لم نكن نتصور في يوم ما ان يثير اختيارنا لمذيعة اجنبية لا نعرف
عنها شيئا سوى القليل انتباه أطراف صحفية أمريكية إلى الدرجة التي
انهالت على زميلنا المصمم (مروان البياتي) الأسئلة وكأنه أمام ضابط
مخابرات اذ راح مدير مكتب صحيفة (نيويورك تايمز) في بغداد (تم ارانغو)
الذي زار المكتب الاعلامي لوزارتنا بصحبة مدير الاخبار في مكتب الصحيفة
الزميل (دريد عدنان) الذي قام بدور المترجم، راح يسال عن الدوافع التي
كانت وراء اختيار الزميل المصمم البياتي لهذه المذيعة دون غيرها، فهو
يعد قصة إخبارية لجريدته، ناقلا الينا غبطة المذيعة الأمريكية (كيتي)
التي تعمل في شبكة (CBS) الامريكية الاخبارية وشعورها بالسعادة، وهي
تبلغ بان صورتها منتشرة في بغداد وفي مواقع مختلفة منها على إعلان خاص
بنشرة الكهرباء اليومية.
وحين وجد الزميل الاستاذ مصعب المدرس المتحدث الرسمي باسم وزارة
الكهرباء زميلنا البياتي محرجا وهو يجيب على الاسئلة تدخل مشاركا في
التصدي لسيل الأسئلة الجارف الذي تدفق على لسان (ارانغو)، موضحا إن
الاختيار كان عشوائيا مستندا الى جمال صاحبة الصورة والابتسامة المشرقة
التي تتمتع بها المذيعة (كيتي).
وان الصور التي ظهرت أمام الزميل المصمم وهو يكتب على محرك البحث
الشهير (غوغل) عبارة (مذيعة اجنبية) لم تكن منسجمة مع الواقع العراقي
فعلى هذا الأساس وقبله الواقع الأمني والاجتماعي الذي يحتم علينا
اختيار شخصية غير عراقية إذ إن الكثير من اللوحات التي ظهرت فيها وجوه
إعلامية أو فنية عراقية تم تمزيقها او تشويهها، ولكي نضمن سلامة هذه
اللوحات وضعت بالقرب من دوائر الكهرباء من اجل حمايتها من العبث
والسرقة.
ومنذ الأول من هذا العام بدأ بث (نشرة الكهرباء اليومية) من اجل
اطلاع الرأي العام العراقي على كمية انتاج الطاقة المتحققة والتي هي في
تصاعد إن شاء لله حتى زوال أزمة الطاقة الكهربائية في البلاد، موضحين
فيها ابرز المعوقات التي تواجه انتاج الطاقة المتمثلة بشحة الوقود وضغط
الغاز وهاتين تقعان ضمن مسؤولية وزارة النفط التي أوكلت إليها مهمة
توفير الوقود للمحطات ابتداء من حزيران الماضي، ومع ذلك لم تستطع تامين
كامل الكمية المطلوبة حتى الآن لننتظر مع المواطنين انجاز خطتها
المتعلقة بمحطات الطاقة وفي مقدمتها الغازية في عام 2015.
والى جانب شحة الوقود وانخفاض ضغط الغاز لا تزال أزمتان تسهمان
بشكل مباشر في أزمة الطاقة هما انخفاض مناسيب المياه الذي اثر في انتاج
المحطات الكهرومائية والبخارية وثانيهما عواصف الغبار التي أثرت هي
الأخرى في إنتاجية المحطات الغازية، وقد تناوب على اخراج هذه النشرة
الزميلان (احمد الاسدي وعلاء هادي جلوب) وتفرغ الاول للبرنامج الاسبوعي
(انوار العراق) فيما بعد.
نعود إلى المذيعة الامريكية (كيتي) التي لولا (نشرة الكهرباء
اليومية) وإعلانها الذي لفت أنظار الجميع وفي مقدمتهم صحيفة (نيويورك
تايمز) الامريكية التي آثرت إن تكتب قصة إخبارية بقلم مدير مكتبها في
بغداد الصحفي (تم ارانغو) الذي زار المكتب الإعلامي لوزارة الكهرباء
متحريا عن اسباب اختيار هذه المذيعة وسط المئات من المذيعات الأجنبيات
والعشرات من المذيعات العراقيات، وما يفرحنا حقا إن المذيعة (كيتي) قد
استقبلت اختيارنا لها دون معرفتنا المسبقة بها بكل سرور وارتياح، وربما
ستبادر وتعرض علينا فكرة تقديم النشرة الكهربائية اليومية باللغة
الانكليزية دعما لقطاع الكهرباء بوصفها أي النشرة جهدا وطنيا يستحق
الدعم والرعاية، لا كما يفعل بعض السياسيين الذين وجدوا فيها فرصة
لاتهام الوزارة بهدر المال العام إلى درجة مطالبتها بكشف عما تتقاضاه
الفضائيات العراقية التي تبثها مبدية دعمها ومساندتها للوزارة في بث
برنامجها الأسبوعي (أنوار العراق) مجانا.
ويبقى فرحنا كبيرا بنجاحنا الاعلامي الذي تكلل مؤخرا باختيار الزميل
الاستاذ مصعب المدرس المتحدث الرسمي لوزارة الكهرباء ومدير مكتبها
الاعلامي كأفضل مدير مكتب اعلامي بين الوزارات من قبل (شبكة انباء
العراق الاخبارية) بمناسبة ايقادها الشمعة الرابعة على طريق مسيرتها
الاعلامية، وهو مؤشر على اننا في الاتجاه الصحيح ولا يهمنا ضجيج
العربات الفارغة. |