
شبكة النبأ: بعد ان تمكنت الجماعات
الاسلامية المتشددة من الاستيلاء على بعض المدن المهمة في شمال مالي
بسبب الفوضى و تردي الاوضاع الامنية التي اتت على خلفية الانقلاب
العسكري الذي اطاح بالرئيس امادو توماني توري بدأت تلك الجماعات
المتشددة بتنفيذ مخططاتها وفرض افكارها المتعصبة التي باتت تقلق الكثير
من دول والمنظمات خصوصا بعد العملية الاخيرة التي اقدمت عليها حركة
انصار الدين والتي قامت بتدمير بعض المواقع والمعالم الاسلامية القديمة
والتي اعادت الى الاذهان المشهد الافغاني ابان حكم طالبان، تلك الافعال
قوبلت باستنكار دولي ودعوات لوقف تلك اعمال التخريب لكن وبرغم من ذلك
واصلت حركة انصار الدين الاسلامية التي تسيطر على تمبكتو شمال مالي،
تدمير مواقع دينية وقامت بهدم باب جامع يعود الى القرن الخامس عشر بعد
ان دمرت ستة اضرحة من اصل 17 لأولياء مسلمين في المدينة، ووضعت الغاما
في محيط غاو.
وفي هذه الاثناء، قامت حركة التوحيد والجهاد في افريقيا كذلك بزرع
الغم حول مدينة غاو، لصد هجمات محتملة ينفذها الطوارق او جنود من قوة
مجموعة غرب افريقيا. وبعد اقل من اسبوع من معارك عنيفة مع الطوارق
المنضوين في الحركة الوطنية لتحرير رازواد اوقعت 35 قتيلا على الاقل في
27 حزيران/يونيو في غاو، وارغم على اثرها الطوارق على الانسحاب من
المدينة، قام انصار التوحيد والجهاد بزرع الغام حول غاو. وقالت حركة
تحرير ازواد ان الهدف منعها من شن هجوم مضاد على المدينة.
وانصار الدين التي باتت تسيطر على المدن الكبرى الثلاث شمال مالي،
وهي تمبكتو وغاو وكيدال، متحالفة مع تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي.
وقال موسى اغ الطاهر المتحدث باسم حركة تحرير ازواد من باريس ان "تنظيم
القاعدة في المغرب الاسلامي وحركة التوحيد والجهاد اللذين يسيطران على
غاو قاموا بزرع الغام في محيط المدينة. الناس يسعون للهرب، انهم
يستقلون حافلات باتجاه باماكو، لكن الاسلاميين يمنعونهم من مغادرة
المدينة".
واكد مسؤول امني من غرب افريقيا في باماكو عملية زرع الالغام. وقال
ان "حركة التوحيد والجهاد زرعت الغاما حول غاو بهدف منع قيام قوات
المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا والقوات المعارضة من شن هجوم". ودعا
قادة المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا مجلس الامن الدولي الى تبني
قرار يتيح ارسال قوة اقليمية الى مالي.
وقال المتحدث باسم حركة تحرير ازواد انه "وبعد جريمة هدم اضرحة
الاولياء، انهم (الاسلاميون) يستعملون السكان رهائن، دروعا بشرية،
لحماية انفسهم من هجوم تشنه الحركة الوطنية لتحرير ازواد". وصرح وزير
الخارجية المالي ساديو لامين سو ان مالي ستقوم بكل ما في وسعها
لاستعادة اراضيها المحتلة في الشمال والتي اعلن استقلالها انفصاليون
واسلاميون.
وافاد شاهد عيان ان "الاسلاميين كسروا باب جامع سيدي يحيى في
تمبكتو" جنوب المدينة "لقد خلعوا بابا مقدسا لا يفتح"، وهو ما اكده
اخرون من سكان تمبكتو. وقال احدهم وهو مرشد سياحي في المدينة "جاءوا
بفؤوس وهتفوا الله اكبر ثم كسروا الباب. انه امر خطير جدا. بكى بعض
الناس وهم يشاهدون ما حصل".
وذكر احد افراد اسرة إمام تحدث مع اسلاميي جماعة انصار الدين الذين
يبسطون نفوذهم على المدينة منذ ثلاثة اشهر، انهم كسروا الباب لان
"البعض كان يقول ان القيامة ستقوم يوم يفتح فيه هذا الباب وارادوا بذلك
ان يكذبوا قيام القيامة". وتقول بعض التقاليد المحلية ان فتح الباب
الخشبي الواقع في الجانب الجنوبي لجامع سيدي يحيى، وهو مغلق منذ عقود
سيعود بالشر على المدينة. وذكر شاهد اخر ان الباب يؤدي الى ضريح احد
الاولياء ولو علم الاسلاميون بالأمر "لكانوا دمروا كل شيء".
وبعد تدمير اضرحة اولياء مسلمين، هددت حركة انصار الدين بالتعرض
لجوامع المدينة مؤكدين انهم يتحركون "باسم الله" وردا على قرار
اليونيسكو في 28 حزيران/يونيو ادراج اسم المدينة على لائحة التراث
العالمي المعرض للخطر. ويعتبر جامع سيدي يحيى واحدا من اكبر جوامع
مدينة تمبكتو مع جينغاريبر وسنكوري وهي تحف معمارية تشهد على عهد
ازدهارها. والجوامع الثلاثة مدرجة على التراث العالمي لليونسكو، واكد
خبير مالي ان اولياء مدفونين في جامعي جينغاريبر وسيدي يحيى.
ودانت جمعية رجال الدين في مالي "جريمة تمبكتو" واعتبرت في بيان انه
"حتى النبي (محمد) ذاته كان يزور القبور والاضرحة، هذا عدم تسامح!".
واعربت منظمة التعاون الاسلامي التي تعد 57 عضوا، عن "الاسف" لتدمير
الاضرحة التي هي "جزء من التراث الاسلامي الزاخر في مالي والذي لا يجب
ان يدمره متعصبون او يعرضونه الى الخطر". كذلك صدرت ادانة من الجزائر
التي تعتبر ان الاولياء والعلماء المدفونين في الاضرحة "ساهموا في
ازدهار الاسلام في المنطقة ونشر قيم التسامح والروحانية".
واعتبرت اليونسكو ان الاسلاميين يشكلون خطرا على مدينة تمبكتو
الاسطورة التي كان يطلق عليها اسم "مدينة الاولياء ال333" في اشارة الى
رجال دين دفنوا هناك تبركا بهم. واعتبرت فاتو بنسودا مدعية المحكمة
الجنائية الدولية الاحد في دكار ان تدمير التراث الديني في تمبكتو قد
يعتبر "جريمة حرب" يلاحق مرتكبوها. وقالت ان "رسالتي الى المتورطين في
هذا العمل الاجرامي واضحة، كفوا عن تدمير الإرث الديني الان، انها
جريمة حرب يخول لمكتبي التحقيق فيها".
كذلك دانت الحكومة المالية ما قالت انها "ضراوة مدمرة تشبه جرائم
الحرب" ارتكبتها حركة انصار الدين الموالية لتنظيم القاعدة في بلاد
المغرب الاسلامي، وهددت مرتكبي تلك الاعمال بملاحقات في مالي والخارج.
ودانت روسيا التدمير "الوحشي" لمواقع تاريخية اسلامية من قبل
اسلاميين متشددين في تمبكتو بشمال مالي، معتبرة ان ذلك يثبت ان العالم
بحاجة لتوحيد صفوفه من اجل اعادة وحدة اراضي مالي. وقالت وزارة
الخارجية الروسية في بيان "ان مثل هذه الاعمال لا يمكن الا ان تثير
الاستنكار" في حين تعرضت المدينة في شمال مالي ليوم ثان من اعمال
التخريب. واضافت الوزارة "نعتقد انه سبب اضافي لتضافر الجهود على
المستوى الدولي بغية اعادة وحدة اراضي مالي وارساء القانون والنظام على
جميع اراضي هذا البلد".
من جهتها، عبرت الولايات المتحدة عن "ادانتها الشديدة" لتدمير مواقع
دينية من قبل اسلاميين في شمال مالي. وقالت المتحدثة باسم وزارة
الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند للصحافيين "ان الولايات المتحدة
تدين بشدة قيام ناشطين اسلاميين بتدمير مواقع مدرجة ضمن التراث العالمي
لليونيسكو في تمبكتو" في شمال غرب مالي، داعية "كافة الاطراف الى حماية
تراث مالي".
ويعيد تدمير اضرحة تمبكتو الى الاذهان ما اقدمت عليه طالبان مع
حلفائها في تنظيم القاعدة من تدمير تماثيل بوذا في باميان المدرجة ايضا
على التراث العالمي في وسط افغانستان في اذار/مارس 2001.
وقد اغتنمت حركة انصار الدين الاسلامية وحركة التوحيد والجهاد في
غرب افريقيا، المواليتين لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي،
الانقلاب العسكري الذي اطاح في 22 اذار/مارس بنظام باماكو وسرعت في
زحفها على شمال مالي حتى باتت تسيطر عليه بعدما هزمت الحركة الوطنية
لتحرير ازواد التي تمثل الطوارق. واعلن عناصرها انهم يريدون فرض
الشريعة في كافة انحاء مالي. بحسب فرنس برس.
وفي الجزائر اعلن وزيرا خارجية مالي الامين سو والجزائر مراد مدلسي
انهما يفضلان الدبلوماسية لتسوية الازمة في مالي. وتستضيف واغادوغو
عاصمة بوركينا فاسو قمة مصغرة لرؤساء دول غرب افريقيا مع ممثلين عن
الطبقة السياسية والمجتمع المدني في مالي بهدف الشروع في تشكيل "حكومة
وحدة وطنية" في مالي، على ما اعلنت الاثنين الوساطة.
المحكمة الجنائية تتوعد
من جانب اخر توعدت مدعية المحكمة الجنائية الدولية بملاحقة مرتكبي
هذه الاعمال التي وصفتها بانها "جرائم حرب". وفي النتيجة دمر عناصر
مجموعة انصار الدين سبعة اضرحة غالبيتها من الطين ، هي اضرحة سيدي محمد
(شمال المدينة) وسيدي المختار (شمال شرق) والفا مويا (شرق) ، في حين
دمروا الاحد اربعة اضرحة بينها ضريح الشيخ الكبير، وهي تقع في مدفن
دجينغاريبر (جنوب)، بحسب شاهد عيان في المكان.
واعلنت مدعية المحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا ان التدمير
المستمر للأضرحة من جانب اسلاميين يسيطرون على مدينة تمبكتو يشكل "جريمة
حرب". وقالت بنسودة في دكار "رسالتي الى الضالعين في هذا العمل
الاجرامي واضحة: اوقفوا تدمير المواقع الدينية الان. انها جريمة حرب
تستدعي تحقيقا تقوم به الهيئات التابعة لي".
واوضحت ان المادة الثامنة من معاهدة روما التي لحظت انشاء المحكمة
الجنائية الدولية تنص على ان "الهجمات المتعمدة على مبان مدنية غير
محمية ليست اهدافا عسكرية تشكل جرائم حرب. وهذا الامر يشمل الهجمات على
المعالم التاريخية، وكذلك تدمير المباني ذات الطابع الديني". ودعت مالي
الامم المتحدة الاحد الى اتخاذ تدابير بعد التدمير "الاجرامي" من جانب
اسلاميين لاضرحة الاولياء.
وقالت وزيرة الفنون والسياحة والثقافة في مالي فاطمة ديالو خلال
اجتماع لليونيسكو في سان بطرسبورغ بشمال غرب روسيا ان "مالي تحض الامم
المتحدة على اتخاذ تدابير ملموسة لوضع حد لهذه الجرائم بحق التراث
الثقافي للشعب". وخلال مشاركتها في اجتماع لجنة التراث في منظمة الامم
المتحدة للتربية والثقافة والعلوم، دعت ديالو المجتمع الدولي الى
التضامن مع مالي وادانة عمليات التدمير هذه التي يرتكبها اسلاميون
متطرفون، واختتمت مداخلتها بالقول "فليساعد الله مالي".
في السياق ذاته دعا المغرب الى "تدخل عاجل" من الدول الاسلامية
والمجموعة الدولية لحماية المواقع الاثرية الغنية في مالي بعد تدمير
عدة اضرحة لاولياء مسلمين في مدينة تمبكتو في شمال مالي. وجاء في بيان
لوزارة الخارجية المغربية ان المغرب "يدعو الدول الاسلامية والمجموعة
الدولية الى تدخل عاجل ومشترك لحماية التراث المالي الذي يشكل جزءا من
التراث الاسلامي والانساني". وعبر المغرب عن قلقه الشديد ازاء التطورات
المستمرة في مالي والتي ادت الى "تدمير طوعي لمواقع تاريخية وثقافية
ودينية في مدينة تمبكتو" الاثرية.
من جانب اخر توعد تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي الذي يسيطر مع
مجموعات مسلحة اخرى منذ ثلاثة اشهر على شمال مالي، بانه سيتعامل "بحزم"
مع الذين سيتعاونون مع قوة عسكرية من المزمع تدخلها في المنطقة. وأكد
مختار بلمختار احد قادة التنظيم في بيان نشرته وكالة نواكشوط للانباء "نحذر
كل من يريد استغلال هذه الأحداث لإدخال المنطقة في حرب وصراعات عرقية،
او التعاون مع قوى اجنبية تتربص بالمنطقة، لاننا لن نقف مكتوفي الايدي،
وسنتعامل مع كل حدث بحزم حسبما يقتضيه الشرع". بحسب فرنس برس.
ونشرت وكالة انباء نواكشوط في السابق بيانات او تصريحات لعناصر في
القاعدة في المغرب الاسلامي من دون ان يتم تكذيب اي منها. ويقيم مختار
بلمختار الذي لم يأت على تسمية اي بلد او مجموعة، منذ 28 حزيران/يونيو
في غاو (شمال شرق مالي) وفق شهود. وتوعدت حركة الوحدة والجهاد في غرب
افريقيا، وهي مجموعة مسلحة اخرى موجودة في شمال مالي، بمهاجمة البلدان
التي ستتشكل منها قوات غرب افريقيا التي تضم 3300 رجل سيتم ارسالهم الى
هذا البلد.
نبذة عن الجماعات الإسلامية
قد يشكل سقوط مدينة غاو شمال مالي في يد الجماعات الإسلامية
المتشددة بداية للسيطرة المسلحة للجماعات الموالية لتنظيم القاعدة في
كل المدن الرئيسية في المنطقة، وسيكون ذلك بمثابة انتكاسة لمتمردي
الطوارق الذين كانوا يهدفون بشكل أساسي إلى نيل استقلال المنطقة. وسقطت
مدينة غاو في يد مسلحي حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا بعد أن
هزموا الجبهة الوطنية لتحرير أزواد التابعة لجماعة الطوارق المتمردة.
وقال شاهد عيان لوكالة الأنباء الفرنسية إن مقاتلي حركة التوحيد
والجهاد في غرب افريقيا "يسيطرون على المحافظة ومحيطها"، فيما أفاد
تلفزيون الدولة الرسمي في اليوم ذاته بانه "ليس هناك من مقاتل واحد
ينتمي للجبهة الوطنية لتحرير أزواد في مدينة غاو حالياً". ويضيف انتصار
حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا إلى الانتصارات التي حققتها حركة
أنصار الدين الإسلامية والتي تسيطر منذ إبريل/ نيسان الماضي على
مدينتين رئيسيتين في الشمال، هما كيدال وتمبكتو.
برزت حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا في أواخر عام 2011، ومنذ
ذلك الحين زادت شهرتها وخصوصاً في شمال مالي. منذ ديسمبر/كانون الأول
2011، وتوصف الجماعة بأنها "الجماعة الإرهابية المسلحة الأكثر إثارة
للرعب في شمال مالي،" وفقا لموقع صحيفة ليبرتيه الجزائرية في 20
مايو/آيار.
وذكر موقع صحيفة الوطن الجزائرية في تقرير صادر بتاريخ 3 مايو/آيار
أن الحركة التي توصف بأنها مسلحة بشكل جيد وممولة بشكل جيد أيضا، أصبحت
"أخطر منظمة إرهابية في شمال مالي". كما قال تقرير نشر بموقع صحيفة
ليبرتيه الجزائرية يوم 20 مايو/آيار: "تُعرف الهضبة الصحراوية الشاسعة
الممتدة من منطقة تساليت في أقصي شمال مالي إلى مدينة غاو بأنها معقل
حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا حيث تفرض الحركة سيطرتها بلا
منازع على عدد من القرى في تلك المنطقة."
وقالت مصادر جزائرية إن الحركة هي أيضا "أكثر الجماعات المسلحة
نفوذا لأنها تتشكل من عصابات لتهريب المخدرات، ولأنها أيضا استولت على
كمية كبيرة من الأسلحة الثقيلة القادمة من ليبيا." وأضافت صحيفة
ليبتريه الجزائرية أن هذه الجماعة المسلحة "لا تفوت فرصة لتضيف المزيد
إلى خزائنها باللجوء إلى عمليات الاختطاف بالإضافة إلى نهب المدن."
ومن الصعب تقييم مدى صحة هذه التقارير الصحفية وخاصة لأن وسائل
الإعلام الجزائرية بشكل عام معادية للجماعات الإسلامية المسلحة. وقد
أعلنت حركة التوحيد والجهاد عن مسؤوليتها عن اختطاف ثلاثة رهائن
أوربيين، إيطالي واسبانيين، في غرب الجزائر في أوكتوبر/تشرين الأول
2011، وسبعة دبلوماسيين جزائريين في مدينة غاو في ابريل/نيسان 2012.
وقالت تقارير إن الحركة طلبت 30 مليون دولار مقابل إطلاق سراح
الرهائن الأوربيين، و15 مليون دولار لإطلاق سراح الدبلوماسيين
الجزائريين. كما تطالب الحركة نفسها بإطلاق سراح اثنين من سكان الصحراء
الغربية تم اعتقالهم من قبل القوات الموريتانية. وتفيد التقارير بأن
حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا "انفصلت عن جماعة القاعدة في بلاد
المغرب الإسلامي لكي تنشر فكر الجهاد في غرب افريقيا بدلا من أن تكتفي
فقط بمنطقة المغرب أو منطقة الساحل".
وقال موقع صحيفة لو كوريه الجزائرية يوم 28 ابريل/نيسان: "تتشكل
حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا في الأساس من موريتانيين وماليين
وهي تعمل نيابة عن جماعة القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، بينما تقول
صحيفة الوطن الجزائرية إن الحركة "تتشكل في الأساس من عرب".
وليس من الواضح ما هو تشكيل القيادة العليا للحركة، لكن حماده ولد
خيرو يوصف على أنه زعيم هذه الحركة، وذلك وفقا لصحيفة لو كوريه
الجزائرية التي كتبت: "ولد خيرو هو زعيم حركة التوحيد والجهاد في غرب
افريقيا وعضو المجلس الاستشاري للحركة"، بينما يوصف عدنان أبو وليد
صحرواي بأنه المتحدث الرسمي باسم الحركة.
حركة أنصار الدين
تعد حركة أنصار الدين أيضا من الحركات الرئيسية التي تعمل في منطقة
شمال مالي. وفي البداية، زعم أصحاب هذه الحركة أنهم يعبرون عن القضايا
المحلية المتصلة بمشكلات التهميش، لكن بعض قادة الحركة والموالين لها
لديهم صلات قوية بجماعات إسلامية وجهادية مسلحة. ومن غير المعروف كم
عدد المقاتلين الذين ينتمون الى هذه الحركة، كما أن بعض أعضائها ينسبون
إلى جماعة القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
وقالت وكالة الأنباء الموريتانية الخاصة إيه إن آي يوم 10 إبريل/نيسان
إن العشرات من متمردي الطوارق "الذين كانوا يعملون مع الجيش الموريتاني"
التحقوا بحركة أنصار الدين الإسلامية.
ويقود الحركة الشيخ إياد أغ غالي وهو مواطن من سكان كيدال وكان
قنصلا سابقا لدى المملكة العربية السعودية، وفقا لموقع مالي ويب
الأخباري بتاريخ 2 ابريل/نيسان. وقالت صحيفة لو جورنال دو مانش
الفرنسية يوم 27 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2011 إن غالي كان يوما "كبير"
المفاوضين لدى الرئيس المالي في مفاوضات أجرتها الحكومة مع متمردي
الطوارق.
وبعد انتهاء توليه منصبا دبلوماسيا في السعودية، أصبح غالي "جهادي
متشدد، وأصبح قريبا جدا من الناحية الفكرية من جماعة القاعدة في بلاد
المغرب الإسلامي،" وفقا للصحيفة الفرنسية. وقال موقع مالي ويب الاخباري
يوم 27 ديسمبر/كانون الأول إن حركة أنصار الدين "يعاونها عدد قليل من
الرجال الأقوياء المنتمين للزعيم مختار بلمختار المحسوب على جماعة
القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي." ظهر انخراط اياد أغ غالي مع حركة
أنصار الدين في شريط فيديو أذيع في مارس 2012، وأظهر الشريط جنودا
حكوميين بعضهم قتلى والبعض الآخر أسرى بعد الهجوم المسلح الذي وقع 24
يناير2012 على بلدة أغيول هوك الشمالية.
وأشار متحدث رسمي باسم المتمردين إلى غالي بلقب "القائد" وظهر زعيم
المتمردين في شريط الفيديو وهو يتفقد المقاتلين، ويؤمهم في الصلاة،
ويقول إن جماعته تهدف إلى فرض الشريعة في البلاد. وقال موقع مالي ويب
إن غالي "أعاد إشعال جذوة الإرهاب" في شمال مالي. وفي الثاني من
إبريل/نيسان، قال دبلوماسي افريقي لموقع مالي ويب: " إن مقاتلي حركة
أنصار الدين وبدعم من مقاتلي القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي هم من
قادوا الهجمات المسلحة على كل من كيدال وغاو."
وغزا مقاتلو حركة أنصار الدين مدينة تمبكتو في 3 ابريل/نيسان، وقالت
تقارير إن غالي وثلاثة من كبار قادة جماعة القاعدة في بلاد المغرب
الإسلامي كانوا حاضرين بأنفسهم في المدينة وكانوا يبحثون عن سبل فرض
الشريعة الإسلامية هناك، وقد تم التعرف على هؤلاء القادة المنتمين
لجماعة القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وهم أبو زيد، ومختار بلمختار،
ويحيى أبو الهمام.
وفي يوم 8 إبريل/نيسان، قال تلفزيون قناة الجزيرة باللغة الإنجليزية
إن الحركة قد فرضت الشريعة الإسلامية في المنطقة التي تقع تحت سيطرتها.
وفي يوم 10 إبريل/ نيسان قالت وكالة الأخبار الموريتانية المستقلة إن
حركة أنصار الدين قد عينت أميرا لها من جماعة القاعدة في بلاد المغرب
الإسلامي ليتولى قيادة الجيش الجديد في تمبكتو. وقالت الوكالة نقلا عن
مصادر لها إن يحيى أبو الهمام أمير كتيبة الفرقان التابعة لجماعة
القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي قد عُين حاكما للمدينة، وقد عين ساندا
أبو أمامة نائبا له. |