اصدارات جديدة: الصامتون والواقع الآخر

 

 

 

 

 

 

 

الكتاب: الصامتون.. تجارب في الثقافة والديمقراطية بالريف المصري

الكاتب: عز الدين نجيب

الناشر: الهيئة العامة لقصور الثقافة

عدد الصفحات: 240 صفحة متوسطة القطع

عرض: رويترز

 

شبكة النبأ: لا يستكثر الكاتب والفنان التشكيلي المصري عز الدين نجيب أن يتمكن شباب بلاده من استنهاض همة الشعب ويفجروا شرارة ثورة تطيح بنظام بوليسي وهو ما كان الأجيال السابقة تحلم به وأحيانا تراه بعيد المنال.

ولكن نجيب الذي تعرض للاعتقال بسبب مواقفه السياسية حذف إهداء كتابه (الصامتون.. تجارب في الثقافة والديمقراطية بالريف المصري) والذي خص به ابنته نسرين وكتب إهداء جديدا للطبعة الجديدة على النحو التالي "إلى شباب 25 يناير 2011... الأمل أن تكون ثورتكم التالية هي الثورة الثقافية ليكتمل بها ما قمتم به".

وطرحت الهيئة العامة لقصور الثقافة طبعة ثانية للكتاب بعد 27 عاما من صدور طبعته الأولى (1985) وتقع الطبعة الجديدة في 240 صفحة متوسطة القطع.

واعتقل نجيب عام 1997 بتهمة طبع منشورات تحرض الفلاحين على معارضة قانون العلاقة بين المالك والمستأجر للأراضي الزراعية وسجل تجربة اعتقاله في كتاب (موسم السجن والأزهار.. المثقف والسلطة 97).

ويضم كتاب (الصامتون.. تجارب في الثقافة والديمقراطية بالريف المصري) تجربتين ثقافيتين في الريف بين عامي 1968 و1978 كان فيهما المؤلف جزءا من حراك اجتماعي وثقافي مكنه من اكتشاف الهوة الواسعة بين المثقفين في عوالمهم الافتراضية النظرية والواقع الذي يقول إنه منفصلون عنه.

وعمل المؤلف مديرا لقصر الثقافة في مدينة كفر الشيخ في الدلتا واكتشف أن المثقفين "لا يعملون شيئا وسط هذه الجماهير" ولكنه وجد هناك التشكيلي محمود بقشيش والشاعر محمد عفيفي مطر الذي كان قد أمضى أكثر من عشر سنوات مدرسا "غريبا ووحيدا" في القرى المنسية الفقيرة وتمكن نجيب من ندبهما للعمل الثقافي العام.

ويسجل المؤلف أن لدى "الجمهور الفقير الأمي" استعدادا فطريا للتجاوب مع الثقافة والفنون مستشهدا بتفاعل الفلاحين مع عروض مسرحية لمؤلفين غير مشهورين من خارج القاهرة منهم الروائي فؤاد حجازي الذي قدم له مسرحية من فصل واحد عنوانها (الناس اللي ما معاهاش).

ويضيف أن العروض المسرحية الإقليمية جذبت ممثلين بارزين من القاهرة منهم حمدي غيث كما كان يشارك في الأنشطة الثقافية الأخرى شعراء ومثقفون بارزون منهم الشاعر عبد الرحمن الأبنودي والناقد الفني كمال الجويلي والشاعر صلاح جاهين.

ويقول إنه نظم عرضا لغناء جماعي من التراث الشعبي قدمته فتيات ريفيات "وجن صلاح جاهين بالتجربة وأصبح من نجوم أمسيات قصر الثقافة".

وفي مقدمة الطبعة الجديدة يتساءل نجيب.. "الطبعة الثانية.. لماذا؟" ثم يجيب قائلا إن الصمت "آفة الشعوب المغلوبة وحكمتها. آفة عندما يستوجب الحال أن تنطق وتصرخ ولكن يمنعها عن التعبير خوفها وضعفها فيصبح الصمت تواطؤا مع الظلم والفساد ويصبح الخوف تكريسا لسلطة القهر والاستبداد" مضيفا أن الصمت يكون حكمة وموقفا من الطغيان حتى يمتلك الشعب أدوات المقاومة.

ويرى أن الوعي بأسباب الظلم هو المادة اللازمة لتحويل الصمت من "آفة إلى طاقة" وإلى فعل للمواجهة بشرط وجود طليعة ثقافية تتعامل مع "الصامتين" وتمنحهم الأمل وتكتشف الطاقات الإيجابية فيهم بعيدا عن تعالي المثقفين.

ويقول إن "الآلة الثقافية" التي أسهمت في تفجير حالة الوعي لدى الفلاحين المصريين في نهاية الستينيات في كفر الشيخ هي سيارة القافلة وإنهم مارسوا "الحلم والفعل والتحدي بغير كوابح أو خوف... أليس هذا ما فعله شباب 25 يناير" 2011 الذين تمكنوا من خلع الرئيس السابق حسني مبارك بعد احتجاجات دامت 18 يوما.

ولنجيب مجموعات قصصية هي (أيام العز) و(المثلث الفيروزي) و(أغنية الدمية) إضافة إلى كتب في النقد التشكيلي منها (فجر التصوير المصري الحديث) و(التوجه الاجتماعي للفنان المصري المعاصر) و(موسوعة الفنون التشكيلية) في ثلاثة أجزاء.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 19/تموز/2012 - 28/شعبان/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م