المرأة الأفغانية... بيئة يتخطفها الموت والعوز

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: تتـسم حياة المرأة الأفغانية بالفقر والجهل والعنف بمختلف أنواعه، كالضرب والزواج القسري والاعتداء الجنسي والتضحية بالنفس، ويضاف إلى ذلك خطر الوفاة أثناء الحمل أو أثناء الولادة، وتعتبر وفيات الرُضـع من بين أعلى المعدلات في العالم، حيث برزت أفغانستان كونها الدولة الأخطر على النساء، والأسوأ من حيث الصحة والعنف غير الجنسي وعدم القدرة على الحصول على الموارد الاقتصادية، فمعدلات الوفيات بين الأمهات عال جدا ومحدودية الإمكانيات لاستشارة طبيب مع انعدام الحقوق الاقتصادية، ناهيك عن الحقوق السياسية و والاجتماعية، فيما اثار شريط فيديو يظهر إعدام امرأة بالرصاص جدل كبير في أفغانستان، فقد خرجت تظاهرة ضمت مئة شخص معظمهم من النساء إلى شوارع العاصمة الأفغانية، احتجاجا على إعدام امرأة أفغانية رميا بالرصاص.

وفي ذات الصدد فعلى الرغم من الزيادة الهائلة في أعداد البنات اللاتي يلتحقْـن بالمدارس، إلا أن الكثير من الفتيات يضطررن إلى ترْك المدرسة للزواج، وهو ما يؤدّي إلى نقص المدرِّسات في المدارس الثانوية، وتصل نسبة الأمية إلى 85٪، ناهيك عن استخدام ابشع الوسائل الإرهابية لحرمان الفتيات من التعليم كنشر الإمراض وحرق المدارس، حيث أن حركة طالبان المتهم في هذه الممارسة الإرهابية لامتلاكها سمعة دولية سيئة في معاملتها للنساء، من جهة أخرى أفادت منظمة اوكسفام ان 87% من الأفغانيات يؤكدن التعرض للعنف الجسدي او الجنسي او النفسي او الخضوع لزواج قسري، إذ يعد المجتمع الأفغاني بأن الرجل هو الأساس والمرأة ثانوية.

جدل كبير

فقد اثار شريط فيديو يظهر اعدام امراة بالرصاص للاشتباه بانها زانية في قرية تبعد نحو مئة كلم من كابول، مرة اخرى الجدل حول مدى تقدم ظروف النساء في افغانستان بعد عشر سنوات من الوجود الدولي، ويأتي نشر هذا الشريط بعد بضع ساعات من اجتماع دولي هام في طوكيو للجهات الممولة لافغانستان التي طلبت بالحاح من السلطات الافغانية تحسين حقوق المرأة مقابل الحصول على مساعدة بقيمة 16 مليار دولار بحلول 2015، وصور الفيديو مروعة بالفعل. ففي قرية صغيرة من ولاية باروان المجاورة لكابول عشرات من الرجال يجلسون ارضا او يتجمعون على اسطح منازل بنيت على سفح الجبل وعيونهم مسلطة على امراة مغطاة بنقاب رمادي تدير لهم ظهرها، وتبدو المتهمة التي جلست القرفصاء وهي تستمع الى الحكم عليها بالموت دون ان تحرك ساكنا او تحاول الفرار. بالكاد التفتت براسها لثوان في مطلع التسجيل، ويتلو الحكم المفترض رجل ذو لحية سوداء طويلة يبدو انه القاضي بعد ان ذكر بضع ايات قرانية تندد بالزنى وقال "هذه المراة ابنة سار غول وشقيقة مصطفى وزوجة جمعة خان فرت مع زيمراي ولم يراها احد في القرية طيلة شهر تقريبا"، وتابع القاضي الطالباني "لكن والحمد لله لقد عثر عليها المجاهدون ولا يمكن ان نصفح عنها. الله يقول ان نتخلص منها وزوجها جمعة خان له الحق في قتلها"، ويظهر في الصورة رشاش كلاشنيكوف وهو يعطى الى رجل يرتدي ثيابا بيضاء يقف على بعد مترين من المتهمة، ووسط هتافات "الله اكبر"، اطلق الرجل رصاصتين باتجاه المراة لكنه اخطاها. اما الرصاصة الثالثة فاصابتها في الراس واردتها ارضا. لكنه لم يتوقف عن اطلاق النار مرات عدة على جثتها، وبعض الاشخاص من الحشد المؤلف من رجال فقط، قاموا بتسجيل المشهد على هواتفهم النقالة واخرون طلبوا من القاتل التوقف بينما غيرهم وقفوا يتفرجون مبتسمين وسط هتافات "يحيا الاسلام" و"يحيا المجاهدون"، اما الرواية الرسمية للحادث فمختلفة تماما. اذ تقول رشنا خالد المتحدثة باسم ولاية باروان ان نجيبة (22 عاما) اوقفها متمردون من طالبان لاقامتها "علاقات" (خارج اطار الزواج) مع قائد من طالبان في منطقة شيواري من ولاية باروان، وقالت المتحدثة  قرر المتمردون "في اقل من ساعة انها مذنبة وحكموا عليها بالاعدام ثم اردوها امام سكان قريتها. ولم تتمكن الشرطة والجيش اللذين تمت تعبئتهما من التدخل، الا ان المتحدثة حذرت من ان قوات الامن تعد ل"عملية كبيرة" في المنطقة من اجل "القبض على المذنبين"، ونددت وزارة الداخلية "بشدة" بالعمل "المعادي للاسلام وللانسانية" والذي ارتكبه "قتلة محترفون"، وكل شهر تفيد تقارير بجرائم ترتكب بحق نساء في افغانستان خصوصا في الارياف حيث تسود التقاليد. وتقول منظمة "اوكسفام" غير الحكومية ان 87% من الافغانيات يقلن انهن تعرضن لعنف جسدي او جنسي او نفسي او ارغمن على الزواج. بحسب فرانس برس.

في المقابل، يلاحظ تقدم ملحوظ في المدن الكبرى حيث تاثير تحالف الاطلسي الموجود منذ اواخر 2001 ملموس بشكل اكبر، الا ان هذا التقدم ليس منتشرا على نطاق واسع وذلك بسبب ازدواجية سياسة الحكومة التي تتبنى قضية النساء "للاستمرار بالحصول" على مساعدات دولية بينما تنصاع "عمليا" لمطالب "المتطرفين"، بحسب المنظمات الدولية، وفي مطلع اذار/مارس، اعلن الرئيس حميد كرزاي دعمه لمجلس العلماء اعلى هيئة دينية عندما اعلن ان "الرجل هو الاساس والمراة ثانوية"، ويخشى عدد كبير من المنظمات غير الحكومية ان تكون حقوق النساء كبش الفداء في حال عودة حركة طالبان المحتملة الى الحكم، والتي يسعى الغرب وكرزاي الى التفاوض معها من اجل السلام، وفي طوكيو، وجهت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون نداء قويا من اجل النساء الافغانيات، وقالت كلينتون ان "الولايات المتحدة مقتنعة بان اي امة لا يمكنها التوصل الى احلال السلام والاستقرار والنمو الاقتصادي اذا كان نصف سكانها لا يتمتعون بالحقوق"، واعرب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ عن "صدمته واشمئزازه" من المعلومات التي نشرت حول الاعدام، وصرح هيغ في بيان ان "اعمالا مشينة كهذه تبرز الحاجة الاساسية لتامين حماية اكبر لحقوق النساء والفتيات في افغانستان".

تظاهر الأفغانيات

فيما جرت تظاهرة ضمت مئة شخص معظمهم من النساء الناشطات من اجل حقوقهن في كابول احتجاجا على اعدام امراة بالرصاص مؤخرا للاشتباه بارتكابها الزنى، واعلنت السلطات الافغانية ان المراة قتلت بيد عناصر من طالبان الذين كانوا يعتمدون هذه الممارسات حين كانوا يمسكون بالسلطة (1996-2001)، وسار المتظاهرون من وزارة المراة الى ساحة زنبق على مسافة مئات الامتار من مقر الرئاسة ورددوا "نريد العدالة"، ورات النائبة شينكاي كاروخايل ان "اقدام طالبان على اعدام امراة جريمة. على الحكومة ان تبذل كل ما في وسعها لاحالة المذنبين الى المحكمة. من واجبها احقاق العدالة"، كما دعا المتظاهرون الرئيس حميد كرزاي وحكومته الى التحرك لمناصرة المراة بدل الاكتفاء بالتعبير عن التاثر حيال وضعها في المجتمع. بحسب فرانس برس.

وشاركت في التظاهرة سحر غول البالغة 15 عاما والتي تم تحريرها في كانون الثاني/يناير بعد ان احتجزتها عائلة زوجها في قبو طوال ستة اشهر تعرضت خلالها للتعذيب لرفضها ممارسة الدعارة، الى جانب فتاة أحرق وجهها بالأسيد لرفضها زواجا قسريا، وترد معلومات حول جرائم شنيعة ترتكب بحق النساء كل شهر في افغانستان ولا سيما في الارياف التي تسود فيها التقاليد.

التعليم .. مرض الأفغانيات

من جهة أخرى يتواصل الجدل في أفغانستان حول قضية تشغل بال العائلات، وتتعلق بموجات من أمراض غامضة تضرب مدارس الفتيات، متسببة بعوارض مثل الصداع والغثيان والدوار، ويثور الخلاف بين من يحمّل حركة طالبان المسؤولية، معتبراً ما يجري "عملاً إرهابياً،" وبين من يشير إلى أن الفتيات ضحايا لحالة نفسية تعرف باسم "الهلوسة الجماعية، وبدأت الظاهرة قبل ثلاث سنوات، ولكنها تفاقمت بشكل كبير خلال الأشهر الماضية، ففي منتصف أبريل/نيسان الماضي، نقلت 150 فتاة إلى المستشفى في مقاطعة "تخار" وشملت الأعراض، إلى جانب الصداع والغثيان، حالات من القيء والغياب عن الوعي، وشملت الحالة أيضاً بعض الأساتذة في المدرسة، ولكن جميع المصابين خرجوا في وقت لاحق بعدما تماثلوا للشفاء، وبعد ذلك بشهر جرى الإبلاغ عن حالة مماثلة شملت 120 طالبة في مدرسة للفتيات بنفس المقاطعة، وبعد ذلك أصابت العوارض 160 فتاة في مدرسة بمدينة طالقان، عاصمة المقاطعة، ورجحت تقارير أولية وجود تلوث في الهواء المحيط بالمدارس، أو في إمدادات المياه، لكن التحاليل لم تثبت ذلك، ما دفع الحكومة إلى اتهام حركة طالبان بالوقوف وراء الحوادث، باعتبار أن الجماعة المسلحة المتشددة تعارض تعليم الفتيات، ورغم ظهور أحد الأشخاص في برنامج عرضته هيئة الإذاعة البريطانية ليعترف بأنه طلب من إحدى الفتيات أخذ مواد كيماوية معها إلى المدرسة، غير أن علماء شككوا في هذه الفرضية، مؤكدين على أن طالبان لا تمتلك القدرات التكنولوجية التي تسمح لها بتركيب أنواع من السموم التي لا تترك أي أثر بعد الفحوصات المخبرية. بحسب السي ان ان.

وتنفي حركة طالبان من جهتها أن تكون قد قامت بتسميم الفتيات، رغم معارضتها لذهابهن إلى المدرسة، ويعزز صحة هذه الفرضية تأكيدات منظمة الصحة العالمية التي اعتبرت أنه ما من دليل على الإطلاق على وجود مواد مسممة في محيط المدارس، وقالت المنظمة، في تقرير نشرته صحيفة "دايلي تلغراف" أن 32 مدرسة من أصل 34 مدرسة سُجلت فيها حالات مماثلة قامت بتقديم عينات من طالباتها ومن البيئة المحيطة بها، وبعد اختبار 200 عينة لم يثبت وجود أي مواد قد تكون مسؤولة عن الظاهرة، وأضافت المنظمة: "بحسب التقديرات الأولية والتحليلات للوضع الراهن، فإن الهلوسة الجماعية هي التفسير الأكثر احتمالاً لما جرى، ورغم إصرار بعض الجهات على وجود عملية تسميم للمدارس، إلا أن بعض المحللين أشاروا إلى أن العيش في بلد تمزقه الحروب منذ عقود قادر على التسبب بأضرار نفسيه كبيرة لصغار السن، وقد يؤدي إلى حالات مماثلة.

حرق المدارس

في سياق متصل يقف تلميذان بزيهما المدرسي عند بوابة المدرسة الضيقة نصف المفتوحة ويفتشان ذاتيا التلاميذ والزائرين بينما يجلس اخران على مائدة لتدوين معلومات عمن يدخل او يخرج، ودفعت حرائق متعمدة وهجمات بالسم استهدفت مدارس في انحاء افغانستان -لا سيما تلك التي تدرس بها فتيات -الطلبة للدفاع عن انفسهم وهو نشاط اضافي فرضته الحكومة الافغانية التي تحمل حركة طالبان مسؤولية العنف، كل بضعة اسابيع يقف عبد الفتاح (16 عاما) طيلة اليوم عند مدخل مدرسة حبيبية الثانوية - وهي واحدة من أفضل مدارس كابول - لحراستها ويتناوب الطلبة هذه المهمة، ويقلق والداه انه سيكون أول من يتأذى إذا تعرضت المدرسة لهجوم ولكن البديل الوحيد الاخر ان يجلس في منزله وينضم لعشرات الالاف من الافغان الذين تسربوا من المدارس مبكرا ويكافحون لكسب قوتهم من خلال مهن بسيطة، وتوجد نقطة تفتيش للشرطة على الطريق خارج المدرسة وكل يوم تقوم مجموعة من ستة طلبة ومعلم بتفقد ساحة المدرسة، وقال عبد الفتاح "نحن على خط المواجهة. اذا وقع هجوم نحن من يصاب ولكن ينبغي ان يكون هناك من يتولى مهام التفتيش، واضرمت النيران في مدارس في انحاء متفرقة من افغانستان وعولج مئات الاطفال في مستشفيات بعد ان شربوا مياها ملوثة وهوجم مدرسون مما اوجد مناخا من الخوف يعيد للاذهان حكم طالبان في الفترة من عام 1996 إلى 2001 حين حظرت طالبان تعليم الفتيات وسمحت فقط بتعليم إسلامي صرف، والقى مجهولون حامضا على مجموعة من 15 فتاة اثناء سيرهن لمدرستهن في مدينة قندهار الجنوبية في نوفمبر تشرين الثاني 2008 حين تصاعدت حدة تمرد طالبان مما اثار حالة من الفزع في انحاء البلاد. ولم ترد انباء عن هجمات خطيرة منذ ذلك الحين ولكن عددا من النساء تعرضن لهجمات بحامض لاسباب اخرى، وبدأت عودة الفتيات للدراسة لاسيما في العاصمة كابول منذ الاطاحة بطالبان وهي من المكاسب القليلة التي تحققت بشق الانفس على صعيد الحريات المدنية، ويقول جهاز المخابرات الافغاني ان طالبان عاقدة العزم على اغلاق المدارس قبل انسحاب القوات الاجنبية في عام 2014 . ويضيف ان بعض الهجمات نفذها اعضاء في طالبان وفي بعض الحالات استغلت الحركة تلاميذ لدس السم لرفاقهم في المدرسة، ويوم الاربعاء قال الجهاز انه القى القبض على 15 شخصا شنوا سلسلة من الهجمات في اقليم طخار معظمهم من طالبان. والقي القبض على فتاتين حصلت كل منهما على 50 ألف افغاني (1000 دولار) لدس مسحوق سام في خزانات المياه، وقالت احدي الفتاتين تدعى سيما جول في الصف الثاني عشر في تسجيل فيديو اذاعه الجهاز إن قريبا لها ينتمي لطالبان تتبعها عند ذهابها للمدرسة أكثر من مرة وارغمها على رش السم في الفصل، وأضافت "هددني بالخطف والقتل إذا لم انفذ طلبه. اشعر بالخجل، ولكن طالبان نفت تورطها وقالت ان الهجمات والاعتقالات والاعترافات جزء من حملة دعائية لتشويه سمعتها، وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد "لا نعارض التعليم. لماذا نعارضه. يذهب اطفالنا لهذه المدارس. نحن فقط ضد المدارس التي تنشر تعاليم مناهضة للاسلام وتتعارض مع السيادة الوطنية لافغانستان، وتابع ان ميليشيات شكلتها الحكومة تقف وراء اعمال العنف. ولمح اخرون لقوى خارجية تريد تأجيج المشاكل فيما تستعد افغانستان لتولي مسؤولية الامن بعد 11 عاما من المساندة الدولية، وقال امان الله إيمان وهو متحدث باسم وزارة التعليم إن نحو 550 مدرسة في 11 اقليما اغلقت أبوابها لعجز الدولة عن توفير الامن، وفي اقيلم هلمند الجنوبي اغلقت اكثر من نصف المدارس هناك وعددها 336. بحسب رويترز.

وقال جوشوا فوست الخبير في شؤون افغانستان واسيا الوسطى في امريكان سيكيوريتي بروجيكت (مشروع الامن الامريكي) ومقره واشنطن "على مدار العامين الماضيين ابتعدت طالبان عن المناورات القتالية الضخمة وركزت اكثر على الترهيب والسيطرة الاجتماعية والسياسية، اغلاق المداس احد وسائل السيطرة، وافزعت اربع هجمات بالسم على مدارس فتيات خلال الشهرين الماضيين السلطات في اقليم طخار الشمالي واصدرت اوامر للقائمين عليها بالبقاء فيها لساعة متأخرة من الليل وطلبت من العاملين بها تفتيش الساحات بحثا عن اي شيء مريب واختبار المياه قبل فتح ابواب المدرسة، وتذهب الفتيات للمدرسة في مجموعات تضم خمس فتيات او عشر طلبا للسلامة وتقول حميدة (19 عاما) التي لازالت طالبة نتيجة توقفها عن الدراسة مرارا ان البعض يرفص تناول الغذاء او شرب المياه خشية التسمم، وتضيف "للامانة نصاب بفزع شديد كل يوم. إذا رأيت من يحدق بك وانت في الطريق للمدرسة تدرك انه ربما تقع مشكلة، واحيانا يعود التلاميذ ادراجهم إلى المنزل بكل بساطة خوفا من التعرض لهجوم، ونقلت مسؤولية الامن في طخار للحكومة الافغانية في ابريل نيسان في اطار عملية انتقال تدريجي. ويقول حلف شمال الاطلسي ان الامن تحسن وان القوات الافغانية قادرة على الاضطلاع بالمسؤولية، ولكن تجدد العنف الذي تزامن مع هجوم الربيع لطالبان أجج المخاوف من ان القوات الافغانية ضعيفة التجهيز وربما تجد صعوبة في بسط سيطرتها، وكانت طخار احد النقاط الساخنة للتمرد والنشاط الاجرامي منذ 2009 ولا يقتصر الامر على طالبان بل توجد ايضا جماعات عرقية متمردة صغيرة تنشط هناك مثل حركة اوزبكستان الإسلامية، ويقول مسؤولون انه حتي في أفضل الاحوال وجد حلف شمال الاطلسي صعوبة في كبح التوترات داخل الاقليم وتصاعدت المخاطر اكثر الان بعد ان تسلم الجيش الافغاني السلطة، وقال فوست خبير الشؤون الافغانية "الان بعد ان بسط الافغان سيطرتهم عليه نرى ما نتوقع ان نشهده في اماكن اخرى صراعا بين جميع الجماعات المسلحة من أجل السيطرة، "سيتغلب طرف في نهاية المطاف اذا تركوا لحال سبيلهم .. وربما لا يكون من نفضله."

مقتل رئيسة شؤون المرأة

في حين قال مسؤولون أفغان ان رئيسة اقليمية لشؤون المرأة استهدفت وقتلت في هجوم بقنبلة لصقت بسيارتها في شرق أفغانستان في أحدث اعمال عنف تستهدف النساء الافغانيات، وقال سرهادي زواك المتحدث باسم حاكم اقليم لغمان ان حنيفة صافي قتلت اثناء قيادتها سيارتها في مهترلام عاصمة الاقليم حين انفجرت قنبلة لصقت بسيارتها، وقال زواك "قتلتها وأدخلت زوجها الذي كان برفقتها في غيبوبة" وأضاف ان الهجوم وقع على بعد نحو 150 كيلومترا شرقي العاصمة كابول وأصيب فيه ايضا عشرة مدنيين، وأحجم زواك عن الكشف عما اذا كان يعتقد ان طالبان الافغانية وراء الهجوم واكتفى بالقول بان "اعداء أفغانستان" زرعوا القنبلة، ولم تعلن اي جهة المسؤولية عن الهجوم. بحسب رويترز.

وقال يان كوبيس ممثل الأمم المتحدة في كابول "القتل المتعمد لامرأة شجاعة وموظفة عمومية كرست حياتها لتحسين وضع المرأة الافغانية والعمل من أجل سلامة وأمن بلدها أمر مخز، وصافي هي ثاني رئيسة اقليمية لشؤون المرأة تغتال منذ استحداث المنصب قبل عشر سنوات في كل اقاليم افغانستان الاربعة والثلاثين ويتبع المنصب وزارة شؤون المرأة في كابول، وكانت صفية اما جان التي رأست ادارة شؤون المرأة في اقليم قندهار الجنوبي قد قتلت بالرصاص على ايدي مسلحي طالبان عام 2006، وجاء هجوم بعد حصول على تسجيل فيديو لواقعة اعدام امرأة عمرها 22 عاما تدعى نجيبة اتهمت بالزنا في منطقة على بعد ساعة من كابول بالسيارة وهو ما اثار غضبا دوليا، ونفت طالبان ضلوعها في ذلك الهجوم وان كان مسؤولون في كابول اتهموا الحركة المتشددة بالمسؤولية عن واقعة الاعدام بالرصاص، وصدمت واقعة الاعدام كثيرين من الافغان العاديين.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 17/تموز/2012 - 26/شعبان/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م