ايران واسرائيل... انتظار لحرب استباقية مفاجأة

 

شبكة النبأ: يتواصل الصراع الاسرائيلي الايراني، وتبادل الاتهامات المستمر والمتجدد بين الحين والاخر يجدد المخاوف من احتمال قيام حرب خطره في المنطقة، تلك المخاوف تعززها التهديدات المستمرة التي تلوح بها اسرائيل دائما، ويرى بعض المراقبين ان اسرائيل اليوم تسعى الى اثارة الرأي العام الدولي وتتحين الفرص لأجل تنفيذ ضربة استباقية ضد ايران مستغلة بعض الهجمات التي تفذ ضد مواطنيها بين الحين والاخر والتي تتهم ايران بتنفيذها يضاف الى ذلك اتساع حدة التوتر بين ايران والغرب بسبب بعض القضايا العالقة فيما يخص الملف النووي الايراني ، وفي هذا الشأن حمل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إيران مسؤولية الهجوم الذي استهدف مجموعة من السياح الإسرائيليين في منتجع بورغاس البلغاري وقال إن الوقت قد حان "ليعلم العالم علم اليقين بأن إيران تقف وراء الإرهاب الدولي وهي أخطر دولة في العالم،" الأمر الذي نفته إيران بشدة.

وقال نتنياهو إنه يجب منع إيران من حيازة الأسلحة النووية، مصيفاً أن إسرائيل "لن تركع بوجه الإرهاب المنطلق من إيران، بل ستواصل ملاحقته وسترغم أولئك الذين يقفون وراء هذا الإرهاب على أن يدفعوا الثمن باهظاً." وكان الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيرس، قد أدلى بموقف مشابه، وجه فيه أصابع الاتهام إلى إيران بقوله إنها "متورطة بكل تأكيد" في الهجوم، وفقاً لما أوردته الإذاعة الإسرائيلية. وأضاف بيرس أن إسرائيل "لن تنسى ولن تتجاهل ولن تركع بوجه الإرهاب الذي طال أناساً أبرياء هم رجال ونساء وأولاد توجهوا إلى بلغاريا للراحة والاستجمام." من جانبه، رجح نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، داني أيالون، أن تقوم إسرائيل بتقديم شكوى خلال الأيام القليلة المقبلة إلى مجلس الأمن الدولي ضد إيران وحزب الله، على خلفية الهجوم الذي أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وجرح 33.

ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، رامین مهمانبرست، الاتهامات الإسرائيلية الموجهة لبلاده، وقال إن إسرائيلي زعيمة "الإرهاب الحكومي والمنظم" على حد تعبيره، واتهمها بالتورط في اغتيال العلماء النوويين في إيران. ورأى مهمانبرست أن إسرائيل تقوم بـ"توجیه اتهامات واهیة للدول الأخرى للهروب من اطلاع العالم على طبیعتها الإرهابية،" وأضاف أن بلاده هي "الضحية الأكبر للإرهاب" وتعتبر تعریض حیاة الأفراد الأبریاء للخطر "نهجا خاطئا."

وكانت وزارة الداخلية البلغارية قد أعلنت أن انتحاريا نفذ هجوم على متن حافلة للسياح الإسرائيليين، مشيرا إلى أن عدد القتلى ارتفع إلى ثمانية أشخاص، في حين أن 32 شخصا لا يزالون في المستشفى. وكانت معلومات رسمية بلغارية أكدت مقتل ما لا يقل عن ستة أشخاص وجرح 30 في انفجار استهدف حافلة كانت تضم سياحاً إسرائيليين وصلوا لتوهم إلى مطار مدينة بورغاس، في حادث يعقب إعلان إسرائيل عن وجود تهديدات لمصالحها في عدة دول. وقالت فانيا فالكوفا، مديرة القسم الإعلامي في وزارة الداخلية البلغارية، إن الانفجار وقع في الموقف المخصص للحافلات بالمطار.

وقال مصدر في الرئاسة البلغارية إن الانفجار أدى إلى نشوب حريق في الحافلة التي تقل قرابة 40 إسرائيليا، مشيراً إلى أن العديد من المصابين نقلوا إلى المستشفيات. أما وزارة الخارجية الإسرائيلية، فقالت إن طائرة تضم مجموعة من السياح الإسرائيليين وصلت إلى بلغاريا وصعد ركابها بعد ذلك في حافلاتهم للتوجه إلى الفندق، ووقع انفجار بإحدى تلك الحافلات، دون التأكد من طبيعته بشكل قاطع.غير أن القناة التلفزيونية الإسرائيلية العاشرة تحدث عن تعرض الحافلات الإسرائيلية لهجوم مركب، استخدم منفذوه المتفجرات والأسلحة النارية.

وفي السياق ذاته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، أيهود باراك، إن ما جرى في بلغاريا من استهداف لحافلة تقل مجموعة من السياح الإسرائيليين هو "عمل إرهابي،" بينما قال رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إن أصابع الاتهام في العملية تشير إلى إيران، متوعداً بالرد على الإرهاب "بقوة." وذكر نتنياهو، في بيان صادر عن مكتبه، بالعمليات السابقة التي جرى إجهاضها في تايلاند وجورجيا والهند قائلاً: "كل الإشارات تدل على إيران، وبلدنا سيرد باستخدام القوة على الإرهاب الإيراني."

أما باراك فقال: "لدينا عدة قتلى وعدد كبير من القتلى،" مضيفاً أن الجهات المسؤولة عن العملية قد تكون "إيران أو تنظيمات إسلامية متشددة،" محدداً في هذا السياق حزب الله أو حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس." أما الإذاعة الإسرائيلية، فأشارت إلى أن الانفجار وقع على الأرجح في حجرة الأمتعة التابعة للحافلة المستهدفة، بينما اشتعلت النار في حافلتين بسبب شدة الانفجار.

وذكرت الإذاعة أن "غرفة طوارئ" قد أقيمت في وزارة الخارجية في القدس، ونقلت عن مصدر عسكري قوله إن الاعتقاد السائد لدى الدوائر الأمنية والعسكرية أنه "كانت هناك إنذارات قبل حوالي شهرين حول عملية مخطط لها في بلغاريا في إطار مساعي إيران وحزب الله في الفترة الأخيرة لاستهداف مصالح إسرائيلية." وكانت الإذاعة الإسرائيلية قد قالت إن الجيش وجه تحذيرا إلى لبنان من العواقب الوخيمة التي قد يتعرض لها في حال اندلاع مواجهة عسكرية أخرى، عشية حلول ذكرى مرور ستة أعوام على نشوب حرب لبنان الثانية. بحسب CNN.

وقالت المصادر إن مثل هذه المواجهة "ستكبد منظمة حزب الله خسائر فادحة وقد يضطر سكان بعض القرى التي يتمترس بها عناصر هذه المنظمة إلى النزوح حفاظا على أرواحهم." وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد اتهم إيران وحزب الله بالوقوف وراء المخطط لارتكاب هجوم ضد هدف إسرائيلي في قبرص، وذلك بعد تقارير صحيفة أشارت إلى اعتقال شخص لبناني الجنسية، كان يجمع المعلومات حول المسافرين ووسائل النقل الإسرائيليين.

من جانب اخر ندد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ب"الارهاب الايراني" بعدما اعتقلت الشرطة القبرصية لبنانيا يشتبه في انه خطط لعملية كانت ستستهدف مصالح اسرائيلية في قبرص. وقال نتانياهو في بيان صادر عن مكتبه ان "الارهاب الايراني لا حدود له. وبعدما ارسلت ايران عملاءها لاغتيال السفير السعودي في الولايات المتحدة، واعتداءاتها في اذربيجان وبانكوك وتبيليسي ونيودلهي وافريقيا، كشفت الان عن نيتها في تنفيذ هجوم ارهابي على اراضي قبرص".

وافادت معلومات صحافية ان المشتبه به ينتمي الى حزب الله الشيعي اللبناني المدعوم من ايران. ونقل التلفزيون القبرصي الرسمي ان عناصر من الاستخبارات الاسرائيلية قدموا معلومات حول المشتبه به الى السلطات القبرصية. ومثل المشتبه امام المحكمة وهو موقوف على ذمة التحقيق لسبعة ايام بحسب التلفزيون الرسمي. بحسب فرنس برس.

واشارت صحيفة فيليليفتيروس من جهتها الى العثور بحوزته على ملاحظات وتفاصيل تتعلق بطائرة اسرائيلية. وتسعى الشرطة لكشف المواقع التي كان المشتبه به ينوي استهدافها، وما اذا كان لديه شركاء في الجزيرة. ونقلت الاذاعة الرسمية ان المشتبه به كان في مدينة ليماسول الساحلية ويلتقط صورا لمصالح اسرائيلية. وفي شباط/فبراير استهدفت سلسلة من الاعتداءات اهدافا اسرائيلية في اذربيجان وتايلاند وجورجيا ونيودلهي واتهمت الحكومة الاسرائيلة انذاك طهران بتدبير هذه الاعتداءات من خلال عناصر في حزب الله.

غالبية الاسرائيليين يعارضون

في السياق ذاته أظهر استطلاع للرأي أن غالبية الإسرائيليين مازالوا يعارضون قيام إسرائيل بهجوم منفرد على إيران حتى إذا فشلت الضغوط الدبلوماسية الدولية في كبح برنامج طهران النووي. ووجد الاستطلاع الذي أجري لصالح صحيفة معاريف ان 19 في المئة فقط من الإسرائيليين سيؤيدون ان تنفذ إسرائيل وحدها الضربات التي هددت بها الحكومة المحافظة لرئيس الوزراء اليميني بنيامين نتنياهو بينما حبذ 26 في المئة القيام بعمل عسكري لكن بشرط دعم الولايات المتحدة له.

وطرح الاستطلاع على المشاركين سؤالا مفاده ماذا ستفعل اسرائيل اذا فشلت العقوبات الاجنبية في منع إيران من امتلاك السبل لتصنيع قنبلة نووية. وقال 29 في المئة إن إسرائيل يجب الا تهاجم إيران مطلقا بينما قال 26 في المئة انهم لا يعرفون الاجابة على هذا السؤال. وتتقارب نتائج هذا الاستطلاع بدرجة كبيرة مع استطلاع آخر نشر في مارس آذار قبل ان تبدأ الولايات المتحدة وخمس قوى عالمية اخرى جولة من المفاوضات مع طهران في مسعى لتقييد برنامج ايران لتخصيب اليورانيوم. وشارك في استطلاع معاريف 506 اشخاص ويصل هامش الخطأ فيه الى 4.5 في المئة.

على صعيد متصل قال وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك إن إسرائيل تستعد لتدخل عسكري محتمل في سوريا إذا سلمت الحكومة السورية صواريخ او اسلحة كيماوية لحزب الله اللبناني. وقال باراك في مقابلة مع القناة العاشرة بالتلفزيون الاسرائيلي "أمرت الجيش بزيادة استعدادات المخابرات وإعداد ما هو ضروري حتى نكون (إذا دعت الضرورة) قادرين على دراسة تنفيذ عملية." واضاف "نتابع احتمال نقل أنظمة ذخيرة متطورة لاسيما الصواريخ المضادة للطائرات أو الصواريخ أرض-أرض الكبيرة لكن من المحتمل أيضا أن يجري نقل (أسلحة) كيمائية من سوريا إلى لبنان." وقال باراك "في اللحظة التي يبدأ فيها (الرئيس السوري بشار الأسد) في السقوط سنجري مراقبة مخابراتية وسنتواصل مع الوكالات الأخرى." بحسب رويترز.

واطلق حزب الله الذي تلقى في الماضي دعما عسكريا وماليا من سوريا وايران آلاف الصواريخ قصيرة المدى على إسرائيل خلال هجومها على جنوب لبنان في عام 2006 لكن بعض الصواريخ الأطول مدى سقطت ايضا على وسط إسرائيل. وظلت الحدود بين البلدين هادئة إلى حد كبير منذ ذلك الحين. وقام باراك بجولة في مرتفعات الجولان التي احتلتها اسرائيل من سوريا في حرب عام 1967 والتي يمكنها من خلالها مراقبة التحركات داخل أراضي عدوها الشمالية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 23/تموز/2012 - 3/رمضان/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م