدة بحجة ان صدام حسين يخفي اسلحة دمار شامل.

وقال في مؤتمر صحفي "التدخل العسكري المباشر في سوريا مستحيل لان من يفكر فيه ايا كان... انما يدخل في مواجهة اوسع نطاقا من حدود سوريا."

ولم تبد الولايات المتحدة وحلفاؤها رغبة تذكر في التدخل العسكري في سوريا على عكس الحملة التي شنها العام الماضي حلف شمال الأطلسي والتي ساعدت على الإطاحة بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي. لكن أوباما استخدم أشد لهجة على الإطلاق في تحذير الأسد من استخدام أسلحة غير تقليدية. وقال أوباما "لقد أوضحنا بجلاء لنظام الأسد وأيضا لأطراف آخرين على الأرض أن تجاوز الخط الأحمر من وجهة نظرنا هو ان نبدأ نرى مجموعة كاملة من الأسلحة الكيماوية يجري نقلها أو استخدامها. سيغير ذلك حساباتي."

وأقرت سوريا الشهر الماضي للمرة الأولى بامتلاك أسلحة كيماوية او بيولوجية وقالت إنها يمكن أن تستخدمها في حالة تدخل دول أجنبية. وأثار هذا التهديد تحذيرات قوية من واشنطن وحلفائها لكن ليس من الواضح كيف يمكن للقوات المسلحة السورية أن تستخدم هذه الأسلحة في حرب المدن.

وقال أوباما ربما في اشارة إلى حزب الله الشيعي اللبناني وهو حليف للأسد تدعمه إيران أو إلى متشددين اسلاميين "لا يمكن أن نقبل سقوط اسلحة كيماوية او بيولوجية في ايدي من يجب ألا تكون في ايديهم" مضيفا انه غير متأكد من ان تلك المخزونات آمنة.

ويقول موقع جلوبال سيكيورتي الذي يجمع تقارير مخابرات منشورة وبيانات اخرى انه توجد اربعة مواقع يشتبه في انها تضم أسلحة كيماوية في سوريا تنتج غاز الاعصاب في اكس والسارين والتابون. وأضاف ان هذه المواقع شمالي دمشق وقرب حمص وفي حماة وقرب ميناء اللاذقية على البحر المتوسط وذلك دون ذكر مصدر.

ويدور جدال في إسرائيل التي لا تزال رسميا في حالة حرب مع سويا بشأن ما اذا كان يتعين عليها مهاجمة مواقع الاسلحة غير التقليدية التي ترى انها اكبر خطر يمكن ان ينجم عن الصراع في سوريا.

ويعزف أوباما عن دخول الولايات المتحدة في حرب أخرى بالشرق الأوسط ويرفض تسليح مقاتلي المعارضة السورية ومن أسباب ذلك الخوف من أن بعض من يحاربون الأسد هم من الإسلاميين المتشددين الذين يناصبون العداء ايضا للغرب.

وتركيا التي تستضيف حاليا 70 ألف لاجئ سوري والتي أشارت الى ان الامم المتحدة قد تحتاج الى انشاء "منطقة آمنة" في سوريا اذا تجاوز العدد 100 الف لاجيء. لكن إقامة منطقة آمنة سيتطلب فرض منطقة حظر جوي وهي فكرة قال وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا الأسبوع الماضي إنها ليست "قضية ملحة" بالنسبة لواشنطن.

تأمين الاسلحة الكيماوية

من جهتهم قال مسؤولون امريكيون ودبلوماسيون ان الولايات المتحدة وحلفاءها يناقشون اسوأ السيناريوهات المحتملة التي قد تتطلب نشر عشرات الالاف من القوات البرية في سوريا لتأمين مواقع الاسلحة الكيماوية والبيولوجية بعد سقوط حكومة الرئيس السوري بشار الاسد.

وتفترض هذه المناقشات السرية ان تتفكك كل القوات الامنية الموالية للاسد لتترك وراءها مواقع الاسلحة الكيماوية والبيولوجية في سوريا عرضة للنهب. كما يفترض السيناريو ايضا ألا يمكن تأمين هذه المواقع او ان يجري تدميرها بضربات جوية فقط بالنظر الي المخاطر الصحية والبيئية.

وقال مسؤول امريكي -طلب عدم الكشف عن هويته مفسرا حساسية المناقشات- ان الولايات المتحدة ليست لديها حتى الان خطط لنشر قوات برية في سوريا. ورفضت ادارة الرئيس باراك اوباما حتى الان تقديم مساعدات فتاكة للمعارضة المسلحة التي تقاتل من اجل الاطاحة بنظام الاسد وقللت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) من احتمالات فرض منطقة حظر جوي قريبا.

وقال المسؤول "لا توجد خطة وشيكة لنشر قوات برية. وهذا في الحقيقة هو اسوأ السيناريوهات المطروحة" مضيفا ان القوات الامريكية على الارجح ستلعب دورا في مثل هذه المهمة.

وقال مصدران دبلوماسيان طلبا ايضا عدم الكشف عن هويتهما ان الامر قد يتطلب ما بين 50 إلي 60 ألف جندي إذا تحققت أسوأ مخاوف المسؤولين بالاضافة إلى قوات الدعم.

واضاف المصدران الدبلوماسيان انه حتى في حالة نشر قوة من 60 ألف جندي فلن تكون كافية لحفظ السلام ولن تكفي إلا لحماية مواقع الاسلحة على الرغم من انها ستبدو مثل قوة احتلال اجنبية على غرار ما حدث في العراق.

وقال المصدران انه لم يتضح بعد كيف سيجري تنظيم هذه القوة العسكرية وما هي الدول التي قد تشارك فيها. لكن بعض الحلفاء الاوروبيين لمحوا الى انهم لن يشاركوا.

ورفض البيت الابيض التعقيب على خطط محتملة بعينها. وقال المتحدث تومي فيتور انه بينما تعتقد حكومة الولايات المتحدة ان الاسلحة الكيماوية تحت سيطرة الحكومة السورية "فمع الوضع في الاعتبار تصاعد العنف في سوريا وتزايد هجمات النظام على الشعب السوري نبقى قلقين جدا بشأن هذه الاسلحة."

وقال فيتور "بالاضافة الى مراقبة مخزوناتهم فنحن نتشاور مع جيران سوريا واصدقائنا في المجتمع الدولي لتسليط الضوء على مخاوفنا المشتركة بشأن امن هذه الاسلحة والتزام الحكومة السورية بتأمينها."

التدخل العسكري الخارجي "مستحيل"

من جانبها قالت الحكومة السورية إن التدخل العسكري الخارجي في سوريا "مستحيل" لأنه سيؤدي الى مواجهة تتجاوز حدود البلاد. وكان نائب رئيس الوزراء السوري قدري جميل الذي تحدث في مؤتمر صحفي في موسكو يرد فيما يبدو على تهديد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأن القوات الأمريكية قد تتحرك اذا استخدمت سوريا اسلحة كيماوية ضد قوات المعارضة.

وقال جميل إن الغرب يبحث عن ذريعة للتدخل العسكري وشبه التركيز على الأسلحة الكيماوية السورية بالسياسة التي انتهجها الغرب تجاه العراق الذي غزته قوات تقودها الولايات المتحدة بحجة انه يخفي اسلحة دمار شامل.

وأضاف "يبحث الغرب عن ذريعة للتدخل المباشر. اذا لم تفلح هذه الذريعة فسيبحث عن ذريعة اخرى. لكنه لا يفهم حقيقة جديدة تأكدت في الموقف الدولي بعد الفيتو الروسي الصيني والتي استمرت حتى هذه اللحظة."

وكان يشير إلى استخدام الصين وروسيا حق الاعتراض (الفيتو) ضد تحرك في مجلس الامن كان سيزيد من الضغوط الدولية على الرئيس بشار الأسد الذي يقاتل لاخماد انتفاضة مستمرة منذ 17 شهرا ضد حكمه.

وقال جميل "التدخل العسكري المباشر في سوريا مستحيل لان من يفكر فيه ايا كان... انما يدخل في مواجهة اوسع نطاقا من حدود سوريا. وقال ان تهديد أوباما موجه للاستهلاك الاعلامي.

جواسيس المان

على الصعيد ذاته افادت صحيفة المانية ان جواسيس المان يتمركزون قبالة السواحل السورية وينقلون معلومات لمساعدة مقاتلي المعارضة السورية في معركتهم ضد الرئيس بشار الاسد.

واوضحت صحيفة بيلد ام سونتاغ ان عملاء لجهاز الاستخبارات الفدرالي الالماني يعملون انطلاقا من سفن منتشرة قبالة السواحل السورية، مستعينين بتكنولوجيا تسمح لهم بمراقبة حركة القوات العسكرية حتى عمق 600 كلم داخل البلاد.

وينقل هؤلاء الجواسيس معلوماتهم الى ضباط اميركيين وبريطانيين يقومون بدورهم بتزويدها الى مقاتلي المعارضة. ووفق مسؤول اميركي طلب عدم كشف اسمه فان "اي جهاز استخباري غربي لا يملك هذا القدر من المصادر الجيدة في سوريا" مثل الاستخبارات الالمانية، بحسب بيلد ام سونتاغ.

واشارت الصحيفة ايضا الى ان العملاء الاستخباريين الالمان ينشطون ايضا في النزاع السوري انطلاقا من قاعدة الحلف الاطلسي في مدينة اضنة التركية. وقال مسؤول في الاستخبارات الالمانية للصحيفة "يمكننا الافتخار بالمساهمة البارزة التي نقدمها لاسقاط نظام الاسد".

وتشدد برلين على ان تدخلا عسكريا لن يكون الحل لانهاء النزاع السوري، الا ان وزير الدفاع الالماني توماس دومايزيير اشار مؤخرا الى ان على المانيا المساعدة بطرق مختلفة، من خلال تقديم مساعدة انسانية ولوجستية.

كما ذكرت صحيفة صنداي تايمز البريطانية نقلا عن مسؤول في المعارضة السورية ان الاستخبارات البريطانية ساعدت مقاتلي المعارضة السورية في شن هجمات عدة على قوات النظام السوري. وحسب الصحيفة الاسبوعية، انها المرة الاولى التي يكشف فيها الدور الخفي للمخابرات البريطانية في الثورة ضد النظام السوري التي اندلعت في اذار/مارس 2011.

ونقلت المجلة عن مسؤول قوله ان السلطات البريطانية "على علم بالامر وهي موافقة مئة في المئة" على نقل المعلومات السرية من قواعدها العسكرية في قبرص عبر تركيا الى المتمردين في الجيش السوري الحر.

وقال المسؤول السوري للصحيفة ان "الاستخبارات البريطانية تراقب عن كثب من قبرص ما يجري في سوريا". واضاف ان "البريطانيين يعطون معلومات للاتراك والاميركيين ونحن نتلقاها من الاتراك".

واوضح ان اهم المعلومات حتى الان تتعلق بتحركات القوات الموالية للرئيس بشار الاسد وهي في اتجاهها الى المركز التجاري في حلب التي يشرف على قسم منها المتمردون.

واصبحت المدينة محورا اساسيا في النزاع خصوصا لقربها من الحدود التركية. وقال المسؤول للصحيفة ان "البريطانيين يراقبون الاتصالات بأن تحركات الجيش الحكومي ونحن نحصل على المعلومات بشأن التعزيزات المرسلة الى حلب". وتابع "ضربنا قوات الحكومة في ادلب وسراقب (جنوب غرب حلب) بنجاح".

وقالت الصحيفة ان مقاتلي الجيش السوري الحر تلقوا معلومات عن وحدتين كبيرتين من القوات الحكومية متوجهة الى حلب، الاولى من مدينة اللاذقية الساحلية والثانية من العاصمة دمشق. وقال المسؤول نفسه "نصبنا كمينا لقوات ولرتل من اكثر من اربعين دبابة في واد قرب سراقب". واضاف "فصلنا بينهم ودمرنا عددا كبيرا منها بهجمات متكررة بقنابل يدوية التي اطلقت بقاذفات الصواريخ".

ولبريطانيا قاعدتان عسكريتان في قبرص الاولى في ذيكيليا والثانية في اكروتيري. وقالت الصحيفة ان القاعدتين تحصلان على معلوماتهما من المركز الوطني للمراقبة الالكترونية في شلتنهام غرب انكلترا.

القوات الأردنية

فيما كشفت صحيفة "فايننشال تايمز"، أن القوات الخاصة الأردنية تلقت تدريبات ومشورة من الجيش الأميركي لتحسين قدراتها بشأن سيناريو للتدخّل في سورية. وقالت الصحيفة، إن الأردن ما زال يعارض التدخّل العسكري المباشر في سورية، لكن الدبلوماسيين والمحلّلين الغربيين يعتقدون أن قواته المسلّحة تستعد للعب دور محدد من شأنه أن ينطوي على الدخول إلى سورية في مرحلة ما في المستقبل، لتأمين مخزونها من الأسلحة الكيميائية إذا ما دخلت البلاد في حالة من الفوضى.

وأشارت إلى أن المحلّل في مركز الأردن للدراسات الإستراتيجية محمد أبو رمان، يعتقد أن "هناك خارطة طريق مع الأميركيين، قد تدفع الأردنيين للتدخّل من أجل تأمين بعض مواقع الأسلحة الكيميائية عند وقوع خطر".

وأضافت الصحيفة أن الأردن بدأ يأخذ موقفاً تصعيدياً ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وصار تبادل إطلاق النار عبر الحدود حدثاً عادياً، وتقوم القوات المسلحة الأردنية الآن بشكل إعتيادي بالرد كلما أطلق الجنود السوريون نيران أسلحتهم على اللاجئين المتوجهين إلى الحدود الأردنية.

ونسبت الصحيفة إلى دبلوماسي غربي في عمان وصفته بالبارز قوله إن "الرأي العام الأردني هو عامل رئيسي ثاني، وأعتقد أن المسؤولين الأردنيين وجدوا أنه تحول من الإشمئزاز إزاء ما يجري في سورية إلى دعم تغيير النظام فيها والإنتقال السياسي". بحسب يونايتد برس.

وأضاف الدبلوماسي الغربي أن "القلق في الوقت الراهن لا يرتبط بالإمتدادات السياسية للأحداث من سورية إلى الأردن، بل بخروج المناوشات الحدودية عن نطاق السيطرة، أو تسلّل جنود أو عملاء سوريين إلى مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن والتسبب بمشاكل فيها".

وقالت "فايننشال تايمز" إن الأردن يستضيف أيضاً إعداداً متزايدة من المنشقين من النظام والجيش في سورية على رأسهم رئيس الوزراء السابق رياض حجاب، ورفض إعادة طائرة مقاتلة قادها طيّار سوري إنشق بوقت سابق من هذا العام ولجأ إلى أراضيه، فيما وصفته بأنه "آخر إزدراء من النظام في دمشق".

وأضافت أن قطع الأردن صلاته بسورية ما زال بعيداً عن الإكتمال، وما يزال البلدان يحتفظان بسفارتيهما في عاصمة كل منهما، في حين تستمر سورية في العمل كطريق تجاري حيوي للشركات الأردنية ويعارض الأردن بشكل صارم تسليح المتمردين السوريين ويحاول تضييق الخناق على المقاتلين الذين يتحركون عبر الحدود، وعلى مهربي الأسلحة الفردية.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 25/آب/2012 - 6/شوال/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م