ترويض طالبان ومعضلة الاجندات الخارجية

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: من جديد يحتدم صراع المساومات بين طالبان وكرزاي وأمريكا، لإنهاء حالة الحرب المستمرة على مدى عشر سنوات، وأجراء محادثات السلام بين جميع الإطراف، وهي خطوة حاسمة للمستقبل أفغانستان القريب، حيث تهيأت طالبان للاشتراك من جديد بالمفاوضات الماراثونية بينها وبين أمريكا وحكومة أفغانستان بوجه جديد فيه نوع من التطور على أكثر من صعيد، وفي هذا الاطار نفت طالبان الافغانية تلقيها اوامر من باكستان بشأن محادثات الاسلام مؤكدةً بأنها تتحرك بشكل مستقل عن اسلام اباد، وفي الوقت ذاته نفت الحركة الافغانية مقتل مؤسس شبكة حقاني احد ابرز قيادي طالبان، في حين بدأت طالبان أفغانستان موسم جديد لحصد الأرواح حيث انها استهدفت اقليما هادئا بوسط البلاد، في الوقت الذي اعترف الجيش الافغاني بأن طالبان تستخدم نظاما متقدما لاختراق القوات خاصة في الاونة الاخيرة، فيما يستمر مسلسل الانتهاكات الإجرامية بحق المرأة الأفغانية بشكل فضيع وسلب ابسط حقوقها، وتبقى تلك الانتهاكات ممارسات طبيعية من قبل الرجال ضد النساء في ذلك البلد الذي تعد فيه النساء الضحية الأولى لانتهاكات حقوق الإنسان، ومن جهة أخرى فربما لا تريد حركة طالبان خسارة معركة الاتصالات مع خصومها بل تريد تقريب أنصارها، حيث قامت بفتح منتدى على الانترنت للتواصل مع مناصريها، وفي ظل هذه الصراعات والنزاعات السياسية والإنسانية يبقى السلام في أفغانستان رغبة أفغانية بعيدة المنال.

أوامر من باكستان

فقد نفت طالبان الأفغانية أنها حصلت على موافقة باكستان على ارسال ممثلين لها الى قطر للاشتراك في محادثات أولية كان مسؤولون امريكيون يأملون ان تتمخض عن اتفاق سلام في أفغانستان وأكدت الحركة الافغانية انها تتحرك بشكل مستقل عن اسلام اباد، وفي بيان نشر على موقعها على الانترنت قالت الحركة المتشددة انها "تتخذ القرارات بناء على قناعاتها في كل القضايا والشؤون في ضوء تعاليم الإسلام ومصالح الوطن، وقالت طالبان في بيانها الذي نشرته مستخدمة الاسم الذي تطلقه على نفسها "نود ان نوضح بشكل جلي ان ممثلي الامارة الاسلامية لم يتوجهوا الى قطر بإذن من باكستان، وأضافت الامارة الاسلامية حرة تماما ومستقلة في كل شؤونها، وفي مقابلة قال محمد صديق سفير باكستان لدى أفغانستان ان حكومته أيدت اتفاق سلام محتملا في أفغانستان وصرح بأنها سمحت لبعض اعضاء طالبان بالسفر الى الخليج لهذا الغرض، وخاب أمل ادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما في تدشين مبكر لمحادثات السلام بين طالبان والرئيس الافغاني حامد كرزاي حين علق زعماء الحركة المتشددة في مارس آذار مشاركتهم في مناقشات أولية يديرها دبلوماسيون أمريكيون، وكان المسؤولون الامريكيون يأملون ان تطلق اجتماعاتهم الاولية مع ممثلي طالبان عملية لنقل مسؤولين سابقين في طالبان محتجزين في السجن الحربي الامريكي في جونتانامو بكوبا الى قطر والافراج عن جندي امريكي أسرته طالبان وفي نهاية المطاف بدء محادثات سلام حقيقية بين مختلف الاطراف الافغانية. بحسب رويترز.

وقالت طالبان "المحادثات التمهيدية لبناء الثقة التي أجراها ممثلو الامارة الاسلامية مع ممثلي الولايات المتحدة الامريكية في قطر انطلقت ثم توقفت بناء على اوامر زعيمها، وحين علقت طالبان مشاركتها في المحادثات ألقت اللوم على الولايات المتحدة لمواقفها التفاوضية المتباينة، وبينما تقول الحكومة الافغانية انها عقدت اجتماعات منفصلة مع ممثلي طالبان يقول زعماء الحركة المتشددة انهم لن يشاركوا في مفاوضات مع نظام "عميل" وغير شرعي، وفي بيان منفصل صدر قالت طالبان انها أوفدت ممثلا للمشاركة في مؤتمر عن مستقبل أفغانستان يعقد في اليابان وقالت ان الغرض هو ان "توضح" فقط مواقفها، وقالت "مادام لن يتم التعامل مع المسألة الخاصة بأمريكا (المحادثات المعلقة) فلا جدوى من اجراء محادثات مع ادارة كرزاي."

مقتل مؤسس شبكة حقاني

على الصعيد نفسه نفت حركة طالبان مقتل جلال الدين حقاني، مؤسس الشبكة التي تحمل اسمه والمسؤولة عن خسائر فادحة في افغانستان وباكستان، خلافا لما اعلنته وسائل اعلام افغانية محلية، وصرح ذبيح الله مجاهد الناطق باسم طالبان "ننفي بشدة معلومات تفيد عن مقتل جلال الدين حقاني، انه حي" واعتبر ذلك من "الدعاية الحكومية". كذلك نفت الحركة في بيان وفاة حقاني، وكان جلال الدين حقاني من اكبر حلفاء الاميركيين في الحرب ضد القوات السوفياتية عندما اجتاحت افغانستان خلال الثمانينيات. بحسب رويترز.

وقد تحالف بعد ذلك مع نظام طالبان سنة 1996 ثم بحركة التمرد الاسلامية بعد الاطاحة بنظام طالبان نهاية 2001. وهو عضو في مجلس قيادة طالبان الذي اقسم الولاء للملا عمر، وجلال الدين حقاني ولد حوالي 1942 في منطقة خوست (شرق) كما ورد في سيرته الذاتية متوفرة في مجلس الامن الدولي. وهو يعاني من مشاكل صحية. وقد تحول الى قائد رمزي في حركته التي بات يقودها الان ابنه سراج الدين، ويشتبه في ان شبكة حقاني التي تتخذ من ولاية وزيرستان (شمال باكستان) مقرا لها، ارتكبت اشد العمليات واكثرها تعقيدا خلال السنوات الاخيرة ضد القوات الحكومية والغربية خصوصا قرب الحدود مع باكستان. وتنشط الحركة التي كانت همزة وصل بين طالبان ومقاتلي القاعدة، ايضا في باكستان، وقد سرت شائعات عن مقتل الاب حقاني في حزيران/يونيو 2007 ووعدت الولايات المتحدة بمكافأة قيمتها خمسة ملايين دولار لمن يقدم معلومات حول ابنه سراج الدين، وقتل الاب محمد حقاني في شباط/فبراير 2010 بصاروخ اطلقته طائرة اميركية بدون طيار على باكستان.

هجمات جديدة

في سياق متصل صعد المتشددون في أفغانستان من هجماتهم في منطقة كان يعتقد انها آمنة وهي منطقة اقليم باميان بوسط البلاد ونشطوا في المنطقة لتقويض الامن قبل نهاية عام 2014 وهو الموعد المحدد لخروج معظم القوات القتالية الاجنبية من البلاد، وقال قائد شرطة باميان جوما جولدي يارديم ان نحو 20 مقاتلا من طالبان جاءوا من اقليم بغلان المجاور وعبروا الحدود الى باميان وشنوا هجمات في عدة مناطق، وقال يارديم "عادة ما يزرعون قنابل في الطرق ويشنون هجمات على نقاط تفتيش أمنية بل ان البعض شن هجمات انتحارية على عدد من المكاتب الحكومية، واستقطب اقليم باميان اهتمام العالم في مارس آذار عام 2001 حين دمرت حكومة طالبان السابقة تمثالين حجريين لبوذا منحوتين في الجبل وقصفت الاثر التاريخي الذي يبلغ عمره 1700 عام بالدبابات والمدافع المضادة للطائرات والديناميت قائلة ان هذه التماثيل ضد مباديء الاسلام، ويعيش في الاقليم غالبية من قبائل الهزارة العرقية المناهضة لقبائل البشتون التي تهيمن عليها طالبان ويقع في منطقة جبال هيندو كوش على بعد نحو 240 كيلومترا شمال غربي العاصمة كابول وكان يعتقد انه من أكثر الاقاليم الافغانية أمنا، ورغم ان الاقليم يشهد تفجيرات وهجمات متقطعة الا ان الحكومة كانت تعمل على تحويله الى مركز سياحي وتشرف على الامن قوات الشرطة الافغانية وقوة صغيرة من جنود نيوزيلاندا. بحسب رويترز.

وصرح يارديم بأن المتمردين الذين زعم انهم تدربوا في باكستان هاجموا نقطة تفتيش للشرطة في منطقة كومارد في ابريل نيسان كما زرعوا قنابل في الطرق تستهدف المدنيين، وقال "المتمردون يحاولون شن هذه الهجمات في باميان لاشاعة الخوف والرعب بين الناس ويجعلون الاقليم الامن غير آمن، وكان اقليم باميان من أول الاقاليم التي سلمت لقوات الامن الافغانية في يوليو تموز عام 2011 حيث يتمركز نحو 1000 من أفراد الامن ورجال المخابرات لكن لا توجد به قوات من الجيش الافغاني، وقال يارديم "اينما وجدوا فراغا أمنيا يصعدون من الهجمات. هذا بالقطع يؤثر على أمن باميان."

الجيش الأفغاني

من جهته قال جنرال بالجيش الأفغاني ان طالبان لديها نظام متقدم لاختراق قوات الامن الافغانية وان التدقيق في اختيار المجندين يجب ان يكون مشددا للغاية، وتم تسليط الضوء بدرجة أكبر على الاختراق بسبب سلسلة هجمات قاتلة من جانب قوات الامن الافغانية على جنود امريكيين منذ حرق نسخ من المصحف في قاعدة تابعة لحلف شمال الاطلسي، فقد أثارت احتجاجات واسعة النطاق، وقال الجنرال عبد الحميد قائد المنطقة الجنوبية بالجيش الافغاني عبر الهاتف "زرع اشخاص مارقين داخل الجيش تم التخطيط له جيدا بواسطة الاعداء. طالبان قدمت لهم تدريبا جيدا، واضاف "يجب ان نعزز جمع المعلومات بشأن تحركات المجندين والتنصت على هواتفهم المحمولة ويجب ان نعرف ان كانوا على اتصال بجهات خارج الجيش، وقال مسؤولون غربيون وافغان ان جنديين امريكيين قتلا بالرصاص في هجوم شمل أفغانيا واحدا على الاقل يعتقد انه جندي ومدنيا، وأعمال القتل التي وقعت في قندهار بجنوب افغانستان جاءت بعد أقل من اسبوع من اطلاق الرصاص على ضابطين كبيرين في وزارة الداخلية الافغانية قال مسؤولو امن افغان انه ضابط مباحث بقوات الشرطة، وقتل نحو 70 عضوا بالقوات التي يقودها حلف شمال الاطلسي في 42 هجوما داخليا منذ مايو ايار 2007 حتى نهاية يناير كانون الثاني من العام الحالي، وأصبحت هذه الهجمات متكررة فيما ارسلت الولايات المتحدة عشرات الاف الجنود الى افغانستان في اطار دعم قوات الحلف في قتالها في معاقل طالبان، وبعض هذه الهجمات نفذته قوات امن افغانية في اطار رد فعلها ازاء حرق نسخ من المصحف وبعضها نتيجة لمظالم خاصة واخرى نفذها مسلحون من طالبان اخترقوا قوات الامن الافغانية، وأصابت أعمال القتل التي جرت في وزارة الداخلية الافغانية حلف شمال الاطلسي بصدمة وألقت بشكوك على استراتيجيتها لاحلال وحدات القوات المقاتلة بمستشارين وهي تحاول انهاء الحرب التي دخلت الان عامها الحادي عشر، وأعلنت طالبان مسؤوليتها عن قتل الضابطين الامريكيين لكن لم يرد تأكيد لذلك حتى الان، ومثل هذه الهجمات تلقي بشكوك على مدى فاعلية القوات الحكومية الافغانية التي ستكلف بتولي الامن في واحد من أكثر دول العالم افتقارا للاستقرار بمجرد ان تعود القوات القتالية الاجنبية الى بلادها بحلول نهاية 2014. بحسب رويترز.

واثبتت طالبان انها تتحلى بدرجة عالية من المرونة في مواجهة قوة النيران الغربية المتفوقة، لكن سوء ادارة عملية التجنيد للجيش والشرطة منحها فرصة للاختراق، وقال عبد الحميد "من اسباب اختراق الاعداء للجيش عدم امكان تحديد هوياتهم بطريقة مناسبة عند انضمامهم، وقال "الاجراء هو ان المجندين الجدد يجب ان يقدموا شهادات الميلاد أو أي وثائق اخرى لاثبات هوياتهم عند تسجيل انفسهم، وقال مسؤول بوزارة الدفاع ان الحجم الكبير للجيش والشرطة الافغانيين - نحو 250 الف فرد - جعل من الصعب وقف الاختراق. وتأمل افغانستان في تشكيل قوة قوامها نحو 350 الف فرد، وقال عبد الحميد "تعرفنا وألقينا القبض على عدد من الجنود المشتبه بهم في الاونة الاخيرة خططوا لشن مثل تلك الهجمات."

إعدام النساء

فيما اظهر شريط مصور قيام افغاني يقول مسؤولون انه عضو في طالبان بقتل امرأة متهمة بالزنا بالرصاص امام حشد قرب العاصمة كابول في علامة على ان تلك الجماعة الاسلامية المتزمتة تفرض تطبيق القانون حتى قرب العاصمة الأفغانية، وظهر في الشريط الذي تبلغ مدته ثلاث دقائق رجلا يعتمر عمامة وهو يقترب من امرأة جاثية على ركبتيها في التراب وهو يطلق عليها النار خمس مرات من على مسافة قريبة من بندقية الية وسط تهليل من 150 رجلا او نحو ذلك كانوا يشاهدون ذلك في قرية في اقليم باروان، ويقول رجل اخر لدى اقتراب مطلق النار من المرأة "الله يحذرنا من الاقتراب من الزنا لانه فاحشة، "انه امر من الله ان تعدم"، وقال بصير سالانجي حاكم اقليم باروان ان هذا الشريط صور في قرية قيمتشوك في منطقة شينواري التي تبعد نحو ساعة بالسيارة من كابول، ومثل هذا العقاب العلني النادر تذكرة مؤلمة للسلطات الافغانية بالفترة التي قضتها طالبان في السلطة فيما بين عام 1996 و2001 كما انه يثير القلق بشان اسلوب معاملة النساء الافغانيات بعد 11 عاما من الحرب التي قادها حلف شمال الاطلسي ضد متمردي طالبان، وقال سالانجي "عندما رأيت هذا الشريط اغمضت عيني..المرأة غير مذنبة وطالبان مذنبة"، وعندما سقطت المرأة التي كان جسمها ملفوفا بشال باحكام على جنبها بعد اطلاق النار علي رأسها عدة مرات هتف المتفرجون عاش المجاهدين، ولم يتسن الاتصال بطالبان للتعليق على ذلك، وعلى الرغم من وجود اكثر من 130 الف جندي اجنبي و300 الف جندي وشرطي افغاني فقد نجحت طالبان في التمدد لما هو أبعد من معاقلها التقليدية بالجنوب والشرق لتصل الى مناطق كانت فيما مضى اكثر هدوءا مثل باروان، واستردت المرأة الافغانية حقوقها الاساسية في التعليم والتصويت والعمل منذ ان اسقطت القوات الافغانية المدعومة من الولايات المتحدة طالبان، ولكن المخاوف تتزايد بين الافغانيات وبعض النواب والنشطاء الحقوقيين من ان مثل هذه الحريات قد تتلاشى في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة الافغانية والولايات المتحدة لاجراء محادثات مع طالبان لضمان التوصل لنهاية سلمية للحرب. بحسب رويترز.

وذكرت لجنة حقوق الانسان الافغانية المستقلة ان العنف ضد المرأة زاد بشكل كبير خلال العام المنصرم. ويقول ناشطون ان اهتمام حكومة الرئيس حامد كرزاي بحقوق المرأة يتضاءل، وقالت النائبة فوزية كوفي عن الاعدام العلني في باروان "بعد عشر سنوات(على التدخل الاجنبي) وعلى بعد كيلومترات قليلة من كابول .. كيف يمكن ان يحدث هذا امام كل هؤلاء الناس؟، "هذا يحدث في ظل حكومة تزعم انها حققت تقدما كبيرا في حقوق المرأة وتزعم تغييرها حياة المرأة وهذا امر غير مقبول. انها ردة كبيرة للوراء"، وقال سالانجي ان اثنين من قادة طالبان تورطوا جنسيا مع المرأة في باروان سواء من خلال اغتصابها او عاطفيا وقررا تعذيبها ثم قتلها لتسوية خلاف بينهما، وقال "انهم خارجون على القانون وقتلة وقتلوا المرأة مثل الهمج." واضاف ان طالبان تملك نفوذا كبيرا في الاقليم، وفي وقت سابق قام رجل بقطع رؤوس امرأة عمرها 30 عاما واثنين من اولادها في شرق افغانستان وقالت الشرطة انه طليقها في احدث واقعة ضمن سلسلة مما يطلق عليه "جرائم الشرف"، وما زال بعض الافغان يلجأون الى محاكم طالبان لتسوية نزاعاتهم معتبرين الهيئات الحكومية فاسدة او غير موثوق بها.

معركة الاتصالات

على صعيد أخر بدات حركة طالبان، عدوة التكنولوجيا سابقا والتي باتت تستخدم حساب تويتر، تتواصل منذ فترة قصيرة مع مناصريها عبر منتدى فتح على موقعها الالكتروني "صوت الجهاد" وترد على اسئلة يطرحونها مثل "هل تعتقدون ان مقتل مدنيين في اعتداء يعتبر خطيئة كبرى؟" او "من سيحاسب امام الله؟"، ويقول محاورهم ذبيح الله مجاهد احد الناطقين الاثنين الرسميين باسم طالبان ان الخسائر المدنية "ليست مقبولة ابدا. لكن يجب ان نتذكر انه في بعض الاحيان يقتل مدنيون وفي احيان اخرى يكون الامر غير صحيح. انها دعاية العدو"، ورغم مقتل ثلاثة الاف افغاني عام 2011- باستثناء الجنود والشرطيين- وبينهم 77% على ايدي طالبان او مجموعات اخرى مناهضة للحكومة بحسب الامم المتحدة يقول مجاهد "يمكنني ان اؤكد لهم بكل ثقة ان المجاهدين لا يقتلون المدنيين عمدا"، واضاف "في المقابل، يمكن ان تحصل مشاكل تقنية او ان نخطىء الاهداف"، "صوت الجهاد" تعتبر اداة الاتصال لدى حركة طالبان، وتظهر مدى تغير موقف المتمردين حيال التكنولوجيا. فخلال حكم حركة طالبان بين 1996 و 2001 كانت التلفزيونات محظورة، ومنذ عدة سنوات يفاخر المتمردون عبر هذه الاداة، بحربهم ضد "المحتل" الاجنبي الذي اطاح بهم من السلطة، والخسائر التي يلحقونها خصوصا بقوات حلف شمال الاطلسي في افغانستان (ايساف) التي يصفونها بقوات "الكفار" او "اعداء الاسلام" ويتم في غالب الاحيان تضخيمها. كما يركز المتردون ايضا على الهجمات ضد حكومة كابول التي يعتبرونها "العوبة" في ايدي الولايات المتحدة. بحسب رويترز.

لكن بالنسبة لطالبان فان عنوان "اسئلتكم واجوبة ذبيح الله مجاهد" على موقعها الالكتروني جاء ليسد الفجوة بينها وبينها قاعدتها فيما يتم تبادل وجهات النظر عبر تويتر بينهم وبين القوة الدولية، وعلم من الموقع ان مجاهد "في منتصف العمر ومتزوج ويحب اي صنف من الطعام الحلال" كما انه كان ليكون على الارجح "مدرسا" في الفقه الاسلامي "للشبان لو ان الاميركيين لم يجتاحوا" افغانستان، وطرح حتى الان 78 سؤالا على الناطق وكلها تقريبا بلغة الباشتون. ووجه سؤالان فقط بلغة الداري، التي يعتمدها غالبية في افغانستان، ويتساءل اورانغزيب "لقد نشرت آيات قرآنية على الفيسبوك وبعض الاشخاص يقولون ان ذلك ليس عملا صالحا. هل يمكن تسمية ذلك الجهاد؟"، ويرد ذبيح الله مجاهد "الجهاد ياخذ عدة اشكال ويمكن ان يستخدم الاقلام. فلينصرك الله في نوع الجهاد الذي اخترته، انا اوافق على استخدامك الانترنت للترويج للاسلام"، وقال شخص اخر رفض ذكر اسمه انه يريد معرفة كيفية الانضمام الى صفوف التمرد. ورد عليه الناطق بالقول "اذا لم تتمكن من الاتصال بالمقاتلين، ارسل لي عنوان بريد الكتروني مع المنطقة التي تسكن فيها. ان شاء الله سادلك على الطريق الصحيح للقائهم"، ويتم طرح اسئلة سياسية تتعلق خصوصا بفتح مكتب تمثيلي لحركة طالبان في قطر لاجراء محادثات مع الولايات المتحدة، وشرح المولوي قلم الدين القائد السابق لشرطة "الاخلاق" في ظل نظام طالبان كيف ان حظر الكثير من الامور، لا سيما في المجالات التكنولوجية في ظل حكم طالبان كان مرتبطا بعدم معرفة رجاله بهذه الامور وغالبيتهم من المزارعين السابقين او مقاتلين، وقال انذاك "في السابق حين كان احد ما يضع مسجل الصوت امامي، كنت اخاف. لم اكن اعرف ما هو الكمبيوتر، لكن الان اعرف ذلك". لكن اشخاصا اخرين كانوا يخضعون لسلطته مثل ذبيح الله مجاهد ذهبوا ابعد من ذلك، حيث ان حركة طالبان لا تريد خسارة معركة الاتصالات.

تاجر مخدرات

الى ذلك أعلنت وزارة العدل الاميركية  ان القضاء الاميركي حكم على افغاني بالسجن مدى الحياة بتهمة التجارة بمادة الهيرويين واستخدام الارباح التي يحققها في تمويل مقاتلي طالبان وتسليحهم، واوضحت الوزارة في بيان ان حاجي بكشو ادين بقيادة شبكة لانتاج الهيرويين وتوزيعها بهدف تمويل وتسليح الحاكم السابق لولاية ننكرهار شرق افغانستان المنتمي الى طالبان اضافة الى اثنين اخرين من مسؤولي الحركة، واشار نائب وزير العدل الى ان "هذه الادانة هي العقاب المناسب لاحد اشهر تجار الهيرويين على الكوكب". بحسب فرانس برس.

كما امرت القاضية ايلين هيوفيل بحرمان حاجي بكشو من كل الممتلكات العائدة اليه في افغانستان ومن 254,2 مليون دولار حصل عليها بفضل تجارة المخدرات"، وعام 2006، كان بكشو مسؤولا عن 20% من الانتاج العالمي للهيرويين وحقق في هذا العام ارباحا بحوالى 250 مليون دولار، وتم تسليمه من افغانستان الى الولايات المتحدة في ايار/مايو 2009، وتنتج افغانستان 90% من الافيون العالمي الذي تصنع منه الهيرويين.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 12/تموز/2012 - 21/شعبان/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م