الروس والقضية السورية... عصا لا تمسك من المنتصف

 

شبكة النبأ: لاتزال الاحداث في سوريا محط اهتمام وترقب للكثير من دول العالم بسبب خطورة الموقف واتساع رقعة العنف والاقتتال الداخلي الذي تسبب بسقوط العديد من الضحايا الابرياء كل تلك الاحداث كانت بمباركة بعض الدول العربية والاقليمية التي ساعدت وتساعد على تأجيج الفتنة بين ابناء الوطن الواحد  وقد استطاعت تلك الدول بتدويل هذه القضية بدوافع طائفية وتمكنت من تحشيد الرأي العام العالمي من خلال نقل صورة مفبركة للواقع السوري لأجل تكوين جبهة رافضة لتصرفات النظام السوري، وفي المقابل نجد ان هنالك جبهة اخرى ترفض وبشدة كل التدخلات في الشأن السوري مبررة ذلك بانه شأن داخلي وهذا ما تصرح به روسيا الحليف الاول لسوريا، وتخشى ورسيا وغيره من الدول الاخرى ان تتحول الارض السورية الى ساحة قتال طائفي يمتد لباقي دول المنطقة خصوصا بعد حصولها على حقائق ومؤشرات كثيرة تثبت وبدليل القاطع أن تنظيم القاعدة اصبح احد اهم اركان الصراع، ويرى بعض المراقبين ان الموقف الروسي  قد اسهم بعرقلة الكثير من القرارات والخطط التأمرية تجاه سوريا باعتبارها احدى اهم الدول المؤثرة في اتخاذ القرار لعديد من القضايا المهمة ويؤكدون ان القرار الروسي بدأ اكثر حزماً في الفترة الاخيرة فيما يخص بعض الصراعات في المنطقة والذي اعتبر بمثابة تحدي مهم تجاه الخصوم الاخرين وهو ما يحير الكثير و تجد الدول الغربية التي تحاول الاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد صعوبة متزايدة في مواجهة دعم روسيا له. والتفسيرات المحتملة تنصب على صفقات الاسلحة وقاعدة بحرية روسية في طرطوس ومخاوف من تشدد إسلامي في حقبة ما بعد الأسد ولكن مسؤولين روسا واخرين يقولون ان هذه التفسيرات اغفلت زاوية أشمل.

ويوضحون أن معارضة موسكو لتغيير الانظمة بدعم اجنبي يعكس خلافا مبدئيا مع الغرب بشأن السيادة وحقوق الدول في التعامل مع قلاقل داخلية باي وسيلة ضرورية. وقال دنيس بوكارد الدبلوماسي السابق وخبير شؤون الشرق الاوسط في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية "يمكن تفسير الموقف الروسي بعداء (موسكو) لأي تدخل في الشؤون الداخلية لدولة ما لاسيما في الاوضاع الحالية لان لديها ما يقلقها في الداخل."

ومرة بعد الاخرى ابدى مسؤولون غربيون ثقتهم بان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوشك على التخلي عن حليفه القديم ولكن خيبة الامل كانت من نصيبهم في كل مرة. وقال بوتين ان الاطاحة بالرؤساء لم يقر السلام بالضرورة واشار لحالة ليبيا حيث يعتقد ان الغرب احتال على موسكو لتدعم التدخل العسكري. وتساءل بوتين "هل اضحت (ليبيا) اكثر امنا؟ إلى اين نتحرك؟ هل من جواب؟"

ويقول مسؤولون روس انهم لا يتمسكون بالأسد ولكنهم يريدون عودة الاستقرار ولكنهم لم يروا بعد استراتيجية لتحقيق ذلك . وما من شك بان الوضع في روسيا يغذي مخاوف أوسع لدى روسيا.

ويرتاب العديد من الدبلوماسيين الغربيين بان روسيا تخشى ان تصبح سوريا بعد الاسد ملاذا لإسلاميين من بينهم من يقاتلون ضد روسيا في الشيشان.

وتجد روسيا في سوريا التي يحكمها العلويون وعلى نطاق اضيق في ايران الشيعية ثقلا اقليميا موازيا لكتلة اعلى صوتا للدول السنية المتحالفة مع واشنطن وعلى رأسها السعودية ودول الخليج.

ويرتاب البعض بان روسيا ترى في تقويض المصالح الغربية واحراج قادتها هدفا في حد ذاته في مسعاها لإعادة التأكيد على دورها كقوة عالمية او كخطة مفيدة على المدى القصير حتى تتضح الصورة أكثر. ويقول المسؤول الامريكي السابق سيستا نوفيتش "في الغرب نبالغ دائما في تصوير الجانب الدكتاتوري لبوتين." وتابع "في روسيا ينتقده كثيرون لأنه غير حاسم. ربما هو مرتبك بشأن ما يجب عمله بشان سوريا وسيخلص ببطء إلى ان الاسد قد انتهى."

في السياق ذاته قال دبلوماسيون ان روسيا وقوى كبرى أخرى أبلغت الوسيط الدولي كوفي عنان أنها تؤيد اقتراحه تشكيل حكومة وحدة وطنية سورية قد تضم اعضاء من الحكومة والمعارضة لكنها تستبعد من قد تتسبب مشاركتهم في تقويضها. وقال دبلوماسي موجزا اقتراح عنان ان الصراع في سوريا لا يمكن أن ينتهي إلا حينما ترى كل الأطراف طريقا سلميا إلى مستقبل مشترك. وأضاف قوله "عنان أوضح انه من الضروري أن تكون اي تسوية غير قابلة للإلغاء مع خطوات واضحة للانتقال في جدول زمني ثابت." وأضاف قوله "يشمل هذا تشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية من أجل إيجاد خلفية محايدة للانتقال."

وقال الدبلوماسي ان حكومة الوحدة الوطنية "قد تتضمن أعضاء في الحكومة الحالية وأعضاء من المعارضة وآخرين لكن لا بد أن تستبعد من يتسبب استمرار مشاركتهم أو وجودهم في تقويض مصداقية عملية الانتقال أو يضر باحتمالات المصالحة والاستقرار." وأضاف الدبلوماسي قوله ان فكرة استبعاد أشخاص بعينهم يقصد بها فيما يبدو الرئيس السوري بشار الأسد وان كان اقتراح عنان لم يقل صراحة انه لا يجوز ان يشارك الأسد في حكومة وحدة وطنية. وهذا يعطي روسيا خيار التمسك ببقاء الاسد في السلطة. بحسب رويترز.

وقال ان الروس "أبلغوا عنان انهم يقبلون خطته للانتقال." وأكد عدة دبلوماسيين غربيين تصريحاته قائلين ان الاعضاء الخمسة الدائمين لمجلس الامن ساندوا جميعا الخطة. وقال دبلوماسي اخر ان موافقة روسيا على اقتراح عنان الذي طرحه على الاعضاء الدائمين في مجلس الامن لا يعني ان موسكو تخلت عن الاسد. واستطرد "انا متشكك بدرجة كبيرة. لا أرى ان الروس سيتخلون عن الاسد."

هذا وقد طالبت روسيا مرارا  بضرورة اشراك جيران سوريا وحلفائها لأجل التوصل الى قرارات مرضية لكن من دزن جدوى  وفي هذا السياق قالت روسيا إنها تأسف لعدم توجيه الدعوة لإيران والسعودية والاردن ولبنان لحضور اجتماع للدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي وقوى اقليمية بشأن سوريا يعقد في جنيف يوم السبت في أعقاب اعتراضات من الولايات المتحدة. وقالت وزارة الخارجية الروسية ايضا في بيان ان اتفاقا على وقف لأطلاق النار وانسحاب قوات الحكومة ومقاتلي المعارضة من المدن سيوجد "مناخا مواتيا" لانتقال سياسي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 9/تموز/2012 - 18/شعبان/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م