
شبكة النبأ: تشهد أفريقيا في الآونة
الأخيرة سلسلة من الصراعات الدموية ومن الحروب المدمرة على أكثر من
صعيد، مثل تجارة المخدرات والأسلحة التي تؤجج صراعا نشطنا في معظم
الدول الإفريقية، فيما باتت ساحات قتال في بعض الدول الإفريقية مفتوحة
لكل الأطراف، بسبب تردي الوضع الأمني وانتشار الجماعات المسلحة والحروب
المتواصلة خاصة في شمال مالي، مما أدى الى اجتمع رؤساء أركان موريتانيا
والجزائر ومالي والنيجر لبحث تطور الوضع الأمني في شمال مالي لمساعدتها
عسكريا، في الوقت ذاته تم اتفاق بين كينشاسا وكيغالي على قوة حيادية في
شرق الكونغو الديمقراطية للقضاء على حركات التمرد الناشطة في تلك
المنطقة ومراقبة الحدود المشتركة، من جهة أخرى وعلى الرغم من مرور أكثر
سنة على وقوع مجازر غرب ساحل العاج لا يزال هذا البلد يشهد نزاعات
وحروب وكأنه برميل بارود قد ينفجر في أي لحظة، في حين يرى بعض
المراقبين ان تدهور الأوضاع الأمنية واستمرار الحروب وتمكن بعض
الجماعات المتطرفة من الاستيلاء على بعض المناطق قد يزيد من خطر اتساع
رقعة التحالفات بين تلك العصابات وبتالي سيؤثر على امن واستقرار القارة
الافريقية.
صراع المخدرات والأسلحة
فقد قالت رئيسة ليبيريا، إلين جونسون سيرليف، إن تنامي نشاط تهريب
المخدرات إلى أفريقيا واتساع نطاق تجارة الأسلحة فيها والتي لا تخضع
لضوابط تؤجج الصراعات المسلحة في القارة السمراء، وأضافت رئيسة ليبيريا
في مقابلة إن بروز حركات متشددة مثل بوكوحرام في نيجيريا وحركة الشباب
في الصومال يبعث على "القلق الشديد"، كما أشارت سيرليف إلى الهجمات
الأخيرة التي شنتها حركة "أنصار الدين" في شمالي مالي على بعض الرموز
الدينية، وتابعت قائلة إن حكومة بلادها ستنظم حملة بهدف احتواء الخطر،
وأضافت أن بلادها ستحض البلدان المصنعة للأسلحة على التوقيع على معاهدة
تهدف إلى الحد من انتشار الأسلحة، وأدلت سيرليف بهذه التعليقات على
هامش قمة الاتحاد الأفريقي في العاصمة الأثيوبية، أديس أبابا، ودعت
القمة في وقت سابق مجلس الأمن الدولي إلى التدخل في مالي، وكانت حركة
أزواد (الطوارق) وحركة أنصار الدين الإسلامية المتشددة استولتا على
شمالي مالي عقب انقلاب عسكري شهده البلد في وقت سابق، واستغلت الحركة
الانفصالية تفكك أوصال الجيش المالي لتعزيز قبضتها على منطقة شمالي
مالي. بحسب البي بي سي.
مجازر ساحل العاج
فيما يدل الهجوم الذي استهدف مخيما للنازحين في غرب ساحل العاج على
ان هذه المنطقة ما زالت برميل بارود بعد اكثر من عام على المجازر التي
شهدتها ابان ازمة 2010-2011، وهو يدل ايضا على ضرورة اصلاح عاجل لقوات
الامن، وسقط في اعمال العنف التي شهدها دويكويه 11 قتيلا على الاقل و13
بحسب مصادر محلية، وقد اندلعت اثر مقتل اربعة اشخاص خلال عملية سطو في
احد احياء المدينة ما استتبع على يبدو عملية انتقامية ضد مخيم للنازحين
مجاور قتل فيها تسعة نازحين واحرق المخيم بينما ظل جنود الامم المتحدة
المكلفين حمايته مكتوفي الايدي، وكتبت صحيفة فراترنيتيه ماتان الرسمية
ان "في دويكويه الايام تمر وتتشابه" في اشارة الى انعدام الامن
المتواصل والتوتر الاتني بين المالنيكي (المتحدرين من الشمال) وهم
عموما من انصار الرئيس الحسن وتارا من جهة، والغيريه من جهة اخرى وهم
سكان محليون يعتبرون من انصار الرئيس السابق لوران غباغبو، وتعتبر
دويكويه "مدينة المعاناة" منذ الازمة التي تلت انتخابات كانون الاول/ديسمبر
2010 واستمرت حتى نيسان/ابريل 2011 ومن بين القتلى الثلاثة الاف الذين
سقطوا حينها تعد المدينة ومنطقتها عدة مئات من الضحايا واتهمت القوات
الموالية لحسن وتارا بارتكاب فظاعات فيها، وغالبا ما يستعمل المتخصصون
عبارة "برميل بارود" للاشارة الى دويكويه وغرب ساحل العاج بشكل عام،
ومنذ سنوات تتواجه المجموعات الاتنية على خلفية نزاعات حول ملكية
الاراضي في هذه المنطقة الكبيرة المنتجة للكاكاو الذي تعتبر ساحل العاج
اكبر منتج له في العالم، وزادت تلك الازمة التي تلت الانتخابات وحوادث
من حين لاخر في تفاقم الانقسامات واشتكى الاب سيبريان اهوري الراهب في
البعثة الكاثوليكية في دويكويه بالقول "هنا عندما تندلع ازمة تستحوذ
عليها الاتنيات"، غير ان الوضع ازداد تفاقما في الاونة الاخيرة. بحسب
فرانس برس.
واوضح مصدر في الامم المتحدة "اننا نلاحظ في الغرب عددا كبيرا من
المهاجرين القادمين من بوركينا فاسو" تجلبهم الثروات الزراعية الهائلة،
وليس هذا النزوح بجديد لكنه، بحسب مصادر عدة قريبة من الملف، ما انفك
يتعاظم ويثير نفورا كبيرا لدى اتنية الغيريه، ويهيمن زعيم حرب
بوركينابي اسمه حمادي اويريمي على شمال دويكويه في منطقة غابات تدعى
جبل بيكو، ويتهم رجاله بارتكاب عدة تجاوزات وبالتورط في المجازر التي
حصلت في دويكويه في آذار/مارس 2011، وقد دان معسكر غباغبو اولئك "المرتزقة"
في حزيران/يونيو بعد سلسلة هجمات بجنوب المنطقة قرب الحدود مع ليبيريا
اسفرت عن سقوط عشرين قتيلا بينهم سبعة جنود نيجيريين من قوات الامم
المتحدة، بينما اتهمت الحكومة مقاتلين موالين لغباغبو مرابطين على
الجانب الاخر من الحدود، وهي فرضية تتمتع بمصداقية، واعادت ماساة
دويكويه ايضا مشكلة القوات الجمهورية الى الصدارة، فالجيش العاجي
الجديد يضم العديد من قدامى متمردي الشمال ومساعديهم الملقبين باسم "دوزو"
وهم من الصيادين التقليديين، وقد شاركت القوات الجمهورية و"الدوزو" في
هجوم على احد المخيمات، بحسب مصادر محلية، واكد مصدر مطلع على الساحة
العاجية ان "السلطات العسكرية والسياسية لا تتحكم البتة في اولئك الناس
الذين بامكانهم القيام بعمليات انتقامية كما يحلو لهم"، كذلك فانه في
عهد غباغبو كانت ميليشيات الغيريه تفرض سلطتها المطلقة على المنطقة،
وقد اعرب مصدر اممي عن خوفه من ان يتحول "الدوزو" المقدر عددهم ببعضة
الاف "الى "جيش مدني مواز"، وتولى وتارا شخصيا حقيبة الدفاع بينما
تزداد الحاجة الى اصلاح الجيش على الصعيد الوطني، وما زال برنامج نزع
اسلحة واعادة ادماج المقاتلين السابقين ابان الازمة (وخصوصا المتمردون
السابقون) لم يتحقق مما يتسبب في تأخير اعادة هيكلة القوات، واكد مصدر
عسكري غربي انه خلال الاسابع الاخيرة "عرضت اقتراحات لاعادة هيكلة
الجيش على الرئيس وتارا الذي يجب عليه ان يبت فيها"، مضيفا "دقت ساعة
الحقيقة".
اجتماع اركان الجيوش في نواكشوط
من جهة أخرى اجتمع رؤساء اركان اربعة جيوش في منطقة الساحل في
نواكشوط لمساعدة مالي التي احتلت مجموعات مسلحة اكثر من نصف اراضيها،
على "استعادة سيادتها"، كما اعلنت وكالة الانباء الموريتانية الرسمية،
وقالت الوكالة ان "رؤساء اركان موريتانيا والجزائر ومالي والنيجر
انكبوا على بحث تطور الوضع الامني في شمال مالي" اثناء اجتماع مغلق
يستمر يوما واحدا في نواكشوط، واوضحت الوكالة انهم "بحثوا وسائل مساعدة
جمهورية مالي على استعادة سيادتها على مجمل اراضيها الوطنية" حيث تحتل
المجموعات المسلحة الاسلامية خصوصا شمال البلاد، واتخذ القادة
المجتمعون ايضا "الاجراءات الضرورية لدعم القدرات العملانية للجنة هيئة
الاركان العملانية المشتركة لمواجهة التهديدات الامنية المشتركة والحد
من امتداد الجريمة المنظمة في الفضاء المشترك للدول الاعضاء"، ولجنة
هيئة الاركان العملانية المشتركة التي انشئت في نيسان/ابريل 2010
ومقرها في تمنراست (جنوب الجزائر) وتضم هيئات الاركان العسكرية في
الدول الاربع، تجتمع كل ستة اشهر لدراسة وسائل مكافحة انشطة المهربين
عبر الحدود والمجموعات المسلحة في الساحل، وتقع المدن الثلاث والاقاليم
الادارية في شمال مالي وهي تمبكتو وغاو وكيدال، التي تمثل اكثر من نصف
اراضي مالي، منذ نهاية اذار/مارس-بداية نيسان/ابريل تحت احتلال
المجموعات الاسلامية التي طردت حركة تمرد الطوارق من المنطقة وتعتزم
فرض الشريعة في كل مالي، كما ان الحكومة الانتقالية التي تم تشكيلها في
باماكو بعد انسحاب الانقلابيين العسكريين الذين اطاحوا في 22 اذار/مارس
بالرئيس امادو توماني توري -- الامر الذي سرع في سقوط شمال مالي بايدي
الاسلاميين-- عاجزة كليا عن مواجهة هذه التجاوزات، وتستعد الدول
الاعضاء في المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا منذ اسابيع عدة
لارسال قوة عسكرية محتملة الى مالي تتالف من اكثر من 3300 رجل. وتنتظر
تفويضا من الامم المتحدة وطلبا رسميا بالتدخل في باماكو. بحسب فرانس
برس.
من جهة اخرى، شكل افراد من العرب في تمبكتو كتيبة تعنى بالسهر على
منع المجموعات الاسلامية التي تسيطر على شمال مالي، من تدمير اضرحة
اخرى لاولياء مسلمين، كما اعلن مسؤول هذه الوحدة، وقال قائد هذه
الكتيبة طاهل ولد سيدي "لن ندع الذين لا يعرفون شيئا عن الاسلام يدمرون
ثرواتنا. انا درست في موريتانيا والمملكة العربية السعودية. لا احد
يقول لنا في القرآن انه يتعين تدمير اضرحة"، من جهة ثانية، اعلنت منظمة
"اطباء بلا حدود" الاربعاء انها تبقى متواجدة في مستشفى تمبكتو (شمال
غرب مالي) رغم "التوتر الخفي السائد في المدينة" التي يحتلها
الاسلاميون، واوضح الطبيب ميغو ترزيان المسؤول عن الطوارىء في منظمة
اطباء بلا دود في بيان ان "حالة اللااستقرار تعقد وصول العاملين
الانسانيين، ويبقى شمال مالي ممنوع على الغربيين. لكننا نبقي على
وجودنا في مستشفى تمبكتو وفي القرى المحيطة لان الوضع يبقى متقلبا
ويمكن ان يتدهور في اي لحظة"، وفريق منظمة اطباء بلا حدود متواجد في
مستشفى تمبكتو "منذ منتصف نيسان/ابريل"، وقد فر ثلثا سكان تمبكتو
البالغ عددهم 40 الف نسمة من المدينة منذ سيطرة المتمردين الطوارق
والمجموعات الاسلامية عليها في بداية نيسان/ابريل.
القواعد الغربية
على الصعيد نفسه أقرت جيبوتي التي تستضيف أهم القواعد العسكرية
الأمريكية والفرنسية في المنطقة أنها تواجه خطر الانتقام من مقاتلين
إسلاميين تلاحقهم الدول الغربية التي تستضيفها في حملات تمتد الى دول
مجاورة، لكنها ترى إن الخطر محدود، وبدلا من ذلك تشير جيبوتي ذات
الموقع الاستراتيجي إلى ما يمثل بالنسبة لها اعتبارا أمنيا أكثر اهمية
على المدى الطويل وهو الفقر والبطالة والاضطرابات السياسية في المنطقة
وهي عوامل ترى انها تؤدي إلى الفكر المتطرف، وقال الياس موسى دواله
وزير الاقتصاد والمالية الجيبوتي خلال زيارة إلى لندن "بالطبع نشعر
بالقلق من المخاطر التي يمكن ان يمثلها وجود عسكري وأمني دولي، "نقر
بأن ذلك يمثل خطرا علينا فيما يتعلق بالأمن" لكنه أضاف أن مسؤولي الأمن
قادرون على الحد من تلك المخاطر، ومضى يقول "لكن المجال الذي ربما
يتعين علينا أن نتوخى الحذر منه هو محاربة الفقر والبطالة بين الشبان
بشكل ملائم. الإرهابيون سيستغلون ذلك للتلاعب بمن هم في حاجة، وتطل
جيبوتي على أحد أكثر المسارات البحرية ازدحاما في العالم في خليج عدن
في الجهة المقابلة لليمن المضطرب وتستضيف أكبر قاعدة عسكرية فرنسية في
افريقيا إلى جانب قاعدة امريكية رئيسية كما تستخدم قوات بحرية أجنبية
ميناء جيبوتي في حراسة ممرات الشحن المزدحمة قبالة الصومال لمحاربة
القرصنة. بحسب رويترز.
وفي ديسمبر كانون الأول بدأت جيبوتي المساهمة بجنود في قوة الاتحاد
الافريقي في الصومال لمحاربة حركة الشباب التي تحاول الإطاحة بالحكومة
الانتقالية الهشة، وتوعدت حركة الشباب المرتبطة بالقاعدة بشن هجمات
انتقامية على الدول الافريقية المشاركة في القوة، لكن دواله الموجود في
لندن لاجراء محادثات مع مسؤولين بريطانيين لمح إلى أن أي مخاطر أمنية
من جانب المتشددين هي تحت السيطرة، وقال "لا أعتقد أن الإرهابيين
سيهاجمون مباشرة المعسكر الأمريكي أو القاعدة الفرنسية... بل سيهاجمون
أبناء جيبوتي الضعفاء ومصالح جيبوتي لكن الناس المسؤولين عن تلك
المسألة ينسقون جهودهم جيدا للحد من المخاطر، وقال دواله إن عدم وجود
تكامل اقتصادي في المنطقة هو عثرة أهم على المدى الطويل أمام النمو
الاقتصادي واستقرار المنطقة، ومع عدم وجود الكثير من الموارد الطبيعية
وقلة النشاط الصناعي فإن معدل البطالة في جيبوتي يبلغ نحو 60 في المئة.
وتعتمد البلاد بشدة على المساعدات الخارجية في ميزان المدفوعات وفي
تمويل مشاريع التنمية، وتقول تقارير غربية إن جيبوتي تتلقى 30 مليون
يورو (36.75 مليون دولار) سنويا من فرنسا مقابل استئجار القاعدة و30
مليون دولار من الولايات المتحدة للغرض ذاته.
اتفاقية كونغو الديمقراطية
على صعيد أخر أعلن الرئيس الرواندي بول كاغامي انه اتفق ونظيره في
جمهورية الكونغو الديموقراطية جوزيف كابيلا على "مبدأ" انشاء قوة دولية
حيادية "للقضاء" على حركات التمرد الناشطة في شرق الكونغو الديموقراطية
ومراقبة حدودهما المشتركة، وصرح كاغامي "اتفقنا على مبدأ الطلب من
آخرين مساعدتنا لكن التفاصيل (...) سترد لاحقا"، وذلك ردا على سؤال حول
هذه القوة في اعقاب اجتماع لرؤساء دول المؤتمر الدولي حول منطقة
البحيرات العظمى عقد على هامش قمة الاتحاد الافريقي في اديس ابابا،
وقال رئيس المفوضية الافريقية الغابوني جان بينغ لدى افتتاح القمة ان
الاتحاد الافريقي "مستعد للمساهمة في قوة اقليمية لوضع حد نهائي
لتصرفات المجموعات المسلحة" في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية، وتنص
الوثيقة التي اقرها رؤساء دول المؤتمر الدولي حول منطقة البحيرات
العظمى على "العمل مع الاتحاد الافريقي والامم المتحدة لتشكيل فوري
لقوة دولية محايدة للقضاء على حركة ام 23 (...) وكل القوى السلبية في
منطقة البحيرات العظمى"، وانشق جنود متمردون قالوا انهم ينتمون الى "حركة
23 مارس" (ام 23) خلال الاشهر الاخيرة عن القوات المسلحة لجمهورية
الكونغو الديموقراطية التي انضموا اليها في اطار اتفاق السلام المبرم
مع كينشاسا في 23 اذار/مارس 2009، ومن حينها احتلوا عدة بلدات في شرق
البلاد، واتهم تقرير من الامم المتحدة رواندا المجاورة بدعم المتمردين
لكن كيغالي نفت بشدة، وبحث قادة الدول الاعضاء في المؤتمر الدولي حول
منطقة البحيرات العظمى، وهي منظمة اقليمية، تلك الازمة الاحد في اديس
ابابا على هامش قمة الاتحاد الافريقي، ولم تتوفر توضيحات في هذه
المرحلة عن التنسيق بين هذه القوة والجنود ال17 الفا والالفي مدني
لبعثة الامم المتحدة المنتشرين هناك منذ نهاية 1999 خصوصا في شرق
البلاد، من جانب اخر رد الحاضرون في قاعة القمة بالتصفيق على مصافحة
رئيسي جنوب السودان سالفا كير والسودان عمر البشير بحرارة لدى افتتاح
القمة، وقد التقى الرئيسان مساء السبت لاول مرة منذ اندلاع المعارك
الحدودية التي كادت ان تجر بلديهما الى حرب مفتوحة في اذار/مارس ونيسان/ابريل
الماضيين وقال كبير مفاوضي جنوب السودان باغان اموم "انهما التقيا
(...) وكانت المحادثات جيدة"، وقبل ذلك شارك بعض القادة الافارقة السبت
في اجتماع مجلس السلم والامن للاتحاد الافريقي لبحث اهم الازمات
القائمة في القارة، وانتهى الاجتماع بحث السلطات المالية على الاسراع
في العملية الانتقالية وتشكيل جبهة موحدة امام حركات التمرد الاسلامية
المسلحة التي تحتل شمال مالي، وشدد المشاركون في الاجتماع على ان "الوحدة
الوطنية وسيادة مالي لا يمكن ان تكونا قابلتين لاي نقاش او تفاوض"
مؤكدين على "عزم افريقيا عدم ادخار اي جهد من اجل صيانة هذه الوحدة".
بحسب فرانس برس.
من جانب اخر تنتخب قمة الاتحاد الافريقي التي تنعقد للمرة الثانية
في مقر المنظمة الجديد الذي بنته الصين، رئيسا جديدا للمفوضية باختيار
احد المرشحين جان بينغ ووزيرة الداخلية الجنوب افريقية نكوسازانا
دلاميني-زوما بعد ان فشلت المنظمة في ذلك قبل ستة اشهر، وفي القمة
السابقة في كانون الثاني/يناير تحولت عملية الاقتراع الى دراما حيث ان
بينغ الذي حل في المقدمة لم يحصل على ثلثي الاصوات رغم بقائه المرشح
الوحيد في الدورة الرابعة من الاقتراع الذي تنافس خلاله مع وزيرة
داخلية جنوب افريقيا سابقا نكوسازانا دلاميني-زوما الزوجة السابقة
لرئيس جاكوب زوما، وقد يؤدي الصراع من اجل رئاسة المفوضية الى مأزق
جديد يمكن ان ينال من سمعة افريقيا ومنظمتها القارية لا سيما ان بينغ
ودلاميني-زوما اصرا على ترشيحهما حيث ان كلاهما متيقن من الحصول على
ثلث الاصوات على الاقل، وقال مدير معهد الدراسات الامنية جاكي سيليرس
قبل القمة "لا ارى سوى مخرج واحد وهو انسحاب مفاجئ (لاحد المرشحين) او
اتفاق سياسي".
هجمات جيش الرب
في حين اكدت الامم المتحدة في كمبالا ارتفاع وتيرة الهجمات التي
يشنها جيش الرب للمقاومة بزعامة جوزف كوني على المدنيين في الاشهر
الاخيرة، واعلن مكتب الامم المتحدة لتنسيق اللشؤون الانسانية في ندوة
صحافية ان "التحليل يشير الى اتجاه لارتفاع الهجمات التي يشنها جيش
الرب للمقاومة" المعروف بعملياته لخطف الاطفال وتشويه المدنيين، واشار
المكتب الى 62 هجوما في جمهورية الكونغو الديموقراطية وتسعة اخرى في
افريقيا الوسطى في الفصل الثاني وحده من 2012، ولقي 11 شخصا حتفهم وخطف
37 آخرون في هذه الهجمات، ويعتبر مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون
الانسانية من جهة اخرى ان اعمال العنف التي قام بها جيش الرب للمقاومة
ما زالت ترغم 475 الف شخص على ملازمة منازلهم. بحسب فرانس برس.
وكان جيش الرب للمقاومة الذي انشىء في الثمانينات ينشط في شمال
اوغندا حيث زاد من تجاوزاته المتمثلة بخطف الاطفال الذين يجعلهم جنودا
وعبيدا وتشويه المدنيين، وفي 2006 طرده الجيش الاوغندي، ثم توزع في
الغابات الكثيفة للبلدان المجاورة، وتقوم جيوش المنطقة المدعومة بمئة
من عناصر القوات الخاصة الاميركية بملاحقة هذه الميليشيا في الوقت
الراهن. ويسود الاعتقاد ان جيش الرب للمقاومة يتألف اليوم من 150 رجلا
ضمن مجموعات صغيرة.
قطع معونات الغرب
الى ذلك اتهمت وزيرة الخارجية الرواندية الحكومات الغربية باستخدام
المساعدات في فرض الوصاية على الدول الافريقية بعد ان قطعت ثلاث دول
مساعداتها عن كيجالي بسبب سياستها في الكونجو، واوقفت الولايات المتحدة
مساعدات عسكرية بقيمة 200 مليون دولار لرواندا وجمدت هولندا خمسة
ملايين يورو من المساعدات بينما جمدت المانيا مساعدات بقيمة 21 مليون
يورو حتى عام 2015 بعد ان قال تقرير للامم المتحدة ان رواندا تدعم
المتمردين في جمهورية الكونجو الديمقراطية، وقال التقرير الذي نفته
رواندا ان كيجالي تدعم جماعات مسلحة في شرق الكونجو المجاور من بينها
جماعة ام23 التي سيطرت على مساحات من اقليم كيفو الشمالي في القتال
الذي ادى إلى نزوح ما يزيد على 260 الف شخص منذ ابريل نيسان، وقالت
وزيرة الخارجية لويز موشيكيوابو في خطاب امام نادي مايندسبيك لرجال
الاعمال الكينيين "تلك المعاملة التي تشبه معاملة الاب لاطفاله يجب ان
تنتهي ... يجب ان يكون هناك حد ادنى من الاحترام، "ما دامت الدول تلوح
بدفاتر الشيكات فوق رؤوسنا لن نتمكن من الحصول على معاملة بالمثل،
واضافت ان على الافارقة العمل باقصى طاقاتهم لتنمية اقتصادياتهم حتى
يمكنهم التوقف عن الاعتماد على المانحين الغربيين. بحسب رويترز.
وتواجه رواندا صعوبات في اعادة بناء اقتصادها بعد مقتل ما يزيد على
800 الف شخص من عرق التوتسي ومعتدلين من عرق الهوتو في 1994 في ابادة
عرقية وقالت موشيكيوابو ان بلادها ما زالت تعتمد على المانحين في تمويل
50 في المئة من ميزانيتها السنوية، وتدهورت العلاقات بينها وبين
الكونجو منذ 2009 بعد سنوات من الصراع الذي عبرت فيه قوات رواندية
الحدود لمطاردة بقايا المسلحين الهوتو الذين نفذوا الابادة، وقالت
موشيكيوابو ان من السابق لاوانه الحديث عن اثر وقف المساعدات على خطة
الحكومة للتنمية الاقتصادية، وقال وزير التنمية الالماني ديرك نيبل في
بيان ان وزارته حذرت رواندا منذ اربعة اسابيع من انها ستعلق مساعداتها
بسبب مؤشرات على دعمها للمتمردين. |