السيارات الكهربائية... جودة قد تكتسح المستقبل

 

شبكة النبأ: أصبحت السيارات الكهربائية التي تعمل بواسطة البطارية، أحد الخيارات المتاحة أمام المستهلكين، في ظل ارتفاع أسعار الوقود حول العالم، لذا توجه العديد من الأشخاص نحو اختيار البدائل التي توفر من قيمة فواتير الطاقة ، وخصوصا بعد تمكن أحد الشركات من تطوير قدرة سيرة تسير باستخدام الكهرباء لمسافات طويلة، كما أنها توفر انفاق المال إذا ما قورن بأسعار الوقود النفطي، ناهيك عن انها صديقة لللبيئة اي أقل تلويثا.

فيما اطلقت شركة تويوتا السيارة الهجين الاكفأ في استهلاك الوقود في العالم، وكشفت النقاب عن أول سيارة كهربائية رباعية الدفع، مما ساعد دخول الشركات الاخرى الى اجواء المنافسة إذ تعتزم شركة نيسان زيادة انتاج السيارات الكهربائية لمليون سيارة بحلول 2016، لكن ما زالت الطموحات الصينية الخاصة بالسيارات النظيفة بعيدة المنال في المستقبل القريب.

من جهة أخرى تراهن الحكومة الفرنسية على السيارات النظيفة بعدما عانت من صدمة شركة بيجو سيتروين، فعلى الرغم من الحماس الكبير الذي رافق انطلاق أول موديلاتها، إلا أن انتشار السيارة الكهربائية في ألمانيا مازال يواجه عقبات عدة. الحكومة وضعت خططاً للتشجيع على استخدامها، ليصل عددها في شوارعها إلى مليون سيارة بحلول 2020.

أرخص وأقل تلويثا

فقد قال اتحاد العلماء المعنيين في تقرير صدر مؤخرا أن السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة توفر انفاق المال على الوقود وأقل تلويثا من معظم السيارات التي تعمل بالبنزين حتى في الاماكن التي تولد فيها الكهرباء عن طريق حرق الفحم، وقال دون اناير المهندس الكبير في برنامج السيارات النظيفة التابع لاتحاد العلماء "يجب أن يشعر السائقون بالثقة في أن امتلاك سيارة كهربائية اختيار جيد للحد من التلوث الناجم عن ارتفاع درجة حرارة الارض ولخفض تكاليف الوقود وتقليص استهلاك النفط، وقال الاتحاد ان الدراسة هي الاولى التي تحلل انبعاثات السيارات المشحونة من شبكة كهرباء تعمل بوقود مثل الفحم والغاز الطبيعي. بحسب رويترز.

ويشير التقرير الذي كتبه اناير الى أن اصحاب السيارات الكهربائية بإمكانهم توفير 750 الى 1200 دولار سنويا عند القيادة لمسافة 11 الف ميل مقارنة بسائقي سيارة تعمل بالبنزين تسير 27 ميلا باستخدام جالون واحد مقابل 3.50 دولار للجالون، وقال التقرير أن كل 50 سنتا اضافية في سعر جالون البنزين تمكن سائق السيارة الكهربائية من ادخار مبلغ اضافي قدره 200 دولار سنويا.

سيارات كهربائية

فيما قامت شركة ECO MOVE بابتكار سيارة جديدة بتكنولوجيا مبتكرة، مزودة بخلية تمكنها من السير لمسافات طويلة (تصل إلى 800 كيلومتر،) لتسد ثغرة المسافات الطويلة، بالإضافة إلى قدرة السيارة الجديدة على السير لمسافات طويلة دون إعادة شحن البطارية، ما يجعل كثيرين يعزفون على فكرة استخدام هذه النوعية من السيارات، فالسيارة الجيدة يمكنها السير لمسافة 800 كيلو متراً، دون إعادة تزويدها بالوقود، وقامت ثلاثة شركات دنمركية بالعمل على استخدام ناقلات الطاقة، في تحسين القدرة التنافسية للمركبات الكهربائية، باستخدام مادة الميثانول، وهو وقود حيوي يمكن استخراجه من مختلف مصادر الطاقة منها الغاز الطبيعي، ويقول موغنس لوك، الرئيس التنفيذي لشركة ECOmove ومصمم السيارة المبتكرة QBEAK:"إن البايو ميثانول، يعد وسيلة جيدة لتزويد السيارات بالطاقة، كونه يحتوي على نسبة جيدة من ثاني أكسيد الكربون، أفضل بكثير من البنزين والديزل. أيضاً قمنا بتصميم السيارة بوزن خفيف حوالي 425 كيلو جرام ، ما يجعلها قادرة على السير حتى مسافة 500 كيلو متراً. بحسب السي ان ان.

وأضاف:"أما عن نظام عمل السيارة وتزويدها بالطاقة، فإننا بدلاً من أن نضع بطارية ثابتة، صممنا ستة وحدات طاقة مختلفة، تم تركيبها في هيكل السيارة، ويؤدون عمل البطارية، ومن أهم خصائص هذه الوحدات أنها تعمل على توفير الطاقة بأقصى قدر ممكن، وهذه الخلايا تعمل على تحويل الميثانول والمياه، إلى طاقة كهربائية لشحن البطارية، بينما تستخدم الحرارة الناتجة عن حرق الوقود في توليد الطاقة اللازمة لأغراض التدفئة والتبريد في السيارة، وتعد المسافة التي تسيرها هذه السيارة الأطول بين السيارات التي تعمل بالكهرباء، مثل سيارات نيسان وشيفرولية، حيث تسير الأولى 222 كيلو متر، والثانية 602 كيلو متر، وذلك وفقاً لتقارير صادرة عن صناع السيارات في الولايات المتحدة الأمريكية."

السيارة الهجين

كما أطلقت تويوتا موتور السيارة الهجين الاكفأ في استهلاك الوقود في العالم مع سعي الشركة لمواجهة المنافسة القادمة من السيارات التي تعمل بالكهرباء فحسب، ويبلغ معدل استهلاك الوقود للسيارة "أكوا" والتي ستطرح خارج اليابان باسم "بريوس سي" 35.4 كيلومتر/لتر متفوقة على أفضل طرز بريوس حاليا والذي يبلغ معدل استهلاكه 32 كيلومترا/لتر، وتبحث نيسان موتور وجنرال موتورز عن موطئ قدم في قطاع السيارات الصديقة للبيئة بطرازيهما الكهربائيين ليف وشيفروليه فولت لكن من المتوقع أن تظل أحجام المبيعات منخفضة نسبيا الى أن تشهد أسعار البطاريات المرتفعة تراجعا كبيرا، وتطمح تويوتا الى بيع 12 ألف وحدة شهريا من السيارة أكوا في اليابان بسعر يبدأ من 1.69 مليون ين (21 ألفا و600 دولار). بحسب رويترز.

وتستهدف شركة صناعة السيارات اليابانية المهيمنة على مجال السيارات الهجين طرح نحو عشرة طرز جديدة تعمل بالبنزين والكهرباء بحلول عام 2015، كانت الشركة توقعت ارتفاع المبيعات 20 بالمائة في 2012 مع تعافيها من اثار زلزال مارس اذار في اليابان وفيضانات تايلاند التي أثرت سلبا على الإنتاج في أنحاء العالم.

أول سيارة كهربائية رباعية الدفع

على الصعيد نفسه كشف مصنع السيارات الياباني "تويوتا" في لوس أنجليس (كاليفورنيا)النقاب عن سيارة رباعية الدفع تعمل بالكهرباء حصرا وتعتبر الأولى من نوعها في السوق. وهذه السيارة هي نسخة عن سيارة "راف فور" رباعية الدفع الشهيرة وهي تقطع مسافة 160 كيلومترا قبل أن يصبح من الضروري شحنها لمدة ست ساعات، وستطرح السيارة للبيع أولا في كاليفورنيا بسعر أولي يبلغ 49800 دولار، ويأمل "تويوتا" أن يبيع 2600 سيارة من هذا النوع في السنوات الثلاث المقبلة، وأعلن بوب كارتر المدير العام ل"تويوتا" في الولايات المتحدة أن المجموعة تعول على "محبي التكنولوجيا، كما كانت الحال مع الجيل الأول من سيارة +بريوس+" الهجينة التي أطلقت قبل 15 عاما وحققت "تويوتا" بفضلها أعلى مبيعات لها، وأضاف "أردنا أن نمزج أفضل ما في العالمين... فسيارة "راف فور إي في" الجديدة هي مزيج بين فعالية السيارات الكهربائية ومرونة السيارات رباعية الدفع الصغيرة. إنها السيارة الكهربائية الوحيدة في السوق في فئة السيارات رباعية الدفع الصغيرة"، لكن هذه السيارة قد لا تستقطب جمهورا عريضا لأنها أغلى بمرتين من سيارة "راف فور" العاملة بالوقود ولأن المسافة القصوى التي يمكن أن تقطعها وهي مكتملة الشحن تطرح مشاكل في ما يتعلق بالقيادة خارج المدن الكبيرة. بحسب رويترز.

وتابع كارتر أن هذه السيارة "مصممة خصيصا للمستهلكين الذين يعتبرون البيئة من أولوياتهم ويقدرون الأداء الجيد"، موضحا أنها ستطرح في الأسواق هذا الصيف في سان فرانسيسكو ولوس أنجليس وفي ضاحية لوس أنجليس (منطقة أورانج) وفي سان دييغو، وختم المدير العام قائلا في الدورة السادسة والعشرين من معرض السيارات الكهربائية في لوس أنجليس "نتحرق شوقا لمعرفة ردة فعل السوق".

مليون سيارة بحلول 2016

من جهة أخرى قال مسؤول رفيع بشركة نيسان موتور ثاني أكبر شركة لانتاج السيارات في اليابان ان شركته تعتزم زيادة انتاجها من السيارات الكهربائية لتتجاوز مليون سيارة بحلول 2016، وقال مينورو شينوهارا نائب الرئيس لإدارة تطوير التكنولوجيا خلال مقابلة على هامش مؤتمر عن الطاقة بالعاصمة الرياض "بدأنا انتاج السيارات الكهربائية وأسواقنا الرئيسية هي اليابان والولايات المتحدة وأوروبا...طاقتنا الحالية 50 ألف سيارة كهربائية سنويا من إجمالي أربعة ملايين سيارة تنتجها نيسان، وتابع "لدينا هدف ان يصل إجمالي عدد السيارات الكهربائية لأكثر من مليون سيارة بحلول رر2016.ليس لدي الرقم المحدد لكنه سيكون أكثر من مليون سيارة بالتعاون مع رينو وفقا للتحالف الاستراتيجي بيننا، وأضاف "انه رقم ضخم لكن نسبة مساهمة تلك السيارات في المبيعات لا يزال صغيرا." موضحا أن شركته باعت نحو 20 ألف سيارة كهربائية حتى الآن، وقال "على حسب ما أتذكر جرى بيع 20 ألف سيارة عالميا بالاساس في اليابان والولايات المتحدة وبعضها في أوروبا...نهدف للتوسع عالميا لكننا حريصون اذ يجب أخذ بعض عوامل البنية الأساسية في الاعتبار، وأوضح أن أسواق الشرق الاوسط ستكون ذات أهمية كبيرة لنيسان في المستقبل لكنه لم يخض في تفاصيل، ويسعى قطاع صناعة السيارات العالمي جاهدا للالتزام بقواعد مشددة لخفض الانبعاثات بينما يتعافى من ركود شديد أبرز حاجة شركات السيارات التي تريد الربح لتعزيز نطاق الانتشار وغزو أسواق جديدة ورفع الكفاءة، وفي ابريل نيسان 2010 كشفت شركات رينو ونيسان موتور ودايملر لصناعة السيارات عن شراكة تتبادل الشركات بموجبها حصصا وتشترك في تطوير السيارات وذلك بهدف تقاسم التكاليف والوصول لنطاق انتشار أكبر، وقالت نيسان آنذاك ان الشركات الثلاث تعتزم التعاون في انتاج سيارات كهربائية وسيارات ركوب وسيارات تجارية خفيفة بالاضافة الى مشاركة التكنولوجيا وتطوير محركات تعمل بالديزل والبنزين بشكل مشترك لسيارات دايملر الصغيرة من طراز سمارت وسيارات أخرى، وأوضح شينوهارا ان نيسان تستثمر خمسة بالمئة من اجمالي إيراداتها في التكنولوجيا سنويا مشيرا الى أن تلك النسبة تقارب أربعة الى خمسة مليارات دولار سنويا. بحسب رويترز.

وحول إمكانية زيادة تلك النسبة أوضح أن ذلك يعتمد في الأساس على الإيرادات قائلا "نأمل في زيادة الايرادات وهو ما سيعني بالتالي زيادة تلك النسبة، وفي يونيو حزيران الماضي توقعت نيسان انخفاضا أفضل من المتوقع في أرباح التشغيل السنوية بنسبة 14.4 بالمئة في تحد للتراجع الذي سببته كارثة الزلزال خلال الاشهر الماضية كما توقعت الشركة سنة جديدة من المبيعات القياسية، وتتوقع ثاني أكبر شركة لانتاج السيارات في اليابان أن تبلغ الارباح التشغيلية 460 مليار ين (5.7 مليار دولار) في السنة التي تنتهي في مارس اذار 2012 وهو ما فاق متوسط توقعات 21 محللا استطلعت خدمة تومسون رويترز اي/بي/ اي/اس آراءهم وجاء عند 432 مليار ين، وبرغم تعطل طويل في الانتاج منذ كارثة الزلزال يوم 11 مارس اذار قالت نيسان ان المبيعات سترتفع 9.9 في المئة الى 4.60 مليون سيارة هذا العام لتقدم توقعات أكثر تفاؤلا من منافستيها تويوتا كورب وهوندا موتور اللتين توقعتا تراجعا في المبيعات.

سيارات كهربائية للإيجار

في حين انطلقت في العاصمة الفرنسية باريس خدمة لتأجير سيارات كهربائية للمرة الأولى من نوعها وذلك في محاولة للقضاء على الازدحام المروري في شوارع المدينة، ويأمل مؤيدو المشروع أن يكون دفعة قوية للاعتماد على السيارات التي تعمل بالكهرباء في المستقبل وأن يكون استكمالا لنجاح خدمة تأجير الدراجات المتبع في عدد من المدن الأوروبية، وستستمر التجربة لمدة شهرين حيث سيتمكن سكان باريس من استئجار السيارات لمدة ثلاثين دقيقة مقابل 4 إلى 8 يورو، ويمكن الحصول على عضوية خدمة " أوتوليب" مقابل 10 يورو يوميا أو 144 يورو سنويا، وقدمت السيارات المستخدمة في المشروع شركة فينست بالور وصممتها شركة بانينيفارينا الإيطالية المصممة للسيارة الفارهة فيراري، ويمكن أن تقطع السيارات الجديدة التي تعمل ببطارية كهرباء أن تقطع مسافة 250 كيلومترا قبل أن يتم إعادة شحنها وتستغرق مدة الشحن 4 ساعات، وسيتم طرح 66 سيارة في البداية من 33 محطة ولكن عمدة باريس يأمل أن يصل عدد السيارات المطروحة إلى 3 آلاف سيارة يتم تأجيرها من ألف محطة بحلول نهاية 2012، ويقول المدير العام لخدمة " أوتوليب" مورالد شيبو " نريد إقناع المواطنين بالتخلي عن مفهوم امتلاك سيارة وبديلا عنه يقوموا بتأجير سيارة"، ويأتي المشروع في الوقت الذي تقوم شركات سيارات كبرى بإجراء اختبارات عديدة قبل طرح سيارات كهربائية، واستثمرت شركتا رينو ونيسان موتورز حوالي 4 مليارات يورو في صناعة سيارات كهربائية، ويقول كارلوس غصن المدير التنفيذي لشركتي رينو ونيسان إن السيارات الكهربائية يمكن أن تشكل 10 في المائة من إنتاج الشركتين بحلول عام 2020.

السيارة الكهربائية في ألمانيا

الى ذلك أظهرت دراسة نشرت أن قطاع السيارات الكهربائية يتطور ببطء كبير في ألمانيا على الرغم من أن هذه الأخيرة تعتبر سوقا رائدة لهذه التكنولوجيا، وفي الأشهر الأحد عشر الأولى من السنة، تم تسجيل أكثر من 1800 سيارة كهربائية في ألمانيا، بحسب الدراسة التي أعدها معهد الأبحاث في مجال السيارات والتي تتوقع أن يبلغ العدد الإجمالي للسيارات المسجلة هذه السنة 1900 سيارة، وسنة 2008، اعتزمت الحكومة الألمانية تسيير مليون سيارة كهربائية على الطرقات الألمانية بحلول العام 2020 وأكدت نيتها الاضطلاع بدور رائد في هذا المجال، ويقول القيم على الدراسة فردينانس دودنهوفر إن "السوق الريادية لن تلحق بركب التطورات إذا لم تهتم بالسيارة الكهربائية بشكل أسرع وأكثر حزما"، ملقيا اللوم على البرامج الحكومية المعقدة والبطيئة في هذا المجال، ويضيف "يتطور هذا القطاع بسرعة أكبر في بلدان أخرى" مثل فرنسا والولايات المتحدة. بحسب فرانس برس.

السيارات النظيفة الصينية الخاصة

على صعيد أخر يجتمع مصنعو السيارات في معرض بكين للسيارات ليكشفوا عن نماذج عدة تعمل بالطاقة النظيفة، لكنهم لن ينجحوا بسهولة في إقناع الشراة بالعدول عن سيارات الدفع الرباعي التي تستهلك كميات هائلة من الطاقة، فعلى الرغم من النماذج الكهربائية أو الهجينة الكثيرة التي تعرض منذ الاثنين ولغاية الثاني من أيار/مايو في بكين، إلا أن سوق السيارات الأولى في العالم تحتاج إلى وقت طويل قبل أن تتجه بشكل كبير إلى السيارات التي تعمل بالطاقات الجديدة، وقد كشف عدد من المصنعين مثل "تويوتا" و"بي أم دبليو" و"هوندا" والمصنع الصيني "بي واي دي" الذي استثمر فيه الملياردير الأميركي وارن بافت، عن نماذج كهربائية وهجينة من أصل 88 نموذجا في المعرض، ويقول نامريتا شو وهو محلل لدى "آي ايتش أس غلوبال إينسايت" إن "المصنعين الدوليين يحاولون جميعهم إرضاء الحكومة بإحضارهم سيارات كهربائية إلى الصين"، ويضيف "أعلن كل المصنعين الدوليين تقريبا عن خطط للسيارات الكهربائية في الصين. لكن معظمهم لا يتوقع حجم مبيعات" كبيرا، وبهدف الحد من اعتمادها على واردات النفط، وعدت الصين باستثمار أكثر من 14 مليار دولار بحلول نهاية العقد الحالي، بغية إنشاء بنى تحتية مخصصة لخمسة ملايين سيارات تعمل بالطاقات الجديدة، وتأمل الحكومة الترويج في هذا المجال لتكنولوجيات مطورة في الصين بغية تحقيق تقدم في هذا القطاع الجديد كليا، علما أنها متأخرة قرنا كاملا في مجال المحركات التقليدية، وقد أطلقت بكين أيضا برامج تجريبية لتشجيع المواطنين على استعمال السيارة الكهربائية في بعض المدن، وفي شنتشن (جنوب) على الحدود مع هونغ كونغ، تدعم السلطات شراء السيارات الكهربائية بنسبة 50% كحد أقصى. وقد قدمت الحكومة أيضا 54 مليار دولار في غضون عشر سنوات لتطوير بطاريات للسيارات الكهربائية، وعلى الرغم من هذه الجهود، جاءت المبيعات مخيبة للآمال، ويتراوح عدد السيارات العاملة بمصادر الطاقة الجديدة بين 10 و200 ألف فقط على الطرقات، علما أن مبيعات السيارات وصلت إلى 18,5 مليون سيارة في الصين السنة الماضية، و"فولسفاغن" الذي أعلن عن مشروع للسنة المقبلة يقضي بطرح سيارة كهربائية في الأسواق، أقر بأن سوق السيارات النظيفة لن تنطلق قبل العام 2018. بحسب فرانس برس.

ويأمل هذا المصنع الألماني أن يبيع قبل هذا التاريخ 10 آلاف سيارة كهربائية، علما أنه باع 2,6 ملايين سيارة السنة الماضية في الصين، ويقول المحلل أكسل كريجر الذي يعمل في مكتب ماكنزي للاستشارات في بكين "يريد المصنعون أن يظهروا حسن نواياهم"، ويشرح "من الناحية التجارية، ليس من مصلحة المصنعين نقل تكنولوجيات وإنتاج سيارات بكميات ضخمة إذا لم يكونوا بارزين في السوق"، ويعتبر يان لاكروا وهو محلل في شركة "إولر هرمس" أن "سعر السيارة الكهربائية لا يزال مرتفعا والتكنولوجيا لا تسمح بمنافسة سيارة تقليدية"، ويقول جان فيليب ميلوريو المسؤول عن السيارات العاملة بمصادر الطاقة الجديدة في شركة "بي أس أيه بيجو سيتروين" في شنغهاي إن "المصنعين يواجهون عوائق تكنولوجية وأخرى تتعلق بالبنى التحتية، وبشكل عام، يتوقع المحللون أن تنطلق سوق السيارات النظيفة بحلول العام 2020 عندما يصبح سعر السيارات الكهربائية موازيا لسعر السيارات التقليدية.

السيارات النظيفة الفرنسية

من جهتها كشفت الحكومة الفرنسية الاشتراكية التي تواجه اول اختبار هام لها مع اعادة هيكلة قاسية لدى مجموعة بيجو سيتروين، خطة لمساعدة القطاع تشجع صناعة السيارات "النظيفة" مقابل التزامات بشأن الانتاج في فرنسا، واكد رئيس الوزراء جان مارك ايرولت ان الخطة "تندرج بتصميم كبير جدا في اطار النهوض بقطاع السيارات"، في وقت اعلنت اول مجموعة فرنسية لصناعة السيارات الغاء ثمانية الاف وظيفة وخسائر مالية فادحة، ولدعم هذا القطاع تعتزم الحكومة تشجيع صناعة السيارات الكهربائية التي تراعي البيئة من خلال تحفيزات تتراوح بما بين خمسة وسبعة الاف يورو وكذلك السيارات الهجينة بما بين الفين واربعة الاف يورو، لكن هذه الحوافز ستكون مشروطة بعدم تغيير اسعار البيع في وقت تدنت فيه مبيعات السيارات في فرنسا، كما تنوي ايضا اعطاء تسهيلات تمويل لشركات التجهيز والتصنيع التي تعاني من صعوبات مع انخفاض مبيعات السيارات في اوروبا عموما، واعادة توجيه الاستثمارات نحو الابحاث والتنمية، وفي مقابل مساعدتها ستطلب الحكومة من مصنعي السيارات "تثبيت مواقع الانتاج" كما شدد وزير تشجيع الانتاج ارنو مونتبور، كذلك ستطلب باريس وضع اتفاق التبادل الحر بين الاتحاد الاوروبي وكوريا تحت المراقبة اذ ندد مونتيبور ب"اعمال منافسة غير شريفة" لشركات صناعة السيارات الكورية الجنوبية، وفي اطار سياسة الدفاع عن شعار "صنع في فرنسا"، اقنع مونتبور ايضا المخرجين السينمائيين سيدريك كابيش ولوك بيسون باخراج "اعلانات دعائية لصناعة السيارات الفرنسية، وبعد شهرين من تسلمها السلطة تسعى الحكومة الفرنسية لتجنيب القطاع برمته كارثة بعد الاعلان الذي اثار الصدمة عن خطة لالغاء ثمانية الاف وظيفة لدى مجموعة بيجو سيتروين مع اغلاق مصنع اولني-سو-بوا القريب من باريس في 2014. بحسب فرانس برس.

واثار هذا الاعلان غضب السلطة التنفيذية الجديدة واعتبر فرنسوا هولاند ان خطة اعادة الهيكلة "غير مقبولة بصيغتها الحالية" وهاجم ارنو مونتبور بحدة مسؤولي المجموعة ومساهمها الرئيسي اسرة بيجو، ونددت المعارضة اليمينية بهذه الانتقادات واعتبرت الخطة الحكومية مخيبة للامال لانها "لا تتصدى للموضوع الحقيقي (وهو) خفض كلفة العمل" بحسب وزيرة الميزانية السابقة فاليري بيكريس، واعتبر الخبير الالماني في قطاع السيارات فرديناند دودنهوفر ان الخطة الفرنسية "تافهة" فهي "كما لو اننا نحاول اطفاء حريق هائل بكأس ماء"، ومع اصراره على عدم العودة عن قرار الغاء الوظائف قال رئيس مجلس ادارة مجموعة بيجو سيتروين فيليبب فاران ان السلطات العامة "اصغت اليه" بشأن الصعوبات التي تمر بها المجموعة، واعلنت المجموعة انها تكبدت خسائر بقيمة 819 مليون يورو في النصف الاول من هذا العام، فاقت الى حد كبير كل التوقعات. لكن سهم المجموعة خسر 2,05% عند الساعة 14,30 ت غ في سوق راكدة، وفضلا عن الغاء الوظائف في فرنسا التي تمثل نحو 600 مليون ستخفض مجموعة بيجو سيتروين ايضا استثماراتها ب550 مليون يورو. وستأتي 350 مليون اضافي من "تحسين تكاليف الانتاج" بفضل تحالف مبرم هذه السنة مع الشركة الاميركية جنرال موتورز، وقد تظاهر مئات الموظفين امام المقر الباريسي للمجموعة وهم يرفعون لافتة كتب عليها "لا لاغلاق (مصنع) بيجو سيتروين في اولني)، وطلب ممثلو الموظفين اثناء انعقاد لجنة مركزية للمؤسسة بتعيين خبير محاسبة لدراسة مالية المجموعة، ما يسمح بتأجيل تنفيذ خطة الغاء الوظائف. وقال جان بيار ميرسيه مندوب نقابة اتحاد العمل العام "انها نقطة صغيرة لكن ما من خطوات صغيرة في الحرب الطويلة التي سنخوضها"، مشددا على انه "ليس على العاملين في المجموعة ان يدفعوا الثمن".

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 2/آب/2012 - 13/رمضان/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م