معركة دمشق... خسائر باهظة وخيبة غير متوقعة

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: ازدادت المخاوف الغربية ومن وراءها المخاوف الخليجية بعد فشل ما اصطلح عليه معركة دمشق المصيرية، خصوصا بعد ان نجحت الحكومة السورية بدائها المعهود في احباط المخطط الاخير للإطاحة بها على الرغم من الخسائر الفادحة التي تكبدتها في صميم قيادتها السياسية والامنية.

فقد راهن المعسكر بكل ثقله على معركة اسقاط دمشق بواسطة المسلحين السوريين والعرب وبعض الاتراك، مدعومين بعناصر عسكرية ومخابراتية خبيرة، في سيناريو مكرر لعملية اجتياح العاصمة الليبية طرابلس التي سبقت اسقاط نظام معمر القذافي.

حيث زجت العشرات من القوات المرتزقة بصحبه قطعات الجيش الحر في معركة دمشق بالتزامن مع تفجير مركز القيادة الامني الذي اودى بحياة وزير الدفاع السوري ونائبه ومدير جهاز المخابرات، في خطة عسكرية استخباراتية محكمة التنسيق دارت وسط العاصمة السورية في عدة محاور حساسة.

الا ان الصمود غير المتوقع للقوات الموالية للأسد قلبت الطاولة على رأس من خطط ونفذ تلك العملية المصيرية، اذ اكتسح الجيش السوري خلال ساعات الاحياء التي استولت عليها المجاميع المسلحة، بعد ان تكبدت الاخيرة خسائر قاصمة كما تنقل العديد من المصادر الاعلامية المحايدة، وهو ما انعكس بفورة غضب لدى معارضة الخارج وبعض دوائر القرار في فرنسا والولايات الامريكية.

وتشير التحليلات الى ان معركة دمشق كانت متسرعة وغير مدروسة جيدا، خصوصا ان نتائجها المادية والنفسية جاءت بعكس ما خطط لها، وستكون لها تداعيات خطيرة على المعسكر المناوئ للحكومة السورية الحالية، خصوصا بعد ان اكتسبت القوات السورية اعادة روح الثقة بنفسها بعد معركة دمشق ورفع الروح المعنوية الى جانب الانكسار غير المسبوق للمجاميع المسلحة في تلك المعركة الخاسرة بالنسبة لها.

اذ تؤكد العديد من المصادر المطلعة على ان التحشيد الذي سبق معركة دمشق استنزف المئات من المقاتلين العرب والمحليين لتأمين نجاحها المفترض، الى جانب التكلفة المادية الباهظة التي ذهبت ادراج الرياح، فيما بات الاسد يحرك قواته الى ما اسمها تطهير الاراضي السورية.

ردود الافعال

من جانبه حذر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف من أن فرض مجلس الأمن عقوبات على سوريا سيكون بمثابة دعم مباشر للمعارضة وقد يجر البلاد إلى حرب أهلية.

وأضاف للصحفيين في موسكو "انها معركة على العاصمة هناك قتال حاسم (يجري في سوريا).

وقال لافروف ان الرئيس السوري بشار الاسد لن يتخلى عن السلطة طواعية وحذر القوى الغربية من ان تأييدها للمعارضة لن يؤدي الا الى تصعيد اراقة الدماء في سوريا.

واستطرد "بدلا من تهدئة الموقف بعض الشركاء يشجع المزيد من التصعيد. سياسة تأييد المعارضة هي طريق مسدود. لن يرحل الأسد من تلقاء نفسه وشركاؤنا الغربيون لا يعرفون ما يفعلونه إزاء ذلك."

فيما قال وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا إن الوضع في سوريا "يخرج عن السيطرة" على ما يبدو وأبدى قلقه إزاء تزايد العنف وجدد الدعوات لزيادة الضغط العالمي على الرئيس السوري بشار الأسد لكي يتنحى.

واستطرد "هذا وضع يخرج بسرعة عن السيطرة" مضيفا أن المجتمع الدولي بحاجة إلى "ممارسة أقصى درجات الضغط على الأسد لكي يفعل الصواب ويتنحى ويسمح بانتقال سلمي" للسلطة.

وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج ان مقتل وزير الدفاع السوري ومسؤولين كبار في أجهزة الامن في هجوم يوم الاربعاء يظهر الحاجة الى تحرك قوي من جانب الامم المتحدة لانهاء الصراع.

وقال هيج خلال زيارة رسمية لليتوانيا "كل هذه الاحداث تعزز الاراء المطالبة بقرار قوي وحاسم من الامم المتحدة." واستطرد "اعتقد انه من الواضح ان الموقف يتدهور بسرعة." وصرح بأن سوريا تتهددها "الفوضى والانهيار" وحث روسيا والصين على تأييد قرار أقوى لمجلس الامن التابع للامم المتحدة.

وتبنت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل نفس الرأي وقالت في تصريحات في برلين "هذا يظهر لنا انه حان الوقت للتصديق على القرار التالي للامم المتحدة."

واستطردت "أناشد كل الاعضاء في مجلس الامن التابع للامم المتحدة الاتفاق على قرار موحد" مضيفة ان ذلك وحده يمكن ان يضع نهاية لانتهاكات هائلة لحقوق الانسان في بلد تهزه حرب أهلية.

وقالت ميركل "خطة السلام التي اقترحها (المبعوث الدولي) كوفي عنان هي أفضل أساس لعملية انتقال سياسي في سوريا. انها تحتاج الى مزيد من الدعم ومن ثم مصداقية من كل الاطراف. يجب ان نعاقب الانتهاكات بعقوبات من المجتمع الدولي."

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن الهجوم الذي تعرض له مبنى الأمن القومي في دمشق يوم الأربعاء يبرز الحاجة إلى التوصل لحل سياسي في سوريا. وأضاف قبل جلسة للمجلس الأعلى في البرلمان "هذا العمل له دلالة كبرى... هذا المستوى من العنف يعني أن من الضروري والملح التوصل لانتقال سياسي يسمح للشعب السوري بأن تكون له حكومة تعبر عن طموحاته." وتابع أن فرنسا ستواصل العمل في مجلس الأمن حتى يتحقق ذلك. ومن المقرر أن يصوت مجلس الأمن على قرار بشأن سوريا في وقت لاحق يوم الأربعاء.

مسؤولية تفجير دمشق

الى أعلنت جماعتان سوريتان مسؤوليتهما عن تفجير دمشق يوم الأربعاء الذي أسفر عن مقتل مسؤولين سوريين كبار وقالتا إنه ضربة ناجحة في قلب النظام.

وقال التلفزيون السوري إن التفجير "الارهابي" أسفر عن مقتل وزير الدفاع داود راجحة وآصف شوكت صهر الرئيس السوري بشار الأسد ونائب وزير الدفاع. وأضاف أن عدة أشخاص آخرين أصيبوا في التفجير.

وأعلنت الجماعتان المعارضتان مسؤوليتهما عن الهجوم ووصفتاه بأنه نصر على الدائرة المقربة للأسد والتي كان ينظر إليها في السابق على أنها لا تخترق. وقالت جماعة لواء الإسلام المعارضة في بيان نشرته على صفحتها على فيسبوك "نبشر أهل بلاد الشام وأهل العاصمة خاصة بأنه تم بحمد لله وتوفيقه ومدده استهداف مكتب الامن القومي والذي يضم مكتب ما يسمى خلية إدارة الازمة في العاصمة دمشق بعبوة ناسفة من قبل كتيبة سيد الشهداء التابعة للواء الاسلام." وأضاف أن التفجير أدى إلى "قتل عدة أشخاص من أعمدة النظام ودعائمه الكبار."

وأعلن قاسم سعد الدين المتحدث باسم الجيش السوري الحر مسؤولية جيش المعارضة أيضا عن الهجوم مضيفا أن هذا هو البركان الذي كانوا تحدثوا عنه وأنه بدأ للتو.

وقال مصدر أمني في سوريا إن فردا من الحرس الشخصي للدائرة المقربة للرئيس فجر متفجرات في اجتماع وزراء ومسؤولين كبار في الأمن والجيش.

وأكد متحدث باسم جماعة لواء الاسلام اعلان المسؤولية عبر الهاتف لكنه نفى أن يكون هجوما انتحاريا. وقال المتحدث الذي لم يذكر من اسمه سوى أبو عمار "نعم نفذنا الهجوم لكن لم يكن هجوما انتحاريا.. تمكن رجالنا من زرع عبوات ناسفة في المبنى من أجل الاجتماع.. كنا نخطط لهذا منذ أكثر من شهر."

الدول المجاورة

الى ذلك ناقش انتوني بلينكين مستشار الامن القومي لنائب الرئيس الاميركي جو بايدن مع القادة العراقيين الازمة السورية والمخاوف من امتدادها الى الدول المجاورة. والتقى بلينكين رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ورئيس البرلمان اسامة النجيفي ومن المقرر ان يجري محادثات مع عدد من كبار المسؤولين السياسيين اثناء الزيارة التي يقوم بها الى بغداد وبعد ذلك الى مدينة اربيل عاصمة اقليم كردستان العراق.

وعن لقاءاته مع القادة العراقيين صرح بلينكين للصحافيين في السفارة الاميركية "اعتقد اننا متفقون على انه كلما طال الوضع الراهن، كلما زادت احتمالات حدوث امور لا يود اي منا ان يراها تحدث". واضاف "على سبيل المثال، هناك خطر ان يتحول ما يحدث في سوريا الى نزاع طائفي شامل يمتد الى الدول المجاورة من بينها العراق، وهذا ليس في مصلحة احد. وكلما استمر ذلك، كلما زادت احتمالات حدوث ذلك الخطر".

وقال "ولذلك فقد تحدثت عن الضرورة الملحة للانتقال السياسي في سوريا، على انها افضل طريق الى الامام". ورفض بلينكين التعليق على التفجير الانتحاري الذي وقع في دمشق الاربعاء وادى الى مقتل ثلاثة من كبار المسؤولين الامنيين في سوريا.

وادى الهجوم الذي يعد الاول الذي يضرب المقربين من الاسد الى مقتل وزير الدفاع السوري داوود راجحة ونائبه اصف شوكت معاون نائب الرئيس السوري وزير الدفاع السابق العماد حسن توركماني.

وجاء الهجوم قبل مواجهة بين الغرب وروسيا بشان التصويت على قرار في مجلس الامن يدعو الى فرض مزيد من العقوبات على نظام الاسد هددت روسيا بالاعتراض عليه.

روسيا ترفض

من جهتها رفضت روسيا الانتقادات الغربية لاستخدامها حق النقض (الفيتو) لإحباط مشروع قرار بشأن سوريا في مجلس الأمن الدولي واصفة إياه بانه "غير مقبول على الإطلاق" وانتقدت خطط الولايات المتحدة للعمل خارج المجلس لزيادة الضغط على الرئيس بشار الأسد.

واعترضت روسيا والصين بحق النقض على مشروع قرار كان سيهدد السلطات السورية بفرض عقوبات اذا لم توقف حملتها العنيفة على الانتفاضة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش إن مشروع القرار الذي استخدمت روسيا والصين الفيتو لإحباطه يوم الخميس تضمن مطالب غير واقعية من الحكومة ولكنه لم يتضمن ضغطا يذكر على خصومها.

وأضاف قوله ""بدلا من اصدار تلميحات فجة عن السياسة الروسية .. كان يجب على شركائنا الغربيين أن يفعلوا على الأقل شيئا لتشجيع المعارضة المتشددة على السير في طريق التسوية السياسية."

وكانت تلك ثالث مرة تستخدم فيها روسيا والصين حق النقض لاحباط الجهود الغربية لزيادة الضغط على الأسد. وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس بعد الفيتو الروسي ان الولايات المتحدة "ستكثف جهودها مع مجموعة متنوعة من الشركاء خارج مجلس الامن لممارسة ضغوط على نظام الأسد."

وقال لوكاشيفيتش "إذا كانت مثل هذه التصريحات ومثل هذه الخطط تدخل في إطار سياسة فعلية فأعتقد أن هذه إشارة مثيرة للقلق جدا جدا لنا جميعا بشأن كيف يخطط المجتمع الدولي للرد على أوضاع الصراعات الدولية."

وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بوتين أصدر تحذيرا مشابها بعد اجتماع لمجلس الأمن الرئاسي الروسي جرى خلاله مناقشة تفصيلية للوضع في سوريا.

ونقلت وكالات أنباء روسية عن بيسكوف قوله إن بوتين يعتقد أن "أي محاولة لتجاوز مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ستكون غير فعالة وستقوض سلطة هذه المنظمة الدولية."

عشرات الآلاف يفرون

من جهتها قالت مفوضية الامم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين يوم الجمعة ان ما يصل الى 30 الف لاجيء سوري ربما عبروا الى لبنان خلال الثماني والاربعين ساعة الماضية وهي زيادة كبيرة في عدد الفارين من المعارك في البلاد.

ويضاهي هذا عدد السوريين الذين فروا بالفعل إلى لبنان خلال الانتفاضة التي بدأت قبل 16 شهرا. وقالت سيبيلا ويلكس المتحدثة باسم المفوضية "ارتفع العدد من 1000 يوميا في المتوسط إلى ما يحتمل أن يصل إلى 30 ألفا في الثماني والأربعين ساعة الماضية. هذا شيء ملحوظ للغاية .. إنه ارتفاع كبير في مستوى النزوح."

واضافت أن آلاف السوريين تزاحموا في عربات مصطفة عند المعبر الرئيسي إلى لبنان عند منتصف الطريق تقريبا بين بيروت ودمشق قبل ان يتراجع التدفق قبل حلول مساء اليوم الجمعة مع بداية شهر رمضان.

وقال مصدر أمني لبناني إن 31 ألف شخص وصلوا خلال اليومين الماضيين في حين قدرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر العدد نقلا عن السلطات اللبنانية بنحو 18 ألفا. وقال الصليب الأحمر "ما إن اتضح حجم التدفق في 19 يوليو (الخميس) نشر الصليب الأحمر اللبناني فريقا طبيا طارئا يضم ثلاث سيارات إسعاف عند نقطة المصنع الحدودية يقدم الرعاية الطبية والمياه."

وناشدت مفوضية اللاجئين جيران سوريا إبقاء الحدود مفتوحة للسماح للناس بالوصول إلى الأمان في الوقت الذي تخوض فيه القوات السورية معارك لاستعادة السيطرة على مواقع حدودية ومناطق في دمشق من المعارضة المسلحة.

لكن الجيش العراقي أغلق المعبر الحدودي الرئيسي المؤدي إلى سوريا عند بلدة البوكمال بحوائط خرسانية تحسبا لأي تصاعد في القتال بعدما سيطر المعارضون السوريون على موقع حدودي على الجانب الآخر من الحدود من القوات الحكومية.

وتقع نقطة التفتيش على بعد نحو 300 كيلومتر غربي بغداد على الطريق إلى مدينة دير الزور السورية وهو أحد الطرق التجارية الرئيسية في الشرق الأوسط. وكان العراق طلب من مواطنيه مغادرة سوريا على الفور ومن بينهم نحو 88 ألف لاجيء يعيش أغلبهم في دمشق.

وقالت ميليسا فليمينج كبيرة المتحدثين باسم المفوضية في افادة صحفية في جنيف ان نحو 80 حافلة تقل لاجئين عراقيين عبرت من سوريا الى العراق خلال الايام القليلة الماضية. واضافت "سمعنا ايضا تقارير أفادت بأن الحكومة العراقية ارسلت طائرتين الى دمشق لاجلاء مواطنيها."

وقال مصور من رويترز شاهد الحدود الصحرواية من الجانب العراقي إن مدنيين أحرقوا مبنى المعبر الحدودي الرئيسي عند البوكمال ونهبوا المعدات الالكترونية والكابلات مما أدى إلى إغلاقه.

وذكرت المفوضية ان عدد اللاجئين السوريين المسجلين لديها والذين فروا الى الاردن والعراق ولبنان وتركيا حتى يوم الاربعاء بلغ 120 ألفا. لكنها ذكرت ان عددا كبيرا من اللاجئين السوريين دخل تلك الدول دون ان يطلبوا حماية دولية.

وكانت المفوضية تستعد لنزوح واسع النطاق من سوريا وضاعفت قبل نحو شهر توقعاتها لعدد اللاجئين الذين يحتمل أن يفروا هذا العام إلى 185 ألفا. وقالت فليمينج انه يعتقد أيضا ان هناك نحو مليون نازح سوري اضطروا الى ترك ديارهم بسبب القتال حتى الاسبوع الماضي. وجاء هذا الرقم من الهلال الأحمر العربي السوري الذي اشار في تقديراته السابقة إلى نزوح 500 ألف شخص.

وذكرت المفوضية ان النازحين في سوريا محاصرون بشكل متزايد وسط اعمال العنف وقالت ان البعض تلقى تهديدات بالقتل. وقالت فليمينج إنه تم العثور على اسرة عراقية من سبعة أفراد مقتولين بالرصاص في شقتهم في دمشق الاسبوع الماضي في حين قتل ثلاثة لاجئين آخرين بالرصاص. واضافت ان الاف اللاجئين في سوريا ومنهم عراقيون وصوماليون وأفغان فروا من منازلهم بسبب العنف والتهديدات خلال الايام القليلة الماضية.

ولجأ نحو 2000 لاجيء إلى ضاحية جرمانة في دمشق ويقيمون في مدارس ومتنزهات حيث انضم إليهم كثير من السوريين.

وقالت فليمينج إن هناك تقارير عن نفاد الأموال السائلة من البنوك السورية وإن تدافع السكان للحصول على مساكن آمنة رفع الايجارات في بعض المناطق إلى 100 دولار في الليلة. وأضافت "سمعنا تقارير عن أن الأموال السائلة نفدت من الكثير من البنوك.

المروحيات الروسية

في حين افادت وكالة انترفاكس الروسية ان سفينة الشحن الروسية ألايد التي تنقل مروحيات ام اي 25 لاعادتها الى سوريا بعد صيانتها في روسيا، دخلت الى ميناء بلطييسك في جيب كالينينغراد الروسي الى شرق بولندا.

وفي هذا الميناء الواقع على بحر البلطيق تم تحميل السفينة قبل ان تضطر للعودة ادراجها في حزيران/يونيو الى المياه الاقليمية الروسية، تحديدا الى مرفأ مورمانسك (شمال غرب) على محيط القطب الشمالي.

وصرح المتحدث باسم السلطات المرفأية لوكالة انترفاكس "ان الايد دخلت لتوها الى ميناء" بلطييسك. وقال "نتوقع ان تنطلق مجددا هذا المساء".

وفقد اثر سفينة ألايد التي ترفع العلم الروسي عن نظام التعريف الالي، وهو نظام تبادل آلي للرسائل يسمح خصوصا لانظمة المراقبة بتحديد موقع السفن التي تبحر في العالم باسره، بحسب الوكالة الروسية.

وقبطان السفينة يملك الصلاحية بتعطيل نظام التعريف بصورة موقتة عندما يرى ضرورة لذلك، كما اكد مصدر مقرب من السلطات المرفأية في بلطييسك. وقد سبق وقامت الايد بذلك الاسبوع الماضي.

وتم رصد سفينة ألايد شمال الدنمارك بعد ان غادرت مرفأ مورمانسك الروسي (شمال غرب على المحيط المتجمد الشمالي) ومرت بمحاذاة شواطئ النروح ومن المفترض ان تصل الخميس او الجمعة الى سان بطرسبورغ شرق البلطيق، كما اعلنت شركة "فيمكو" الروسية الخاصة التي تملك السفينة.

وصرحت "فيمكو" ان السفينة يمكن ان "تزود في مرفا (سان بطرسبورغ ثاني مدن روسيا) بحمولة اضافية قبل ان تتوجه الى الشرق الاقصى"، بدون اعطاء مزيد من الايضاحات.

ولم يعرف بعد ما اذا كانت ألايد ستسلم بنفسها في النهاية حمولة المروحيات الى سوريا.

ودفعت تسريبات في حزيران/يونيو حول مهمة هذه السفينة بشركة التأمين البريطانية التي كانت تغطي السفينة الى سحب تأمينها، وهو ما منعها فعليا من دخول اي مرفأ خلال رحلتها السابقة وارغمها على العودة الى المياه الروسية.

وقد اقرت روسيا، حليفة النظام السوري، في 21 حزيران/يونيو بان سفينة الشحن الايد كانت تنقل معدات دفاعية مضادة للطيران وثلاث مروحيات ام اي 25 تعود الى سوريا وقامت بصيانتها على الاراضي الروسية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 22/تموز/2012 - 2/رمضان/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م