محمد مرسي... تحديات ملئ كرسي الرئاسة

 

شبكة النبأ: لايزال الرئيس المصري الجديد محمد مرسي يواجه الكثير من التحديات والمشاكل سواء على الصعيدين الداخلي او الخارجي هذا بالإضافة الى الضغوط السياسية والحزبية التي قد تفرض علية من قبل جماعة الاخوان المسلمين المنتمي اليها وهو ما تتخوف منه بعض الدول والجهات الاخرى الرافضة لأفكار وتوجهات هذه الجماعة، ويرى بعض المراقبين ان الرئيس مرسي يواجه اول مشاكلة الداخلية والمتمثلة بتحقيق بعض الاهداف المهمة في فترة قياسية وهو امر مستحيل في مثل هكذا ظروف صعبة تمر بها مصر وهو ما قد يسهم بخلق ازمة داخلية خصوصا مع وجود تشكيك شعبي واسع بوعود جماعة الاخوان المسلمين التي تخلت عن الكثير من التزاماتها في سبيل الوصول الى مركز القرار، فحين انتخب الرئيس محمد مرسي رئيسا لمصر وعد ناخبيه بأن يحقق 64 هدفا بحلول نهاية المئة يوم الأولى من رئاسته لكن بعد مرور أكثر قليلا من 30 يوما يقول موقع على الإنترنت إنه حقق هدفا واحدا فقط. وتأسس موقع "مرسي ميتر" (www.morsimeter.com) على غرار الموقع الأمريكي "أوباميتر" الذي يتابع أداء الرئيس الأمريكي باراك أوباما. ويعد الموقع المصري تجربة جديدة في بلاد ظلت لعشرات السنين بدون وسائل ملموسة او رغبة تذكر في محاسبة الرئيس حسني مبارك وسابقيه المستبدين.

وقال عمرو صبحي (24 عاما) وهو أحد اثنين أسسا الموقع "الصفحة دي مش هدفها خالص ان احنا معاه أو ضده. الصفحة دي هدفها الرئيسي المعلومات. برضوا (أيضا) حاجة تانية مهمة جدا ان دا (هذا) بيعمل عملية تغيير في الوعي بتاع الناس." وأضاف صبحي الذي تخرج في كلية الصيدلة "القداسة اللي كانت تحيط بالرئيس تقل شوية. نتعامل معه على أنه حد (أحد) احنا اخترناه وانه موظف بدرجة رئيس جمهورية نقدر نتابعه. فكل دا تغيير."

وتسلم مرسي الذي رشحته جماعة الإخوان المسلمين لرئاسة البلاد السلطة يوم 30 يونيو حزيران الماضي بعد انتخابات اعتبرت على نطاق واسع أول انتخابات رئاسة حرة في مصر. وفاز مرسي بالمنصب بفارق غير كبير في الأصوات في جولة إعادة ضد أحمد شفيق آخر رئيس للوزراء في عهد الرئيس المخلوع مبارك وهو ما أوقعه تحت مزيد من الضغط في مجال ليثبت لمن لم ينتخبوه أنه قادر على الإنجاز السريع.

ويواجه مرسي تحديات خطيرة بعد عام من الاضطراب تسبب في تراجع الاقتصاد ووقوع حوادث انفلات أمني عديدة. كما يواجه مرافق تبدو غير قادرة على تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين مثل مياه الشرب والكهرباء. وتركز خطة المئة يوم الأولى لمرسي على قضايا مثل تحسين شبكات توزيع الخبز المدعم وتحسين الأمن في الشوارع وإصلاح الطرق والنظافة.

وإلى الآن لم يحقق مرسي بحسب "مرسي ميتر إلا هدف زيادة الوعي العام بأهمية النظافة العامة. وبعد إعلان فوز مرسي بالرئاسة سهر صبحي وشريكه عباس عادل (28 عاما) الليل بطوله لتصميم الموقع. وفي السابق تعاون الاثنان في مشروع سمياه "ظبطتك" (أمسكت بك) بدآه بعد اندلاع الانتفاضة التي أطاحت بمبارك وكان الموقع محاولة لجعل الناس يبلغون عن الجرائم وأعمال الفساد التي تقع تحت أبصارهم.

ويقول صبحي إن من المهم توفير المعلومات وإن هذا هو ما يلزم فعلا كما انه المجال الذي يمكنهما فيه استغلال ما لديهما من مهارات. ويضيف أن الناس تحتاج إلى المعلومات لإصدار أحكام صحيحة بشأن الكثير مما يجري في هذه الفترة الانتقالية الصعبة. والإنترنت ليست متاحة للجميع في مصر لكن مواقع الشبكة تثير قضايا عديدة في البلاد. ولعب نشطاء الإنترنت دورا بارزا في الدعوة للانتفاضة التي أطاحت بمبارك واستمراريتها. بحسب روسترز.

وتتابع صحف موقع "مرسي ميتر" عن قرب ويطلب بعضها من القراء إرسال اقتراحاتهم حول أفضل سبل تحقيق برنامج الرئيس للمئة يوم الأولى. ويشعر صبحي بالتشجيع بسبب ذلك ويعتقد أن المقياس سيكون له شأن في حملات الانتخابات المقبلة. ويقول إنه يعتقد أن المرشحين لأي انتخابات جديدة سيكونون أكثر حرصا في مجال إطلاق الوعود للناخبين. ويضيف أن ما تمر به مصر حاليا هو مرحلة تطور ديمقراطي تنتقل بها البلاد من فترة كانت علاقة الناخب بالمرشح فيها تنتهي عند صندوق الاقتراع. وقال انه عندما تتطور المجتمعات ديمقراطيا يصبح للناخب أهمية.

بصمات الماضي

على صعيد متصل احتفظ المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة بمنصب وزير الدفاع في الحكومة المصرية الجديدة التي أدت اليمين القانونية أمام الرئيس محمد مرسي الأمر الذي يؤكد بقاء دور للمجلس العسكري في سياسة البلاد رغم أنه سلم السلطة لمرسي.وتوقع الكثيرون احتفاظ طنطاوي بمنصبه في حكومة هشام قنديل لكن ذلك أبرز توازن القوى بين رئيس مدني من جماعة الإخوان المسلمين التي كانت محظورة يوما ما والعسكريين الذين أزاحوا الرئيس السابق حسني مبارك من الحكم تحت ضغط انتفاضة شعبية في العام الماضي.

وقال قنديل في مؤتمر صحفي قبل أن تؤدي الحكومة اليمين إنه لن يبدأ من الصفر. وأضاف "هناك عمل... قامت به الحكومات السابقة يجب أن نبني عليه." وبالإضافة إلى بقاء طنطاوي الذي شغل منصب وزير الدفاع لمدة 20 عاما في ظل حكم مبارك اعتمدت الحكومة الجديدة كثيرا على كبار الموظفين الذين أداروا الحكم أيام الرئيس السابق. واستعان مرسي أيضا بالجنزوري الذي كان رئيسا للوزراء بين عامي 1996 و1999 خلال حكم مبارك في فريق رئاسي يشكله لمساعدته في أداء مهام منصبه. وقال التلفزيون المصري إن الجنزوري سيكون مستشارا في الفريق الرئاسي.

ومع ذلك فإن ضم أربعة على الأقل من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين للحكومة الجديدة يمثل قطيعة مع الماضي الذي تتردد أصداؤه في تلك الحكومة. وشغل أحد الأربعة وهو الصحفي صلاح عبد المقصود منصب وزير الإعلام وصار مسؤولا بالتالي عن إحدى المؤسسات القوية في الدولة وهي التلفزيون الرسمي.

وقال المحلل السياسي نبيل عبد الفتاح إن الصورة النهائية لتشكيل الحكومة تمثل استمرارا لنظام حكومة مبارك إلى جانب وجوه جديدة من البيروقراطية وبعض أعضاء جماعة الإخوان. وأضاف أن التشكيل "يعكس قوة البيروقراطية والجيش." وكان قنديل نفسه أحد الفنيين غير المعروفين ثم تولى وزارة الري حتى كلفه مرسي بتشكيل الحكومة التي يتعين أن تحل مشكلات من بينها اقتصاد يترنح وارتفاع في نسبة الجريمة.

ورغم أن الحكومة الجديدة قوبلت بانتقادات في دوائر مختلفة إلا أن البورصة استقبلتها بارتياح تمثل في ارتفاع مؤشرها بأمل أن يكون من شأن الفنيين الذين شغلوا المناصب الاقتصادية الرئيسية قادرين على دفع عجلة الإنتاج. واحتفظ ممتاز السعيد وزير المالية في حكومة الجنزوري بمنصبه بينما شغل موظفون كبار المناصب الوزارية المعنية بالاستثمار والبترول. وتواجه الحكومة الجديدة مشاكل اقتصادية بينها أزمة في ميزان المدفوعات يقول محللون إنها دفعت مصرفيين واقتصاديين لعدم قبول مناصب في الحكومة.

وقال قنديل الذي شغل منصب وزير الري والموارد المائية في حكومة الجنزوري في مؤتمره الصحفي "المرحلة القادمة أقل ما يقال عنها إنها ليست سهلة." ويقول منتقدون إن قنديل ليس خبيرا بما يكفي في الشؤون الاقتصادية. وقال قنديل إنه سيبحث مع أعضاء الحكومة الخطوات المقبلة بشأن قرض من صندوق النقد الدولي يقول اقتصاديون إنه سيساعد مصر في مواجهة أعبائها المالية ويعيد ثقة المستثمرين بالاقتصاد. وكان وزير الداخلية أحمد جمال الدين مساعدا لوزير الداخلية في الحكومة السابقة تدرج في المناصب في ظل حكم مبارك. واحتفظ وزير الخارجية محمد كامل عمرو بمنصبه.

وتتعرض جماعة الإخوان لانتقادات متزايدة منذ انتخاب مرسي في وقت ستواجه فيه انتخابات تشريعية أواخر العام غالبا. وتنصب الانتقادات على سعيها للاستحواذ على السلطة. وكان المجلس العسكري أصدر في جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية إعلانا دستوريا مكملا اختص فيه نفسه دون الرئيس بشؤون الجيش. واستعاد المجلس بموجب الإعلان الدستوري المكمل سلطة التشريع التي كان سلمها لمجلس الشعب ذي الأغلبية الإسلامية في يناير كانون الثاني الماضي.

وكان المجلس العسكري حل مجلس الشعب قبل يومين من صدور الإعلان الدستوري المكمل تأسيسا على حكم من المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية قانون الانتخاب. وتسبب اختيار مرسي لقنديل في مزيد من الانتقاد لجماعة الإخوان. وقال بعض من دعموه في الانتخابات الرئاسية إنه فشل في بناء التوافق الوطني الذي أعلن أنه سيعمل لتحقيقه. ورفضت أحزاب كثيرة الانضمام لحكومته.

وقال حمدين صباحي وهو يساري جاء ثالثا في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة لكن لم يؤيد مرسي في الإعادة إن هناك هيمنة بادية على الحكم من جانب فصيل واحد ولا توجد مشاركة حقيقة في السلطة. وهناك تكهنات بشأن الانتماء السياسي لقنديل. وقالت صحف محلية إن صلات قوية ربطته بجماعة الإخوان المسلمين لكنه يقول عن نفسه إنه مستقل. بحسب رويترز.

وتضم حكومته 35 منصبا وزاريا تشغل اثنين منها امرأتان إحداهما مسيحية. وفي بادرة تجاه الحركة السلفية عين مرسي سلفيا في منصب وزير الأوقاف هو طلعت عفيفي الذي يعمل أستاذا في جامعة الأزهر. وكان الاختيار وقع على رئيس جامعة الأزهر أسامة العبد لشغل المنصب. ويبدو أن هذا التغيير تم في اللحظة الأخيرة لإرضاء السلفيين. وقال حزب النور وهو حزب سلفي إنه رفض شغل منصب وزير البيئة لأنه أقل مما كان يطمح إليه من مناصب في الحكومة الجديدة. وكان حزب النور قد حل ثانيا في الانتخابات البرلمانية السابقة بعد الإخوان المسلمين.

اشتباكات الطائفية

من جهة اخرى تجددت الاشتباكات الطائفية بين المسلمين والاقباط في قرية قريبة من القاهرة بعد وفاة مسلم متأثرا بجروح اصيب بها خلال مشاجرة مع مكوجي قبطي، بحسب مصادر امنية. وقالت المصادر ان شباب قرية دهشور (30 كلم جنوب القاهرة) "اشعلوا النيران في ثلاثة منازل يقطنها اقباط" احتجاجا على مقتل الشاب المسلم معاذ محمد أحمد متأثرا بحروق اصيب بها خلال اشتباكات وقعت بين مسلمين واقباط بسبب احتراق قميص كهربائي مسلم بواسطة موجي قبطي.

واضافت ان "قوات الامن تدخلت لتفريق الشباب المسلم فاندلعت اشتباكات اضطرت خلالها الشرطة لإطلاق القنابل المسيلة للدموع للتصدي للمتجمهرين أمام منازل الأقباط". واوضحت ان المواجهات ادت الى اصابة شرطي وعدد من الشباب المتظاهرين باختناقات بسبب القنابل المسيلة للدموع. وتمكن رجال الامن من اخماد الحريق والسيطرة على الاشتباكات. وكانت اشتباكات بين المسلمين والاقباط في القرية اثر مشاجرة نشبت بين شاب مسلم واخر مسيحي بعد احتراق قميص الاول اثناء قيام الثاني بكيه. بحسب فرنس برس.

وتوفي الشاب المسلم ما ادى الى اندلاع مواجهات طائفية جديدة في القرية تم خلالها اقتحام وتدمير محتويات منازل يقطنها اقرباء المكوجي القبطي. وبحسب التقديرات يشكل الاقباط 6 الى 10 بالمئة من سكان مصر البالغ عددهم اكثر من 80 مليون نسمة. ويشكو الاقباط من تعرضهم للتمييز ومن انهم محرومون خصوصا من التعيين في المناصب العليا في الدولة ومن قيود مفروضة على بناء الكنائس. وخلال السنوات الاخيرة تسبب بناء كنائس جديدة او توسيع كنائس قائمة بالفعل الى عدة اشتباكات بين المسلمين والاقباط. وتعهد الرئيس المصري الذي ينتمي الى الاخوان المسلمين محمد مرسي الذي تم انتخابه في حزيران/يونيو الماضي باحترام حقوق الاقباط.

على صعيد متصل قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون إن الحرية الدينية في مصر "ضعيفة جدا" فيما يبدو وإن حكومتها لا تنشط في تقديم مرتكبي أعمال العنف الطائفي الى العدالة. أدلت كلينتون بهذا التعليق في الوقت الذي أصدرت فيه وزارة الخارجية الامريكية تقريرها السنوي عن الحرية الدينية حول العالم لعام 2011 .

واعطى التقرير اهتماما خاصا لدول "الربيع العربي" حيث أطاحت احتجاجات شعبية بحكام مستبدين مثل الرئيس المصري السابق حسني مبارك الذي كان حليفا للولايات المتحدة لفترة طويلة. وقالت كلينتون في معرض ردها على سؤال بعد أن ألقت كلمة في مركز أبحاث في واشنطن "أشعر بقلق بالغ من أن احترام الحرية الدينية... ضعيف جدا" في مصر مضيفة أن اعمال العنف الطائفي تزايدت منذ سقوط مبارك لكن السلطات غير حازمة في تقديم مرتكبيها الي القضاء. واضافت قائلة "هذا بدوره يرسل رسالة لمن يمثلون الاقلية في المجتمع بشكل خاص وللمجتمع الأكبر بأنه لن تكون هناك أي عواقب".

واطلعت كلينتون بنفسها على الشعور بالمرارة لدى كثير من الاقباط المصريين بسبب انتخاب الاسلامي محمد مرسي رئيسا للبلاد هذا العام حيث نظمت احتجاجات شارك فيها أقباط غاضبون مع اخرين خارج الفندق الذي كانت تقيم به اثناء زيارة للقاهرة في وقت سابق من هذا الشهر القاهرة. ورشق متظاهرون مجهولون أيضا موكبها بالبندورة (الطماطم) والأحذية وزجاجات المياه في مدينة الاسكندرية.

ويغطي التقرير عام 2011 وبالتالي لا يشمل تقييما لأداء السلطات منذ انتخاب مرسي رئيسا لأكبر دولة في العالم العربي سكانا. وقال التقرير انه وثق فشل الحكومة المصرية في "الحد من العنف المتصاعد ضد الأقباط وتورطها في هجمات عنيفة" مشيرا إلى حادث وقع في التاسع من أكتوبر تشرين الاول 2011 عندما هاجمت قوات الامن متظاهرين في القاهرة.

وقال التقرير ان 25 شخصا قتلوا وجرح 350 معظمهم من الأقباط. واضاف قائلا "حتى الان لم يحاسب المسؤولون الحكوميون على أفعالهم وهناك مؤشرات في أوائل 2012 على تزايد هجرة الاقباط." ومن ناحية اخرى قال التقرير ان الاوضاع ساءت في إيران مشيرا الى "السجن والمضايقة والترهيب والتمييز على اساس المعتقدات الدينية" من قبل الدولة وكذلك في باكستان حيث "استمرت الانتهاكات في ظل قانون مكافحة الاساءة الي المعتقدات الدينية."

وأشارت وزارة الخارجية الامريكية ايضا الى "تدهور ملحوظ" في احترام الحرية الدينية وحمايتها على المستوى الرسمي في الصين بما في ذلك زيادة القيود المفروضة على ممارسة الشعائر الدينية خصوصا في الأديرة البوذية في التبت وأديرة الراهبات. وقال التقرير "التدخل الرسمي في ممارسة هذه التقاليد الدينية فاقم المظالم." بحسب رويترز.

وقالت وزارة الخارجية ان الحرية الدينية في إيران التي تناصبها الولايات المتحدة العداء منذ الثورة الاسلامية لعام 1979 "واصلت التدهور من وضع مشين بالفعل." واشارت الى استعادة احكام بالحبس 20 عاما ضد سبعة من البهائيين بتهمة التجسس لحساب اسرائيل والتعاون معها وكذلك حبس يوسف نادار خاني وهو قس مسيحي حكم عليه بالإعدام بتهمة الردة.

خلاف مصري إسرائيلي

في السياق ذاته نشأ خلاف بين مصر وإسرائيل حول حقيقة تبادل الخطابات بين الرئيس المصري محمد مرسي ونظيره الإسرائيلي شيمون بيريز. ونشر مكتب بيريز نص رسالة ودية قال إنها مرسلة من نظيره المصري مرسي. وجاء في نص الرسالة إن مرسي " يتطلع إلى بذل أقصى جهد لإعادة عملية السلام في الشرق الأوسط إلى مسارها الصحيح". ولكن الجانب المصري نفي إرسال هذه الرسالة وقال إنها " مزورة".

ويقول مراسل بي بي سي في رام الله جون دونيسون إن الرسائل الخطية لا تواكب العصر الحديث الذي ظهرت فيه الرسائل النصية القصيرة والرسائل الالكترونية ولكن يظل هذا النوع دارجا في المكاتبات الدبلوماسية بين رؤساء الدول. وأضاف دونيسون أن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو هل أرسل مرسي هذا الخطاب إلى بيريز أم لا ؟ وقال مكتب الرئيس الإسرائيلي إنه تلقى خطابا عبر الفاكس من السفارة المصرية في تل أبيب، وحمل الظرف الذي يحوي الخطاب الختم الرسمي للسفارة. وأوضح المكتب أن الخطاب مرسل من الرئيس المصري وكان مقتضبا ولكن لغته ودية.

وقال الخطاب الذي لم يحمل توقيعا " أعرب عن شكري العميق لرسالة التهنئة التي أرسلتها بمناسبة شهر رمضان المعظم". وأضاف " استغل هذه الفرصة للتأكيد على أنني أتطلع قدما لبذل المزيد من الجهد لإعادة عملية السلام في الشرق الأوسط إلى مسارها الصحيح من أجل تحقيق الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة بأكملها ومن بينهم الشعب الإسرائيلي".

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول إسرائيلي قوله إن مسؤولي الرئاسة الإسرائيلية اتصلوا بمسؤولي السفارة المصرية لسؤالهم عن إمكانية نشر الخطاب المرسل من مرسي وجاءهم الرد بالإيجاب. وفي المقابل نفى الجانب المصري إرسال هذا الخطاب قائلا إنه " مزور" بحسب وسائل إعلام مصرية.

ونقلت صحيفة الأهرام عن المتحدث باسم الرئاسة ياسر علي قوله إن " الرئيس مرسي لم يرسل أي خطاب إلى الرئيس الإسرائيلي" واصفا التقارير بهذا الشأن بأنها " افتراء". وعندما حاولت وكالة الأنباء الفرنسية الاتصال بالسفارة المصرية أخبرهم أحد المسؤولين أن الملحق الإعلامي للسفارة في " أجازه" ولا يمكن الوصول إليه للتعقيب. وتجنب مرسي ، أول رئيس مصري ذو خلفية اسلامية، التعامل المباشر مع اسرائيل منذ توليه لمنصبه في 30 من يونيو/حزيران الماضي. ولكنه سبق وتعهد بالحفاظ على اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل.

وقال مسؤول اسرائيلي رفيع لبي بي سي إن رسالة الرئيس المصري محمد مرسي إلى الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس لا يمكن أن تكون مزورة لأنها مرت عبر السفارة المصرية في تل أبيب وعبر القنوات الرسمية ولكن ربما الضغوطات التي تعرض لها مرسي والكشف عن الرسالة هو ما دفعه لإنكارها. وكانت وسائل الإعلام المصرية الرسمية قد أوردت نفي المتحدث الرسمي باسم الرئاسة ارسال اي رسائل من الجانب المصري للرئيس الاسرائيلي واصفا التقارير بهذا الشأن بانها "مفتراه".

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 9/آب/2012 - 20/رمضان/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م