بنطلون

اعداد: حيدر الجراح

 

شبكة النبأ: في العيد يفرح الاطفال بشراء الملابس الجديدة، ومنها البنطلون الذي يرتدونه صيفا وشتاءا في تنويعات من الوانه وخاماته... حدثني احد الاصدقاء عن اول ايام العيد، ايام العملات المعدنية الصغيرة من فئات الخمسة والعشرة والدرهم والمائة فلس، وكيف كانت فرحته وهو يضعها في جيوب بنطلونه الجديد ويسمع خرخشاتها مع كل خطوة يمشيها.. كمن له مجموعة من الاطفال الاشقياء لسرقة ثروته المعدنية، كان يضع يديه في جيوبه متحسسا هذه الثروة الصغيرة وهو يحلم بلفة فلافل مع العنبة او بشعر البنات او الداطلي، تفاجأ بهؤلاء الصبية، لكنه كان اسرع منهم في الهرب بثروته الصغيرة، التي تناثر بعض منها في طريق الهروب.

في المقابل كثيرا ما شاهدنا صور وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم وهو مرتديا البدلة الرسمية الكاملة من جاكيت وبنطلون وملحقاته في لقاءاته مع المهتمين بالشان السوري، ونحن نراه في لقائه مع زعيم القائمة العراقية مرتديا الدشداشة العربية، في ايحاء الى استرخائه وحميمية الجلسة مع الزعيم الوطني العراقي الذي يحمل دائما رسائل عدم التدخل في الشان العراقي مع من يلتقيهم، هكذا يقال.

للبنطلون، صنعا وارتداءا، تاريخ وقصص عديدة، ليس اخرها ما اطلقته إحدى الشركات اليابانية (بنطلون مزود بمروحة لمنع التعرق ولتبريد الجسم من حرارة الصيف).

البنطلون "The Kuchofuku Air-Conditioned Cooling" مزود بمروحتين تعملان بالبطارية، وهو مصنوع من القطن والبوليستر ومتاح في لون بني فاتح فقط.

وعلى الناحية الأخرى، قام المصمم هيروشي ليشيغايا (المهندس التقني الخاص بشركة Sony سابقاً) بابتكار جاكيت مزود بمروحة على غرار البنطلون، له القدرة على تهوية العرق من خلال المروحة الملحقة به، والتي يبلغ قطرها 4 بوصة، وتعمل ببطاريات AA لنحو 3 ساعات، أو من خلال إلحاقها بالكمبيوتر من خلال كابل للـUSB، وهي قابلة للفك والتركيب من أجل التنظيف، الأمر الذي يجعلها فكرة رائعة.

والبنطلون انواع عديدة في تفصيلاته وتفضيلاته التي تتناسب مع مايريده من يرتدون البنطلون..

في الستينات من القرن المنصرم سادت موضة البنطلونات الضيقة من الاسفل تاثرا بالموضة الغربية قبل ان تتسع في السبعينات بتاثير نفس الموضة.. وسمي وقتها (الجارلس) حسب التوصيف الازيائي العراقي له..الان تعود موضة البنطلون الضيق الذي ابدع العراقيون وصفا له وهو (البوري) الذي ينقسم الى نوعيات عديدة مع المحافظة على الشكل العام... ولدى النساء تكثر الموديلات المتنوعة ولكل منها اسم خاص:

جيبكلوت: بنطلون واسع يشبه التنورة.

ليفينز: بنطرون ضيق وهو البنطلون الاستريج الذي يلبس تحت القمصان او البلايز.

السكيني: هم بنطلون ضيق ايضا.

بنطلون شلستون: بنطرون سع من الاسفل.

هاي ويست: بنطرون خصر عالي.

لو ويست: بنطرون خصر واطي

بنطرون ستريت: بنطرون قصته سيدا.

بنتاكور: البناطيل نص الساق (البرموده).

شارلستون: البنطلون القصير الواسع.

برمودا: بنطرون ثلاثة ارباع البنطلون العادي.

الجي جي الهيلاهوب الشفاف والوانه الشفافه هي الوان الجلد.

استعار العراقيون كثيرا من الموضات والاسماء تلك، مثلما يفعلون دائما في الاستعارات الاخرى، واحيانا يضيفون اليها... من ذلك انتشار موضة بنطلون معروفة في أوساط الشباب بإسم (طيحني) تتميز طريقة لبس هذا البنطلون بوسعها من الأعلى وعدم إرتداء حزام لها (وضرورة إظهار الملابس الـداخليه) وقد اكثر من ارتدائها ما اطلق عليه العراقيون (الجراوي).

وبنطلون (طيحني) هو بنطلون (low west) وتعود قصته إلى السجون الأمريكية حيث منعت تلك السجون مساجينها من إرتداء أحزمة الجينز.. وذلك منعا لإستخدامها في التعدي على السجانين.. أو حتى التعدي على أحد المساجين بواسطة تلك الأحزمة، أو محاولة الأنتحار.

لم تلبث تلك الفكرة حتى انتقلت إلى تجمعات السود في المناطق الأمريكية، ففي أواخر ثمانينيات القرن العشرين، امتدت الموضة إلى كليبات أغاني الراب، ثم إلى ضواحي المدن والمدارس الثانوية وقال عضو فريق الراب في برونكس (كولد كرش بروذرز)، أدريان هاريس: (بالنسبة للشباب الصغار، هذا الزي يشكل نوعاً من التمرد والانتماء.. وهم يعتقدون أنها موضة، ولا يأخذونها بمفهومها السلبي).

أما بالنسبة لمن يحاولون منعها، فإنهم يرونها على أنها موضة مبتذلة وقذرة وأن لها تأثيراً سيئاً على الأطفال... وعندما لاحظ المسؤولون الأمريكيون إنتشار بناطيل الـ (low west) أو ما يسمى بــ (saggy pants) في شتى ولايات أمريكا، حاولوا تقليص ذلك الإنتشار، وحتى بداخل السجون الأمريكية، وقد وصل بهم الحد إلى وضع عقوبات رادعة لمن شوهد يرتدي تلك البناطيل.

ففي إحدى البلدات في ولاية لويزيانا قرر المسؤولون هناك حبس من يرتدي تلك البناطيل مدة 6 أشهر مع غرامة 500 دولار.. وفقا للأسوشيتد برس. وفي نيوجرسي من يقبض عليه يرتدي مثل تلك البناطيل تفرض عليه عقوبة كالقيام بخدمة المجتمع، في تجميع القمامة أو غيرها.

وبعد مرور فترة على ظهور هذا البنطلون ولأنه أصبح موضة قديمة وربما لم تعد تستهوي الكثير من عشاقها تم الترويج لموضة جديدة من البناطيل هي ما يسمى في أوساط الشباب ببنطلون (سامحني يا بابا).

البنطلون كباقي البنطلونات، لكن مكمن الغرابة هنا هو أن البنطلون العادي يكون بسحّاب أمامي، لكن بنطلونا الجديد مصمم بسحّاب خلفي بدلا من السحاّب الامامي.. وربما هو تحوير مثل التحوير الذي ادخل على السيارات المانفيست التي دخلت العراق بعد العام 2003 وهي ذات المقود الايمن والتي تم تحويرها الى الايسر، وهناك الكثير من القصص الواقعية لمدى الارباك الذي سببته تلك السيارات، واحدة منها ان احد السائقين وكان يجلس على يساره صديقا له، نسي نفسه وهو يقود السيارة، فالتفت الى جهة اليسار باصقا على وجه صديقه متوهما انه يبصق من شباك السيارة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 6/آب/2012 - 17/رمضان/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م