المرجع الشيرازي: الله تعالى سيظهر دينه أي الإسلام الحقيقي على الدين كلّه بواسطة الإمام المهديّ

بظهوره عجّل الله تعالى فرجه سيحظى الخلق بالسعادة في الدّارين

 

شبكة النبأ: قال المرجع الشيرازي إنّ مولانا الإمام المهديّ الموعود عجّل الله تعالى فرجه الشريف هو الإمام للعصر والوليّ للزمان في الدنيا والآخرة، وبه يحظى الخلق بالسعادة في الدّارين لا بغيره، فالله تعالى سيظهر دينه, أي الإسلام الحقيقي, على الدين كلّه بواسطته، ونحن أهل العلم ـ بالخصوص ـ إن لم نعمل بواجبنا في هذا الطريق فسنكون مسؤولين، وسنتحمّل ذنوب القاصرين الذين لم نسع إلى توعيتهم وإرشادهم. وإن كان التكليف يعمّ الجميع، فالكلّ راع والكلّ مسؤول عن الرعية. وأوصى سماحته الحضور, بالأخص أهل العلم والطلبة, بالإخلاص والاجتهاد والأخلاق وقال: إن هذه الصفات الثلاث المهمة والحسنة هي الصفات التي يجب علينا ـ أهل العلم ـ أن نسعى لتحصيلها وتوفيرها في نفوسنا، وفي غير هذه الحال محال أن نحظى برعاية الإمام بقيّة الله الأعظم عجّل الله تعالى فرجه الشريف.

جاء ذلك على أعتاب حلول عيد الخامس عشر من شعبان المعظّم، ذكرى مولد منقذ البشرية، وأمل المستضعفين والمحرومين والمظلومين والمضطهدين, مولانا وليّ الله الأعظم, القائم من آل محمّد صلى الله عليه وآله، الإمام المهدي الموعود عجّل الله تعالى فرجه الشريف وصلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه الطيّبين الطاهرين, حيث بارك المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، هذا اليوم العظيم, وهذه المناسبة المباركة, خلال توجيهاته القيّمة بجمع من الفضلاء والطلبة والمؤمنين, الذين زاروه في بيته المكرّم بمدينة قم المقدّسة, خلال الأيام العشرة المهدوية المباركة, بحسب موقع مؤسسة الرسول الاكرم.

 وقال سماحته:

إنّ زيارات أهل البيت سلام الله عليهم هي ثقافة الإسلام. ومنها زيارة مولانا الإمام المهديّ الموعود عجّل الله تعالى فرجه الشريف, المعتبرة التي رواها جماعة من محدّثي وفقهاء الشيعة, كالشيخ المفيد والشيخ الشهيد والكفعمي والشيخ محمد بن المشهدي وغيرهم رضوان الله تعالى عليهم.

أهل البيت سبيل الله

وقال سماحته: إن المعصومين الأربعة عشر سلام الله عليهم هم السبيل إلى الله سبحانه، ولا يوجد سبيل غير سبيلهم للوصول إلى الله جلّ وعلا. وهذا ما تواترت عليه الأحاديث والروايات الشريفة، كما جاء في زيارة الإمام صاحب العصر والزمان عجّل الله تعالى فرجه الشريف: «السلام عليك ياسبيل الله الذي مَن سَلَك غيرَهُ هَلَك». فمن يسلك طريقاً غير طريق الإمام الحجّة عجّل الله تعالى فرجه الشريف, يهلك، ولافرق إن كان قاصراً أو مقصّراً، وعالماً أو جاهلاً.

إنّ مولانا الإمام المهديّ الموعود عجّل الله تعالى فرجه الشريف هو الإمام للعصر والوليّ للزمان في الدنيا والآخرة، وبه يحظى الخلق بالسعادة في الدّارين لا بغيره. فقد شاءت إرادة الله تعالى أن يكون الطريق إليه طريقاً واحداً فقط، وهو طريق أهل البيت سلام الله عليهم. وإنّ التمسّك بوليّ الله تعالى وحجّته على الخلق أجمعين يتطلّب معرفة أمرين مهمين, هما:

1. بماذا أمر الإمام عجّل الله تعالى فرجه الشريف؟

2. ماذا نعمل كي نحظى برضا الإمام صلوات الله وسلامه عليه؟

ماذا يريد الإمام منّا؟

وأوضح سماحته: إن الإمام سلام الله عليه يأمرنا بتعلّم علوم أهل البيت سلام الله عليهم وتعليمها للآخرين. وعلوم أهل البيت هي: أصول الدين, وأحكام الإسلام, وأخلاقه, وآدابه. فبمقدار ما يتعلّمه المرء من علومهم سلام الله عليهم سيكون ممتثلاً لأوامر الإمام سلام الله عليه.

إنّ عالمَ اليوم يسلك طريقاً غير طريق الله جلّ شأنه. ولذا عمّ العالَم كلّه الإفراط والتفريط، والظلم، وهضم الحقوق، والفساد والإفساد، وسفك الدماء بغير حقّ، وهذا كلّه مؤدّاه الهلاك.

واجب أهل العلم

وخاطب سماحته الحاضرين بقوله: نحن أهل العلم ـ بالخصوص ـ إن لم نعمل بواجبنا في هذا الطريق فسنكون مسؤولين، وسنتحمّل ذنوب القاصرين الذين لم نسع إلى توعيتهم وإرشادهم. وإن كان التكليف يعمّ الجميع، فالكلّ راع والكلّ مسؤول عن الرعية.

فينبغي علينا جميعاً أن نتحلّى بالصبر والتحمّل في سبيل توعية الآخرين وهدايتهم وإن طالت المدّة. فمولانا رسول الله صلى الله عليه وآله تحمّل أشق الأذى في تبليغه رسالة ربّه سبحانه وتعالى ولمدّة ثلاث عشرة سنة، لكنّه صلى الله عليه وآله, في النتيجة استطاع أن يهدي الناس إلى الإسلام.

أمّا بخصوص الأمر الثاني, فعلينا أن نعرف ما الذي يوجب رضا الإمام وليّ العصر سلام الله عليه، فنسعى للعمل به، ونعرف ما الذي يوجب سخطه ـ والعياذ بالله ـ فنتجنّبه. فقد جاء في الروايات الشريفة أن أعمال الخلق تعرض على الإمام سلام الله عليه كل يوم.

حبّ أهل البيت فريضة

وبيّن سماحته: إنّ حبّ أهل البيت سلام الله عليهم هو من الفرائض التي أوجبها الله تعالى على الجميع، وهي أمر محمود ومحبّذ. لكن طاعتهم والعمل بأوامرهم هو أهم بكثير. على سبيل المثال:

عندما يراجع المريض الطبيب عليه أن يلتزم بما يصفه له حتى يتماثل للعلاج، فمحبّة الطبيب أو شراء وصفته لا تؤدّي المطلب ولا تعالج المرض ما لم يلتزم المريض باستعمال الدواء ومراعاة شرائط المعالجة.

إذن علينا أن نعمل بما قرّره أهل البيت سلام الله عليهم وما أمروا به كي ننال رضا الله جلّ وتعالى ومقام القرب منه, ومن أهل البيت.

وشدّد دام ظله قائلاً: نحن بمنزلة الأبناء الروحيين للمولى المهديّ الموعود عجّل الله تعالى فرجه الشريف فيجب علينا أن نتمسّك بتعاليمه أكثر, وأن نعمل ما يوجب رضاه سلام الله عليه, ونتجنّب ما يؤدّي ـ والعياذ بالله ـ إلى سخطه. ولنسعى في محاسبة أقوالنا وأفعالنا, وأن نسلك الطريق الذي أوضحه لنا الإمام سلام الله عليه حتى نفوز في الدارين.

سيادة الإسلام

وفي سياق حديثه, أشار سماحة المرجع الشيرازي دام ظله إلى آيات من القرآن الكريم التي تتعلّق بإرادة الله تعالى في ظهور الإسلام, آخر الزمان, على الأديان كلّها, على يد وليّه ومنقذ البشرية الإمام المهديّ الموعود عجّل الله تعالى فرجه الشريف، فقال:

إنّ ظهور الإمام الحجّة المنتظر عجّل الله تعالى فرجه الشريف أمر مسلّم لا شك فيه ولا شبهة، ولكن مع ذلك يثير الأعداء بعض الشبهات التي ينبغي الردّ عليها بالدلائل والبراهين المختلفة.

رعاية الإمام لشيعته

كما تحدّث سماحته عن بعض الحوادث التاريخية المرتبطة بهذا الشأن ومكائد الخصوم فقال:

كان لأحد ملوك البحرين السابقين وزير ناصبيّ, أي يناصب العداء لأهل البيت سلام الله عليهم وشيعتهم، فأراد أن يغري بهم الملِك وينكّل بهم، فصنع قالباً من طين, وحكّ عليها عبارة: لا إله إلاّ الله، محمّد رسول الله، أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعليّ خلفاء رسول الله. وأطبق هذا القالب على رمّانة قبيل نضوجها بحيث طبعت هذه العبارة على الرمّانة، ثم اقتطفها وجاء بها إلى الملك وقال له: اطلب من الشيعة أن يفسّروا لك هذا الأمر الإلهي، فإنه يظهر أحقيّة مذهبنا وبطلان مذهبهم.

يقال: فاختار الشيعة ثلاثة من عبّادهم وكبرائهم للإجابة عن هذا السؤال، فعاد اثنان منهم دون جواب، أما الشخص الثالث وهو محمد بن عيسى فوفّق لرؤية المولى الإمام المهديّ عجّل الله تعالى فرجه الشريف، وكشف له الإمام خدعة الوزير الناصبي وفضحه على الملأ، وقال له الإمام أيضاً: والدليل على كذب هذا الوزير وزيفه أن هذه الرمّانة لا حبوب فيها. وبعد اتضاح الأمر اعتنق الملك مذهب أهل البيت سلام الله عليه، ونال الوزير الناصبي عقابه.

بالإمام يظهر الدين على العالم كلّه

وقال سماحته أيضاً: إنّ الله تعالى سيظهر دينه, أي الإسلام الحقيقي, على الدين كلّه بواسطة مولانا بقية الله الأعظم الإمام صاحب العصر والزّمان عجّل الله تعالى فرجه الشريف، ولا شكّ أن المقصود بالإظهار هو الإظهار الخارجي.

وأضاف سماحته: أما الإظهار البرهاني فهو متحقّق دائماً، لأن البرهان يلازم الحقّ دائماً، والحق ليس بمخفيّ أبداً ولا يحتاج إلى إظهار، بل هو بحاجة إلى الإدراك.

وأشار المرجع الشيرازي في جانب آخر من حديثه إلى مسؤولية أهل العلم والمثقّفين في الوقت الحالي, وقال: إنّ الناس ليسوا معاندين وقاصرين في الغالب، بل جاهلين ومقصّرين، ولذا إذا اتضح لهم الحقّ وبان جيداً تقبّلوه برغبة وشوق أكيدين. وهذه مسؤوليتنا، أي أن نوضّح الحقّ للناس بالقلم والبيان القوي والدليل والبرهان، وكذلك بتعلّم فنون المناظرة والاحتجاج للدفاع عن الإمام المهديّ الموعود عجّل الله تعالى فرجه الشريف, وأن نعرّف الحقّ للضالّين والتائهين.

وأردف سماحته بقوله: النقطة الأخرى التي ينبغي الالتفات إليها وعدّها من مسؤولياتنا هي السعي لأن يرضى الإمام عجّل الله تعالى فرجه الشريف عنّا؛ وذلك لأن كل الخير كامن في وجوده المقدّس، ونحن الذين يجب أن نتقدّم خطوات باتجاهه للسعي لتحصيل رضاه عجّل الله تعالى فرجه الشريف.

في الختام أوصى سماحته الحضور, بالأخص أهل العلم والطلبة, بالإخلاص والاجتهاد والأخلاق وقال: إن هذه الصفات الثلاث المهمة والحسنة هي الصفات التي يجب علينا ـ أهل العلم ـ أن نسعى لتحصيلها وتوفيرها في نفوسنا، وفي غير هذه الحال محال أن نحظى برعاية الإمام بقيّة الله الأعظم عجّل الله تعالى فرجه الشريف.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 7/تموز/2012 - 16/شعبان/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م