شبكة النبأ: دلائل ومؤشرات قوية تثبت
أن تنظيم القاعدة اصبح اليوم احد اهم فصائل القتال في سوريا التي تحولت
ارضها الى ساحة قتال تشارك فيها الكثير من الفصائل والجماعات الجهادية
المسلحة المدعومة من بعض الدول الاقليمية ، ويرى بعض المراقبين ان تلك
الاوضاع المتدهورة قد سمحت لأعضاء التنظيم من اعادة هيكليته والاستفادة
من الشعارات الطائفية بهدف استقطاب المزيد من المحاربين ومن مختلف
البلدان وهو ما مكنة من الحصول على موطئ قدم مهم في هذه البلاد، ففي
شمال غربي سورية، وجدت الحركة المسلحة ضد قوات نظام الرئيس بشار الأسد
حلفاء متحمسين للقتال إلى جانبها، هم إسلاميون قدموا من دول عدة عربية
وأجنبية للانضمام إلى المعركة. في باب الهوى، المعبر الحدودي مع تركيا
الذي سيطر عليه ما يسمى الجيش السوري الحر المؤلف من منشقين عن الجيش
النظامي ومقاتلين مدنيين، يمكن رؤية عشرات المقاتلين الذين يقولون انهم
يأتون من دول عربية أو إسلامية عدة. ويصعب تحديد عدد المقاتلين
الإسلاميين الأجانب على الأراضي السورية، في وقت لا يقر المقاتلون
المعارضون بدور لهؤلاء في المعركة.
وعلى مقربة من الحدود، في قرية سورية قريبة من حلب، شاهد صحافيون
مجموعة من الإسلاميين الأجانب المتمركزين في مبنى إداري استولى عليه
المعارضون. وبين هؤلاء تركي وأوكراني واثنان أو اكثر من جمهورية
الشيشان وباكستانيون، إلى جانب المقاتلين السوريين. وبدا هؤلاء منظمين،
وشوهدوا يتدربون في ملعب لكرة القدم قريب من مركزهم على الجري والرمي
من أسلحتهم الخفيفة.
ويقول مقاتل في محافظة حماة يقدم نفسه باسم أبو عمار انه يقود
مجموعة من 1200 عنصر «لن نسمح بتاتاً بأن يكون هناك موطئ قدم للقاعدة
هنا. الثورة للسوريين فقط». إلا أن هذا لا يمنع وجود إسلاميين يؤكد
بعضهم انه تجاوب مع دعوات إلى الجهاد تنشر على مواقع على شبكة الإنترنت.
وبين هذه الدعوات، بيان صادر عن «القيادة العسكرية لجماعة راية الحق
والجهاد في العراق» ومنشور على موقع «شبكة الجهاد العالمي» يدعو إلى «فتح
باب التطوع للجهاد في سورية». وعلى موقع «منتديات شبكة حنين»، يكتب «أمير
المؤمنين» أبو بكر الحسيني القرشي البغدادي «للمجاهدين في بلاد الشام»
ليحثهم على المضي في «ثورتهم»، «امضوا بارك الله فيكم، وإياكم أن ترضوا
بحكم أو دستور غير حكم الله وشريعته المطهرة».
أما حركة «فتح الإسلام» التي كشف وجودها للمرة الأولى في لبنان
العام 2007، فتتبنى هجوماً على سيارة عسكرية في محافظة حلب (شمال) في
بلدة أعزاز. وقتل في نيسان (أبريل) الماضي زعيم فتح الإسلام عبد الغني
جوهر خلال مشاركته في معارك في سورية. وكان مطلوباً بتهمة قتل جنود في
الجيش اللبناني في عملية تفجير في مدينة طرابلس في شمال لبنان. وتزداد
الدعوات إلى المشاركة في القتال في سورية مع ارتفاع وتيرة العنف في
البلاد.
وفي هذا الإطار، كتبت «شبكة أنصار الشام» على الإنترنت «على العالم
أن يعلم جيداً أن الوضع في سورية بدأ يستقطب شباناً عرباً تدب في
انفسهم الحمية للدفاع عن الدماء والأعراض في سورية، وهم على أتم
الاستعداد لبذل الغالي والنفيس في سبيل دخول الأراضي السورية والالتحاق
بالثوار والمجاهدين». وكتب منتدى حنين أيضاً أن «المئات من أبطال ليبيا
يقاتلون النظام النصيري في سورية تحت إمرة لواء الأمة».
في السياق ذاته وضع عبد الله بن شمر وهو طالب سعودي مصحفا صغيرا وسط
امتعته القليلة التي حزمها بعناية في حقيبة استعدادا للانطلاق مع صديق
ليبي في رحلة عبر التضاريس الجبلية التي تفصل جنوب تركيا عن سوريا.
وقال بن شمر (22 عاما) ذو اللحية الخفيفة والمتخصص في الهندسة متحدثا
"من واجبنا الذهاب إلى بلاد الشام العظيمة (سوريا) والدفاع عنها ضد
الطغاة العلويين الذين يرتكبون المذابح ضد شعبها."
ويتوجه شمر وصديقه إلى سوريا في اطار تدفق متنام لمتشددين عرب
إسلاميين عقدوا العزم على الانضمام في القتال في سوريا، وسيثير وجودهم
بواعث قلق الدول الغربية التي حذرت من تشدد على نمط القاعدة في سوريا
التي يهدد الصراع فيها بنشر نزاع طائفي خارج نطاق حدودها. ويقول بن شمر
وصديقه الليبي سالوم انهما يسيران على نهج اسلافهما الذين حاربوا في
الجيوش التي أرسلها النبي محمد في فجر الاسلام لتحرير سوريا الكبرى ممن
وصفوهم بالمشركين البيزنطيين. وقالا إن مشركي القرن الحادي والعشرين في
سوريا هم الأسد وجماعته في النخبة الحاكمة من الطائفة العلوية التي
تمثل الاقلية وهي فرع من الشيعة هيمن على السلطة في الدولة الشامية على
مدى العقود الخمسة الماضية.
ويشق متطرفون من السنة مثل المقاتلين الاجانب طريقهم الان إلى سوريا
وبداخلهم كراهية للعلويين الذين يعتبرونهم كفارا وكراهية لإيران التي
تدعم الرئيس السوري. وقال بن شمر "ثار السكان المسلمون في سوريا اخيرا
بعد ان نهب الأسد والعلويون سوريا بدعم من إيران وحزب الله. لا يمكن
للمسلمين في اي مكان الوقوف مكتوفي الايدي دون عمل شيء لمساعدة
الثورة."
ووصل بن شمر وصديقه وهما من الطبقة المتوسطة إلى تركيا. وكانا قد
التقيا اول مرة في بلدة برايتون البريطانية قبل عدة سنوات اثناء حضور
دورة لغات. وقال عدة قادة لمقاتلي المعارضة في شمال غرب سوريا انه خلال
الشهور القليلة الماضية انضم اشخاص منهم ليبيون وكويتيون وسعوديون
وايضا مسلمون من بريطانيا وبلجيكا والولايات المتحدة بأعداد ثابتة إلى
قوات الجيش السوري الحر.
ويشكل هؤلاء الأشخاص ما تصفه مصادر المعارضة بتدفق سريع لمقاتلين
اجانب إلى سوريا. وتوجه معظمهم إلى محافظة حماة في وسط سوريا حيث يوفر
لهم بعض الجهاديين ممن لهم خبرة في أفغانستان التدريب الاولي على
التعامل مع البنادق الالية وحرب العصابات. وتقول مصادر المعارضة ان
المئات من الجهاديين الاجانب يعملون الان في مدينة حماة وهي مركز كبير
لهم. وتوجه البعض للقتال في دمشق لكن اعدادهم اصغر من ان تغير ميزان
القوة الذي يميل بشكل كبير لصالح قوات الأسد.
وشبه دبلوماسي غربي يتابع تدفق المقاتلين الاجانب إلى سوريا
بالاوروبيين المؤمنين بالمثالية والذين توجهوا إلى اسبانيا عام 1936
للمساعدة في القتال ضد الجنرال فرانسيسكو فرانكو لكنهم لم يتمكنوا في
نهاية المطاف من مضاهاة قوات الدكتاتور فرانكو. وقال سالوم انه حارب مع
قوات المعارضة الليبية في معركة الزاوية قرب طرابلس قبل سقوط معمر
القذافي العام الماضي. ورفض الافصاح عن المكان الذي سيتوجه اليه في
سوريا لكنه قال ان واجبه الديني يتحتم عليه مساعدة السوريين الذين
يحتاجون المساعدة. بحسب فرنس برس.
وقال "اشقاؤنا السوريون في حاجة إلى اي مساعدة يمكن ان يحصلوا عليها
لان المجتمع الدولي تخلى عنهم خلافا لما حدث في ليبيا." وأضاف سالوم
(24 عاما) والذي قال انه ترك جامعة طرابلس في ليبيا حيث كان يدرس
الكيمياء "انهم يرحبون بنا وينتظروننا بشغف. نريد ان نخبرهم بانهم
ليسوا وحدهم في هذه المعركة لتحرير هذه الارض من طغيان الاقلية." وقال
سالوم الذي ينوي الانضمام إلى وحدة تسمى كتائب احرار الشام ان المشاركة
في الجهاد من اسمى طموحاته كمسلم. وذكرت مصادر بالمعارضة السورية ان
معظم المقاتلين الاجانب انضموا إلى هذه الوحدة ومنهم محمد سالم الحربي
وهو رجل دين سعودي شاب من المعتقد انه قتل. وكان سالوم جالسا على حشية
عليها جهازا ارسال واستقبال وجهاز اي فون واجهزة اتصالات اخرى.
وقالت مصادر في المعارضة إن آلاف السوريين في الخارج يساعدون
الانتفاضة إما بتقديم المال في الأغلب وإما عن طريق عرض آرائهم
المعارضة على الانترنت أو باستضافة لاجئين أو التوجه إلى مناطق حدودية
في الأردن ولبنان وتركيا لعرض خدماتهم مثل الأطباء الذين يساعدون في
علاج المصابين. بحسب رويترز.
ولا توجد ارقام بشأن الأجانب الذين انضموا للمقاتلين داخل سوريا لكن
السلطات السورية تقول إن البعض قدموا من شمال افريقيا واليمن ودول
خليجية وأفغانستان. وعبر بعض الخبراء في الشأن السوري عن خوفهم من أن
يكسب تنظيم القاعدة موطئ قدم في سوريا ويدفع بتشكيل حكومة إسلامية
ثوار ليبيا في سوريا
على صعيد متصل توجه نحو 30 من أعضاء الثورة الليبية الى الأراضي
السورية لمساندة الثوار السوريين وأعضاء الجيش الحر في معاركهم ضد نظام
بشار الأسد والمواليين له. يقود الثوار الليبيين، المهدي الحارثي، أحد
أشهر قادة الثورة الليبية، حيث تمكنوا من الدخول إلى الأراضي السورية
والانخراط بالمعارك التي تدور حاليا في عدد من المناطق إلى جانب الثوار
السوريين. وتشير الأنباء إلى أن الحارثي شكل لواء "الأمة" على الأراضي
السورية حيث يقوم بقيادة عدد من الرجال الذين شاركوه تحت لواء ثوار
طرابلس في ليبيا بالإضافة إلى عدد من الثوار وأعضاء الجيش السوري الحر.
بحسب CNN.
وقال الحارثي في رسالة "بعد النجاحات التي حققها لواء ثورة طرابلس
والمطالبات العديدة من قبل سوريين، شعرت أنه الوقت قد حان للتحرك
وتشكيل لواء الأمة على الأرض السوري." وأضاف الحارثي "بعد النجاحات
الكبيرة التي استطعنا تحقيقها في الثورة الليبية، قررت الانتقال من
الأفق الوطني إلى مساعدة الآخرين تماما كما فعل المجتمع الدولي عندما
قدم المساعدة إلى ليبيا." وبين الحارثي أن الثوار الليبيين لا يزالون
يتوافدون لمساندة الثوار السوريين، وذلك دون وجود حملات لاستقطاب
الليبيين للقتال في سوريا "إلا أن الرجال لا يزالون يتوافدون."
من جهة اخرى بدأت أجهزة الأمن الجزائرية تحقيقات موسعة بشأن قيام
عناصر من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بتجنيد جزائريين
للقتال الدائر حاليا في سوريا. وذكرت صحيفة (الخبر) الجزائرية ، أن بدء
التحقيقات جاء إثر إلقاء القبض على شخص بولاية (إليزى) (جنوب شرق)
يشتبه في علاقته بخلية تعمل على نقل جزائريين جهاديين إلى سوريا عبر
ليبيا، وذلك في ضوء اختفاء ما لا يقل عن 7 جزائريين في ظروف يرجح بأنها
ترتبط بالحرب في سوريا، حيث تشير التحقيقات إلى أن جميع هؤلاء تسللوا
إلى تونس أو ليبيا.
وأضافت الصحيفة أن التحقيقات شملت 8 ولايات هي: الجزائر العاصمة،
تلمسان، وتيارت وادى سوف، وإليزى، وتبسة، وبسكرة، وغرداية، والجلفة،
حيث يعتقد المحققون بأن الجهاديين الجزائريين الذين تنقلوا إلى ليبيا
بمعية مغاربة وشباب من تونس تم تجنيد أغلبهم عبر منتديات في شبكة
الإنترنت تابعة لتيارين الأول سلفي أفتى بعض شيوخه بضرورة القتال ضد
نظام البعث في سوريا والثاني سلفي جهادى مقرب من شبكة تنظيم القاعدة
وجماعة النصرة في سوريا.
وأشارت إلى أن التحقيقات أظهرت أيضا أن الخلية التي يعتقد بأنها
مكونة من 10 أشخاص تقوم بترتيب الاتصال بين جهاديين جزائريين ومجموعة
جهادية تنشط في ليبيا من أجل نقل الراغبين في القتال إلى صحراء ليبيا
حيث يلتقون بأفراد خلايا تعمل على نقل شباب من الجزائر المغرب وتونس
إلى الوجهات الثلاث إما الأردن أو لبنان وتركيا حسب الوضعية على الأرض
حيث تتغير الوجهة كل 3 أيام أو أسبوع.
استعادة الحقبة العثمانية
في السياق ذاته اتهمت صحيفة سورية تركيا بدعم "جهاديين" في حلب من
اجل استعادة حقبتها العثمانية مؤكدة فشل هذا المشروع بفضل القوات
السورية التي تقوم بعملية "تطهير" للمدينة. وكان المرصد السوري لحقوق
الانسان ذكر ان اشتباكات عنيفة تدور في عدد من احياء حلب بين المقاتلين
المعارضين والقوات النظامية التي هجوما لاستعادة السيطرة الكاملة على
المدينة.
وتحت عنوان "الجيش يبدا تطهير حلب وسوريا من الجهاديين"، كتبت صحيفة
الوطن الخاصة والمقربة من السلطة ان القوات السورية بدأت "عملية بالغة
الدقة في مدينة حلب لاجتثاث الارهاب الذي اجتاح بعض مناطقها ولإعادة
فرض سلطة القانون وتحرير الحلبيين من قبضة الارهابيين". بحسب فرنس برس.
واضافت ان مقاتلين من جنسيات مختلفة يقاتلون في حلب "في معركة
تريدها تركيا وقطر والسعودية أن تكون فاصلة في مسار مشروعها لتدمير
سوريا وتراها تركيا تاريخية لاستعادة حقبتها العثمانية من خلال سقوط
حلب في يد جماعات موالية لها". واضافت ان "الجهاديين أخطأوا مرة جديدة
بالعنوان. فالحلبيون لن يسمحوا لهؤلاء أو لأي مرتزقة آخرين بدخول
مدينتهم وما يحصل سينتهي بتعاون الجيش والحلبيين الذين باتوا يدا واحدة
في مواجهة الارهابيين ومشروعهم الفاشل مسبقا".
القاعدة في سورية
على صعيد متصل ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن تنظيم "القاعدة" ساهم
بتغيير طبيعة الصراع في سورية من خلال استخدام سلاح المفجرين
الانتحاريين، مشيرة الى تزايد الأدلة على تحول سورية إلى أرضية جاذبة
للتطرف وقالت الصحيفة إنه "فيما يستمر القادة السياسيون والعسكريون في
المعارضة السورية بنفي أي دور للمتطرفين، إلا أن القاعدة ساعدت في
تغيير طبيعة الصراع، من خلال استخدام السلاح الذي تمرست فيه بالعراق،
أي التفجيرات الانتحارية بشكل متزايد بالمعركة ضد الرئيس بشار الأسد".
بحسب يونايتد برس.
وأضافت الصحيفة أن "الأدلة تتزايد حول تحول سورية إلى مغنطيس للتطرف
بمن فيهم الذين ينشطون تحت راية القاعدة"، واشارت إلى أن معبر باب
الهوى الحدودي مع تركيا تحول إلى مركز تجمع لما يعرف بالجهاديين.
وأشارت إلى أن وتيرة وجود الجهاديين في سورية تسارعت بالأيام الأخيرة
بسبب التوترات المذهبية على امتداد الحدود مع العراق.
في السياق ذاته نشرت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية على صفحتها
الالكترونية معلومات تفيد بانتشار عدد كبير من المقاتلين الاسلاميين
غير السوريين فى جميع انحاء سوريا. واوضحت الصحيفة ان هؤلاء المقاتلين
يهتمون اكثر فيما يبدو بإنشاء دولة اسلامية داخل سوريا بعد سقوط نظام
بشار الاسد، عن المشاركة في المعارك ضد الجيش النظامي السوري، على غرار
ما فعلته القاعدة خلال حرب الاتحاد السوفيتي على افغانستان.
وعلى الرغم من انتشار هؤلاء المجاهدين في مختلف ربوع سوريا الا انه
لا يوجد أي اثر لمشاركتهم فى العمليات التى يخوضها الجيش السورى الحر
ضد قوات الاسد. ودللت الصحيفة على ذلك بما شاهده وسجله جهاديون
اسلاميون غير سوريين، حيث اعتقلوا صحفيان اجنبيان يوم 19 يوليو الاول
يحمل الجنسية البريطانية والاخر الهولندية كانا تسللا عبر الحدود
التركية داخل منطقة باب الهوى فى شمال غرب سوريا. وقد قام الجيش السوري
الحر الذى سيطر مؤخرًا على هذا المعبر الحدودي بالإفراج عنهما بعد
اعتقالهما لمدة اسبوع على يد مجاهدين اسلاميين.
واكد المصور البريطاني جون كانتلي الذي احتجز في معسكر "جهادي" في
سوريا لأسبوع مع زميل له هولندي، ان قسما من خاطفيه وفدوا من بريطانيا.
وكتب كانتلي في صحيفة صنداي تايمز "كانوا نحو ثلاثين شخصا، 12 منهم
يتكلمون الانكليزية وتسعة ينطقون لهجة لندن". وخطف البريطاني في 19
تموز/يوليو مع المصور الهولندي جيرون اورليمانز في شمال سوريا، وافرج
الجيش السوري الحر عنهما في 26 منه.
وبعيد الافراج عنه، اوضح اورليمانز ان المعسكر الجهادي الذي كانا
فيه "خلا من اي سوري". وصرح جون كانتلي للبي بي سي "كانوا من باكستان
وبنغلادش وبريطانيا والشيشان"، لافتا الى ان بعض خاطفيه البريطانيين
كان سلوكهم "انتقاميا". واعلنت الخارجية البريطانية انها "تتعامل بجدية
مع التأكيدات والمعلومات التي افادت بوجود بريطانيين بين المقاتلين
الاجانب في سوريا"، وقال متحدث باسم الخارجية "نراقب الوضع من كثب".
واضاف ان "تدهور الوضع الامني في سوريا يترك مساحة خطيرة يكمن الحل في
تحرك دولي قوي لمعالجة الازمة". بحسب فرنس برس.
وقد اصيب المصور البريطاني في ذراعه برصاص الخاطفين لدى محاولته
الفرار فيما اصيب زميله الهولندي في وركه. واوضح انه تم الافراج عنه
بعد تدخل اربعة عناصر من الجيش السوري الحر. وروى كانتلي ايضا انه كان
معصوب العينين وانه تلقى مرارا تهديدات بالقتل، واضاف للبي بي سي ان
الخاطفين "بدأوا في لحظة ما بشحذ سكاكين، كان الموقف مرعبا". وكتب
المصور الذي دخل سوريا عبر تركيا في صنداي تايمز ان خاطفيه "جهاديون
مستعدون للموت في حرب مقدسة ضد (الرئيس السوري بشار) الاسد، انهم
اسلاميون اصوليون مهمتهم اعادة المسلمين الضالين الى الشريعة".
من جانب اخر نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية تحقيقا عن تحويل
القاعدة لطبيعة المعارك فى شرق سوريا، قالت فيه إن بعض المقاتلين فى
قوات المعارضة تركوا صفوف الجيش السوري الحر للانضمام إلى إيديولوجية
الجهاد العالمي. ويتحدث التحقيق عن مجموعة أبو خضر ورجاله المسلحين فى
قرية محسن التابعة لمدينة دير الزور.
وقالت إنه من الصعب تفريقهم عن رجال الجيش السوري الحر، إلا أنهم
ليسوا تابعين له، بل هم يقاتلون لصالح تنظيم القاعدة ويطلقون على
أنفسهم اسم الغرباء تيمنا باسم قصيدة جهادية شهيرة كانت تحتفل بزعيم
تنظيم القاعدة السابقة أسامة بن لادن والوقت الذى قضاه مع أنصاره في
الجبال الأفغانية.
وتشير الجارديان إلى أن هؤلاء يمثلون واحدة من الجماعات الجهادية
التي تتواجد في شرق سوريا الآن في الوقت الذى يدخل الصراع في البلاد في
عامه الدموي الثاني. وتمضى الصحيفة قائلة إن هؤلاء يحاولون إخفاء
وجودهم، وتنقل عن أبو خضر قوله "إن بعض الناس يشعرون بالقلق إزاء حمل
الأعلام السوداء، ويخشون أن تأتى أمريكا وتحاربنا، ولذلك فإننا نحارب
في السر". لكن برغم ذلك، فإن تواجدهم معروف في تلك البلدة، حسبما تقول
الصحيفة.
ووفقا لما يقوله أبو خضر، فإن رجاله يعملون عن كثب مع المجلس
العسكري الذى يقود قوات لجيش السوري الحر في المنطقة، ويقول إنهم
يلتقون به يوميا، ولدينا تعليمات واضحة من قيادة القاعدة بأنه لو احتاج
الجيش السوري الحر مساعتنا يجب أن نقدمها له، ونقدم لهم مساعدات
بالأسلحة وقنابل السيارات. ومهارتنا الأساسية في عمليات التفجير. ويملك
رجال أبو خضر خبرة كبيرة في تصنيع القنابل من العراق وأماكن أخرى.
ويتابع الرجل قائلا إن القاعدة لديها خبرة في الأنشطة العسكرية وتعرف
كيف تتعامل معه.
وتلفت الصحيفة إلى أن أبو خضر كان ضمن قوات الجيش السوري الحر قبل
أن يتركه وينضم إلى تنظيم القاعدة في سوريا " جبهة النصرة"، وأطلق
لحيته وتبنى اللهجة الدينية الجهادية، وأصبح قائدا لإحدى فرقهم. ويبرر
ذلك قائلا إن الجيش السوري الحر ليس لديه قواعد أو نظام عسكري أو ديني،
وكل شيء يحدث بشكل فوضوي، أما القاعدة فلديها قانون لا يستطيع أحد أن
ينتهكه حتى أميرها.
الحدود السورية التركية
الى جانب ذلك قالت روسيا ان المُسلحين الذين سيطروا على معابر على
الحدود السورية مع تركيا ربما يكونون حلفاء لتنظيم القاعدة. وشكك وزير
الخارجية الروسي سيرجي لافروف في المزاعم التي تقول ان الجيش السوري
الحر المعارض هو من سيطر على المعابر الحدودية من أيدي القوات الحكومية.
وقال لافروف في مؤتمر صحفي مع نظيره القبرصي "وفقا لبعض المعلومات لم
يكن الجيش السوري الحر هو من استولى على نقاط التفتيش تلك مهما كان ما
يعتقده البعض بشأن هذا وإنما هي جماعات ذات صلة مباشرة بالقاعدة."
وقال لافروف "نتحقق من ذلك جيدا" وأشار إلى أن الدول الغربية يجب
ألا تتسرع وتحتفل بمكاسب معارضي الرئيس السوري بشار الاسد على الأرض.
واضاف "اذا كانت مثل هذه العمليات استيلاء ارهابيين على أراض مدعومة من
شركائنا فيجب ان نتلقى اجابة على السؤال بشأن موقفهم من سوريا وما الذي
يحاولون تحقيقه في هذا البلد." بحسب رويترز.
واتهمت موسكو الدول الغربية اكثر من مرة بتشجيع معارضي الاسد وقالت
ان عليها ان تزيد الضغط على المعارضة لوقف العنف في سوريا محذرة من ان
بعض من يقاتلون القوات الحكومية مسلحون متطرفون. جاءت تصريحات لافروف
بشأن المعابر الحدودية بعد اتهامه للولايات المتحدة بمحاولة تبرير
الإرهاب ضد الحكومة السورية. وواجهت روسيا انتقادات غربية حادة
لاستخدامها حق النقض في مجلس الامن الدولي ضد ثلاثة قرارات تهدف لزيادة
الضغط على الاسد.
من جهة اخرى قال الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون إن العنف في
سوريا إذا ما استمر لوقت أطول، فقد يساعد في تدخل جهات إرهابية ذات
أهدافا سيئة. ولعل هذا التصريح ينعكس في قلق إدارة الرئيس الأمريكية
الحالي باراك أوباما من تقارير تشير إلى تواجد القاعدة في سوريا. وقال
السفير دانيال بنجامين، منسق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية
الأمريكية، إن ما قاله كلينتون سابقا صحيح، وأضاف بالقول: "في حال وجود
حالة من عدم الاستقرار، كتلك التي نشهدها حاليا في سوريا، يبدو الوضع
ملائما للجماعات الإرهابية لاغتنام هذه الفرصة من أجل خلق المزيد من
الفوضى والتي يمكن أن تكون لصالحها."
وقال بنجامين إن بعضا من هذه الجماعات متواجد حاليا في سوريا، ومن
بينها القاعدة. وأضاف بالقول: "عددهم قليل حاليا، ولا يتجاوز المئات،
فليس لدينا أي إمكانية لمعرفة عددهم الحقيقي." وأكد بنجامين أن الطريق
الأسهل لدخول سوريا هو عبر العراق، وذلك لضعف المراقبة الأمنية على
الحدود، رغم أن المقاتلين يأتون من عدة بلدان. بحسب CNN.
وتعمل إدارة الرئيس الأمريكي أوباما حاليا على وضع تصور حول الطريقة
المثلى لمنع هؤلاء المقاتلين من دخول سوريا، فيما أكد بنجامين أن على
إدارة أوباما العمل على تحذير المعارضة السورية من هذا الخطر، كما أن
عليها العمل مع شركائها حول العالم لوقف عمليات تنقل المقاتلين من بلد
لآخر. ويبدو أن استقالة كوفي عنان، المبعوث العربي والدولي لسوريا، من
منصبه تمحو أي أمل بإيجاد حل سياسي دبلوماسي لوقف الحرب الأهلية
المندلعة في سوريا. |