مناورات الرسول الاعظم... رسالة جريئة لدول الخليج

 

شبكة النبأ: المناورات العسكرية الاخيرة التي قامت بها ايران هي رسالة واضحة وصريحة لجميع الخصوم مفادها ان ايران اليوم على اهبة الاستعداد لصد اي عمل عسكري قد يشن ضدها بحسب ما افاد بعض المحللين مؤكدين في الوقت ذاته على ان ايران قوة لا يمكن الاستهانة بها وان اي عمل عسكري ضدها سيقود الى حدوث كارثة تسبب دمارا لجميع بلدان المنطقة وخصوصا دول الخليج العربي واسرائيل التي ستكون اول الاهداف وهذا ما اكدته ايران في اكثر من مناسبة، وفي ما يخص المناورات الاخيرة فقد اطلقت ايران سلسلة من الصواريخ البالستية، بعضها قادر على بلوغ اسرائيل، خلال مناورات تحاكي هجوما على "قاعدة اجنبية" في المنطقة، بحسب ما افادت وسائل الاعلام. واورد تلفزيون "العالم" الناطق بالعربية ان "صواريخ شهاب 1 و2 و3 وقيام وفتح وتندر اطلقت في اطار مناورات الرسول الاعظم 7". ويعتبر صاروخ "شهاب 3" الذي يبلغ مداه الفي كلم احد الصواريخ البالستية القادرة على بلوغ اسرائيل والقواعد الاميركية في الشرق الاوسط. ويتراوح مدى الصواريخ الاخرى المستخدمة بين 200 و750 كلم.

وصرح قائد القوة الجوية الفضائية في الحرس الثوري الايراني العميد امير علي حاجي زاده ان هذه المناورات تهدف الى "توجيه رسالة الى الدول المتهورة" التي يمكن ان تحاول مهاجمة ايران.

واوضحت ايران ان المناورات تجري في صحراء دشت كوير بوسط ايران حيث تم تشييد "نسخة عن قاعدة جوية" لا حدى القوى الاجنبية في المنطقة، والهدف منها التحقق من مدى دقة وفعالية هذه الصواريخ.

ويهدد المسؤولون الايرانيون باستمرار بضرب اسرائيل والقواعد الاميركية في الخليج وفي الشرق الاوسط في حال تعرض ايران لهجوم. واثارت اسرائيل والولايات المتحدة مرات عدة في الاشهر الماضية احتمال شن ضربات ضد منشاة نووية ايرانية في حال فشل المساعي الدبلوماسية لإقناع ايران بالعدول عن برنامجها لتخصيب اليورانيوم المثير للجدل. واستؤنفت المفاوضات في نيسان/ابريل بعد توقف استمر 15 شهرا لكن ثلاث جولات في اسطنبول وبغداد وموسكو لم تتح تحقيق اختراق مما يزيد من مخاطر حصول مواجهة عسكرية.

وتشكل الصواريخ السلاح الايراني الوحيد القادر على اصابة اهداف خارج حدودها في غياب سلاح جوي متطور او بحري قوي. واعلن الجنرال حسين سلامي المسؤول الثاني في الحرس الثوري ان الصواريخ التي استهدفت مجسم القاعدة الجوية "اطلقت بنجاح نسبته 100%" من مناطق عدة في البلاد. وتابع سلامي ان هذه المناورات تبرز "تصميم الشعب الايراني وارادته وقدرته على الدفاع عن مصالحه الدولية". بحسب فرنس برس.

ولا توجد معلومات دقيقة او ذات مصداقية حول عدد الصواريخ التي تملكها ايران. وتقول طهران ان ترسانتها تتضمن خمسين طرازا جديدا غالبيتها مشتقة من صواريخ روسية او صينية او كورية شمالية. ويرى خبراء غربيون ان ايران تملك على الاقل عشرات الصواريخ البالستية من طراز "شهاب 3 "وسجيل 2" القادرين على بلوغ اسرائيل واهداف اميركية في المنطقة.

وتقول إسرائيل إنها قد تهاجم إيران إذا فشلت الدبلوماسية في وقف برنامجها النووي المثير للجدل. وتضع الولايات المتحدة أيضا خيار القوة العسكرية على الطاولة كخيار أخير لكن مسؤولين أمريكيين شجعوا الاسرائيليين مرارا على التحلي بالصبر حتى تدخل العقوبات الجديدة على إيران حيز التنفيذ.

وأعلنت الجمهورية الاسلامية عن التدريب الصاروخي "الرسول الأعظم 7" بعدما دخل حظر فرضه الاتحاد الاوروبي على مشتريات النفط الخام الايراني حيز التنفيذ بالكامل بعد جولة أخرى غير مجدية من محادثات القوى الكبرى مع طهران. وقالت قناة (برس تي في) الايرانية الرسمية الناطقة بالانجليزية إن صاروخ شهاب 3 الذي يصل مداه إلى 1300 كيلومتر والقادر على الوصول إلى إسرائيل اختبر إلى جانب صاروخي شهاب 1 و2 الاقصر مدى. ونقلت القناة عن حسين سلامي نائب قائد الحرس الثوري قوله "الهدف الأساسي من هذه المناورة هو إظهار عزم الأمة الايرانية السياسي للدفاع عن قيمها الحيوية ومصالحها الوطنية."

وتؤكد إيران دوما هيمنتها العسكرية على منطقة الخليج وأثارت قلق صناعة النفط التي تخشى إعاقة امدادات النفط العالمية. وهددت إيران من قبل بإغلاق مضيق هرمز الذي يمر منه أكثر من ثلث تجارة النفط العالمية المنقولة بحرا وذلك ردا على عقوبات مشددة متصاعدة تفرضها الولايات المتحدة وحلفاؤها على الجمهورية الاسلامية. بحسب رويترز.

وقال رامين مهمان باراست المتحدث باسم الخارجية الايرانية "رسالة المناورات الصاروخية هي أن بلدنا مستعدة بكل قوتها لتوفير الأمن في منطقة الخليج الفارسي وأمن نقل شحنات النفط." ويهدف الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي إلى حمل إيران على وقف تخصيب اليورانيوم الذي تقول دول غربية إن الغرض منه تطوير قدرة على صنع أسلحة نووية في اتهام تنفيه إيران. وتقول إيران إن هدفها من التخصيب هو توليد الطاقة.

نهاية إسرائيل

في السياق ذاته ذكرت وكالة فارس الإيرانية للأنباء أن قائدا عسكريا إيرانيا كبيرا قال إنه إذا وقع هجوم عسكري إسرائيلي على البرنامج النووي الإيراني فسيؤدي إلى انهيار الدولة اليهودية. و فشلت جولة محادثات بين إيران والقوى العالمية في موسكو في تحقيق إنفراجة الأمر الذي زاد المخاوف من أن إسرائيل قد تقوم بعمل عسكري من جانب واحد لكبح أنشطة إيران النووية.

ونقلت وكالة فارس للأنباء عن البريجادير جنرال مصطفى آزادي نائب رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية قوله "لا يستطيعون إلحاق أدنى أذى بالثورة والنظام (الإيرانيين)." وأضاف "إذا قام النظام الصهيوني بأي تحركات (عسكرية) ضد إيران فإن ذلك سيؤدي إلى نهاية جهودهم."

وتابع قائلا "إذا كانوا يتصرفون بطريقة منطقية فإن هذه التحركات ستكون بمثابة حرب نفسية أما إذا أرادوا التصرف بطريقة غير منطقية فهم الذين سيتم تدميرهم." وتصريحات إزادي رد على ما يبدو على مطالبة شاؤول موفاز نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي بفرض عقوبات أشد صرامة على طهران وإشارته إلى أن الإجراء العسكري لا يزال خيارا مطروحا.

ويقول محللون إن المسؤولين الإيرانيين يستخدمون هذا الخطاب كوسيلة لإذكاء المخاوف الغربية من حدوث فوضى في الشرق الأوسط وتعطيل لإمدادات النفط في حالة الإقدام على تحرك عسكري. وفي مفاوضات موسكو طالبت القوى الست الكبرى إيران بتخفيض نشاطها النووي وأن تتوقف عن تخصيب اليورانيوم إلى مستويات قد تجعلها قريبة من إنتاج قنبلة ذرية. بحسب رويترز.

وتتضمن المطالب إغلاق منشأة فوردو وهي منشأة لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض وأرسال أي مخزون إلى خارج البلاد. وفي المقابل عرضوا على إيران تزويد مفاعل لإنتاج النظائر المشعة للأغراض الطبية بالوقود اللازم لتشغيله وتقديم مساعدات في مجال الأمان النووي وإنهاء حظر مفروض على تزويد إيران بقطع غيار لأسطول إيران المتقادم من طائرات الركاب. وتنفي إيران أن تكون أنشطتها النووية لأي أغراض عسكرية وتقول إن القوى الكبرى يجب أن ترفع العقوبات المفروضة عليها وأن تعترف بحقها في تخصيب اليورانيوم قبل أن تلبي مطالبهم.

على صعيد متصل صرح نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي موشي يعالون في مقابلة نشرتها صحيفة هآرتس ان الافضل بالنسبة لإسرائيل مهاجمة ايران بدلا من ترك هذا البلد يمتلك السلاح النووي. وقال يعالون رئيس هيئة الاركان سابقا والوزير المكلف الشؤون الاستراتيجية حاليا ان "اسرائيل لن تقبل في اي ظرف ان تكون السكين على عنقها واذا كان لا بد من الخيار بين القنبلة (الايرانية) او القصف (الاسرائيلي) فالقصف هو الافضل في نظري".

واشار الى ان الايرانيين سرعوا في الاشهر الاخيرة انشطتهم لتخصيب اليورانيوم. واضاف "ان لم تشدد الضغوط الدبلوماسية او الاقتصادية على ايران وان لم تتحقق تطورات ايجابية اخرى، فان ساعة الحقيقة ستدق قريبا". وقد كرر المسؤولون الاسرائيليون ومن ضمنهم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع ايهود باراك، مرات عديدة ان "جميع الخيارات مطروحة على الطاولة"، وهي صيغة اقل وضوحا من تصريحات يعالون التي تترك الباب مفتوحا امام احتمال شن هجوم اسرائيلي على المنشآت النووية الايرانية. بحسب فرنس برس.

ولفت هارتس الى ان يعالون شدد مواقفه بشأن ايران علما بانه كان يعتبر من "الحمائم"، اي نصير النهج الهادئ بشأن هذا الملف. وهو يشكل جزءا من الحكومة الامنية المصغرة، وهي مجلس وزراء اصغر من الحكومة مكلف اتخاذ القرارات الاستراتيجية.

العداء للسامية

من جهة اخرى قوبلت مزاعم إيرانية بأن الصهاينة يشجعون على تهريب المخدرات وأن الشريعة اليهودية تدعو إلى إبادة غير اليهود برد حاد من جانب إسرائيل التي قالت إن إيران يحكمها متعصبون معادون للسامية. وتتبادل إيران وإسرائيل منذ سنوات تصريحات عدائية إلا أن تعليقات نائب الرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي في مؤتمر عالمي في طهران بشأن مكافحة المخدرات بدت للمندوبين الغربيين لاذعة وتحريضية بشكل غير مألوف.

وجاء في مقتطفات من كلمة رحيمي أمام المؤتمر نشرتها وكالة فارس للأنباء إن التلمود كتاب الشريعة اليهودية "يعلمهم القضاء على غير اليهود لحماية جنين في رحم أم يهودية." واتهم رحيمي "الصهاينة" بالتشجيع على تهريب المخدرات. وقال "لن تجد مدمنا واحدا بين الصهاينة."

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز في تغطيتها لأعمال المؤتمر الذي عقد برعاية الامم المتحدة بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة تعاطي المخدرات وتهريبها غير المشروع عن رحيمي قوله إن الصهاينة أمروا أطباء التوليد بقتل المواليد السود وإن اليهود هم من بدأوا الثورة الروسية عام 1917 ومع ذلك فلم يقتل أحد منهم فيها.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان "استمرار حضور ممثلين للأمم المتحدة ومندوبين أوروبيين لمؤتمرات في طهران يتم فيها التعبير عن أسوأ نوع من معاداة السامية إنما يضفي شرعية على نظام آيات الله." وأضاف في بيان أن حكومة إيران "ليست مؤلفة من مجانين وإنما متعصبين معادين للسامية لديهم برنامج وخطة عالمية تفصيلية تشمل القضاء على دولة إسرائيل كما يقولون علانية وبصراحة."

وأصدرت الأمم المتحدة بيانا يقول ان الأمين العام بان جي مون حث مرة اخرى المسؤولين الإيرانيين على الامتناع عن الإدلاء بأي تصريحات معادية للسامية. وقال البيان "انه يعتقد ان من مسؤولية الزعماء التشجيع على الانسجام والتفاهم وانه يأسف بشدة للتعبيرات عن الكراهية والتعصب الديني." وشبه ليبرمان إيران بألمانيا النازية ولكنه قال إن إسرائيل بعد المحرقة "لن تسمح بأن يلحق أذى بأي يهودي."

وأضاف أنه ما لم يضع المجتمع الدولي حدا لأنشطة إيران النووية "فسيؤدي ذلك بالتأكيد إلى كارثة وتهديد للسلام العالمي." وقالت كاثرين آشتون مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي التي تقود المحادثات النووية مع إيران نيابة عن القوى العالمية إن كلمة رحيمي معادية للسامية و"غير مقبولة".

وقالت المتحدثة باسمها مايا كوسيانتيتش "(آشتون) منزعجة بشدة من التصريحات العنصرية والمناهضة للسامية التي أدلى بها محمد رضا رحيمي النائب الأول للرئيس الإيراني." وأضافت "هذه التصريحات غير مقبولة ويجب عدم التهاون معها." بحسب رويترز.

وقال دبلوماسي غربي حضر المؤتمر مشترطا عدم نشر اسمه إن كلمة رحيمي التي استمرت 10 دقائق جعلته "حقا يشعر بالذهول والدهشة." وأضاف قوله "سمعنا كلمات مثل هذه الكلمة من قبل لكن هذه كانت أسوأ كثيرا من التصريحات المعتادة. لم تكن هذه عن المخدرات. يبدو أن الإيرانيين يريدون إثارة قضية ويتعمدون تهييج الأمور."

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 7/تموز/2012 - 16/شعبان/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م