شبكة النبأ: عادةً ما تُمثل المقابلة
الشخصية عامل رهبة كبيراً بالنسبة للكثير من المتقدمين لشغل الوظيفة،
لاسيما الخريجين الجدد، لذا غالباً ما يبدأون في قضم أظافرهم وتبدأ
أيديهم في التعرق وترتفع نبضات قلبهم لتصل إلى ،180 نتيجة ما يشعرون به
من ضغط عصبي عند إجراء هذه المقابلة.
ويُمكن للمتقدم للوظيفة الخروج من هذه الحالة العصبية وخلق حوار
ناجح تماماً مع صاحب العمل باتباع بعض الإرشادات البسيطة.
الاستعداد الجيد: يساعد الاستعداد الجيد للمتقدم إلى الوظيفة على
التحلي بالهدوء وتمالك الأعصاب أثناء إجراء المقابلة الشخصية، وأوضحت
مستشار التوظيف بالعاصمة الألمانية برلين، زابينا نويماير، أن المتقدم
للوظيفة يمكنه الاستعداد من خلال تصفح موقع الإنترنت الخاص بالشركة
مثلاً، كي يُظهر لصاحب العمل أثناء المقابلة الشخصية أنه على دراية
كاملة بطبيعة المكان الذي يتقدم لشغل وظيفة فيه.
الملابس المناسبة: تأتي الملابس لتحتل المرتبة الثانية في ما ينشغل
به المتقدم للوظيفة، إذ يفكر دائماً في مواصفات الزي المناسب لهذه
المقابلة، وتقول نويماير «عدم المغالاة والتكلف في المظهر يُعدان
القاعدة الأساسية لمواصفات الملابس المناسبة للمقابلة الشخصية»، لافتةً
إلى أنه من الأفضل أن يطلع الشخص أولاً على محتويات خزانة ثيابه، كي
يتسنى له تحديد الملابس التي يُمكن أن تتناسب مع المقابلة.
وتلتقط خبيرة التوظيف سفينيا هوفيرت من مدينة هامبورغ الألمانية طرف
الحديث، وتقول «يُمكن للمتقدم للوظيفة مثلاً أن يتصفح الموقع الخاص
بالشركة التي يرغب في شغل وظيفة بها، كي يتعرف إلى نوعية الملابس التي
يرتديها موظفو هذه الشركة».
وقد نهت هوفيرت أيضاً عن المغالاة والتكلف في المظهر، مؤكدةً على
ذلك بقولها «إذا بدا المتقدم للوظيفة بأناقة مبالغ فيها كأنه داخل
فاترينة عرض، فقد يؤدي ذلك حينئذٍ إلى حدوث نتائج عكسية، لاسيما إذا
كانت الوظيفة في أحد المجالات الإبداعية مثلاً». بحسب وكالة الانباء
الالمانية.
موعد الوصول: أما عن موعد وصول المتقدم للوظيفة إلى مقر الشركة،
فيقول خبير التوظيف الألماني يورغين هيسه بالعاصمة برلين، «يجب على
المتقدم للوظيفة تحري الدقة في تقدير المدة التي يحتاجها للوصول إلى
مقر الشركة».
وينصح هيسه بأنه من الأفضل أن يُفسح المتقدم للوظيفة فترة زمنية
كافية قبلها، مؤكداً «يُمكن للمتقدم للوظيفة الوصول مبكراً عن موعد
المقابلة بخمس دقائق فحسب، بينما لا يجوز له الوصول قبل ذلك».
إلقاء التحية: كي يتسنى للمتقدم للوظيفة إتمام استعدادته للمقابلة
الشخصية، فعليه أن يتأهب أيضاً للحظة الأولى في دخول المقابلة، التي
تتمثل في إلقاء التحية، وتقول الخبيرة الألمانية هوفيرت، ينبغي على
المتقدم للوظيفة الالتزام بقواعد «الإتيكيت» عند إلقاء التحية على مَن
سيجرون معه المقابلة، لافتةً إلى أن هذه القواعد تحث على ضرورة البدء
في إلقاء التحية على الشخص ذي المرتبة الوظيفية الأعلى، أما إذا لم
يتسن للمتقدم التحقق من ذلك عند بدء المقابلة، فعليه حينئذٍ أن يبدأ
بإلقاء التحية على المرأة أولاً.
جديرٌ بالذكر أن أسلوب المتقدم في إلقاء التحية والمدة الزمنية التي
تستغرقها هذه التحية، يُمكن أن تساعده كثيراً على خلق انطباع شخصي
إيجابي لدى صاحب العمل، لاسيما من خلال المحادثة القصيرة التي يُجريها
في بداية المقابلة.
وعن أهمية هذه المحادثة، يقول هيسه «ينبغي على المتقدم للوظيفة
الحرص على ترك انطباع إيجابي لدى الآخرين منذ أول لحظة في المقابلة»،
لافتاً إلى أنه يُمكنه القيام بذلك عن طريق إبداء قدر من التودد
والمجاملة بأن يقول مثلاً «المكان هنا في غاية الجمال».
أسئلة المقابلة: وبالنسبة لأشهر الأسئلة المعتادة في المقابلة
الشخصية، أوضح هيسه أنه يُمكن تلخيصها داخل ثلاث مجموعات أساسية، ألا
وهي: «أولاً، قم بتعريف نفسك! ثانياً، لماذا تتقدم لشغل هذه الوظيفة في
هذه الشركة تحديداً؟ لمَ يتوجب على الشركة توظيفك؟».
جديرٌ بالذكر أنه عادةً ما تتطلب إجابة السؤال الأول أن يقوم الموظف
بتقديم نفسه بالتفصيل، وتقول خبيرة التوظيف الألمانية نويماير، «ينبغي
على المتقدم للوظيفة أن يعتبر هذه المقدمة بمثابة فرصة للتحدث عن أهم
إنجازاته العملية باستفاضة»، لافتةً إلى ضرورة الانتباه آنذاك إلى
استخدام بعض المقاطع المدونة في سيرته الذاتية، والتي تتناسب جيداً مع
متطلبات الوظيفة التي يتقدم إليها.
أما عن السؤالين الآخرين، فأكدت خبيرة التوظيف الألمانية نويماير
أهمية أن يستعد كل متقدم للإجابة عنهما بأسلوبه الشخصي، مشددة على
ضرورة أن يكون المتقدم على دراية كاملة بأنه قد يطرح عليه صاحب العمل
بعض الأسئلة المتخصصة في مجاله العملي، لذا عليه أن يكون على استعداد
للإجابة عنها أيضاً. |