من المسؤول عن قتل روح شبابنا؟

زاهر الزبيدي

الشباب تلك القابليات الفريدة على صنع الحياة وما نراه يومياً من تجدد كبير في توجهات الشباب العربي والعالمي في مواجهة التحديات الاجتماعية والعالمية الضروس التي تحيق بمجتمعاتهم.. تلك الديناميكية الفريدة في تحريك الشارع السياسي والاجتماعية ناهيك عن قدرات خلاقة في صناعة التأريخ لبلدانهم.

الكثير من الشباب العربي انخرطوا في مؤسسات بسيطة تحمل أهدافاً إنسانية محددة وخدمة اجتماعية معينة معتمدين على بعض التبرعات التي يتم جمعها بكل الطرق المتيسرة من المواطنين لتقديم خدمة ما لشريحة معينة من أبناء شعوبهم..

 فتلك مؤسسة بسيطة يقوم على شأنها مجموعة من الشباب هدفها جمع مخلفات الورق وإعادة تدويرها بأرسالها الى المصانع بمجرد الاتصال بها تأتي الى مقر إقامتك عجلة لتحمل ما لديك من ورق قديم وترزمه وتنقله الى مصانع الورق..

 وتلك مؤسسة أخرى هدفها أن تجعل الشباب يساهمون في نظافة بلدهم وشوارع مدنهم وأخرى تساعد في مد شبكات المياه لبيوت لم يدخلها الماء منذ سنين أو تلك التي تساهم في نشر الوعي الطبي بين طبقات المجتمع وأخرى تساعد الأيتام بالمساعدة على جمع الأموال لكفالتهم.. لقد كان لأولئك الشباب الدور المهم والكبير في رسم صورة الشباب الحقيقية في المجتمعات الحديثة ويضعوا لمساتهم على واقع الحياة الحديثة.

سؤالنا اليوم أين شبابنا من كل تلك المؤسسات البسيطة التي تعمل بوطنية خالصة ومن أجل الوطن بعيداً عن المصالح الضيقة الفئوية التي دأبنا في الفترة الأخيرة على جعلها المحرك الرئيس لكل خططنا السياسية والاجتماعية ومن المسؤول عن قتل تلك الروح الوثاّبة التي يتمتع بها الشباب.. وشبابنا العراقي وجعلهم يتخبطون في بطالتهم وعوزهم الذي شلَّ قدرتهم على التفكير والأبداع..

 كان بودي لو أرى شباباً لمنظمة إنسانية عراقية توزع ملصقات في الشوارع توضح مضار التدخين أو أن تحذر من الهدر الواضح في مقدرات البلد من المياه وتنبه المجتمع الى ضرورة ترشيد إستهلاك الطاقة..

أمور كثيرة تجعلنا نعيد التوازن، المفقود، لعقول شبابنا.. وقد ساهمنا جميعاً كأسرة وحكومة وكتل واحزاب سياسية في قتلهم وقتل تلك الروح الوثابة في داخلهم وجعلهم يترنحون من ضربات الكبت الأسري والفقر والحاجة التي حطمت أفكار أغلبهم في مواجهة المجتمع بثبات واضح.

نحن لا نبخس قيمة شبابنا بل على ثقة كاملة بأن ما لديهم من أفكار سوف يكون لها الأثر البالغ في تطوير أنفسهم والمجتمع وتطوير قابلياتهم ليكونوا يوما ما قادة كبار لهم القابلية على التعامل مع ابناء شعبهم بحكمة كبيرة..

الجميع مدعو اليوم لتنشيط العمل الشبابي ومنحة الفرصة الكبيرة لمشاركة شباب العرب والعالم في كل التجمعات الإنسانية وأن يكون لشبابنا دوراً مهماً في تطوير علاقة الشعب بحكومته ودولته وأن يقرب من وجهات النظر بين الطرفين.. على أن نبدأ فعلياً في تأسيس المنظمات الشبابية الوطنية وأن نفتح أمامهم الباب واسعاً.. لا أن يكونوا حكراً على الأحزاب والكتل التي تشكلت بعد 2003.. يجب أن تكون لهم منظماتهم الخاصة بهم والمدعومة، بموجب قانون يشّرع، بما يساعدها على القيام بواجباتها في تنشيط العمل الشبابي في البلد.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 16/آب/2012 - 27/رمضان/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م