شبكة النبأ: ابتسامة عريضة على وجهها،
لكنها لا تخفي قهر الزمن على تلك التجاعيد التي اخذت تنتشر عليه، وتلك
الهالات التي احاطت بعينيها، انها ليست بوادر سن متقدم، بل هي ما حفرته
سنوات القهر والجوع والذل والعذاب، مبعث تلك الابتسامة انها تتوجه الان
الى مؤسسة الرعاية الاجتماعية لاستلام عيديتها، كأرملة استحقت هذا
اللقب نتيجة للكثير من الحوادث التي مر بها بلدها العراق.
خمس وعشرون الف دينار عراقي فقط لا غيرها هي مبلغ تلك المكرمة، وهو
قد يساوي عشرين دولارا، على سعر الصرف الحالي، خمس وعشرون لا تكفي
لشراء عباءة سوداء تستبدل بها عباءتها البالية، وهي لا تكفي لشراء
حاجات العيد حتى الضرورية منها.. خمسة وعشرون الف دينار هي ثمن لكرامة
مهدورة على ابواب الانتظار.
في الاخبار التي يتم تناقلها سريعا، يسعى بيل غيتس مؤسس شركة (مايكروسوفت)
إلى تصميم مراحيض المستقبل التي هي في نظره ضرورية (للصحة العامة
وكرامة الإنسان).
وكتب الملياردير على موقعه إن (المراحيض جد مهمة للصحة العامة،
وعندما تفكرون في الأمر، ترون أنها مهمة لكرامة الإنسان أيضا). وأضاف
أنه (يتعذر استخدام المراحيض المزودة بمضخات طاردة والمعتمدة في بلادنا
الغنية على 40% من سكان العالم الذين لا نفاذ لهم إلى المياه وشبكات
المجارير وشبكات الكهرباء وأنظمة معالجة النفايات).
وتابع بيل غيتس (بغض النظر عن مسألة الكرامة الإنسانية، يهدد نقص
المراحيض حياة الأشخاص، ويشكل عبئا اقتصاديا على الصحة العامة
والمجتمعات الفقيرة ويلوث البيئة).
وفي الاخبار ايضا، وهذه المرة من هولندا، أبرمت في مدينة بمل في
الوسط الهولندي صفقة لتصدير 32 من المهور الصغيرة التي يطلق عليها
تسمية (بوني) إلى العراق بحسب (وولتر فاس) الموظف في سوق بمل للخيول.
وقال فاس إن (هذه هي المرة الأولى التي تصدر فيها الخيول إلى العراق).
وتابع (الصفقة التي عقدها تاجر عراقي ستكون مقدمة لتصدير الأبقار
والخيول من العراق إلى هولندا).
لكن جمعية الرفق بالحيوان أبدت قلقا من تصدير هذه الحيوانات إلى
العراق في ظل تقارير تشير إلى أن الحيوانات هناك سوف لا تلقى معاملة
عادلة. وقال سكبريان رئيس مجلس إدارة هيئة السوق (من المفترض أن تتمتع
المهور المصدرة على حياة جيدة في العراق).
من جانب آخر قال (هارم في) الناشط في حقوق الحيوان إن(تحقيق الأرباح
هو وراء الصفقة من دون الالتفات إلى ما ستعانيه تلك الحيوانات في
العراق الذي يتمتع بأجواء حارة لا تناسب معيشة هذه الحيوانات).
وقد علق احد الخبثاء على الخبر قائلا: (والله خطية هسه يربطون عليهن
عرباين غاز ونفط. هو هذا الشعب مال حصن، والله العظيم اكو جماعة
مستواهم اقل من مستوى الحمير والحصن بل الحيوان افضل من عدهم).
بين المراحيض الغيتسية وبين المهور الهولندية، الخبر من العراق الان،
وهو من اخبار النميمة والاشاعات المغرضة التي تستهدف رموزنا الوطنية من
نواب وسياسيين وغيرهم اخرين، يقتربون في حصانتهم تجاه النقد من الذات
الالهية، يقول الخبر – النميمة الذي نشرته احدى الصحف التي تبحث عن
الاخبار الصفراء كما في صحافة الغرب الكافر:
تقول مصادر برلمانية مطلعة ان (غالبية النواب شدوا رحالهم للسفر
خارج العراق لقضاء اجازة العيد هناك ثم العودة الى البلد بعد ذلك).
واضافت المصادر ان (بعض النواب عادوا الى البلدان التي يحملون جنسيتها
الاخرى في حين اختار نواب اخرون التوجه الى دول الجوار تركيا والاردن
ولبنان وايران لقضاء عطلة العيد).
واكدت المصادر ان الدول الاوروبية هي الوجهة التي اختارها نواب
التحالف الكردستاني وبعض قيادات ائتلاف دولة القانون من المقربين من
رئيس الوزراء نوري المالكي. وبينت ان بعض النواب اختار قضاء اجازة
العيد في اقليم كردستان وهؤلاء عددهم قليل جدا لان الغالبية العظمى
فضلت السفر خارج العراق.
لا باس من التذكير بالحمار العراقي الشهير (سموك) حيث كان جنود من
مشاة البحرية الامريكية قد اخذوا سموك بعد ان ظهرت عليه اعراض سوء
التغذية واصيب بجروح في معسكر (تقدم) بمحافظة الانبار العراقية في
2008. ورغم ان اللوائح تمنع الاحتفاظ بالحمار إلا ان الكولونيل جون
فولسوم قائد المعسكر في ذلك الوقت استعان بطبيب نفسي بالبحرية لتصنيف
سموك كحيوان للعلاج لانه ساعد من تخفيف الشعور بالاجهاد بين جنود
المعسكر.
وتدرب سموك على الدخول الى المكاتب وفتح الادراج لاخراج ثمار التفاح
والجزر وهدايا اخرى كان يضعها جنود المعسكر.
وسلم جنود من الجيش الامريكي حلوا محل افراد مشاة البحرية في
المعسكر الحمار الى شيخ محلي. لكن فولسوم -الذي تقاعد فيما بعد- تمكن
بعد سلسلة من الاجراءات البيروقراطية من احضار الحمار الى نبراسكا
العام الماضي.
الحمار (سموك) الذي هاجر الى امريكا ، ليعيش متمتعا بكافة حقوقه
التي افتقدها في العراق، هذا الحمار كما افادت الاخبار الاخيرة انتهت
حياته في ولاية نبراسكا حيث كان يعيش حياة هادئة مع خيول صغيرة. وذكرت
الاخبار إن سموك ربما نفق بسبب مغص معوي. واضاف احد الجنود قائلا: (كان
حمارا صغيرا رائعا).
لقد عاش ما تبقى من حياته بكرامة، يفتقر اليها اي رمز وطني عراقي. |