شبكة النبأ: تشهد مالي موجة عنيفة من
الاضطرابات على المستويات كافة، إذ يتفاقم الوضع الانساني سوءا يوما
بعد يوم، وذلك بتراكم فظائع العنف ضد النساء والرجال على حد سواء،
ومشاكل مياه وكهرباء، الخ، حيث تتعرض نساء للاغتصاب ويقتل رجال بقطع
رؤوسهم، بينما يشهد اطفال اوضاعا مخيفة فهم ضحية للتجنيد والاغتصاب
بشكل استغلالي وعنيف، حيث شكلت هذه الازمة الخطيرة للغاية اضرار عديدة
منها الاخلال بامن السكان وتزايد التهديد الارهابي، ناهيك تدهور الوضع
الانساني كما ذكر انفا، في المقابل تسعى دول افريقيا الغربية الى وحدة
مالي لمواجهة الخطر الارهابي في شمال البلاد، في الوقت الذي تستمر فيه
الدعوات الماليين الى تحرير الشمال من الحركات المسلحة ولا سيما
الاسلاميين من القاعدة، إذ قاموا بالتظاهرات الكبيرة أرادوا من خلالها
هؤلاء الماليين الغاضبين توجيه رسالة قوية الى السلطات لانقاذ مالي
والنسيج الاجتماعي المهدد بقوة، من جهة أخرى تحول فرنسا دورا في مساعدة
مالي خاصة بعد قيام اسلاميين بتلغيم جاو، بينما يحض البرلمان المالي
الشعب على شن مقاومة شرسة ضد احتلال الشمال، والجدير بالذكر بأن مالي
من تعاني ازمة شديدة منذ انقلاب 22 اذار/مارس الذي اطاح بالرئيس حمادو
توماني توري وسرع في سقوط الشمال بين ايدي عدة حركات مسلحة بما فيها
الحركة الوطنية لتحرير ازواد وانصار الدين وتنظيم القاعدة في بلاد
المغرب الاسلامي، وحركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا، ففي ظل هذه
الأزمة الإنسانية المتفاقمة تخشى منظمات حكومية وغير حكومية تواصل
تدهور الوضع الإنساني وتفشي الأوبئة والإمراض والمجاعة في معظم مناطق
البلاد وخاصة الشمال.
وحدة مالي لمواجهة الإرهابيين
فقد التقى رئيس بوركينا فاسو وخمسة رؤساء دول من غرب افريقيا في
واغادوغو "بالقوى الحية" في مالي من اجل المساعدة في تشكيل حكومة وحدة
وطنية في باماكو قادرة على مواجهة الازمة في الشمال الخاضع لسيطرة "الارهابيين"
لكن بغياب السلطات الانتقالية، وقال الرئيس البوركينابي بليز كومباوري
وسيط المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا في افتتاح القمة ان "التفكير
في تشكيل حكومة توافقية في مالي وتأمين المؤسسات" و"حماية" الرئيس
الانتقالي "تشكل اهدافا كبرى"، محذرا من ان وضع المؤسسات الدستورية في
باماكو "ضعيف وهش"، وغاب عن القمة الرئيس الانتقالي ديونكوندا تراوري،
رسميا بسبب تلقيه العلاج في باريس بعد اصابته في اعتداء، وكذلك رئيس
الوزراء شيخ موديبو ديارا، ولم يعط اي توضيح عن غياب ديارا، لكن
العلاقات باتت صعبة للغاية بين رئيس الوزراء والمجموعة الاقتصادية لدول
غرب افريقيا التي تريد تشكيل حكومة أكثر تمثيلا، وفي القمة لا يمثل
السلطات الانتقالية التي انشئت بعد انقلاب 22 اذار/مارس الذي سرع سقوط
الشمال تحت سيطرة المسلحين ولاسيما الاسلاميين في مالي الا وزيرة
التكامل الإفريقي رقية تراوري، وشدد كومباوري على ضرورة اتخاذ "اجراءات
عاجلة" "لمواجهة الخطر الارهابي في شمال البلاد" حيث الوضع الإنساني
يشهد "تدهورا متواصلا"، وقال رئيس ساحل العاج الحسن وتارا الذي يتولى
رئاسة المجموعة الاقتصادية حاليا "لا يمكننا ان نقبل وضع هذا البلد
الشقيق الذي هو مالي"، واكد ان من شان "عودة الرئيس الانتقالي سريعا
الى باماكو" وتشكيل "حكومة وحدة وطنية واسعة باجندة واطار محددين
ومؤمنين" لفترة انتقالية مدتها سنة، ان تساهم في "اعادة توحيد الامة
المالية من اجل العودة الى الديمقراطية ووحدة أراضي مالي"، وقبل بدء
المحادثات المغلقة اجتمع كومباوري ووتارا ونظراؤهما في النيجر وتوغو
وبنين ونيجيريا لمدة ساعتين مع ممثلين للطبقة السياسية والمجموعات
الدينية والنقابات، لكن المنظمات التي أيدت الانقلاب العسكري رفضت
المشاركة في اجتماع "آخر"، وعقدت اجتماعا في باماكو شارك فيه حوالى 250
من انصارها احتجاجا على القمة ولتذكير مجموعة غرب افريقيا ان "مالي
دولة ذات سيادة" وان اي حكومة وحدة "ينبغي ان تتشكل في مالي"، في
الشمال بات الاسلاميون المتشددون المتحالفون مع القاعدة في المغرب
الاسلامي اصحاب السلطة بعد طردهم المتمردين الطوارق. بحسب فرانس برس.
وصدم الإسلاميون العالم بتدميرهم مواقع مقدسة اسلامية في تمبكتو (شمال
غرب) "لؤلؤة الصحراء" الاسطورية المصنفة في لائحة اليونيسكو للتراث
العالمي المهدد فيما يتفاقم الوضع الانساني سوءا يوميا (عنف ضد النساء
والاطفال، مشاكل مياه وكهرباء، الخ)، وتستعد مجموعة غرب افريقيا
لاحتمال تدخل عسكري اقليمي لاعادة وحدة اراضي البلاد علما ان بعثة فنية
وصلت لتوها الى باماكو، لكن العملية المعقدة والضخمة والمكلفة لم تتلق
دعم الامم المتحدة، واكد مجلس الامن الدولي في قرار تبناه "الدعم
الكامل" لجهود مجموعة غرب افريقيا والاتحاد الافريقي وعقوبات على حلفاء
القاعدة لكنه لم يقر تفويض قوة مماثلة، بالتزامن مع قمة واغادوغو يتصدر
الوضع في مالي محادثات وزير الخارجية الموريتاني حمادي ولد بابا ولد
حمادي الذي وصل الى الجزائر ويلتقي نظيره الجزائري مراد مدلسي.
الأطفال ضحية التجنيد والاغتصاب
فيما اعربت منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسف) عن قلقها العميق
بسبب تعرض اعداد من الاطفال والقاصرين للاغتصاب والتجنيد او الاصابة في
انفجار عبوات ناسفة في شمال مالي الذي تسيطر عليه جماعات اسلامية مسلحة،
وقالت المنظمة في بيان بدكار انه تم "جمع ادلة منذ نهاية اذار/مارس على
تجنيد 175 طفلا بين عمر 12 و18 عاما في صفوف جماعات مسلحة وتعرض ثماني
فتيات على الاقل للاغتصاب او الانتهاك الجنسي ومقتل ولدين في عمر 14
و15 عاما في انفجار عبوتين ناسفتين، وتعرض 18 طفلا للتشويه"، وقالت
المنظمة انها قلقة ل"اغلاق غالبية المدارس في المنطقة" وهذا يعني حرمان
300 الف طفل في المرحلة الابتدائية من الدروس. وقالت ان "الاطفال الذين
لا يذهبون الى المدرسة اكثر عرضة للتجنيد (في صفوف الجماعات المسلحة)
وللعنف والاستغلال"، وقال تيوفان نيكيما ممثل اليونيسف في مالي في
البيان ان هذه الارقام لا تعطي سوى "صورة جزئية" عن وضع الاطفال في
شمال مالي، حيث يشهد الاطفال اعمال العنف ويصبحون "ضحايا له"،
و"يحتاجون للحماية"، وقالت اليونيسف انه بالاضافة الى اعمال العنف،
تعاني المنطقة ازمة نقص في الغذاء حادة بسبب الجفاف في كل بلاد الساحل
الأفريقي، ويهدد سوء التغذية نحو 560 الف طفل في مجمل انحاء مالي،
بينهم 175 الى 220 الفا مهددون بالموت في حال عدم حصولهم على العناية
اللازمة. بحسب فرانس برس.
وذكرت اليونيسف ان غالبية الاطفال الذين يعانون من نقص التغذية
موجودون في جنوب البلاد، لكن الوضع في الشمال يحرم العائلات من تأمين
الغذاء والماء ومن الحصول على الرعاية الصحية الأساسية، وقالت المنظمة
ان اكثر من 330 الف شخص، 20% منهم من الاطفال، هربوا من منازلهم ونزحوا
داخل مالي فيما لجأ اكثر من 180 الفا الى البلدان المجاورة، وقالت
المنظمة انها بحاجة الى مزيد من الاموال وانها لم تتلق سوى 21% من 59
مليون دولار، التي طلبتها للعام 2012 وفقط 10% من تلك المخصصة لحماية
الأطفال.
تحرير الشمال
في سياق متصل تظاهر الاف الماليين الغاضبين، ومعظمهم من شمال البلاد،
في باماكو واعتصموا مطالبين "بتحرير" تلك المنطقة الشاسعة التي تحتلها
منذ اكثر من ثلاثة اشهر حركات مسلحة يطغى عليها الاسلاميون، وقال عمر
مايغا مسؤول جمعية شبان متحدرين من شمال البلاد دعت الى الاعتصام "اذا
لم يشا الجيش ان يخوض الحرب فليعطونا وسائل لتحرير اراضينا! (...) اننا
نطلب تحرير بلادنا"، وقال بعض المتظاهرين الذين قارب عددهم الالفين "نريد
اسلحة لتحرير الشمال"، وبدات التظاهرة رغم هطول المطر في وقت مبكر في
ساحة الاستقلال وسط المدينة، واستمرت حتى الظهر تحت المظلات يحيط بها
العديد من رجال الشرطة والدرك، ويفترض ان يتبنى مجلس الامن الدولي
الخميس قرارا يدعم جهود منظمات اقليمية لتسوية الازمة في مالي، لكنه لم
يعطها بعد تفويضا من الامم المتحدة لارسال قوة افريقية ضد متمردي
الشمال، ويحذر القرار ايضا الاسلاميين الذين دمروا اضرحة الاولياء في
تمبكتو من احالتهم على المحكمة الجنائية الدولية، ويشير النص الى ان
هذه الهجمات على التراث الثقافي والديني "يمكن اعتبارها انتهاكات
للقانون الدولي" بموجب معاهدة روما التي انشأت المحكمة الجنائية
الدولية، الا ان القرار "لم يعط بعد القوة الافريقية تفويضا". واضاف ان
"التفويض سيعطى عندما يتوافر مزيد من المعلومات حول اي مهمة واي قوة.
وفي هذا المجال لا يزال الحوار جاريا"، ولم تتمكن السلطات الانتقالية
التي تولت الحكم بعد انسحاب الانقلابيين من وضع حد لاحتلال ثلاث مناطق
ادارية تؤلف الشمال وهي كيدال (اقصى الشمال الشرقي) وغاو (شمال شرق)
وتمبكتو (شمال غرب). وعزز الاسلاميون اخيرا سيطرتهم على الارض عبر طرد
الحركة الوطنية لتحرير ازواد من غاو وتمبكتو، وقد دعت الجمعية الوطنية
المالية "الحكومة الى ان تتخذ سريعا الاجراءات الضرورية التي تسمح
بتدخل الجيش المالي في الشمال بدعم المجتمع الدولي" وان تكون مهمته "تحرير
مناطق الشمال"، وتستعد المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا منذ
اسابيع لارسال قوة الى مالي تضم 3300 عنصر. وكان مسؤولوها دعوا مجلس
الامن الى "الاسراع" في تبني قرار يسمح بنشر هذه القوة.
وهدد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي وحركة التوحيد والجهاد
في غرب افريقيا في الايام الاخيرة بمهاجمة الدول والمجموعات التي ستسهم
في تشكيل هذه القوة اذا ما تم ارسالها الى المناطق التي تسيطر عليها،
من جهته اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان فرنسا تطلب من كل
الدول شمال وجنوب الصحراء "تكثيف تعاونها لمكافحة تنظيم القاعدة في
بلاد المغرب الاسلامي"، وابدى الاتحاد الاوروبي "صدمته الشديدة" حيال
هدم اضرحة ومساجد اعتبره عملا "وحشيا ومجانيا" في مدينة تمبكتو في شمال
مالي وطالب بحمايتها، وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين
اشتون في بيان اصدره مكتبها انها تشعر "بصدمة شديدة جراء التدمير
الوحشي والمجاني للاضرحة واماكن العبادة في تمبكتو"، واكدت اشتون
استعداد الاتحاد الاوروبي "لدعم الشعب المالي في تشكيل حكومة شرعية
ومسؤولة عن كل انحاء البلاد"، وتمبكتو مدرجة منذ 1988 على لائحة التراث
العالمي للانسانية. واكد الاسلاميون تدمير المعالم التاريخية والدينية
"باسم الله" معتبرين انها لم تكن متفقة مع الشريعة التي يطبقونها في
المناطق الخاضعة لسيطرتهم. بحسب فرانس برس.
من جانبه قال النائب نوك اغ عطية، وهو من الشخصيات التي شاركت في
التظاهرة ان "في مالي، الطوارق والبول والسونغوي (مجموعات شمال البلاد)
لا يشاركون في حماقات الحركة الوطنية لتحرير ازواد" الانفصالية
والعلمانية، "وحركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا والقاعدة"
الجهاديتين المناهضتين للانفصال، واضاف "انا في ال75 من العمر، ولا
اعرف ازواد" وهي منطقة طبيعية تمتد من شمال شرق البلاد الى شمال غربها
واعلن تمرد الطوارق استقلالها في نيسان/ابريل، واراد الماليون الغاضبون
من خلال التظاهرة توجيه "رسالة قوية الى السلطات لانقاذ مالي والنسيج
الاجتماعي المهدد بقوة. الخطابات والرحلات لن تحل مشاكل مالي، المطلوب
تحركات ملموسة"، على ما اكدت فطومة مايغا رئيسة منظمة نسائية غير
حكومية مالية من اجل السلام، في اعلان يفترض تسليمه الى رئيس الوزراء
الانتقالي شيخ موديبو ديارا اكد مواطنو الشمال "الادانة باقسى العبارات
لزرع الالغام في تربتنا وتدنيس الاضرحة وتدمير المزارات"، وطالبوا "بتفعيل
الرافعة العسكرية فورا لاستعادة المناطق المحتلة" و"باشراك المجتمع
الدولي من اجل وقف فوري للمعارك وعمليات الانتقام ضد الناس والممتلكات.
دور فرنسا
من جهتها قالت فرنسا إن مجلس الامن التابع للامم المتحدة يبحث قرارا
جديدا لوقف الاضطرابات في مالي بعد ان قالت جماعة أنصار الدين المرتبطة
بالقاعدة أنها قامت بتلغيم مشارف بلدة جاو في شمال البلاد لمنع السكان
من مغادرتها، وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بعد اجتماع مع
نظيره الالماني جيدو فسترفيله "تجري مناقشة قرار جديد في الأمم المتحدة
ونأمل أن يتم التصديق عليه، وأضاف "سيمكن هذا الأمر أصدقاءنا الأفارقة
من اتخاذ مجموعة من القرارات وتأسيس موقفهم على الشرعية الدولية، وسقطت
مالي في الفوضى بعد ان كانت تعتبر مثالا يحتذى للديمقراطية في افريقيا
في مارس اذار عندما أطاح جنود بالرئيس مما ترك فراغا مكن متمردين من
الطوارق في الشمال من الاستيلاء على نحو ثلثي البلاد، وسيطرت جماعة
أنصار الدين وحلفاء مسلحون جيدا -مثل حركة الوحدة والجهاد في غرب
افريقيا المنشقة عن تنظيم القاعدة- على هذه الانتفاضة الانفصالية وبسطت
الجماعة نفوذها على ثلثي شمال مالي الصحراوي الذي يشمل مناطق جاو
وكيدال وتمبوكتو، وتطلب دول مجاورة لمالي دعم الأمم المتحدة للتدخل
العسكري لفرض الاستقرار في البلاد، وقال مصدر دبلوماسي فرنسي انه من
السابق لاوانه القول متى يقدم نص القرار الى اعضاء مجلس الامن. بحسب
رويترز.
وقال برنار فاليرو وهو متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية في
تصريحات منفصلة "سكان جاو اصبحوا رهائن." وأضاف "في سياق الحرب وأزمة
الغذاء وضعت الالغام حول المدينة لمنع السكان من المغادرة. وهذا في
رأينا عمل ارهابي، وقالت فرنسا المستعمر السابق لمالي انها ستكون
مستعدة لتقديم المساعدة في استعادة الاستقرار اذا صدر قرار من الامم
المتحدة لكنها لم تصل الى حد تقديم وعد بالتدخل المباشر، وقال متحدث
باسم الطوارق لقناة تلفزيون فرنسية ان الحركة الوطنية لتحرير أزواد
ستشن "حربا شاملة" على الارهابيين وانها تخطط لشن هجوم على المدن
الشمالية التي يسيطر عليها اسلاميون، وقال "اننا نطلق نداء استغاثة الى
المجتمع الدولي ليساعدنا. واذا لم يفعل فانه يتحمل المسؤولية، وحذر من
انه اذا حاولت القوات الاجنبية التدخل فسيؤدي ذلك الى مذبحة لانها لا
تعرف المنطقة. وقال ان هذه القوات يجب ان تعمل مع الطوارق اذا ارادت
التدخل.
شن مقاومة شرسة ضد احتلال الشمال
الى ذلك أعلنت الجمعية الوطنية ان على الماليين ان يشنوا "مقاومة
شرسة ضد احتلال" شمال بلادهم من قبل المجموعات المسلحة التي يطغى عليها
الاسلاميون، داعية الى اجراءات عاجلة لتدخل الجيش المالي، وفي اعلان
"لاستعادة وحدة اراضي البلاد" دعا مكتب الجمعية الوطنية "الشعب المالي
بكامله الى مقاومة شرسة للاحتلال وزيادة تعزيز التضامن بكل الوسائل
الممكنة"، وقال الاعلان ايضا "منذ شهر كانون الثاني/يناير 2012، موعد
بدء الازمة الخطيرة التي تمر بها البلاد، اعربت الجمعية الوطنية مرارا
عن الضرورة التي تشعر بها كل الامم لاقامة وحدة مقدسة وقبول كل
التضحيات الضرورية لاستعادة وحدة الاراضي والحفاظ على الطابع العلماني
لجمهوريتنا"، فيما تعد المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا (15 دولة)
منذ عدة اسابيع ارسال قوة من 3300 رجل الى مالي، لكنها تنتظر لذلك
موافقة السلطات المالية والامم المتحدة، وهدد تنظيم القاعدة في بلاد
المغرب الاسلامي وحركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا في الايام
الاخيرة بمهاجمة الدول والمجموعات التي ستسهم في تشكيل هذه القوة اذا
ما تم ارسالها الى المناطق التي تسيطر عليها، وفتحت السلطات تحقيقات
ادت الى الاستماع الى عدد كبير من الاشخاص بينهم ثلاثة اتهموا
بالمسؤولية عن "ارباكات خطيرة للنظام العام" واودعوا السجن في باماكو
بحسب السلطات القضائية، واعربت الجمعية الوطنية عن اسفها لان "نتائج
التحقيقات التي فتحتها السلطات حول الاعتداء" على تراوري "لم تعلن على
الملأ حتى الان". واضافت انها "تطالب (...) بمعالجة سريعة للتحقيقات
المذكورة لكشف ملابسات" هذا الهجوم. . بحسب فرانس برس.
من جهة اخرى، افادت مصادر متطابقة ان شخصين قضيا بالكوليرا من اصل
28 شخصا اصيبوا بهذا الوباء خلال يومين في غاو بشمال مالي التي تسيطر
عليها منذ ثلاثة اشهر جماعات اسلامية مسلحة، وقال ابراهيم مايغا
المسؤول الصحي في مستشفى غاو في اتصال من باماكو ان حالات الكوليرا
الاولى تم رصدها "في وباريا (بجنوب غرب غاو)" على ضفاف نهر النيجر،
واضاف احصينا 27 حالة كوليرا بينها حالتا وفاة. وتلقينا حالة واحدة"،
لافتا الى ان الاهتمام بالمرضى يتم بمساعدة منظمات انسانية موجودة في
المدينة، واكد الحمدي سيسيه رئيس منظمة غير حكومية تمارس انشطة انسانية
في هذه المنطقة التي تسيطر عليها جماعات مسلحة، وجود الكوليرا في غاو
وقال "لقد ارسلنا شخصا الى وباريا اليوم للاطلاع على حالات الكوليرا"
وتقييم الحاجات، وقال احد سكان غاو ان اسلاميي حركة التوحيد والجهاد في
غرب افريقيا حضوا السكان على عدم استخدام مياه النهر لتفادي انتشار
الوباء، واضاف "بثت الحركة بيانا عبر الاذاعة دعت فيه الناس الى عدم
شرب مياه النهر وعدم استخدامها للاستحمام"، وضاعفت هذه المعلومات قلق
الطواقم الانسانية على سكان المناطق الادارية الثلاث التي تؤلف شمال
مالي الذي تسيطر عليه الجماعات المسلحة: كيدا (اقصى الشمال الشرقي)
وغاو (شمال شرق) وتمبكتو (شمال غرب). |