تتبنى الامم المتحدة 12 من آب لكل سنة يوما عالميا للشباب... في هذه
السنة رفعت المؤسسة الدولية شعار (مشاركة الشباب لعالم افضل) في مثل
هذا اليوم يجتمع شباب العالم بدعم من الحكومات وهيئات ومنظمات معنية
فيما بينهم ليناقشوا القضايا المختلفة التي تخص بناة المستقبل منها
تشجيع الشباب على المزيد من المشاركة في صناعة قرارات المستقبل وحث
القطاع الخاص والحكومات على توفير فرص العمل للشباب والاهتمام بصحتهم
والحفاظ على البيئة ومشاركة الشباب في التنمية ومحاربة الفقر.
بهذه المناسبة تجدد وزارة الشباب والرياضة التزامها بدعم لامحدود
لشباب العراق، امل الوطن ومستقبله، مؤكدا انها تعمل المستحيل ليكون هذا
اليوم العالمي يوما مميزا وتؤكد الوزارة انها بالاتفاق مع الوزارات
المعنية تصرف سنويا مليارين دولار لإنشاء المشاريع الشبابية والرياضية
والتعليمية والصحية والثقافية وتصرف مليارا آخر للتأهيل والتطوير
والتوعية واقامة المؤتمرات والورش في التربية والتعليم والاشتغال
ايمانا منهم بدور الشباب في التنمية والاعمار ومن اولوياتها القضاء على
البطالة وبناء عناية المركزة لصحة وبيئة شباب العراق وهذا وحده لا يكفي
لابد لشباب العراق ايضا ان يكون لهم علامة فارقة في نضج الوعي والنهوض
لتحمل المسؤولية.
شبابنا كل عن موقعه مطالب بالتغيير والاصلاح الذي يعزز قيم الانتماء
للعراق وشعبه، لأن الاصلاح هو رغبة الفرد قبل ان يصبح مزاج المجتمع وهو
سنة الحياة المتلهفة الى الانجاز والتغيير الايجابي. فلتجعلوا جامعاتنا
منارات علم وحاضنات وعي ومؤسساتنا الشبابية منطلقات بناء وتنمية وكل
شباب العراق منابر احترام للتنوع وقبول الاخر ورفض الانغلاق.
الشباب محور التغير واساس البناء في المجتمعات الواعية والشعوب
المتطورة، إذ أن بناءهم (جسديا وروحيا) من قبل المؤسسات الحكومية
والمجتمعية بشكل سليم ومبدع سينعكس ايجابا في استقرار البلدان وسيؤدي
الى تطوير الانتاج وزيادته وتنويعه. وهذا يحتم علينا ان نتفهم اوضاع
الشباب.. ودوافعهم ورغباتهم. وان نتفهم ان لهم لغة مختلفة وطريقة تفكير
مختلفة واحلاما مختلفة. علينا ان نتفاعل مع احلامهم ونقدر افكارهم
ونفهم لغتهم بكل سلاسة ونتعاطى مع متطلباتهم بما يفيدهم ويفيد المجتمع،
علينا ان نكون حذرين بنفس الوقت مؤثرات خارجية وداخلية تؤثر سلبا على
حركة وتفكير هؤلاء الشباب.
بمقتضى عمر الشاب وهيجانه والتحديات العصرية وسرعة التطور الحاصلة
في العالم الجديد تعقّد على الشباب تحديد الاهداف واولويات الانطلاق...
فتارة يقعون تحت تأثير ضغوطات العصرنة فينجرون دون وعي وراء افكار قد
تكون خارج الأطر المسموحة وتارة يتخذ البعض الانعزال خوفا من الانجرار
حفاظاً على بعض التقاليد والأسس الدينية , واخرى يتلقون افكارا مغالية
باسم الدين وينفجرون غضبا على مجتمعاتهم.
بين هذه الافكار والسلوكيات مساحة الكون فنحن في عصر الانترنيت
والفضائيات وسهام الافكار الالحادية والاباحية وافكار مغالية اخرى
مصوبة باتجاه شبابنا، لا يمكن ان نغلق على شبابنا شاشات العرض المنتشرة
ونطلب منهم الحفاظ على كل المقدسات دون ان نحدد له افاق التعامل مع
العولمة الجديدة، وبما جاء اوجد ضعفا في الانتماء الديني والوطني عند
الشباب وهو من اخطر المشاكل والتي ستؤدي الى شل محور التغير وتباطؤ
حركة البناء في المرحلة التكاملية لبناء العراق بسواعد الشباب.
إن الانفتاح الذي اوجده النظام الجديد في الدولة العراقية له بعد
ديناميكي يحث الكتل السياسية على اشراك الكفاءات الشابة من الداخل
والخارج في استكمال المسيرة التكاملية لبناء الوطن، إنه انتماء للقيم
الديمقراطية، ووفاء لتضحيات وشهداء العراق للحفاظ على المكتسبات
الوطنية في السنوات التسعة الاخيرة ونجاح للنظام الديمقراطي في العراق
وفشل النظم الشمولية في الدول الاستبدادية وهو في نفس الوقت توجه نحو
التجديد والابداع في الممارسة السياسية. انه مشروع يريد النهوض بالعمل
السياسي الوطني ويعتمد النقد والتشاور وتقديم البدائل الممكنة.
فإلى مزيد من الاهتمام بالشباب من قبل المؤسسات المعنية لبناء عراق
افضل يرفع سواعده شباب العراق والى مزيد من العمل والاداء والبناء من
قبل الشباب لعراق افضل تكتمل الصورة وتنظم البنيان ومستقبل العراق
بخير.
* وزير الشباب والرياضة |