كيريوسيتي.. هل من رسالة لنا؟

زاهر الزبيدي

ونحن نخوض في طين مشاكلنا السياسية غير قادرين على الخروج من شبكة العنكبوت التي نسجتها لنا المحاصصة والطائفية والتوافقية وجعلتنا نداوم على تلك المشكلة بل ونصطنعها كل يوم لكوننا أدمنا على العيش في ظلها ولسنا بقادرين أن نحيى بدونها، كما ودأبنا أيضاً على نصب الفخاخ السياسية لبعضنا البعض..

 يمد بعضنا البعض قدمه للأخر ليسقطه عند منتصف الطريق ويجعل منه أضحوكة... وغيرها... لم نتمكن حتى يومنا هذا، بتأثير ما سبق، أن تكون لنا خطوات علمية بناءه بهدف أن نغني شعبنا أكثر وأن نقدم له أكثر ولما لا وهو يستحق منا أكثر حتى من قابليات عقولنا القاصرة.

كيريوسيتي هذا هو المسبار الأمريكي الذي يزن ما يقارب الطن.. حيث حط رحاله قبل أيام على المريخ،قاطعاً مسافة 567 مليون كيلومتر بسرعة 13-21 ألف كم / ساعة خلال ثمان أشهر، الهدف منه البحث وراء حقيقية أثيرت منذ 30 عاماً حول وجود آثار حياة ما على الكوكب الأحمر.. لقد أستغرق العمل على كيريوستي 10 سنوات كاملة !

ترى ما هو الشعور الذي يخالج سياسيونا عندما يشاهدوا إنجازاً كبيراً كهذا يتحقق بعد حلم طويل.. وماهي الرسالة التي تصل الينا من هذا المسبار.. وهل بالإمكان عقد مقارنة من نوع ما لكل ما تم تحقيقه من إنجازات مختلفة وما حققه نزول هذا المسبار على أرض المريخ..

 ألا نرى أننا في وضع لايحسد عليه ونحن نراوح في مكاننا غير قادرين على أن نوفر الكهرباء لشعبنا أو أن نقدم لهم بعض الخدمات البسيطة التي قد لا تصل الى ذرة من ما تحقق من إنجاز هذا المسبار.. وأي رسالة وصلت الى عقول سياسينا ومدراء المؤسسات الحكومية.. عن مستوى ما سيصل له الغرب والشرق والشمال والجنوب ونحن نغوض في الرمال المتحركة لقضايانا السياسية العقيمة وفسادنا المستشري..

أم أن الكثير منهم لا يعرفون شيئاً ما عن هذا الحدث وربما قد شغلتهم امور دنياهم عن ما يجري في العالم من إنجازات كبيرة وعظيمة وإنسانية تفوق بكثير أضغاث الأحلام التي نعيشها ولغاية يومنا هذا بأنشاء متنزه أو زرع نخلة أو بناء سور...

 لقد تجاوزها العالم منذ زمان ونحن لا زلنا نكابد همومنا ونعاني من صرعات تخلفنا المقيتة.. عسى أن يكتشف لنا كيريوسيتي الماء على المريخ.. حين ذاك تصل الرسالة !

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 13/آب/2012 - 24/رمضان/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م