گيمر عرب

علي وحيد العبودي

 مازال گيمر العرب يتسيد مائدة الإفطار الصباحي لمعظم العراقيين، وهو المفضل عند الكثير منهم، على الرغم من وجود العشرات من أنواع الأجبان العربية والأجنبية بمختلف أصنافها. ولا غرابة في الأمر فلسنوات طويلة بقي عشق العراقيين لهذا النوع من الأطعمة الذي يُصنع بطريقة بدائية في المناطق الريفية او المحيطة بالمدن.

 لكن الغريب في الموضوع عندما أبلغني زميل لي في العمل عن وجود گيمر عرب (تركي)!! في الاسواق المحلية حتى قلت مع نفسي لم تبقَ خصوصية أو تميز لكل الأشياء من حولنا.

لكن سرعان ما تقلبت الأفكار في خاطري فقلت ومن ميز العرب حتى أصبح القيمر من إختصاصهم؟! وماالغرابة في وجود گيمر عرب تركي المنشأ؟! أفلا يوجد مصانع كثيرة في الدول العربية تنتج انواعاً من الاجبان المعلبة يُكتب على أغلفتها (من أفضل الأجبان التركية).

نعم.. في زمن تغيرت فيه الأدوار وأصبحت الثورات تقاد عبر مواقع التواصل الاجتماعي دون تعجب واستغراب.

المهم والحمد لله مع كل هذه التغيرات والتطورات السياسية والإقتصادية في عالمنا العربي بقي الطعم العراقي مميز بتميز المواطن العراقي الذي يتسم بطيبة القلب رغم همومه، ماتجعله مختلف تماماً عن أي مواطن في بلد آخر.

فالإختلاف في العادات والتقاليد بين الشعوب شيء طبيعي الا ان صفات كثيرة يتصف بها العراقيون لايمكن توفرها في غيرهم.

وشاهدنا في هذا الموضوع الكثير من الأمثلة، فعندما تسير مع أحد أصدقائك في مكان ما تراه يلتقي بالصدفة مع شخص لا تعرفه فيأخذه بالأحضان حتى تكاد تنكوي بحرارة اللقاء والسلام بينهم، فتسأل صديقك من هذا؟ يقول لك انه صديقي في الجيش أيام الحرب العراقية - الإيرانية ولم ألتقِ به منذ عشرين عاماً.

وفي مشهد آخر، عندما تكون في سفر ويجلس بجانبك شخص غير عراقي تراه لايبادلك الحديث ولايلتفت إليك، حتى تصاب بالملل بسبب طول الطريق.

 حتماً سيكون المشهد مغايرا ومختلفا تماماً لو جالسك عراقي فيبدأ الحديث بينكم بإبتسامة خفيفة ثم ماتلبث ان تتحول الابتسامة إلى نقاش جميل في الوضع السياسي أو الإجتماعي للبلد فيقوم هذا الشخص بتقديم الكليچة العراقية التي أعدتها زوجته أو يقدم لك سيكارة على الرغم من وجود الكثير من اللافتات من حولكم مكتوبا عليها عبارة (التدخين ممنوع)!!.

أقسم ان هذه المواقف لايعرفها غير العراقيين بإختلاف أديانهم وطوائفهم ولن تجدها في أي بقة من بقاع العالم.

فالعراقي معروف من ملامحه المليئة بالكبرياء والعزة، لم تتغير طيبته رغم الظروف ولم تغرهِ مغريات العصر فمهما كتبت لن أفيه حقه في الوفاء والإخلاص وكلي ثقة ان منظومة المجتمع العراقي من طيبة وكرم وحسن التصرف لن تتغير على الرغم من وجود أيادٍ تريد الإساءة إلى أخلاق العراقيين لتظهرهم بأنهم منزوعو الضمائر والوجدان، وأجمل مافيهم أنهم منبع الخير والعطاء، بعقولهم سيتجاوز البلد كل المشكلات وسيخرج من محنته ليبرهن هذا الشعب انه قادر ان يتحمل المسؤولية تحت أي ظرف وفي أي وقت.  

alikhassaf_2006@yahoo.com

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 1/آب/2012 - 12/رمضان/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م