
شبكة النبأ: بخلاف كل التوقعات انتهت
أول انتخابات حرة في ليبيا التي عانت من سنوات التسلط والاستبداد
والدكتاتورية المتمثلة بحكم نظام معمر القذافي، ويرى بعض المراقبين أن
خطوة ما بعد الانتخابات ستكون هي الخطوة الأصعب والأخطر خصوصا وان
نتائج الانتخابات قد أزعجت بعض الأحزاب التي كانت تتوقع الفوز وهو ما
سيدفعها إلى تشديد الضغط لأجل الحصول على بعض التنازلات من قبل الإطراف
السياسية الفائزة الأمر الذي قد يتسبب بخلق أزمات مستقبلية قد تدخل
البلاد في دوامة العنف و الاقتتال الداخلي خصوصا وان اغلب أبناء الشعب
الليبي لازال يمتلك السلاح، وفيما يخص الانتخابات فقد أظهرت نتائج كشفت
عنها المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا ان التحالف الوطني المعتدل
بزعامة رئيس الوزراء السابق محمود جبريل حقق انتصارا ساحقا على الاحزاب
الإسلامية المنافسة في اول انتخابات حرة في البلاد منذ اكثر من 40
عاما. وكشفت عمليات إحصاء الأصوات في شتى انحاء البلاد عن هزيمة مدوية
للجناح السياسي للإخوان المسلمين في ليبيا في اتجاه مخالف للنجاح الذي
حققته الجماعات الاسلامية في بلدان عربية اخرى من دول الربيع العربي
مثل مصر وتونس.
وقال المحلل السياسي الليبي ناصر أحداش ان الناس رأوا في جبريل الذي
تعلم في الغرب وكان رئيس الوزراء خلال الانتفاضة العام الماضي انفتاحا
على بقية العالم وراق لهم هذا الانفتاح بعد ان اغلق القذافي الابواب
عليهم. ولم تحقق جماعة اسلامية اخرى هي حزب الوطن بزعامة المقاتل
الاسلامي السابق عبد الحكيم بلحاج نتائج يعتد بها بل ويتوقع ان يخسر
بلحاج في دائرته في طرابلس. وقال المتحدث باسم الحزب انس الفيتوري ان
على الحزب ان يعيد النظر في ادائه ويقرر نوع التحالفات التي سيقيمها او
ان يشكل منفردا معارضة قوية.
وفي دائرة وسط طرابلس حصل التحالف الذي يضم زهاء 60 حزبا معتدلا على
46 ألف صوت مقابل اربعة الاف فقط لحزب العدالة والبناء وهو الجناح
السياسي للاخوان المسلمين في ليبيا.
وقال أيمن عبودة عامل النفط البالغ من العمر 35 عاما وهو يتسوق في
طرابلس "انا صوتت لصالحه. وأرجو أن يصبح لليبيا الآن مستقبل جيد. وتظهر
النتائج ان اختياري كان سليما." وأمام المنافسين الآن فرصة للطعن في
نتائج التصويت قبل إعلان النتائج النهائية. وفضلا عن ذلك فإن تقدم
التحالف الوطني على المستوى الوطني لا يعني بشكل تلقائي حصوله على
الاغلبية في المؤتمر الوطني المؤلف من 200 مقعد لأن معظم المقاعد خصص
للمرشحين المستقلين الذين يصعب تحديد انتماءاتهم السياسية. ودعا جبريل
الذي كان رئيسا للوزراء وقت الانتفاضة التي اطاحت بالقذافي الاحزاب من
كل الاطياف السياسية في ليبيا الى اجراء محادثات لتشكيل حكومة وحدة
وطنية ائتلافية تمنح الاولوية لاعادة بناء البلاد.
وقد أشاد مراقبون دوليون بانتخابات المؤتمر الوطني الليبي واصفين
اياها بانها انتخابات ناجحة وقالوا ان حوادث العنف والاحتجاجات
المناهضة للانتخابات في الشرق المضطرب فشلت في منع الليبيين من الاقبال
بإعداد كبيرة على التصويت. وقال الكسندر جراف لامسدورف من فريق التقييم
التابع للاتحاد الاوروبي في مؤتمر صحفي "من الملاحظ ان جميع الليبيين
تقريبا أدلوا بأصواتهم بلا خوف أو ترهيب." واضاف "هذه الحوادث لا تثير
الشبهات حول سلامة الانتخابات الوطنية ككل" في اشارة الى حالات سرقة
واحراق صناديق اقتراع واحتجاجات متظاهرين في الشرق يسعون لتحقيق مطالب
تتراوح بين زيادة التمثيل السياسي للمنطقة والفيدرالية الكاملة. وأفادت
أنباء بمقتل شخصين في الاضطرابات. بحسب رويترز.
وقام فريق الاتحاد الاوروبي بجولات في ست مدن رئيسية بما في ذلك
العاصمة طرابلس ومدينة بنغازي بشرق ليبيا التي كانت مركزا للانتفاضة
لكنه لم يذهب إلى الجنوب الصحراوي حيث لا تزال الاوضاع الأمنية غير
مستقرة بسبب الاشتباكات القبلية. وقال مركز كارتر ومقره الولايات
المتحدة إن فريق المراقبة التابع له وقوامه 45 شخصا لم يذهب أيضا الى
الجنوب وأقر بأن عمله في انتخابات كان محدودا نوعا ما. وقال جون
ستريملو نائب رئيس مركز كارتر لبرامج السلام "بعد 11 شهرا من البناء
لأمة جديدة هناك مخربون... تصميم الليبيين على الاستمرار في عملية
التصويت هو ما يعطينا الأمل في المستقبل."
زعيم ليبيا القادم
في السياق ذاته يصور محمود جبريل الاستشاري الذي تدرب بالولايات
المتحدة الذي انشق عن إدارة الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي نفسه
على أنه قادر على توحيد القوى فيما تخرج البلاد من أربعة عقود من حكم
الرجل الواحد. ويتجه تحالف القوى الوطنية الذي ينتمي له جبريل الذي كان
رئيسا للوزراء خلال الصراع لتحقيق فوز ساحق على الاحزاب الاخرى بعد فرز
الأصوات في انتخابات المؤتمر الوطني التي جرت يوم السبت وهي اول
انتخابات تشهدها ليبيا منذ عقود.
وفي حين ان هذه مجرد خطوة اولى ضمن سلسلة من الأحداث التي ستؤدي الى
تشكيل حكومة انتقالية جديدة ووضع دستور جديد وإجراء انتخابات برلمانية
في وقت ما من العام القادم فإن التكهنات تزايدت بأن يصبح جبريل زعيما
للبلاد. ويشير فرز جزئي للأصوات الى حصول ائتلافه الذي يتكون من 60
حزبا معتدلا على دعم واسع النطاق من مختلف أنحاء البلاد ولا تؤدي هذه
المكاسب تلقائيا الى الهيمنة على المؤتمر الوطني المكون من 200 مقعد
والذي سيختار رئيسا للوزراء قبل الإعداد لانتخابات 2013. وتم تخصيص 80
مقعدا لمرشحي الاحزاب مما يعني أن المرشحين المستقلين الذين يصعب تحديد
ولاءاتهم سيفوقونهم عددا.
لم يخض جبريل نفسه الذي يتحدث الانجليزية بطلاقة الانتخابات لكن
وجهه ظهر بصورة متكررة على لافتات الدعاية الانتخابية للتحالف. ويتحدث
الكثير من الليبيين عنه باعتباره اول رئيس محتمل لليبيا اذا نص الدستور
الذي ستوضع مسودته العام القادم على هذا المنصب. لكن جبريل (60 عاما)
رفض هذا وعرض إجراء ما وصفها بالمحادثات المخلصة والصادقة مع الاحزاب
السياسية الليبية التي يتجاوز عددها 150 حزبا ليشكل ائتلافا كبيرا.
وقال للصحفيين إن التحالف يزخر بالشخصيات المؤهلة من كل الأطياف.
وأضاف أنه قد يلعب دور مستشار في الحكومة مشيرا الى أن فعالية الدور هي
التي تهم وليس الدور نفسه. وفي دولة تمتلئ بالأسلحة حيث الخصومات
الاقليمية والقبلية عميقة ركز جبريل على ضرورة المصالحة بين الجماعات
المختلفة. وقبل إنشاء التحالف قال جبريل الذي ينتمي الى قبيلة ورفلة
إنه يجوب البلاد ليصغي الى الشعب الليبي.
وقال في فبراير شباط إن الناس بحاجة الى مناقشات وجها لوجه والى أن
يشعروا بأنهم جزء من هذا البلد. واستفاد جبريل من بروزه باعتباره واحدا
من الشخصيات الرئيسية في انتفاضة العام الماضي ويعتبره كثير من
الليبيين يدا امينة لإعادة إعمار الاقتصاد الذي عانى من الركود في عهد
القذافي. وقال الكاتب الليبي عز الدين عقيل الذي خاض الانتخابات كمرشح
مستقل في طرابلس ان اولويات الشعب الليبي هي التنمية الاقتصادية والامن
وأضاف أن الشعب الليبي يعتقد أن جبريل قادر على تحقيق مطالبه على عكس
الإسلاميين. ويعتبر تحالف القوى الوطنية المؤلف من مجموعة متنوعة من
الشخصيات على طرف اكثر تقدما من الطيف السياسي الليبي. لكنه يرفض وصف
العلماني ويصف نفسه بأنه كيان إسلامي سياسي معتدل.
وقال جبريل إنه مسلم متدين منذ كان في الرابعة عشرة من عمره مضيفا
أنه يصلي بانتظام ويخرج الزكاة. وقال إن الدين مسألة مهمة جدا لليبيين
وأضاف أنه جزء من هويتهم. ويظهر الفرز فوز تحالف القوى الوطنية بأصوات
من شتى انحاء البلاد من الليبراليين في طرابلس ورجال القبائل بالجنوب
الصحراوي الى بلدات مثل درنة التي تعتبر معاقل للإسلاميين في الشرق.
ويقول محللون إن حملة الدعاية الانتخابية هي التي يرجع لها الفضل في
تصوير جبريل على انه خيار جدير بالثقة.
وقال عامر ابو ضاوية الاستاذ بجامعة طرابلس إن الليبيين رأوا رجلا
صورته مختلفة عن القذافي اذ رأوا رجلا هادئا. واضاف ان الكثير من
الليبيين صوتوا من اجل هذا الرجل دون ان يعلموا حتى بقية أعضاء التحالف.
وفي دولة منتجة للنفط حيث تحتاج الموارد اللازمة لسداد تكاليف الإعمار
والرعاية الصحية العاجلة ربما تفيد الخلفية الاستشارية لجبريل وخبرته
الدولية في العلاقات مع المستثمرين. وقال تحالف القوى الوطنية إنه يؤيد
الخصخصة لكنه اكد أن على ليبيا إعادة إعمار بنيتها التحتية اولا.
وقال جبريل زعبية رئيس تحرير جريدة المسار المستقلة إن جبريل قدم
نفسه على انه شخص له برنامج تنموي طموح. وأضاف أنه وعد بتحسين مستوى
المعيشة وهو امر سعى له الشعب الليبي منذ زمن طويل وكان السبب في
اندلاع الانتفاضة. وقال إن بعض مؤيديه يعتقدون انه قادر على تمهيد
الطريق لتصبح البلاد ماليزيا الأخرى او دبي البحر المتوسط في المستقبل.
درس جبريل الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة ودرس للحصول على
درجة الماجستير في جامعة بيتسبرج ببنسلفانيا. وهو متزوج وله ثلاث بنات
وابن وقام بتدريس التخطيط الاستراتيجي في تلك الجامعة الامريكية لسنوات
قبل ان ينتقل الى القاهرة في منتصف الثمانينيات بعد أن عمل مستشارا
وكان يتردد بشكل متكرر على منطقة الخليج.
وحين طلب منه الحديث عن موقفه السياسي قال إن العصر الحالي هو عصر
المعرفة وأضاف أن المجتمعات اليوم تبنى بالمعرفة وليس بالأيديولوجية.
في عام 2007 ضمه سيف الاسلام ابن القذافي الى الحكومة ليعمل بمجلس
التنمية الاقتصادية الوطنية لتشجيع الخصخصة وسياسات الاستثمار الاجنبي.
وكان ينظر الى سيف الاسلام ذات يوم على انه إصلاحي والواجهة التجارية
لليبيا.
وقال جبريل ان قبول المنصب فرض عليه. ووصفته برقية دبلوماسية
امريكية مسربة من مايو ايار 2009 بأنه "محاور جيد يفهم وجهة النظر
الامريكية." وقالت برقية من عام 2010 إنه "يبدو محاورا متفتحا جدا يرغب
في الانخراط في حوارات وعمليات عصف ذهني من موضوع الى آخر بسلاسة." غير
أن البعض مازالوا يتشككون في دور جبريل باعتباره كان من الدائرة
الداخلية لإدارة القذافي.
وقالت هناء القلال الناشطة بمجال الدفاع عن حقوق الانسان والمحامية
إن جبريل لايزال ينتمي للنظام القديم لأنه لم يقدم سجلاته المالية او
يذكر الشركات التي لايزال شريكا فيها اذا كانت مازالت لديه شركات. و
قال محمد صوان زعيم الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين في ليبيا
إن جبريل حليف سابق للقذافي على حد قوله. بحسب رويترز.
وانشق جبريل عن النظام في الايام الاولى من انتفاضة عام 2011 وأصبح
مبعوثا يجوب العالم ممثلا للمعارضة وحشد الدعم من خلال خطب صيغت بعناية
أسهمت في حصول المعارضة الليبية على دعم حلف شمال الاطلسي الذي تمثل في
حملة قصف جوي بتفويض من الأمم المتحدة. وكان هو الذي أقنع الرئيس
الفرنسي آنذاك نيكولا ساركوزي بأن المجلس الوطني الانتقالي منظمة جديرة
بالثقة حين اصبحت فرنسا أول دولة تعترف به. استقال جبريل من منصب رئيس
الوزراء في اكتوبر تشرين الاول بعد ايام من مقتل القذافي على ايدي
مقاتلي المعارضة في خطوة قال إنه خطط لاتخاذها متى يرحل القذافي. وقال
مصدر دبلوماسي غربي "إنه ذكي ومخطط استراتيجي. وهو يحظى بإعجاب الغرب."
لا يعترف بالهزيمة
على صعيد متصل رفض رئيس أكبر حزب إسلامي في ليبيا الاعتراف بالهزيمة
في اول انتخابات حرة في البلاد منذ نصف قرن تقريبا واتهم منافسه
الليبرالي الرئيسي "بخداع" الناخبين بالتزامات خادعة بالإسلام. ووصف
محمد صوان زعيم الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين محمود جبريل
رئيس وزراء ليبيا وقت الانتفاضة بانه حليف سابق للزعيم الراحل معمر
القذافي وقال إن حزب جبريل قد يفقد تصدره للانتخابات بعد صدور النتائج
الكاملة.
وقال صوان "جبريل لم يقدم نفسه للشعب الليبي على أنه ليبرالي. قدم
نفسه على ان له مرجعية إسلامية. استفادت التيارات العلمانية من ثورات
الربيع العربي ورفعت راية المرجعية الإسلامية صوت الليبيون لجبريل
باعتبار انه إسلامي أيضا." وقال صوان إن حزب العدالة والبناء من
المتوقع أن ينال مكانته بعد ظهور نتائج المقاعد المستقلة التي تعتمد
على الاتصالات والمكانة الاجتماعية. وقال "ربما تظهر النتيجة النهائية
أن حزب العدالة والبناء هو الحزب المتصدر."
لكن على الرغم من هذا التفاؤل الا ان صوان بدت عليه نظرة خيبة أمل.
وكان يتوقع على نطاق واسع ان حزبه سيحقق أداء قويا في الانتخابات
مدعوما بصعود جماعة الاخوان المسلمين في مصر وحركة النهضة الإسلامية في
تونس في أول انتخابات بعد الثورة.
ويتألف فريق حملة جماعة الإخوان المسلمين الانتخابية من ليبيين
تلقوا تعليمهم في الخارج وحملت اللافتات الضخمة رمز الحصان الذهبي.
ودفع مرشحو الاخوان أيضا بناتهم للمساعدة في العلاقات العامة. واستقال
صوان من رئاسة جماعة الإخوان المسلمين وانتخب لرئاسة حزب العدالة
والبناء المستقل اسميا قبل الانتخابات. ورغم هذه الجهود ناضل الإخوان
لإقناع الليبيين القلقين من التدخل الأجنبي بان الجماعة ليس لها اي
ارتباطات مالية أو إدارية بالجماعة التي تحمل نفس الاسم في مصر. بحسب
فرنس برس.
وثمة عقبة أخرى واجهت جماعة الإخوان المسلمين وهي ان زعيمها
ومرشحيها غير معروفين بين الليبيين. وقال صوان "سبب ان بعض الناس لم
يختاروا كتلة العدالة والبناء ان هناك تشويها للإسلاميين فالناس لا
تعرف حقيقة الاخوان المسلمين أو العدالة والبناء ولذلك هناك نوع من
الفوبيا عند الناس. لكن الدليل على ان الإسلاميين هم الذين تفوقوا
ستبينه القوائم الفردية وسيكتشف الجميع ان المائة وعشرين الذين ترشحوا
على الفردي جلهم من الإسلاميين."
وصرح محمد صوان ان "النتائج الأولية (التي ترجح فوز الليبراليين)
تتعلق ب40% من المقاعد. بالنسبة الى المقاعد ال120 الباقية النتائج
الاولية تشير الى غياب تحالف" القوى الوطنية. وأضاف "لدينا الكثير من
المناصرين" الذين فازوا بمقاعد، وتوقع "وجودا كبيرا" للإسلاميين في
المجلس الوطني. وردا على سؤال لمعرفة ما اذا سيقبل حزبه التعاون مع
الليبراليين في المجلس الجديد قال صوان ان "هناك قاسما مشتركا مع كل
الأحزاب". الا انه أضاف "للأسف فان تحالف القوى الوطنية هو من الاحزاب
التي لدينا معها اقل نقاط مشتركة" ردا على الدعوة الى الوحدة التي
وجهها الاحد زعيم التحالف محمود جبريل رئيس الوزراء السابق في المجلس
الوطني الانتقالي الحاكم.
احتجاز آلاف الأشخاص
من جهة اخرى دعت منظمة هيومن رايتس ووتش السلطات الليبية الى اتخاذ
الاجراءات الضرورية لتتولى مسؤولية الاف الاشخاص الذين ما زالت
الميليشيات تحتجزهم. وأعلنت المنظمة في بيان ان المجلس الوطني
الانتقالي (الحاكم) "لم يتمكن بعد انتهاء المهلة من استعادة مسؤولية
نحو خمسة الاف شخص تعتقلهم تعسفيا مجموعات مسلحة وتعرض بعضهم لتعذيب
شديد".
وبذلك تشير المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقرا لها الى قانون اعتمد
في ايار/مايو ينص على ضرورة ان تسلم وزراتا الداخلية والدفاع بحلول 12
تموز/يوليو "كل انصار النظام السابق الى العدالة اذا ثبتت ادانتهم".
وأضاف البيان ان "اولئك المعتقلين (بين ايدي الثوار) واربعة الاف اخرين
في السجون التي تسيطر عليها الدولة، يجب ان يضمن احترام حقهم جميعا".
واوضحت هيومن رايتس ووتش ان معظم المعتقلين هم من قوات امن نظام
معمر القذافي ومسؤولين حكوميين اخرين ومرتزقة اجانب مفترضين او مهاجرين
من دول جنوب الصحراء الكبرى.ىواعربت المنظمة عن الاسف لان السلطات
الليبية الجديدة لم تبد سوى "القليل من الارادة السياسية" للاهتمام
بظاهرة المجموعات المسلحة التي قاتلت معمر القذافي. وبما ان الجيش
والشرطة لا يزالان غير جاهزين تماما للعمل في ليبيا فان الميليشيات
تغتنم الفرصة لفرض قوانينها على البلاد منذ سقوط نظام القذافي في تشرين
الاول/اكتوبر 2011. بحسب فرنس برس.
وقد اعربت الامم المتحدة في ايار/مايو عن القلق من بقاء الاف
الاشخاص في السجون الليبية بعضهم في مراكز اعتقال سرية ما زال التعذيب
يمارس فيها. واكدت منظمة حقوق الانسان ان "كل اعتقال خارج القانون بما
في ذلك الذي تمارسه الميليشيات يجب اعتباره عملا اجراميا" وحثت المؤتمر
الوطني العام الذي سينبثق عن الانتخابات التشريعية الاخيرة على وضع حد
لتلك الممارسات واقامة نظام قضائي حقيقي. |