امريكا والعدو الشبح... هل انتهت حرب القاعدة؟

عبد الأمير رويح

 

شبكة النبأ: تسعى الولايات المتحدة الامريكية وباستمرار الى اضعاف قدرات تنظيم القاعدة العدو الاول والخطير من خلال تكثيف عملياتها العسكرية والاستخبارية واختيار بعض الاهداف المهمة لشل قدرة هذا التنظيم الذي بدأ يفقد الكثير خصوصا بعد مقتل اهم قادة التنظيم في عمليات نوعية ومنها عملية قتل اسامة بن لادن تلك العملية التي اسهمت وبشكل مباشر بأضعاف قدرات تنظيم القاعدة الذي يواجه اليوم الكثير من المشاكل والتحديات والانقسامات الداخلية بين اعضاء التنظيم بحسب بعض المراقبين، ومنذ قرابة عام تكهن وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا بأن الهزيمة الاستراتيجية لتنظيم القاعدة ممكنة اذا استطاعت الولايات المتحدة قتل او اعتقال ما يصل الى 20 من قيادات التنظيم والجماعات المرتبطة به. وفي مقابلة خاصة كشف بانيتا عن أنه لم يتبق سوى "حفنة صغيرة" من الأفراد على القائمة الأصلية في ميدان المعركة وأن السعودية مسقط رأس زعيم تنظيم القاعدة الراحل اسامة بن لادن تشير الى تراجع في تجنيد عناصر جديدة. وقال بانيتا "لم نؤثر على قيادتهم فحسب بل أثرنا على قدرتهم على توفير اي نوع من القيادة والسيطرة على صعيد العمليات."

وقام وزير الدفاع الأمريكي بزيارة السعودية وبعد ان قدم العزاء في وفاة ولي العهد الراحل الامير نايف تحدث عن تنظيم القاعدة مع احد ابنائه وهو الأمير محمد بن نايف الذي تولى عمليات المملكة ضد القاعدة بصفته نائبا لوزير الداخلية. وقال بانيتا "سألته سؤالا - نتيجة الغارة على بن لادن ونتيجة لما فعلناه بقيادتهم أين نحن الآن من تنظيم القاعدة." وأضاف أن الامير محمد أجاب قائلا "للمرة الأولى أرى ان الشباب أصبحوا غير منجذبين لتنظيم القاعدة في السعودية."

ولم يحدد بانيتا من الذي تبقى على قائمة القيادات المستهدفة لكن الزعيم الحالي لتنظيم القاعدة ايمن الظواهري من الشخصيات التي حددها وزير الدفاع الأمريكي العام الماضي على قائمته ومازال يعتقد أنه يعيش في المنطقة الحدودية بين باكستان وافغانستان. ولدى سؤاله عن عدد الأهداف المتبقية قال بانيتا "إنها حفنة صغيرة وتزداد صغرا طول الوقت."

ودافع بانيتا عن قرار الولايات المتحدة عدم تسليح معارضي الرئيس السوري بشار الاسد لكنه قال إنه يخشى أن تصل الصواريخ المضادة للطائرات التي تطلق من على الكتف التي سرقت من ليبيا العام الماضي الى سوريا. وأضاف أنه ليست لديه معلومات مخابرات حتى الآن تشير الى وصولها. واستبعد بانيتا الاعتذار عن غارة جوية العام الماضي أسفرت عن مقتل 24 جنديا باكستانيا مثلما طلبت اسلام اباد قائلا إن "الوقت قد حان للمضي الى الأمام" في العلاقات المضطربة بين الولايات المتحدة وباكستان.

وقال إن العراق أعطى تطمينات للولايات المتحدة بأنه لن يفرج عن رجل يشتبه في انتمائه لحزب الله اللبناني ومتهم بقتل جنود أمريكيين سلمته الولايات المتحدة للعراق في ديسمبر كانون الاول الماضي قبل انسحاب آخر القوات الامريكية مباشرة. وبعد أن أجاب عن اسئلة بشأن مستقبل كبار قيادات تنظيم القاعدة ركز بانيتا على قدرة التنظيم على الاستمرار كجماعة. وقال "سنواصل الضغط على القمة وسنستمر في ملاحقة قيادته. "لكن القضية الحقيقية التي ستحدد نهاية تنظيم القاعدة ستكون حين يجد صعوبة في تجنيد عناصر جديدة." بحسب رويترز.

وأعقب قتل بن لادن في عملية سرية قامت بها الولايات المتحدة في باكستان العام الماضي سلسلة من الهجمات بطائرات بلا طيار استهدفت تنظيم القاعدة على الحدود بين باكستان وافغانستان. وكان أحدث قيادي للقاعدة تقتله الولايات المتحدة ابو يحيى الليبي الرجل الثاني في التنظيم والذي فر من سجن امريكي في افغانستان عام 2005 وكان من اهم واضعي الاستراتيجيات.

في السياق ذاته ذكرت صحيفة نيويورك تايمز ان الرئيس الاميركي باراك اوباما اشرف شخصيا على عملية سرية للغاية لتحديد الذين يشتبه بانهم عناصر القاعدة يتعين ادراجهم على "لائحة للتصفية". وقالت الصحيفة نقلا عن عشرات المسؤولين والمستشارين السابقين، ان الادارة الاميركية توصلت الى وضع "لائحة للتصفية" في اطار الضربات التي توجهها الطائرات بدون طيار ضد القاعدة والمرتبطين بها في باكستان واليمن.

ونقلت الصحيفة عن مستشار الامن القومي توماس دونيلون قوله "انه (اوباما) مصمم على اتخاذ القرارات حول حجم ومدى تلك العمليات". واضاف انه "يعتبر نفسه مسؤولا عن موقع الولايات المتحدة في العالم". ووصفت الصحيفة نفسها العملية البالغة السرية والتي يقوم نحو مئة مسؤول في مكافحة الارهاب خلالها بالتدقيق في سيرة حياة اشخاص و"تسمية" مشتبه بهم في اليمن والصومال تضاف اسماؤهم للائحة الاسماء المستهدفة، وذلك في مؤتمر بالفيديو يقوم بإدارته البنتاغون. وقالت ان وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) تقوم بعملية منفصلة للمشتبه بهم في باكستان.

وبعد ذلك تنقل الاسماء الى اوباما، الذي يأذن كل ضربة في اليمن والصومال وكذلك الضربات المعقدة والخطيرة في باكستان، اي نحو ثلث مجموع تلك الضربات، بحسب تايمز. ويعطي اوباما شخصيا موافقته على قتل اهم المشتبه بهم، مثل الامام الاميركي اليمني المتشدد انور العولقي، الذي قتل في ضربة طائرة اميركية بدون طيار في اليمن العام الماضي. ونقلت نيويورك تايمز عن وليام ديلي الرئيس السابق لموظفي البيت الابيض قوله ان اوباما وصف قرار توجيه ضربة الى العولقي ب"السهل". لكن ديلي قال ان عددا من المسؤولين اعربوا عن بعض المخاوف بشأن "لائحة التصفية". بحسب فرنس برس.

ونقلت عن ديلي قوله انه "عندما يتم قتل شخص ما ينتقل سائقه الذي يأتي في المرتبة 21، الى المرتبة 20"، متسائلا "الى متى سيبقى الامر مجرد كتابة ارقام؟". وتحدثت الصحيفة عن نقاش داخلية حول طريقة الادارة المثيرة للجدل في احصاء عدد القتلى والجرحى، وتقضي باعتبار الرجال الذي يسمح سنهم بالقتال الموجودين ضمن مسافة تسديد ضربة لمشتبه بهم، من المتمردين. ونقلت عن احد المسؤولين قوله ان القاعدة منظمة متعصبة وشديدة الارتياب تبقى على مسافة من الدخلاء. لكن آخرين قالوا ان تأكيدات ادارة اوباما ان عدد المدنيين الذين قتلوا في ضربات الطائرات بدون طيار في باكستان "تحت العشرة"، غير واقعية.

اسهل جزء

على صعيد متصل صرح قائد القوات الخاصة الاميركية الذي اشرف على عملية تصفية اسامة بن لادن ان الهجوم العسكري على منزل زعيم تنظيم القاعدة كان "اسهل" جزء من العملية برمتها التي قادت اليه. واشاد الاميرال وليام ماكريفن في مقابلة نادرة اجرتها معه شبكة سي ان ان بمناسبة منتدى حول الامن في آسبن بولاية كولورادو بالرئيس باراك اوباما الذي امر بالعملية وسلط الضوء على الدور الذي لعبته وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه) التي توصلت الى كشف موقع بن لادن في منزل في مدينة ابوت اباد الباكستانية.

وقال متحدثا للصحافي وولف بليتزر من موقع المنتدى الامني "ان الجزء المتعلق بنا، الجزء العسكري، من اصل ما يبدو لي ثلاثة اجزاء، كان بلا شك الجزء الاسهل من العملية برمتها". وتابع ماكريفن الذي قاد العملية على منزل بن لادن من افغانستان ان "الجزأين الاخرين كانا من صلاحيات السي اي ايه" بدون ان يوضح تحديدا ما قامت به الوكالة. وكشف العسكري الذي يتراس حاليا قيادة العمليات الخاصة الاميركية المشرفة على جميع القوات الخاصة ان هجوم الوحدة الخاصة التي انطلقت من افغانستان على منزل بن لادن بدون علم السلطات الباكستانية لم يكن سوى واحدة من اصل 12 عملية نفذتها القوات الخاصة الاميركية ليل الثاني من ايار/مايو 2011 ولو انه اقر بان الهجوم "تطلب قدرا اكبر بقليل من اللياقة البدنية".

وقال "حين سيكتب التاريخ في نهاية المطاف ويكشف كيف تثبتت السي اي ايه من ان بن لادن كان هناك، ستكون هذه من اعظم العمليات في تاريخ اجهزة الاستخبارات". وحين تحطمت احدى المروحيتين اللتين كانتا تقلان عناصر الكومندوس، اصيب المسؤولون الاميركيون الكبار الذين كانوا يتابعون العملية مباشرة من قاعة الازمات في البيت الابيض بالهلع. اما ماكريفن فكان "منهكما" اكثر من ان يستسلم للذعر. وروى العسكري "كانت لدينا خطة بديلة فقمنا بتطبيقها. في لحظة كهذه نسعى لاتمام المهمة واعادة الرجال الى الديار". بحسب فرنس برس.

ورفض الاجابة على سؤال عما اذا كان الامر العسكري يقضي بقتل بن لادن او القبض عليه، مكتفيا بالقول ان وحدة الكومندوس قامت بواجبها. واكد ان اوباما هو الذي اعطى الامر باقتحام المنزل وليس القوات الخاصة. وقال "ليست هذه نقطة هامشية. الحقيقة ان رئيس الولايات المتحدة هو الذي امر بالهجوم" وحين سئل ان كان اوباما يستحق الثناء على ذلك اجاب "نعم، تماما" مضيفا انه "هو الذي كان يتحمل عبء هذه العملية وهو الذي اتخذ القرارات الصعبة".

استهداف مواقع الانترنت

من جانب اخر يقوم قرابة اربعين خبيرا في استخدام الانترنت غالبيتهم يتقنون العربية، باستهداف مواقع لناشطين في القاعدة بتكليف من الادارة الاميركية من اجل "دحض" الدعاية التي يبثها التنظيم الاسلامي. وقال مسؤول رفيع المستوى رفض الكشف عن هويته من "مركز الاتصالات الاستراتيجية" الذي اسس حديثا ان "الامر لا يتعلق اطلاقا بالقرصنة". وتبلغ ميزانية هذا المركز التابع لوزارة الخارجية، ستة ملايين دولار وبدا العمل فيه في ايلول/سبتمبر 2011.

واوضحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند ان الامر على عكس القرصنة، ف"المحاربون على الانترنت" كما يعرف عنهم يعملون بشكل مكشوف مشيرة الى انهم "يعرفون عن انفسهم ويقولون انهم يعملون لحساب وزارة الخارجية". والمبدأ وراء هذه العملية بسيط: يقوم خبراء معلوماتيون من وزارة الخارجية يتكلمون بطلاقة العربية والاردو (اللغة الرسمية في باكستان) والصومالية بتصفح المواقع والمنتديات وغيرها من الشبكات الاجتماعية بحثا عن دعاية للقاعدة سواء خطيا او على هيئة صور او تسجيلات فيديو فيردون على كل منها على الموقع نفسه.

واوضح المسؤول في المركز "بمجرد ان تقوم القاعدة بتحميل شيء، نقوم بالمثل على الموقع او المنتدى نفسه. اذا ادرجوا رابطا الى احد تسجيلاتهم على يوتيوب، فنحن نقوم بالمثل ونحيل الى احد تسجيلاتنا على يوتيوب". وشدد المسؤول على ان الهدف ليس التوجه الى ناشطين من القاعدة بل الحؤول دون تمكن التنظيم من "التاثير على قسم" من الشباب الذين لديهم ميول للانضمام من خلال "دحض دعاية" القاعدة. وتابع ان "نصف المعركة التي تشنها القاعدة يتم عبر وسائل الاعلام". واشار بروس ريدل خبير مكافحة الارهاب في مركز بروكينغز ان "مكافحة تنظيم القاعدة يجب ان تتجاوز غارات الطائرات بدون طيار وانشطة التجسس. من المنطقي تماما ان تتم المواجهة على صعيد الدعاية".

وكانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون كشفت وجود هذه الوحدة الخاصة. وصرحت كلينتون ان وحدة خاصة في الخارجية استهدفت حملة دعائية على مواقع قبلية على الانترنت كانت "تفاخر بقتل اميركيين وتحاول تجنيد مناصرين اخرين". وتابعت "في غضون 48 ساعة تمكن فريقنا من تغطية المواقع اياها بنسخ معدلة من رسائلها عبر نشر حصيلة قتلى هجمات القاعدة من الشعب اليمني". بحسب فرنس برس.

وذكرت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند في لقائها الصحافي مثالا على ذلك صورة نشرها انصار القاعدة تبدو فيها، كما قالت، "نعوش مغطاة بالعلم الاميركي. وقمنا بوضع صورة عوضا عنها تبدو فيها نعوش مغطاة بالعلم اليمني للتشديد على ان من يقتل في عمليات القاعدة في اليمن هم من اليمنيين". ومع انه من الصعب قياس مدى فاعلية جهود العملية التي اطلقتها وزارة الخارجية الاميركية، فان كلينتون قالت "نلاحظ ان جهودنا بدأت تؤتي ثمارها بعد ان قام متشددون بالاعراب عن استيائهم وطلبوا من انصارهم عدم تصديق كل ما يقرأونه عبر الانترنت".

القاعدة وايران

الى جانب ذلك اعتبرت وزارة الخارجية الاميركية في تقريرها السنوي للعام 2011 حول الارهاب ان تنظيم القاعدة "في طريق الزوال" بعد مقتل عدد من قادته، كما اتهم ايران بدعم الارهاب العالمي. ووصف التقرير ايران بانها "الداعم الرئيسي للإرهاب في العالم" حيث انها تقدم التمويل والدعم "لمجموعات ارهابية ومسلحة في ارجاء الشرق الاوسط".

وجاء في تقرير "الدول والارهاب 2011" الذي رفعته الوزارة الى الكونغرس ان ايران والقاعدة تساعدان على اذكاء الاضطرابات من خلال نشر "الايديولوجية والخطاب العنيف المتطرف" في عدد من اكثر المناطق المضطربة في العالم. واشاد التقرير بمقتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن في عملية نفذتها القوات الاميركية الخاصة على مسكنه في باكستان في ايار/مايو 2011، واشار الى ان بن لادن "كان ضالعا بشكل كبير في توجيه عمليات (التنظيم) وتحديد استراتيجيته". وقال ان مقتل بن لادن "وعدد من القادة الرئيسيين يضع التنظيم على طريق الزوال الذي تصعب العودة عنه".

الا ان التقرير قال انه رغم ان المجموعة الاساسية في التنظيم قد ضعفت خلال العام الماضي "الا اننا شهدنا ظهور جماعات مرتبطة بها في انحاء العالم". وقال ان تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية "يشكل تهديدا خطيرا بشكل خاص" حيث انه تمكن من السيطرة على مناطق في جنوب اليمن .. ويستغل الاضطرابات في ذلك البلد لتنفيذ مخططات ضد مصالح اقليمية وغربية". واضاف ان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي "الذي كان تاريخيا اضعف فروع القاعدة، شهد امتلاء خزنته في العام 2011 من اموال فديات عمليات الخطف التي اصبحت جماعات ارهابية اخرى تمارسها وتحقق من خلالها مكاسب كبيرة".

وقال ان فروع تنظيم القاعدة تعمل كذلك في العراق وتستفيد من انسحاب القوات الاميركية من ذلك البلد رغم انها خسرت بعض قيادتها مؤخرا. واضاف انه يعتقد ان الفرع العراقي لتنظيم القاعدة "يمد وجوده الى سوريا. كما اكد التقرير على مخاوف من مسلحي حركة بوكو حرام في نيجيريا الذي يقال انه مرتبط بتنظيم القاعدة، وتحدث كذلك عن مخاوف بشان شبه جزيرة سيناء المصرية "حيث تشكل عدد من المجموعات المسلحة .. يدعي بعضها ارتباطه وولاءه للقاعدة".

وقال التقرير ان التهديد الارهابي الرئيسي الاخر الذي يواجه الولايات المتحدة هو ايران التي صنفتها الولايات المتحدة في العام 1984 على انها دولة راعية للإرهاب. وافاد التقرير ان "ايران بقيت دولة راعية نشطة للارهاب في العام 2011 وزادت من نشاطاتها المتعلقة بالإرهاب". وقال انه من المرجح ان يكون هدف الجمهورية الاسلامية "استغلال الظروف السياسية غير المستقرة الناجمة عن الربيع العربي" كما ان تحركاتها هي "رد على الضغوط الخارجية المتزايدة على طهران". بحسب فرنس برس.

واشار الى ان المخطط الذي انكشف في ايلول/سبتمبر الماضي لقتل السفير السعودي في الولايات المتحدة "اعاد التأكيد مجددا على رغبة ايران في استغلال الارهاب العالمي - بما في ذلك داخل الولايات المتحدة - لدعم اهداف السياسة الخارجية لديها". واكد على ان طهران تستمر في توفير الاسلحة والتدريب لجماعات مسلحة مثل حماس وغيرها من المجموعات الفلسطينية المتطرفة اضافة الى حزب الله اللبناني. وقال ان الحرس الثوري الايراني وفر التدريب لمسلحي طالبان في افغانستان. واتهم التقرير كذلك ايران بالسماح لعناصر من القاعدة باستخدام اراضيها لتمرير الاموال والعناصر الى جنوب اسيا.

على صعيد متصل أدانت هيئة محلفين اتحادية أمريكية مواطنا سعوديا بمحاولة صنع سلاح للدمار الشامل لمهاجمة عدة أهداف في الولايات المتحدة منها منزل الرئيس السابق جورج بوش في دالاس. وأشار السعودي خالد الدوسري (22 عاما) الذي كان طالبا في كلية ساوث بلينز بالقرب من لوبوك في ولاية تكساس إلى منزل بوش في رسالة بالبريد الإلكتروني بوصفه "منزل الطاغية".

وقالت وزارة العدل الأمريكية ان الأدلة التي تم تقديمها في محاكمة الدوسري في أماريلو بتكساس تشير إلى أنه قام بجهود بحث عبر شبكة الإنترنت لمعرفة كيفية صنع شحنة بدائية متفجرة باستخدام عدة عناصر كيماوية. وزيادة على ذلك أجرى الدوسري عملية بحث عبر الإنترنت عن عدة أهداف أمريكية محتملة ووصف في مدونته رغبته في "الجهاد والشهادة."

وقالت ليزا موناكو مساعدة وزير العدل في بيان "اشترى الدوسري كما أظهرت المحاكمة عناصر لبناء شحنة متفجرة وبحث بشكل حثيث عن أهداف محتملة في الولايات المتحدة." وقد أحبطت خطط الدوسري في اوائل عام 2001 حينما أبلغ مورد مواد كيماوية كان قد قصده الدوسري مكتب التحقيقات الاتحادي أنه قلق من محاولة شراء مكون يسمي الفينول المركز وهو من عناصر صنع القنبلة.

وقال دييجو رودريحيز المسؤول عن المكتب الميداني لمكتب التحقيقات الاتحادي في دالاس في بيان "حكم الإدانة الذي صدر اليوم يظهر كيف يمكن لأفراد في الولايات المتحدة ينوون الايذاء اكتساب المعارف والمواد اللازمة لتنفيذ هجوم." وتشير مقتطفات من صحيفة عثر عليها في منزل الدوسري الى أنه جاء الى الولايات المتحدة خصيصا لارتكاب هجوم ارهابي على ارض امريكية وانه كان يتفاخر كيف ان المنحة الدراسية التي حصل عليها "ستقدم مساعدة هائلة في تزويدي بالدعم الذي احتاج إليه من أجل الجهاد."

وكتب الدوسري أيضا عن الخطوات التي كان يعتزم اتخاذها ومنها الحصول على شهادة ميلاد مزورة واستئجار سيارة واستخدام رخص قيادة مزورة وزرع قنابل في سيارات وكيفية تذليل الصعوبات التي يكتنفها نقل القنابل الى أهدافها خلال ساعة الذروة. بحسب رويترز.

وبالإضافة الى منزل بوش اورد الدوسري قائمة بأهداف محتملة منها منازل ثلاثة أمريكيين كانت مهام عملهم خلال التحاقهم بالجيش في سجن ابو غريب بالعراق حيث اتهم جنود بإساءة معاملة السجناء. وأورد أيضا ضمن أهدافه سدود خزانات مياه في كولورادو وكاليفورنيا ومحطات طاقة نووية ومحطات للطاقة الكهرومائية. كان الدوسري مقيما بشكل مشروع في الولايات المتحدة إذ كان حاصلا على تأشيرة دراسية. وهو يواجه احتمال الحكم عليه بالسجن مدى الحياة عندما يصدر الحكم في أكتوبر تشرين الأول.

من جهة اخرى توصل الادعاء الأمريكي إلى اتفاق مع شاب مسلم من ولاية ماساتشوستس، على أن يقر بذنبه في عدد من الاتهامات الموجهة إليه، بـ"التآمر" لاستخدام طائرات محملة بالمتفجرات، يتم التحكم فيها عن بعد، لقصف مبنى وزارة الدفاع "البنتاغون"، ومبنى الكونغرس. وذكرت وزارة العدل، في بيان لها أن رضوان فردوس، البالغ من العمر 26 عاماً، وهو من بلدة "آشلاند"، وافق على أن يقر بالذنب في اثنتين من ستة اتهامات موجهة إليه، على أن يتلقى عقوبة السجن لمدة 17 عاماً، يتبعها إطلاق سراح "مشروط"، لمدة 10 سنوات، يخضع خلالها للمراقبة.

وبحسب مسؤولين أمريكيين، فإن فردوس خطط لاستخدام طائرة كبيرة، يتم التحكم فيها عن بعد، بواسطة جهاز "ريموت كنترول"، محملة بمتفجرات من نوع C-4، في قصف البنتاغون، ومبنى "الكابيتول"، مقر الكونغرس، بالعاصمة الأمريكية واشنطن. وذكرت مصادر أمنية في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي أن فردوس لم يمثل خطراً على الإطلاق على أمن الولايات المتحدة، حيث كان العملاء الفيدراليون يراقبونه عن كثب، كما استبعدت المصادر أن يكون عضواً في جماعة إرهابية دولية، وأشارت إلى أنه ربما أصبح "متطرفاً" بعد مشاهدة مقاطع فيديو على الإنترنت.

وكشفت التحقيقات أن فردوس، وهو حاصل على درجة علمية في الفيزياء من جامعة "نورث إيسترن" في بوسطن، بدأ التخطيط لـ"الجهاد" ضد أمريكا مطلع العام 2012، حيث قام بتزويد العملاء السريين بهواتف محمولة قام بتعديلها لاستخدامها كمفاتيح كهربائية لأجهزة ناسفة، لاستخدامها في مهاجمة الجنود الأمريكيين في الخارج. بحسب CNN.

وذكرت المصادر أن عملاء التحقيقات الفيدرالية قاموا بتقديم كمية من متفجرات C-4، تقدر بنحو 25 باونداً، أي حوالي 11.3 كيلوغرام، معظمها زائفة وقليل منها حقيقي، كما أعطوه 6 بنادق كلاشينكوف AK-47، و3 عبوات ناسفة غير صالحة للاستعمال. وخلال الفترة بين مايو/ أيار وسبتمبر/ أيلول 2011، حصل فردوس على طائرة صغيرة يتم تشغيلها عن بعد، بقيمة 6500 دولار، وخطط لاستخدامها لشن هجوم على البنتاغون ومقر الكونجرس، كما أنه خطط لاستخدام أنواع أخرى من الطائرات العسكرية التي تشغل عن بعد.

ارسال طائرات لكينيا

من جانب اخر قالت صحيفة وول ستريت جورنال ان وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) تسعى الى ارسال طائرات بدون طيار الى كينيا في اطار مساعدات عسكرية تزيد قيمتها على 40 مليون دولار تهدف الى مساعدة اربع دول افريقية على قتال القاعدة ومتشددي حركة الشباب لاسيما في الصومال. وستحصل كينيا على ثماني طائرات من طراز "ريفن" وهي طائرات بدون طيار تطلق باليد يمكن استخدامها في تحديد اهداف لتدميرها بواسطة قوات برية أو بطائرات اخرى.

ونقلت الصحيفة عن وثيقة للبنتاجون قولها ان "هذه المساعدات ستحسن من الفاعلية التكتيكية وقدرة قوات الدفاع الوطني الكينية التي تشارك في عمليات مكافحة الارهاب ضد حركة الشباب في الصومال على الوصول الى اهدافها." وقالت الصحيفة ان طائرات ريفين لكينيا ستكون جزءا من صفقة قيمتها 41.4 مليون دولار ستشمل ايضا شاحنات وأجهزة اتصالات وأسلحة لبوروندي وجيبوتي واوغندا. بحسب رويترز.

وأضافت الصحيفة نقلا عن مسؤولين ووثائق ان الولايات المتحدة قدمت هذه الطائرات الى اوغندا في العام الماضي. وتشرف وزارة الخارجية الامريكية على شحنات الاسلحة بين الحكومات بعد عملية المراجعة المطولة التي يجريها الكونجرس. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين قولهم ان صفقة المساعدات العسكرية تهدف الى مساعدة حلفاء افارقة رئيسيين في المنطقة على ملاحقة حركة الشباب ومؤيدي تنظيم القاعدة الاخرين.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 6/آب/2012 - 17/رمضان/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م