مسلمو امريكا... هل يحضون بمستقبل اقل عدائية؟

 

شبكة النبأ: يسعى المسلمون في أمريكا لمواجهة العنف والتطرف والتمييز ضدهم، بالانفتاح والعمل الاجتماعي لظفر بمستقبل اقل عدائية، فعلى الرغم من اندماج مسلمي الولايات المتحدة في المجتمع بشكل جيد، إلا أن غالبية الأمريكيين يقابلون الدين الإسلامي بالريب، حيث يستمر مسلسل الجرائم والتدمير وخاصة من خلال الهجمات المتكررة التي تستهدف مواقع دور العبادة، ناهيك استخدام التحريض الذي يصل لدرجة الحرب مع هذه الديانة، وكذلك سن القوانين واتخاذ القرارات الجائرة التي تزيد من محنة الاغتراب العنصري و صعوبة التعايش في ظل تقاطعات حقوق المواطنة وحرية المعتقد لمسلمي أمريكا، وعلى نحو اكثر ايجابية تؤكد بعض المواقف والإجراءات بانحسار موجة الكراهية بشكل نسبي التي سادت الشارع الأمريكي في الفترة الماضية إزاء المسلمين، لكن على الرغم من ذلك مازال بقاء استمرار بعض الإعمال العنصرية والاستفزازية التي تجهد الجهات المتطرفة على القيام بها اتجاههم، مثل وقف مسجد بإحدى مناطق ولاية تينيسي الأمريكية ومجموعة من المسلمين الذين يسعون لبناء مسجد في الموقع، الذي أثار جدلاً واسعاً بالولايات المتحدة بزعم أنه يروّج للشريعة الإسلامية، إذ ان كل هذه الأمور تسعى للنيل من الإسلام والمسلمين وتشويه صورتهم امام العالم.

تدمير المساجد

فقد دمر مسجد في كنساس وسط الولايات المتحدة بعد احتراقه بالكامل في ما اعتبره مرتادوه جريمة كراهية، بعد اقل من يوم على اطلاق نار دام على معبد للسيخ، ووصل رجال الاطفاء ورئيس البلدية الى المركز الاسلامي في جوبلن ميزوري، قبل حوالى ساعة على وفود المسلمين الى المسجد لصلاة الفجر في رمضان، وقالت شارون رين المتحدثة باسم مكتب شريف مقاطعة جاسبر ان "المبنى دمر كليا". ولم يكن اي شخص موجودا في المسجد عند اندلاع الحريق ولم يسجل وقوع ضحايا بحسب بيان المكتب الذي وصف المسجد بانه "كنيسة اسلامية"، واضافت "لم يتم اعتقال اي شخص حتى الان. لا يريدون تسمية هذا الامر جريمة كراهية ما دام لم يتم توقيف اي شخص يمكننا من الوصول الى هذه النتيجة"، واتى حريق بعد هجوم في الرابع من تموز/يوليو عندما القى مجهول زجاجة حارقة على سقف المسجد نفسه ما تسبب باضرار طفيفة، والتقطت كاميرات المراقبة الخاصة بالمسجد صور وجه المهاجم وعرض مكتب التحقيقات الفدرالية (أف بي آي) مؤخرا خمسين الف دولار مكافأة لمن يقدم معلومات تؤدي الى توقيف الرجل المسؤول عن حادثة تموز/يوليو، لكن لم يتم توقيف احد حتى الساعة، وقالت المتحدثة باسم مكتب الاف بي آي بريدجيت باتون ان الحادثتين وقعتا ليلا لكن المكتب "سينتظر لتحديد سبب الحريق"، وتابعت "في حال اثبات ان الهجوم متعمد فسنجري تحقيقا لنرى ان كان هذا الهجوم مرتبطا بهجوم 4 تموز/يوليو". بحسب فرانس برس.

لكن المسلمين المحليين الذين يبلغ عددهم حوالى 125 شخصا قالوا ان الحريق يندرج في سلسلة هجمات استهدفت مسجدهم منذ تأسيسه في 2007، وقال نافذ زيدي (47 عاما) العضو السابق في مجلس المسجد "تم احراق لافتة الاسم (...) وحطمت علبتنا البريدية عدة مرات. كما اطلق الرصاص على لافتتنا"، وقال زيدي ان الحادث وقع من حسن الحظ في الصباح الباكر عندما لم يكن احد في المسجد بالرغم من انه شهر رمضان، كما اشتكى زيدي من عدم القبض على اي مشتبه به منذ هجوم 4 تموز/يوليو. وقال "لا اذكر اثناء السنوات ال27 التي امضيتها في الولايات المتحدة انني رأيت توقيف منفذ" اي هجوم، وقام مسلح باطلاق النار على معبد للسيخ ما ادى الى مقتل ستة اشخاص قبل ان يقتله شرطي، واضاف زيدي "نأمل ان تكون هذه الحوادث منفردة، لكنها باتت فجأة اكثر انتظاما وجرأة"، ودان المؤتمر الاميركي الاسلامي وهو منظمة للدفاع عن المسلمين لديها مقرات في واشنطن وبوسطن وفي الشرق الاوسط وشمال افريقيا الهجومين على معبد السيخ في ويسكونسين وعلى مسجد ميزوري، وقالت مديرة المؤتمر في واشنطن زينب السويج ان "هذه المجموعات الدينية اتت الى هذه البلاد بحثا عن الديموقراطية والحرية والامل في التعبد كما تشاء".

اوباما في حفل افطار رمضاني

فيما وصف الرئيس الامريكي باراك اوباما هوما عابدين وهي احد كبار مساعدي وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون بانها "امريكية وطنية" بعد ان اتهمها نواب جمهوريون بان لها علاقات مع جماعة الاخوان المسلمين، وقال اوباما خلال حفل افطار رمضاني في البيت الابيض ان"تمثيلها لبلدنا والقيم الديمقراطية التي نعتز بها لم يكن اقل من رائع، "الشعب الامريكي مدين لها بالامتنان لان هوما امريكية وطنية ومثال لما نحتاجه في هذا البلد وهو مزيد من الموظفين الحكوميين الذين لهم احساسها باللياقة والكياسة وسماحة روحها، وفي يونيو حزيران شككت النائبة ميشيل باتشمان مع اربعة نواب جمهوريين اخرين في التصريح الامني لعابدين في رسالة بعثوا بها للمفتش العام لوزارة الخارجية الامريكية. واشاروا الى ان افرادا من عائلتها لهم صلات بجماعة الاخوان المسلمين والتي قالوا انها ربما تسعى للوصول الى المستويات العليا من الحكومة الامريكية، وقالت باتشمان "لو كان افراد عائلتي مرتبطين بحماس وهي منظمة ارهابية فهذا وحده قد يكون كافيا لحرماني من الحصول على تصريح امني، وجلست عابدين وهي مسلمة الى يمين اوباما في حفل الافطار وبدا عليها التأثر بشكل واضح في الوقت الذي كان فيه الرئيس يتحدث في قاعة مليئة بالزعماء الدينيين والمسؤولين المنتخبين والدبلوماسيين، وكان من بين الامور التي ركز عليها حفل الافطار زيادة مشاركة الرياضيات في الاولمبياد. واشار اوباما الى انه لاول مرة في تاريخ الاولمبياد ضمت كل الفرق نساء. بحسب رويترز.

واضاف من بين الاسباب ان كل فريق من دولة ذات اغلبية مسلمة يضم الان سيدات ايضا، ومنذ توليه الرئاسة يركز اوباما على تعزيز العلاقات مع العالم الاسلامي. ودعا في كلمة القاها في القاهرة عام 2009 الى "بداية جديدة بين الولايات المتحدة والمسلمين في شتى انحاء العالم" تقوم على اساس"الاهتمام المشترك والاحترام المتبادل، واقيم افطار يوم الجمعة في وقت يشهد تغيرا اساسيا في الشرق الاوسط الذي يضم اكثر من 300 مليون نسمة من بين مسلمي العالم البالغ عددهم 1.5 مليار نسمة. وعلى مدى العام المنصرم أنهت ثورات في مصر وتونس وليبيا عقودا من الحكم الاستبدادي واستمرت التوترات مع ايران في التصاعد ولم تظهر علامة على تراجع انتفاضة دامية بدأت قبل 17 شهرا في سوريا، وكان توماس جيفرسون قد أقام اول حفل افطار رمضاني معروف في البيت الابيض عام 1805.

محاضرات معادية للإسلام

على صعيد أخر طردت وزارة الدفاع الاميركية محاضرا كان يصف خلال محاضراته في مدرسة عسكرية اميركية "الاسلام بطريقة سلبية تماما" ويؤكد ان الولايات المتحدة هي "في حرب" مع هذه الديانة، حسب ما اعلن البنتاغون، وكان المحاضر يلقي محاضرات بعنوان "افاق حول الاسلام وحول التطرف الاسلامي" لضباط صف وعقداء كي يتمكنوا من تسلم مسؤوليات في قيادة الاركان، وقال الكولونيل ديف لابان المتحدث باسم رئيس اركان الجيوش الاميركية الجنرال مارتن ديمبسي ان المحاضر "يتكلم عن الاسلام بطريقة سلبية"، وطرد المحاضر بعد تحقيق فتح في نيسان/ابريل اثر اكتشاف القيادة العسكرية مضمون محاضراته، واكد الكولونيل لابان ان تلك المحاضرات لا تعكس باي حال من الاحوال سياسة الحكومة الاميركية وان وصف الاسلام كما جرى تم تشويهه بشكل تام، ويعتبر البنتاغون ان سلسلة من "القرارات السيئة" و"الاحكام المنحرفة" اتاحت للمحاضر ان يتصرف بمحاضراته. بحسب فرانس برس.

حظر السفر جوا

في سياق متصل سيطلب محامون يمثلون 15 مسلما في الولايات المتحدة ممنوعين من ركوب طائرات تجارية لانهم مدرجون على قائمة أمريكية "تحظر الطيران" من محكمة استنئاف اتحادية قبول الطعن الذي قدموه في دستورية هذا الاجراء الذي اتخذ في اطار محاربة الارهاب، وقال المدعون وهم مواطنون أمريكيون أو يتمتعون باقامة قانونية دائمة انهم علموا بأن اسماءهم مدرجة على القائمة عندما منعوا من ركوب طائرة ركاب أمريكية دون انذار مسبق وحرموا في وقت لاحق من أي وسيلة لتقديم التماس للحكومة لرفع اسمائهم من القائمة، وقال المحامي نصرت شودري "وضعت الحكومة هذه القائمة السرية ولا يملك الناس المدرجون على هذه القائمة أي وسيلة للدفاع عن أنفسهم." وشودري محام يعمل مع الاتحاد الامريكي للحريات المدنية ويمثل مجموعة المدعين الذين أقاموا دعوى ضد الحكومة الامريكية في يونيو حزيران 2010، ووضعت قائمة "حظر الطيران في عام 2003 ويديرها مكتب مراقبة الارهابيين بمكتب التحقيقات الاتحاد الامريكي وتضم نحو 20 ألف شخص يعرفهم المكتب بأن لهم صلات بالارهاب معروفة أو مشتبه فيها. وأفاد متحدث باسم الوكالة بأن حوالي 500 منهم مواطنون أمريكيون، وينفي المدعون الذين يقيمون في ولاية أوريجون وولايات أخرى ومن بينهم أربعة محاربين قدامي في القوات المسلحة الامريكية أن يكون لديهم أي صلات بالارهاب. وقال شودري "لا يشكل أي من المدعين أي تهديد لامن شركات الطيران. بحسب رويترز.

وتدفع الدعوى القضائية التي أقاموها بأن الحكومة الامريكية انتهكت حقوقهم الدستورية في محاكمة عادلة وقانون الاجراءات الادارية الامريكي برفض توجيه اخطار بأسباب ادراجهم في القائمة وفي الحصول على وسيلة فعالة لتحدي هذا القرار، ويطلب الاتحاد الامريكي للحريات المدنية اما حذف اسماء هؤلاء من القائمة على الفور أو منحهم فرصة للطعن على القرار، ورفض قاضي محكمة جزئية في بورتلاند بولاية أوريجون الدعوى التي أقاموها وقرر أنه ليس للمحكمة اختصاص قانوني للفصل في الدعوى، وأقام الاتحاد الامريكي دعوى استئناف ضد هذا الحكم أمام الدائرة التاسعة لمحكمة الاستئناف الامريكية حيث سيطلب من هيئة محكمة تضم ثلاثة قضاة يوم الجمعة أن يحددوا المكان القانوني الناسب لنظر القضية، وقالت صحيفة الدعوى ان الحظر منع المدعين الخمسة عشرة في هذه القضية من زيارة ذويهم والسفر للعمل أو للدراسة. وقال عدد منهم انهم أدرجوا على هذه القائمة على ما يبدو أثناء سفرهم للخارج الامر الذي حال دون عودتهم وبقوا في الخارج نتيجة لذلك القرار، وأقيمت الدعوى في بروتلاند لان أحد المدعين وهو امام مسجد كبير في بورتلاند كان في الولايات المتحدة وقت ادراجهم على القائمة. ومنع من مغادرة البلاد لزيارة ابنته في دبي أو أقارب في الصومال.

حظر الاستعانة بالشريعة

من جهته قال مكتب حاكم ولاية كانساس الامريكية يوم الجمعة إن حاكم الولاية المنتمي للحزب الجمهوري سام براونباك وقع على مشروع قانون يهدف لمنع محاكم الولاية وهيئاتها من الاستعانة بالشريعة الاسلامية أو اي قوانين اخرى غير امريكية في قراراتها مما اثار انتقادا من منظمة اسلامية امريكية، ويقول معارضو الاجراء الحكومي انه سيلغي الوصايا والعقود القانونية بين المسلمين بينما يقول انصار مشروع القانون الذي سيحظر الشريعة انه سيطمئن الاجانب في كانساس بان قوانين الولاية والدستور الامريكي سيحميهم، ويقول المعارضون ان الحظر غير ضروري لان القوانين الامريكية تسود فوق الاراضي الأمريكية، وقالت شرين جونز سونتاج المتحدثة باسم حاكم كانساس في رسالة عبر البريد الالكتروني ان مشروع القانون "يبين ان المحاكم في كانساس ستعتمد بشكل حصري على قوانين ولايتنا وبلادنا عندما تنظر في قضاياها وانها لن تنظر في قوانين تخص تشريعات اجنبية، ويقول مشروعون يؤيدون مشروع القانون انه توجد العديد من الحالات حول البلاد يستشهد فيها القضاة والوكالات الحكومية بالشريعة في قراراتهم خاصة فيما يخص امور الطلاق والممتلكات حيث تختلف الشريعة الاسلامية عن القانون الامريكي، وندد مجلس العلاقات الامريكية الاسلامية في واشنطن بقانون كانساس وقال انه يدرس اتخاذ اجراء قانوني،وقال المتحدث باسم المجلس ابراهيم هوبر ان نحو 20 ولاية تدرس اصدار تشريعات مشابهة ولكن مشروع قانون ولاية كانساس هو الوحيد الذي يوقع عليه في الاسابيع الاخيرة. بحسب رويترز.

واضاف قائلا "من سوء الحظ ان ينقاد الحاكم وراء الشعور المتنامي المعادي للاسلام في مجتمعنا والذي قاد لادخال تشريعات اخرى مشابهة غير دستورية في العشرات من المجالس التشريعية بالولايات، وقال هوبر ان المشرعين كانوا يشيرون مرارا للشريعة الاسلامية لدعم مثل هذا التشريع ولكنه اوضح انهم لم يذكروا هذه الكلمة بالاسم في مشروع القانون لتجنب اي طعون قانونية. ولم يذكر مشروع القانون كلمة شريعة، وكانت محاكم اتحادية ألغت قانونا بولاية اوكلاهوما وافق عليه الناخبون في عام 2010 يحرم القضاة الاتحاديون من الرجوع للشريعة الاسلامية في اتخاذ القرارات. ووصفت المحاكم القانون بانه تمييزي.

حكم قضائي مثير للجدل

من جانب أخر دخل خلاف مستمر منذ سنوات بين سكان إحدى مناطق ولاية تينيسي الأمريكية ومجموعة من المسلمين الذين يسعون لبناء مسجد في الموقع، منعطفاً جديداً، بعد صدور حكم قضائي قد يؤدي لإيقاف عمليات البناء، التي بدأت بالفعل، بحجة عدم إخطار السكان بطبيعة المشروع، ما أثار ردود فعل غاضبة بالأوساط الإسلامية، وقال الشيخ أسامة بهلول، إمام المسجد الذي ما زال قيد البناء: "الجميع هنا في حالة من الصدمة، الأمر دفع الكثيرين إلى البكاء، وأضاف بهلول: "لقد قمنا بكل الإجراءات التي تقوم بها الكنائس في البلاد، واتبعنا نفس المسار الذي تسلكه، فلماذا حصل هذا الأمر إذا؟ البعض يعتقد أنه تعرض للتمييز، وكانت محكمة محلية قد أصدرت حكماً قضت فيه باعتبار الموافقات الصادرة على عمليات البناء "باطلة وليست ذات قيمة،" مشيرة إلى أن اللجنة التي صادقت على المشروع تجاوزت القانون الذي يشير إلى ضرورة توفير "إعلام عام مناسب" حول طبيعة المشروع، ومن المتوقع أن يعرقل القرار القضائي عمليات البناء، التي كان من المقرر أن تنتهي في يوليو/تموز المقبل، علماً أن بهلول أكد استمرار العمل في الموقع إلى حين تبلغ المركز الإسلامي الذي يتبع له المشروع مذكرة تطلب منه التوقف، من جهتها، قالت سالي وول، إحدى المدافعات عن قرار المحكمة، في مقابلة مع برنامج AC360 الذي تبثه CNN، إن الحكم ينسجم مع الواقع القانوني، لأن عمليات البناء لم تتم بطريقة صحيحة، وأضافت: "الأمر بالنسبة لي لا يتعلق بالإسلاموفوبيا"، في إشارة منها إلى ظاهرة ما يعرف بـ"رهاب الإسلام" أو الخوف من المسلمين في الغرب، وتابعت وول قائلة: "القضية تتعلق بطريقة عمل إدارة المقاطعة، فهناك طرق محددة عليها العمل بموجبها.. يحق للناس الذين يقطنون في المنطقة التي من المقرر بناء المسجد بها الإدلاء بموقفهم. بحسب السي ان ان.

من جانبه، دافع محامي المقاطعة عن وجهة نظر الجهة التي منحت الرخصة لبناء المسجد، مؤكداً أن المقاطعة دعت السكان إلى اجتماع لبحث بناء المسجد، وذلك في إعلانات نشرتها في صحيفة مجانية محلية وعلى موقعها الإلكتروني، غير أن المحكمة رأت في قرارها أن الإعلان كان بأحرف صغيرة وجاء في أسفل الصفحة التي نُشر فيها، كما كانت تحيط به العديد من الإعلانات القانونية والترويجية التي جعلت من الصعب ملاحظته، وأكدت الجهة التي تشرف على بناء المسجد الحاصل على الرخصة منذ مايو/أيار 2010 أن لديها مهلة 30 يوماً للاعتراض على الحكم، بينما دعا مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية، الذي يتولى الدفاع عن قضايا تهم المسلمين بالولايات المتحدة، وزارة العدل إلى التدخل لضمان "الحرية الدينية" للمسلمين في ولاية تينيسي، يشار إلى أن المشروع المثير للجدل كان قد جذب الكثير من الانتباه في الولايات المتحدة، وخاصة لتزامنه مع قضية بناء مركز إسلامي قرب موقع "هجمات سبتمبر 2001" في نيويورك، ويوجد بالفعل مسجد قائم في المنطقة منذ عقد من الزمن، ولكن القضية تتعلق بمشروع توسعة واجه الكثير من المشاكل والاعتراضات القانونية، كما اندلع حريق متعمد دمر الآلات العاملة في الموقع عام 2010، في حين كتب مجهولون شعارات ترفض المشروع على اليافطات المخصصة للإعلان عنه.

مئة اسلامي متطرف في الجيش الاميركي

الى ذلك كشفت اذاعة "ان بي ار" الاميركية العامة ان الشرطة الفدرالية تحقق حول مئة ناشط اسلامي متطرف في صفوف الجيش الاميركي الذي شهد عام 2009 اعتداء ارتكبه ضابط في الجيش ينتمي الى تنظيم القاعدة قتل فيه 13 جنديا في قاعدة فورت هود (تكساس)، وقالت الاذاعة ان من بين هؤلاء عشرة يعتبرون "خطيرين" ويشتبه بانهم يخططون لاعتداءات او اقامة اتصالات مع متطرفين يعتبرون خطيرين، وتأتي "هذه التهديدات الداخلية" ايضا من عسكريين في الخدمة الفعلية (1,4 مليون) ومن احتياطيين او ايضا من مدنيين لهم وصول الى المنشآت العسكرية. بحسب فرانس برس.

وردا على سؤال ، لم يشأ البنتاغون ان يدلي باي تعليق على الفور، واوضحت الاذاعة ان الشرطة الفدرالية قدمت هذه المعطيات خلال جلسة استماع مغلقة امام لجنة مشتركة من مجلسي النواب والشيوخ في كانون الاول/ديسمبر الماضي، وقال السناتور المستقل جو ليبرمان الذي يترأس هذه اللجنة "بالنسبة لملايين الاشخاص في الجيش او ممن يعملون في مؤسسات تابعة للدفاع، لا تمثل الارقام المشار اليها الا نسبة ضئيلة ولكن الواقع انه لم يكن هناك حاجة لاكثر من شخص، نضال حسن، لقتل 13 شخصا في فورت هود وجرح اخرين كثيرين"، وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2009، فتح الميجور في سلاح البحرية الاميركية نضال حسن النار على زملائه في قاعدة فورت هود (تكساس، جنوب) فقتل 13 منهم. واظهر التحقيق ان حسن كان على اتصال بانور العولقي، الامام الاميركي اليمني المتطرف المرتبط بتنظيم القاعدة والذي قتل بغارة شنتها طائرة اميركية بدون طيار في اليمن في ايلول/سبتمبر 2011، وستبدأ محاكمة حسن امام محكمة عسكرية في 20 اب/اغسطس المقبل.

سوق الجالية المسلمة

فعلى الرغم من أن تناول لحم الماعز لم يصبح أمرًا شائعًا بعد بالنسبة لمعظم الأميركيين، إلا أن تربية الماعز من أجل لحومها صارت بالتأكيد مجالا مألوفًا لدى المزارعين الأميركيين، ُعزى سبب ذلك إلى أن المزارعين الأميركيين يدركون أن هناك سوقًا متنامية بين السكان المهاجرين من البلدان المسلمة الذين تتزايد أعدادهم، حيث يحظى لحم الماعز بينهم بشعبية كبيرة، ويقدر عدد المسلمين الذين يعيشون في الولايات المتحدة بـ 2.75 مليون في عام 2011، وفقًا لإحصائيات مركز بيو للأبحاث، وهو مؤسسة بحثية أميركية. ولكن أعداد المهاجرين المسلمين آخذة في الارتفاع من حيث الأرقام المطلقة ومن حيث نسبتها بين جميع المهاجرين المتمتعين بحق الإقامة في الولايات المتحدة، حسبما ذكرت الدراسة التي أجراها مركز بيو، وتضيف الدراسة التي تحمل عنوان ’’سكان العالم المسلمون: التوقعات خلال الفترة الممتدة من 2010 إلى 2030‘‘ أنه "بحلول عام 2020، من المتوقع أن يشكّل المسلمون نسبة 10.5 في المئة من مجموع السكان الجدد الحاصلين على إقامة دائمة في الولايات المتحدة كل عام والذي يتجاوز عددهم مليون مقيم، أو ما يعادل حوالي 109 ألف شخص مسلم سنويًا، وقد وجد مركز أبحاث بيو أن معظم المهاجرين المسلمين يندمجون بسلاسة في النمط السائد للحياة الأميركية. ولكنهم، شأنهم شأن كل المهاجرين، غالبًا ما يشتهون ويتوقون إلى الأطعمة المألوفة لديهم والتي عرفوها في أوطانهم، والمزارعون الأميركيون، من جانبهم، سعداء بتلبية هذه الرغبات وإشباع ذلك التوق، ووفقًا لأحدث الأرقام المتاحة من دائرة الإحصاءات الزراعية الوطنية بوزارة الزراعة الأميركية، فإن هناك ما يقدر بـ 128 ألف مركز إنتاج للحوم الماعز في الولايات المتحدة. ويشكّل الماعز الذي تربى من أجل اللحم نسبة 82 في المئة من جميع الماعز في الولايات المتحدة، وبين عامي 2005 و 2008 ازدادت أعداد الماعز بنسبة من 3 إلى 5 في المئة سنويا، حسبما أفادت دائرة الإحصاءات الزراعية، وينص القانون الفدرالي للولايات المتحدة، على أن يجري ذبح حيوان الماعز وفقًا للإرشادات والقواعد التنظيمية الفدرالية أو الولائية، كما يجب أن يتم فحص كل الذبائح المذبوحة بغرض البيع. وتُظهر الأرقام المعلنة لعمليات الفحص والتفتيش تزايد شعبية لحوم الماعز. فوفقًا لوزارة الزراعة الأميركية، فقد تم فحص 779 ألف ذبيحة من الماعز في عام 2010 مقارنة بـ 107299 فقط في عام 1984، وأفاد تقرير صدر عن دائرة الإحصاءات الزراعية الوطنية بوزارة الزراعة الأميركية في عام 2011 بأن التوسع في قطاع إنتاج لحوم الماعز يعود جزئيًا إلى برامج الاستحواذ التي عرضتها الحكومة على مزارعي التبغ، مما شجعهم على الانتقال إلى مجالات أخرى من الإنتاج الزراعي. وقد شهدت منطقة جنوب شرق الولايات المتحدة، حيث يُزرع أغلب محصول التبغ، أكبر نمو في أعداد قطعان الماعز، لكن المهاجرين هم السبب الرئيسي في زيادة إنتاج لحوم الماعز في الولايات المتحدة، كما أفادت دائرة الإحصاءات الزراعية، التي قالت "مع اعتبار أن سكان الولايات المتحدة يصبحون في كل عام أكثر تنوعًا، فإن التوقعات بالنسبة للنمو المستمر في مجال إنتاج لحوم الماعز إيجابية للغاية، وسوف تكون هناك حاجة لهذا النمو من أجل تلبية الطلب المحلي، وفي أوساط الأميركيين المسلمين، يشتد الطلب على لحوم الماعز خصوصًا في الأعياد الإسلامية. وبالنسبة للمسلمين الملتزمين بشعائر الدين الإسلامي، لا بد أن يكون لحم الماعز حلالا، وكلمة "حلال" هي مصطلح عربي معناه "مشروع" أو "مباح". ووفقًا لوكالة الخدمات الإسلامية لأميركا، وهي أقدم وكالة للتصديق على المنتجات الحلال في الولايات المتحدة، فإن الحلال، كما ينطبق على الحيوانات المذبوحة للاستهلاك الآدمي، يعني أنه يجب أن تتم تغذية الحيوانات بشكل صحيح ومعاملتها معاملة إنسانية. ويتعين أن يكون ذبح الحيوان سريعًا وبطريقة رحيمة. كما يجب أن يقوم بعملية الذبح مسلم ملتزم، ويتلو عبارة ’’بسم الله، والله أكبر‘‘.

وعلى الرغم من أن بعض المسلمين الملتزمين يفضلون ذبح الماعز بأنفسهم، إلا أن هناك العديد من المراكز التجارية المتاحة لإجراء عمليات الذبح. فعلى سبيل المثال، فإن شركة مزارع الحلال الأميركية (حلال فارمز يو إس إيه)، الموجودة في شانون، بولاية إلينوي، تخدم تجمعات المسلمين في ولايات إيلينوي، وويسكونسن، وإنديانا، وآيوا، ومينيسوتا. فالشركة تشتري الماعز من المزارعين المستقلين وتذبح الحيوانات بالطريقة التي أقرها الإسلام. ووفقًا لموقعها على شبكة الإنترنت، فإن شركة مزارع الحلال الأميركية (حلال فارمز يو إس إيه) قد اشترت أكثر من 50 ألف رأس في عام 2011، وتسعى لشراء 100 ألف رأس أكثر لعام 2012، يشكل الماعز 80 في المئة منها، واللافت للنظر أن بعض المهاجرين يقررون التخلي عن حياة المدينة لإقامة مزارع للماعز خاصة بهم. مُقيت حسين، الذي هاجر من بنغلاديش إلى الولايات المتحدة في السبعينيات، أسس حياة مهنية ناجحة كمدير تنفيذي في مجال الاتصالات. ولكنه رأى أن النجاح المالي والحياة في المدينة قد صبغا ابنتيه الصغيرتين بنزعة مادية على نحو ينذر بالخطر. فغادر واشنطن في عام 2008، وانتقل مع عائلته إلى مزرعة تبلغ مساحتها 6 هكتارات في ولاية فرجينيا، حيث يقوم الآن بتربية عدة مئات من الماعز لبيعها لسوق الحلال. وبوجود 300 ألف مسلم أميركي يعيشون في شمال ولاية فرجينيا وحدها، توجد طلبات كثيرة أكثر مما يستطيع مواكبتها الآن، وقال حسين في مقابلة له أجرتها معه إذاعة صوت أميركا: "مشكلتي الرئيسية ليست العثور على الزبائن، بل هي تعزيز طاقة إنتاجي وتوسيع قدرة استيعابي."

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 18/آب/2012 - 29/رمضان/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م