شبكة النبأ: رحيل مدير المخابرات
العامة المصرية عمر سليمان او ما يعرف بحقيبة اسرار الرئيس المصري
السابق في مثل هكذا ظروف قد تكون قضية غامضة تحتاج الى المزيد من
التحقيق فهي وبحسب بعض المراقبين قضية تثير الكثير من الاسئلة والشكوك
خصوصا مع وجود بعض التكهنات بتصفية هذا الرجل المهم الذي يمتلك الكثير
من الاسرار والمعلومات الخطيرة من قبل اجهزة مخابرات دولية التي قد
تؤثر على بعض الجهات والشخصيات السياسية او حتى الدولية التي كانت
ترتبط بنظام الرئيس السابق حسني مبارك، في هذا السياق قال مستشفى
كليفلاند الأمريكي الذي كان مدير المخابرات العامة المصرية السابق عمر
سليمان يجري فحوصا فيه انه توفي بمرض نادر أثر على القلب والكلى. وتوفي
سليمان عن عمر 76 عاما وكان الرئيس المصري السابق حسني مبارك عينه
نائبا له في الايام الاخيرة قبل ان تسقطه انتفاضة شعبية العام الماضي
وكان من أكثر مستشاريه تمتعا بثقته.
وقال مستشفى كليفلاند في بيان "في يوم الخميس الموافق 19 يوليو توفي
اللواء عمر سليمان نتيجة مضاعفات الداء النشواني (امايلويدوزيس) وهو
مرض يؤثر على عدد من الاعضاء منها القلب والكلى." وجاء في البيان ان
سليمان دخل المستشفى وتم تشخيص المرض بعد ان خضع لعدة فحوص.
واشتهر سليمان بلقب "الصندوق السود" لدوره كأحد أقرب مستشاري مبارك
الموثوق بهم فضلا عن كونه الشخصية المحورية في عمليات تسلم المقاتلين
المصريين من العراق وأفغانستان حيث سلمت الولايات المتحدة محتجزين لمصر
لاستجوابهم. وقالت جماعات حقوقية انه كان ضالعا في عمليات تعذيب واسعة
النطاق ضد المحتجزين.
وكان سليمان شخصا غامضا وإن كان قام بدور معلن في العلاقات المصرية
مع كل من الولايات المتحدة وإسرائيل والفلسطينيين. وباعتباره من أكثر
الناس الذين وثق بهم مبارك ربما يكون أخذ معه إلى القبر كثيرا من أهم
أسرار حكم الرئيس السابق. وغاب سليمان لأكثر من عام عن الأضواء بعد
سقوط مبارك الذي عينه في منصب نائب الرئيس في محاولة لإنهاء ثورة
الربيع العربي في مصر التي هددت حكم الرئيس السابق الذي استمر 30 عاما.
لكن تلك المناورة فشلت حين رفضت الحشود التي طالبت برحيل مبارك
التنازلات السياسية التي عرضها سليمان لتهدئة الاحتجاجات.
واستاء كثير من المتظاهرين لقول سليمان إن المصريين غير مؤهلين بعد
للديمقراطية وهي تصريحات سقط مبارك بعدها بأيام. وأثار سليمان استياء
النشطاء من جديد حين سعى للترشح لانتخابات الرئاسة في ابريل نيسان. لكن
مسعى سليمان لم ينجح حين قالت لجنة الانتخابات الرئاسية إنه لم يحصل
على العدد الكافي من المؤيدين لترشحه في إحدى المحافظات. وكان سليمان
قال قبل إبطال ترشحه إنه سيعيد الأمن الداخلي وينهي الاضطراب السياسي
الذي تلا سقوط مبارك. كما وجه انتقادات لبروز جماعة الإخوان المسلمين
التي قاومها مبارك طويلا. وقال إن كثيرا من الناس يشعرون بأن الدولة
سيسيطر عليها الإخوان المسلمون الذين هيمنوا على البرلمان والذين
يريدون تشكيل الحكومة والحصول على منصب رئيس الدولة - كما قال.
ورأس سليمان المخابرات المصرية منذ عام 1993 ولعب دورا دبلوماسيا
بارزا في علاقات مصر مع إسرائيل والفصائل الفلسطينية والولايات
المتحدة. وتردد اسم سليمان كخليفة محتمل لمبارك لكن معظم المصريين
كانوا يعتقدون ان الرئيس السابق سيتمسك بالمنصب لآخر العمر أو يعمل
لتسليمه لابنه الأصغر جمال. بحسب رويترز.
وقال أحد المقربين من سليمان إنه غادر البلاد مع أقارب له إلى أبو
ظبي. وقال أشرف الشاذلي وهو محام يبلغ من العمر 35 عاما "كان رجلا قويا
في نظام ميارك. الآن هو بين يدي الله ولذلك لا يمكن أن تحاسبه." ووصفته
حكومة تسيير الأعمال في بيان نشره موقع لصحيفة الأهرام على الإنترنت
بأنه وطني وشريف. لكن آخرين خالفوا هذا الرأي قائلين إن سليمان كان من
الصفوة الحاكمة التي مارست الاعتقال والتعذيب ضد معارضين للحكم.
أهم المراحل
وفيما يلي أهم مراحل حياة عمر سليمان:
- ولد في الثاني من يوليو تموز عام 1936 بمحافظة قنا في جنوب مصر.
- التحق بالكلية الحربية بالقاهرة وتخرج فيها عام 1954 لينضم لصفوف
ضباط القوات المسلحة.
- تلقى تدريبا عسكريا إضافيا في الاتحاد السوفيتي السابق.
- في ثمانينات القرن الماضي التحق بجامعة عين شمس بالقاهرة وحصل
منها على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية.
- حصل على شهادة الماجستير في العلوم السياسية من جامعة القاهرة.
وكان حاصلا أيضا على ماجستير في العلوم العسكرية.
- من الوظائف التي تقلدها في القوات المسلحة رئيس فرع التخطيط العام
في هيئة عمليات القوات المسلحة ومدير المخابرات العسكرية.
- يوم 22 يناير عام 1993 عينه مبارك مديرا للمخابرات العامة.
- خلال شغله منصب مدير المخابرات العامة أولاه مبارك دورا كبيرا في
العلاقات مع إسرائيل والعلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين والعلاقات بين
الفصائل الفلسطينية وعلاقاتها بمصر.
وشمل ذلك التوسط للإفراج عن الجندي الإسرائيلي الذي كان أسيرا لدى
حركة حماس في قطاع غزة جلعاد شليط والذي أفرج عنه بعد شهور من الإطاحة
بمبارك.
- كلفه مبارك بالمشاركة في اتصالات دبلوماسية مع عدد من الدول
العربية والأجنبية.
- اتهم بالضلوع في عمليات تعذيب معتقليين اشتبه بانتمائهم لتنظيم
القاعدة نقلتهم الولايات المتحدة من أفغانستان إلى مصر للحصول على
اعترافات منهم.
- لسنوات رشحته تكهنات لخلافة مبارك وقبل سقوط مبارك بشهور ظهرت
ملصقات في بعض شوارع القاهرة تحمل صورا له مرشحة إياه ليكون الرئيس
القادم لمصر لكن الملصقات أزيلت بسرعة في وقت كانت فيه التكهنات قائمة
منذ سنوات بأن مبارك يجهز ابنه الأصغر جمال لخلافته.
- عينه مبارك في منصب نائب الرئيس في اليوم الخامس للانتفاضة التي
اندلعت يوم 25 يناير عام 2011. وقبل ذلك بيوم كانت الشرطة انسحبت من
الشوارع بعد أكثر المواجهات دموية خلال الانتفاضة التي استمرت 18 يوما
وقتل خلالها نحو 850 متظاهرا.
وفي اليوم السابق لتعيينه انتشرت قوات الجيش في الشوارع لحفظ الأمن.
وقال المجلس الأعلى للقوات المسلحة إن قوات الجيش ستعمل لحماية
المتظاهرين.
ـ كلفه مبارك فور تعيينه نائبا له بالحوار مع المعارضة حول مطالب
الإصلاح التي رفعها المتظاهرون. ودعا سليمان أعضاء قياديين في جماعة
الإخوان المسلمين للمشاركة في الحوار كان بينهم الرئيس الحالي محمد
مرسي.
- يوم 10 فبراير 2011 فوض مبارك صلاحياته الرئاسية لسليمان لكن
الرئيس السابق أعلن يوم 11 فبراير - في بيان ألقاه سليمان نفسه
بالتلفزيون- تخليه عن الرئاسة وتكليف المجلس الأعلى للقوات المسلحة
بإدارة شؤون البلاد.
- مع تخلي مبارك عن الرئاسة فقد سليمان منصب نائب الرئيس. وكان
اللواء مراد موافي قد خلفه في منصب مدير المخابرات العامة.
- قالت قناة فوكس نيوز الأمريكية إن سليمان تعرض لمحاولة اغتيال وهو
في منصب نائب الرئيس قتل فيها حارساه وسائق سيارته. ونفي مصدر أمني
الرواية لكن وزير الخارجية وقتذاك أحمد أبو الغيط قال إن محاولة
الاغتيال وقعت فعلا.
- أعلن سليمان في السادس من ابريل أنه سيتقدم لانتخابات الرئاسة رغم
أنه قال في وقت سابق إنه في سن لا تسمح له بشغل المنصب.
- في الثامن من ابريل نيسان قدم أوراق ترشحه محاطا بمئات من مؤيديه
وسط تعزيزات أمنية كبيرة شاركت فيها الشرطة العسكرية بما أوحى بأنه
مرشح مفضل للمجلس الأعلى للقوات المسلحة. بحسب رويترز.
- غادر سليمان القاهرة في التاسع من يونيو حزيران الماضي إلى أبو
ظبي ولم يعد إلى البلاد إلى أن أعلنت وفاته.
- له ثلاث بنات. |