سباق التعليم... منافسة دولية متصاعدة

 

شبكة النبأ: باتت مسألة التعليم في جميع أنحاء العالم موضع مسائلة واهتمام العديد من لجان ومنظمات محلية ودولية وحقوقية، ففي ظل  تنامي الدور الخارجي للعملاق الآسيوي الصين، سواء سياسياً أو اقتصادياً، بوصفه القوة العظمى الصاعدة، اضمن الى هذا التنامي نظام التعليم الصيني، حيث أشارت آخر النتائج لقياس جودة الأنظمة التعليمية تجاوز نظام الصين التعليمي بجودته الأنظمة التعليمية في كثير من الدول الغربية، إذ يعد الصينيون الأذكى والأفضل تعليما في العالم، في وقت ذاته اقترح أوباما تمويلا حكوميا إضافيا لتدريس العلوم والرياضيات، حيث يشهد هذا القرن تنافسا شديدا بين أمريكا والصين على مختلف الأصعدة، فيما تعددت وسائل التعليمية الحديثة كما هو الحال مع بعض الدول الأوربية، التي أدخلت الموقع الاجتماعي الشهير "تويتر" في المدارس لتشجيع التلاميذ الصغار على القراءة والكتابة، وقد لقي إقبالا كبيرة من الجيل الحالي المعروف بجيل العالم الرقمي، وعلى العكس هذا تتنقل مدرسة في حافلة لكي تعلم أطفال الأحياء العشوائية كما الحال في الهند، وعلى صعيد مختلف تعد عملية غش من ابرز المعوقات تطوير التعليم السليم كما هو الحال في  مدرسة أمريكية اكتشف عملية غش شارك فيها ثلث الطلاب، فيما بينت دراسة جديدة بأن واحد من كل 5 بريطانيين يدخل الثانوية غير قادر على القراءة والكتابة، بينما أوضحت دراسة أخرى بأن الطلاب الآسيويون أكثر عرضة للإصابة بقصر النظر بسبب الالتزام، وخطوة جديدة للحكومة التايلاندية لتحمل المسؤولية، حيث اشترت  نحو مليون جهاز كمبيوتر لوحي من شركة صينية لتلاميذ المدارس الابتدائية، ومن جهة أخرى يعد الأمريكيون من أصول أسيوية هم الأكثر حصولا على درجات جامعية، في حين كشف التقرير الجديد حول حالة التعليم في ألمانيا، أن مستوى التعليم في تحسن، حيث زاد عدد التلاميذ الحاصلين على شهادات الثانوية العامة والطلاب الجامعيين بنسبة 50% وبالتالي تبين هذه النسبة التطورات ألايجابية في ذاك البلد، فيبقى تطور واقع التعليم مرهون بمدى القدرة على تحقيق المواءمة بين التمنية الاجتماعية والتنمية الإنسانية.

الأذكى والأفضل تعليما في العالم

في سياق متصل تشير آخر النتائج الى ان النظام التعليمي الصيني يتجاوز بجودته الانظمة التعليمية في كثير من الدول الغربية بحسب اندرياس شلايشر، المسؤول عن اختبارات (بيسا) التي تجريها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD والتي تعتبر المعيار الدولي الرئيس لقياس جودة الانظمة التعليمية في البلدان المختلفة، تجرى اختبارات بيسا مرة واحدة كل ثلاث سنوات، لقياس قدرات الطلبة في مجالات القراءة والرياضيات والعلوم، وبينما يحظى تطور الصين في المجالات الاقتصادية والسياسية باهتمام شديد من باقي دول العالم، يلقي التقرير الذي اصدرته منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الضوء على الطريقة التي تعد بها الصين أجيالها الجديدة، تشير نتائج اختبار (بيسا) لعام 2009 الى ان مدينة شانغهاي تأتي في المركز الاول في تسلسل جودة التعليم في العالم، ولكن لم يتضح ما اذا كانت هي وهونغكونغ (التي حققت هي الاخرى نتيجة مرموقة) حالتان فريدتان على نطاق الصين، الا ان شلايشر يؤكد ان النتائج التي خرج بها التقرير - والتي لم تنشر بعد - تشير الى ان اداء التلاميذ في باقي مناطق الصين كان قويا ايضا، ويقول "لقد رأينا اداءا متميزا حتى في المناطق الريفية والبيئات الفقيرة، ويشير الى ان النتائج بينت "المرونة" التي يتميز بها الطلبة الصينيون وتصميمهم على تحقيق النجاح رغم خلفياتهم الفقيرة، كما بينت "درجة عالية من المساواة" بين التلاميذ الفقراء وزملائهم من ميسوري الحال، وقال "تعتبر شنغهاي حالة خاصة، وكانت النتائج التي حققتها ضمن المتوقع، ولكن ما فاجأني حقا كانت النتائج التي احرزتها الاقاليم الفقيرة. ان قدرة التلاميذ الصينيين على التكيف مع الظروف الصعبة والمرونة التي يتحلون بها في هذا المجال مدهشة حقا، واضاف قائلا "ولكن يجب ان نتذك ان في الصين هناك ايمان راسخ بأن التعليم هو مفتاح النجاح، ويقول المسؤول التربوي الدولي إن النتائج التي حققها التلاميذ الصينيون الفقراء على وجه الخصوص تحسدهم عليها اي دولة غربية، ومن اجل ضمان الحصول على صورة واقعية، اجريت الاختبارات في تسعة اقاليم صينية وشملت مناطق فقيرة ومتوسطة وغنية، ولم تسمح الحكومة الصينية لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بنشر النتائج التفصيلية لهذه الاختبارات، ولكن شلايشر يقول إنها ترسم صورة مجتمع يستثمر المال والجهد - فرديا وجماعيا - في مجال التعليم، ويقول إنه في رحلة قام بها مؤخرا الى احد الأقاليم الأفقر في الصين، استرعى انتباهه كيف ان المدارس كانت افخر المباني في القرى والبلدات التي زارها على الاطلاق على عكس الغرب حيث تكون مجمعات التسوق هي في العادة افخر المباني في المدن، وقال "يتشكل لديك الانطباع بأن هذه مجتمع يستثمر للمستقبل عوضا عن الاستهلاك الآني. بحسب البي بي سي.

وكشف التقرير عن وجود فروق حضارية واضحة بين التلاميذ الصينيين والغربيين عند سؤالهم عن اسباب النجاح في المدرسة، "فالتلاميذ في امريكا الشمالية يؤمنون بالحظ حيث يقولون لك، اني موهوب في مجال الرياضيات، او لست موهوبا لذا سأدرس موضوعا ثانيا، "اما في اوروبا، فالامر يتعلق بالارث الاجتماعي، حيث اذا كان الوالد عاملا، يصبح الابن كذلك، "ولكن في الصين، يقول لك تسعة من كل عشرة تلاميذ تسألهم ان الامر يعتمد على الجهد الذي ابذله، وبامكاني ان انجح لو راجعت دروسي باتقان، وقال شلايشر "إنهم يتحملون المسؤولية، ولا يحملونها للنظام التعليمي، كأس العالم التربوي، تجرى هذا العام جولة جديدة من اختبارات (بيسا) في ظاهرة اصبحت تشابه سنة اجراء دورة كأس العالم ولكن للمستويات التعليمية، ويرشح شلايشر البرازيل وتركيا وبولندا لتحقيق نتائج متميزة هذه المرة، وقد أصبح شلايشر، وهو الماني يعمل في مقر منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في باريس، الاب الروحي لهذه المقارنات التعليمية حيث تتمتع آراؤه باحترام كبير في الدوائر التعليمية حول العالم، فعلى سبيل المثال، رد الرئيس الامريكي باراك اوباما على النتائج التي خرج بها التقرير الاخير بالقول "البلاد التي تتفوق علينا في مجال التعليم اليوم ستتفوق علينا في باقي المجالات غدا، ومن المقرر تختبر الجولة الجديدة من (بيسا) نصف مليون تلميذ في سبعين بلدا، وستنشر نتائجه اواخر العام المقبل.

تدريس العلوم والرياضيات

فقد اقترح الرئيس الأمريكي باراك أوباما تمويلا حكوميا جديدا بقيمة 80 مليون دولار لبرنامج يهدف الي النهوض بتدريس العلوم والرياضيات في المدارس الأمريكية، ويسعى أوباما -الذي يخوض الانتخابات الرئاسية في نوفمبر تشرين الثاني في وقت يمثل فيه الاقتصاد الاولوية الرئيسية للناخبين- الي التأكيد على تدريس الرياضيات والعلوم كأحد العوامل المهمة لتعزيز التعافي الاقتصادي، ويشكو كثير من قادة الاعمال الامريكيين من أن نقص العاملين من أصحاب المهارات القوية في الرياضيات والعلوم يضطرهم للبحث عنهم في الخارج. بحسب رويترز.

وقال أوباما أثناء استضافته مجموعة من طلبة المدارس المتوسطة والعليا عرضت بالبيت الابيض مشروعات لهم فازت بجوائز في معرض علمي "ما يفعله هؤلاء الشبان سيحدث فارقا في حياة بلدنا على المدى البعيد أكثر من أي شيء أخر."

تويتر في المدارس

على صعيد أخر تكثر الأصابع المرفوعة المستعدة للقراءة على صوت عال وكذلك للقيام بالتمارين الخطية... وحده "تويتر" يثير ردود فعل مماثلة لدى أطفال إحدى مدارس سوكلين في شمال فرنسا، وهي من أولى المدارس الفرنسية التي تستخدم موقع المدونات الصغرى، وتقول سيلين لامار مدرسة أطفال في السابعة من عمرهم في مدرسة "إيماكوليه كونسيبسيون" (الحبل بلا دنس) الخاصة، "على +تويتر+ نجد الصورة والصوت. لكن هذا لا يؤثر سلبا على اهتمامهم بالكتابة، وإنما العكس صحيح"، منذ أيلول/سبتمبر، راحت سيلين لامار تضمن حصصها جلسات خاصة برسائل "تويتر" القصيرة التي لا تتعدى أحرفها 140 حرفا، والتي تأتي أحيانا مقرونة مع صور وتسجيلات فيديو، في كل صباح، تدير المدرسة اللوح التفاعلي وهو شاشة كومبيوتر عملاقة مربوطة بشبكة الإنترنت تحل مكان اللوح الأسود التقليدي منذ بداية العام الدراسي الجاري، فتعرض رسائل الصفوف الأخرى، الفرنسية والبلجيكية والكندية. وجميع التلامذة مستعدون لقراءة هذه الرسائل على صوت عالي، وتثير صورة مشهد ثلج من كندا حماسة الأطفال الذين يحاولون ترجمة الجملة التي ترافقها والتي كتبت باللغة الإنكليزية، وتوضح سيلين لامار أنه "خلال النهار، إذا حدث أمر ما مثير للاهتمام على +تويتر+، نخصص عشر دقائق لشرحه"، شرط ألا يعطل ذلك العمل الطبيعي في الصف، من ثم، يبدأ الأطفال بكتابة الرسائل لأصدقائهم في المراسلة أو بتحضير رسومات لهم. وتعتبر هذه نشاطات تقليدية عادية جدا بالنسبة إلى تلامذة في السابعة والثامنة من عمرهم، لكنها تأخذ بعدا جديدا بفضل "تويتر"، في البداية، تكتب الرسائل على الدفاتر، ولا ترسل إلكترونيا إلا بعد تصحيح جميع الأخطاء الإملائية. وتأتي الرسائل في جمل قصيرة وبسيطة مناسبة جدا للمدونات الصغرى. على سبيل المثال "صباح الخبير. أدعى إليز وأعيش في سوكلين وأبلغ من العمر 7 سنوات". وتلفت لامار إلى أن "الأحرف ال140 المعتمدة على +تويتر+ مناسبة جدا لمستواهم"، بعد ذلك تصبح الغرفة في حالة غليان، في حين تنقر الرسائل على جهاز آي فون الخاص بالمدرسة أو في قاعة المعلوماتية، وتشير سيلين لامار إلى أن "تويتر يعطي معنى" للتعليم التقليدي، بما أن التلامذة يكتبون وهم يفكرون بهؤلاء الذين سيقرأون رسائلهم. حتى الأطفال الذي يعانون من صعوبات تعلمية كبيرة، "يسمح لهم +تويتر+ بإطلاق كتابتهم"، وتؤكد فالانتين وهي تلميذة شقراء صغيرة، "يمكننا أن نجري نقاشات مع صفوف أخرى. بالتالي نستفيد أكثر"، والمشاريع الدراسية الأولى المرتبطة ب"تويتر"، كانت قد أبصرت النور قبل سنتين. بحسب فرانس برس.

وهي كانت في البداية مخصصة لتلامذة المرحلة الثانوية. أما اليوم فيحصي موقع "تويتر كلاسز" 124 مشروعا من المرحلة الابتدائية وصولا إلى الجامعة، لا يحل "تويتر" مكان الحصص الدراسية لكنه "يندرج" في إطارها بسهولة كبيرة، بحسب ما تلفت سيلين لامار. بالنسبة إليها المدونات الصغرى لا تشتت انتباه التلاميذ، فهم "جيل العالم الرقمي! وإنما العكس صحيح. عندما لا تتوفر شاشة، فهم لا يصغون"، في السابعة من عمرهم، لا يعتبر التلامذة مبتدئين في العالم الرقمي. فجميعهم تقريبا قادرون على الاتصال بشبكة الإنترنت في منازلهم، وهم يحضرون صورا لإرسالها عبر تويتر وقد خزنوها على أقراص فلاش يو أس بي، أما في ما يتعلق بذويهم، فبعد مرحلة من القلق مرتبطة بالسمعة السيئة التي تلصق بمواقع التواصل الاجتماعي، "هم يتحدثون اليوم عن السعادة التي يبديها الأطفال عندما يتوجهون إلى المدرسة"، بحسب ما تؤكد سيلين لامار.

مدرسة المتنقلة

من جهة أخرى فبعد ظهر يوم حار مضت حافلة برتقالية الى منطقة عشوائيات في مدينة حيدر اباد في جنوب الهند وانتظرت تحت مأوى صنع من أقمشة مشمعة قطع من الخشب. وجاء أطفال حفاة يهرعون بعيون مشرقة وصعود الحافلة وجلسوا بداخلها، انها مدرسة متنقلة تسير على اطارات تأتي بخدمة التعليم الى أبواب منازل الاطفال المحرومين من التعليم يوميا متوقفة لساعات عديدة في مناطق مختلفة من المدينة المترامية الأطراف، والأطفال الذين يعمل آباؤهم بنظام اليومية في مواقع البناء او جامعي قمامة او تعمل امهاتهم خادمات اما انهم لا يذهبون الى المدارس أصلا او يتسربون فور التحاقهم بها. ويضطر الكثيرون منهم الى العمل الشاق مثل ابائهم من أجل سداد ديون عائلاتهم، يقول تي. ال ريدي مؤسس مؤسسة كالب وهي منظمة غير حكومية تدير المدارس المتنقلة "هؤلاء الاطفال لا يملكون وقتا للذهاب الى المدرسة ما لم تذهب المدارس اليهم"، وأضاف "في البداية جهزنا خيمة مؤقتة في منطقتهم العشوائية لتوفير التعليم الأساسي للأطفال، بعد ذلك طورنا ببطء مفهوم مدرسة داخل مركبة لجذب المزيد، وفكر ريدي الذي يعمل بالتدريس منذ 25 عاما لاول مرة في فعل شيء للأطفال قبل عقد من الزمان. وبعد جمع التبرعات تم انشاء الخيمة أولا ثم بدأت المؤسسة في ادارة الحافلة منذ ثلاث سنوات. بحسب رويترز.

والحافلة من الداخل مبهجة ونظيفة وجدارنها مزينة بحبال عليها الحروف الابجدية والارقام وصور للفواكه والحيوانات. ويجلس الاطفال على مقاعد موضوعة داخل الحافلة ويكتبون على ألواح يضعونها على أرجلهم، وفي بعض الايام تكون الحافلة مكتظة للغاية بالتلاميذ لدرجة انهم يجلسون القرفصاء على الارض في الوقت الذي تقوم فيه المعلمة التي ترتدي الساري بالتحدث اليهم، وقالت ديفي (عشرة اعوام) التي سجلت اسمها في السنة الاولى للمدرسة الابتدائية قبل ثلاثة اعوام لكنها توقفت بعد ذلك عن الدراسة "طريقة التدريس جيدة في هذه الحافلة ولا احد يضربنا، وتجمع ديفي بين حضور الدروس في المدرسة ومساعدة والدها في نفس الوقت على جمع القمامة ويحدوها أمل ان تصبح مدرسة في المستقبل.

عملية الغش

من جانب أخر قالت مدرسة أمريكية إنها اكتشفت عملية غش ضخمة شارك فيها 200 طالب في المرحلة الثانوية، ما يشكل ثلث العدد الإجمالي لطلابها، بعد أن أظهرت التحقيقات وجود إجابات متطابقة لديهم في امتحان اللغة الإنجليزية، وقال المسئولون في دائرة التعليم بولاية هيوستن التي جرت فيها الواقعة إن الامتحانات كانت قد جرت قبل عطلة عيد الميلاد، وجرى اكتشاف التطابق في الإجابات قبل أيام فقط، وقالت إلينا بولسون، مديرة شؤون الاتصال في ثانوية "كلير كريك" التي جرت فيها عملية الغش: "نعتقد أن 200 طالب شاركوا في هذه الممارسات التي جرت خلال امتحان المستوى الرابع للغة الإنجليزية، وقالت إدارة المدرسة إنها منحت طلاب المرحلة الثانوية البالغ عددهم 600 تلميذ فرصة الاختيار بين حلين للمشكلة، ويتمثل الأول في إعادة الامتحان، أما الثاني فيقتصر على احتساب الدرجات النهاية مع حذف علامات الاختبار، وأكدت بولسون أن المدرسة لن تتسامح حيال القضية أن تعمد إلى إخفائها، مضيفة أن الإدارة تقوم بإجراءات لضمان عدم تكرار ما جرى. بحسب السي ان ان.

من جانبها، عبرت ليزا ماكسويل مالك، والدة أحد الطلاب في الثانوية، عن خيبة أملها حيال المشاركة الجماعية لهذا العدد من التلاميذ في عملية الغش، ولكنها انتقدت المدرسة التي قالت إنها تأخرت في إعلان هذا الخبر إلى ما بعد انتهاء عطلة الشتاء، ما حرم الطلاب من فرصة الدراسة والتحضير لإعادة الامتحان، وبحسب ما أكدته مصادر الدائرة التعليمية التي تقع فيها المدرسة، فإن الجهود تنصب حالياً على دراسة نوعية العقوبة التي يمكن فرضها على المشاركين في الغش، نظراً لعددهم الهائل.

طلاب بريطانيا أميّون

الى ذلك كشفت دراسة جديدة، أن واحداً من خمسة تلاميذ في المدارس الابتدائية البريطانية، يبدأ دراسته الثانوية وهو غير قادر على القراءة أو الكتابة، ووجدت الدراسة، التي نشرتها صحيفة ديلي ميرور أن 20٪ من الطلاب البريطانيين يدخلون المدارس الثانوية وهم بالكاد يعرفون القراءة والكتابة، غير أن النسبة ارتفعت إلى 33٪، بين أوساط الطلاب الفقراء، وقالت إن ما يصل إلى خمسة ملايين طالب بريطاني يفتقرون إلى مهارات القراءة والكتابة الأساسية، بشكل يجعلهم يكافحون من أجل اللحاق بالركب. بحسب يونايتد برس.

وأضافت الدراسة التي أجراها جهاز الرقابة المدرسية (أوفستيد)، أن التحسن كان محدوداً فقط في مادة اللغة الانجليزية في المدارس الابتدائية، لأن القليل منها يشجّع التلاميذ على حب القراءة. وأشارت إلى أن تدريس الكتابة يتغيّر في الجودة بين مدرسة وأخرى، مع اهتمام ضئيل للغاية في التهجئة والكتابة.

الطلاب الآسيويون

كما تشير دراسة جديدة إلى أن 90 في المئة من طلاب المدارس الذين يتركون الدراسة في المدن الآسيوية الرئيسية يعانون من قصر النظر، وقال العلماء لمجلة لانسيت العلمية إنه من بين كل 5 طلاب يوجد طالب واحد قد يواجه خطر ضعف البصر الشديد وأحيانا العمى، وفي المملكة المتحدة، يبلغ متوسط مستوى قصر النظر ما بين 20 إلى 30 في المئة، وقال إيان مورغان الذي قاد فريق البحث وهو من الجامعة الأسترالية الوطنية إن هذا المتوسط كان منذ فترة هو نفس المتوسط في دول جنوب شرق آسيا، وقال مورغان لبي بي سي: "ما قمنا به هو كتابة مراجعة لكل الأدلة التي تشير إلى أن شيئا ما غير عادي قد حدث في شرق آسيا في كل من الجيلين السابقين، وأضاف: "تغيرت نسبة قصر النظر في السكان هناك من 20 في المئة إلى 80 في المئة، ووصلت إلى 90 في المئة في فئة الشباب في سن المراهقة، وهذا يمثل مشكلة صحية كبيرة، ويقول خبراء العيون إن الشخص يعاني من قصر النظر إذا كانت الرؤية لديه مشوشة فيما يبعد عنه مسافة مترين، وهو غالبا ما ينتج عن استطالة مقلة العين الذين يحدث للأشخاص في سن الشباب، ووفقا للبحث، هناك مجموعة من العوامل تتسبب في هذه المشكلة، ومن بينها الإلتزام الكامل بالتحصيل الدراسي لساعات، وقلة الضوء المتاح، ويشير مورغان إلى أن العديد من الأطفال في دول جنوب شرق آسيا يمضون ساعات بالمدرسة وفي عمل الواجبات المدرسية، وهذا يضع مزيدا من الضغط على العين، لكن التعرض لضوء النهار ما بين ساعتين إلى ثلاث ساعات يساعد على إحداث توازن والحفاظ على صحة العين. بحسب البي بي سي.

ويعتقد العلماء أن هناك مادة كيمائية تسمى دوبامين هي التي يمكن أن يكون لها دور هام في هذا الأمر، حيث أن التعرض للضوء يزيد من مستويات هذه المادة في العين، ويبدو أن هذه المادة تمنع استطالة مقلة العين، وأضاف مورغان: "إننا نتحدث عن الحاجة إلى التعرض لضوء النهار من ساعتين إلى ثلاث ساعات في اليوم، وليس بالضروري أن يكون الجو مشمس جدا، ويبدو كذلك أن العوامل الثقافية تلعب دورا في هذا الصدد، ففي دول شرق آسيا، يأخذ الطلاب في الغالب فترة استراحة للقيلولة في وسط اليوم، ووفقا لمورغان، هذا يضيع عليهم فرصة التعرض لضوء النهار الرئيسي، والذي يمنع الإصابة بقصر النظر، وهناك قلق كبير بشأن عدد الطلاب الذين يعانون من قصر النظر الشديد، والذي يؤثر على 10 إلى 20 في المئة من الطلاب في المدن الرئيسية في آسيا، وأضاف مورغان أن هذا قد يؤدي إلى فقدان الرؤية، أو ضعف الرؤية بشدة، أو العمى الكلي، وتابع مورغان: "هؤلاء الأشخاص يعانون من مخاطر كبيرة، وأحيانا لا يتم اخبارهم بذلك ويتم إعطائهم نظارات قوية، لكن ينبغي تحذيرهم بشأن هذه المخاطر وكذلك تقديم المساعدة المناسبة لهم."

مليون كمبيوتر لتلاميذ الابتدائي

في حين اشترت تايلاند، نحو مليون جهاز كمبيوتر لوحي من شركة صينية لتلاميذ المدارس الابتدائية وفاء بأحد الوعود الانتخابية للحكومة، وجرى توقيع الصفقة، البالغ قيمتها 82 مليون دولار، بين وزارة  المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات التايلاندية وشركة شينجين سكوب ساينتيفك ديفولبمينت الصينية، وكانت الحكومة تعهدت في بادئ الامر بتوفير أجهزة الكمبيوتر اللوحية لتلاميذ المرحلة الابتدائية في سائر أنحاء البلاد مع بدء العام الدراسي، لكن عملية الشراء تأجلت عدة شهور بسبب الخلاف حول شروط العقد مع الشركة الصينية، وتشمل مواصفات هذه الاجهزة أن تكون سعة الذاكرة 512 ميغابايت على الاقل وشاشة بحجم 7 بوصات وقرص صلب بسعة 16 غيغابايت، لكن وجهت انتقادات لشراء الاجهزة اللوحية بسبب مخاوف تتعلق بمستوى جودتها حيث يبلغ سعر الجهاز الواحد 82 دولاراً، علاوة  على أن التلاميذ ربما لايستخدموها في أغراض الدراسة. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

الامريكيون من اصول اسيوية

بينما قال مكتب الإحصاء الأمريكي إن الأمريكيين من أصول اسيوية هم الاعلى تعليما في الولايات المتحدة حيث يحمل أكثر من نصفهم درجة جامعية أو درجات علمية أعلى، وقال المكتب ضمن بيانات في مسح يشمل مختلف الفئات العرقية في الولايات المتحدة إن من بين الامريكيين الاسيويين الذين تبلغ اعمارهم 25 عاما أو أكثر يحمل 74 بالمئة من ذوي الاصول التايوانية و71 بالمئة من ذوي الاصول الهندية درجة جامعية على الاقل مقارنة مع 28 بالمئة لإجمالي سكان الولايات المتحدة، ومن بين جميع الجماعات التي شملها المسح سجل الامريكيون المنحدرون من السلفادور أقل نسبة للحاصلين على درجة جامعية أو درجات أعلى وهي 8 بالمائة. بحسب رويترز.

الطلاب الألمان

فيما كشف التقرير الجديد حول حالة التعليم في ألمانيا، أن مستوى التعليم في تحسن، حيث زاد عدد التلاميذ الحاصلين على شهادات الثانوية العامة والطلاب الجامعيين، كما زاد عدد التلاميذ الحاصلين على شهادات متوسطة، وأظهر التقرير الذي نشرت نتائجه في برلين، أمس، أن خريجي الجامعات أيضا زادت فرصهم في سوق العمل. في المقابل، لايزال هناك الكثير من ضعيفي الأداء في المراحل المدرسية تصل نسبتهم إلى 20٪، وأوضح التقرير أن ضعف الأداء يتمثل في عدم القدرة على القراءة أو فهم النصوص بشكل سليم، أو التسرب من المدرسة، أو التدريب المهني. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

ورغم أن نحو 50٪ من الشباب يحصلون اليوم على شهادة الثانوية العامة، إلا ان نحو 1.5 مليون شاب من الذين تراوح أعمارهم بين 20 و30 عاما لم يتموا دراستهم المدرسية، ولم يحصلوا على شهادات تدريب مهني، ووفقا للتقرير، فإن نسبة غير المتعلمين والمتسربين من المدارس في الفئة العمرية بين 30 و35 عاما أكبر من الفئة العمرية بين 60 و65 عاما، تجدر الإشارة إلى أن هذا التقرير يصدر كل عامين في ألمانيا، وتضعه مجموعة من العلماء تحت إشراف الباحث التربوي هورست فايزهاوت، والذي تحدث خلال عرض نتائج التقرير، في مؤتمر وزراء التعليم على المستوى الاتحادي والولايات.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 9/تموز/2012 - 18/شعبان/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م