التلفزيون... مكمن خطر يستهدف الاطفال

 

شبكة النبأ: دخل جهاز التلفاز كل بيت وكل غرفة لدرجة أنه أصبح وجبة يومياً يتناوله الأطفال مع وجبات الطعام، وآخر ما تلتقطه عيونهم قبل النوم، فبات ألإدمان على مشاهدة برامج هذا الجهاز السحري والانغماس الكلي للأطفال بشكل روتيني ومعتاد لدى الكثير منهم، فأنه سيترك أثارا سلبية عديدة، كما أصبح تأثير ما يراه الأطفال والمراهقون مما يعرض على تلك الشاشة هو هاجس كثير من الآباء والأمهات حيث يشاهد الطفل التلفزيون لساعات طويلا يوميا وقد يمتد قضاء الطفل وقته امام شاشة التلفزيون الى فترات تفوق المدة التي يقضيها في الفصول الدراسية، فيما يشير الباحثون إلى آثار سليبة كثيرة تنجم عن إدمان التلفزيون لدى الأطفال، يعدها قسم منهم خطيرة فيما يقلل آخرون من أهميتها ويعتقدون بأن آثار التلفزيون السلبية هي آثار ظرفية وخاصة بطبيعة المتلقي ومستوى ذكائه وظروفه الاجتماعية.

لا شك أن مجمل هذه العوامل تساعد على تعميق الآثار السلبية والإيجابية على حد سواء. وهذا لا يعني تجاهل رصد الآثار السلبية، لا يمكننا أمام هذا السيل من الاتهامات وأخرى غيرها أشد وطأة إلا أن نشير إلى أن مدى تأثير التلفزيون السلبي أو الإيجابي يرتبط ارتباطاً قوياً بطبيعة العلاقة الخاصة بين الطفل والتلفزيون، ولدراسة هذه الآثار لا بد أن نتساءل هل يشاهد الطفل التلفزيون وحده أم بمراقبة ورعاية من ذويه؟

تراجع تطور الأطفال

فقد أكد علماء أميركيون أن اللعب في الأماكن المفتوحة يدعم نمو الأطفال أكثر من برامج التلفزيون أو الفيديو. وقال الباحثون في بيان للأكاديمية الأميركية لطب الأطفال "ايه ايه بي" إن الأطفال الصغار يتعلمون بالشكل الأمثل من خلال التفاعل مع الناس وليس مع الشاشة، وبذلك يؤكد الأطباء ما ذهب إليه زملاء لهم في دراسات سابقة من تحذيرات من الآثار السلبية للوسائط الإليكترونية على تطور الأطفال في السنوات الأولى. ويستند بيان الأكاديمية التي تسجل في عضويتها نحو 60 ألف من أطباء الأطفال وجراحيهم في أميركا إلى نحو 50 دراسة أجريت منذ عام 1999 على أثر التلفزيون والفيدو على الأطفال تحت سن عامين، وشددت الأكاديمية على الخطورة الكبيرة التي ينطوي عليها الاعتماد على الوسائط الإليكترونية في شغل الأطفال وتلهيتهم وذلك لتزايد المعروض من الوسائط المحمولة حيث اعترف 90 في المئة من الآباء في استطلاع أجري مؤخرا في الولايات المتحدة بأنهم يستخدمون وسائط إلكترونية في الترفيه عن أطفالهم قبل بلوغهم عامهم الثاني وأن واحدا من كل ثلاثة أطفال لديه جهاز تلفاز في غرفته. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

وأوضحت أري براون المشرفة على الدراسة أنه إذا جلس الأطفال في سنواتهم الأولى كثيرا أمام شاشة التلفاز فإن ذلك يؤثر سلبا على قدراتهم اللغوية عند بلوغهم سن الالتحاق بالمدرسة، كما عبر الباحثون عن قلقهم إزاء احتمال إصابة الأطفال بالأرق جراء مشاهدة التلفاز قبل النوم "ويمكن لنقص النوم أن يؤدي إلى اضطرابات سلوكية ومشاكل صحية" حسب براون، كما انتقدت الدراسة كثرة مشاهدة الآباء للتلفاز وقالوا إن تركيز الأطفال يتأثر سلبا أثناء مشاهدة آبائهم للتفاز حتى وإن كان الأطفال يلعبون في هذا الوقت، وأوصى الخبراء الآباء بأن يولوا أولادهم المزيد من الرعاية بدلا من الانصراف لمشاهدة التلفاز.

المكر والكذب

في سياق متصل أظهرت دراسة أميركية أن المراهقات اللواتي يتابعن برامج تلفزيون الواقع يملن أكثر من الفتيات الأخريات إلى اعتبار المكر والكذب وسائل جيدة لتحقيق مآربهن ويولين مظهرهن أهمية أكثر من سواهن، وفي هذه الدراسة التي أجراها قسم الأبحاث التابع لفرق الكشافة النسائية الأميركية على 1141 فتاة تتراوح أعمارهن بين 11 و17 عاما، أعلنت 47% من الفتيات أنهم يشاهدن "بانتظام" برامج تلفزيون الواقع، واعتبرت 68% من متتبعات هذه البرامج (مقابل 54%) أن المكر والتنافس هما "من طبيعة الفتيات"، وقالت 78% منهن (مقابل 54%) إن الثرثرة أمر طبيعي في العلاقة بين الفتيات فيما أعلنت 63% منهن (مقابل 50%) أنهن يجدن صعوبة في الوثوق بالمراهقات الأخريات، وأخيرا، قالت 72% منهن إنهن يمضين وقتا طويلا في الاهتمام بمظهرهن، مقابل 42% من المراهقات اللواتي لا يشاهدن برامج تلفزيون الواقع بانتظام، واعتبرت 37% منهن (مقابل 24%) أن الكذب ضروري لتحقيق الأهداف ووجدت 37% منهن (مقابل 25%) أن المكر يدفع الآخرين إلى احترامهن أكثر من اللطف وقالت 28% منهن (مقابل 18%) إن المكر أساسي لتحقيق المآرب، وبحسب الدراسة، تعتبر هؤلاء الفتيات أنفسهن ناضجات وذكيات ومرحات ومنفتحات. بحسب فرانس برس.

سمنة الاطفال

الى ذلك ربط تقرير صدر مؤخرا بين مشاهدة الأطفال التلفاز لمدة طويلة وبين ازدياد كمية الأطعمة غير الصحية التي يتم تناولها، والتي تحتوي على كميات من المواد والعناصر ذات العلاقة بحالات السمنة، وجاء في التقرير الذي نشر على مجلة "تايم" الأمريكية، أن الأطفال الذين يقضون فترات طويلة أمام التلفاز يفضلون تناول الأطعمة الجاهزة وسهلة التحضير، والتي في الغالب تفتقر إلى المكونات الصحية التي تحتاجها أجسادهم، بالإضافة إلى احتوائها على معدلات عالية جدا من الدهون المشبعة صعبة الامتصاص، وأشارت الدراسة إلى الأغذية غير الصحية تحتوي على كميات كبيرة من السعرات الحرارية أو ما يعرف بسعرات الطاقة التي تتحول إلى مواد تحفز السمنة في حال لم يتم حرقها من خلال الحركة والرياضة، والتي ينخفض مستواها بشكل كبير لدى الأطفال الذين يقصون مدة طويلة أمام التلفاز دون حراك. بحسب السي ان ان.

وبينت الدراسة أن الأرقام تشير إلى أن الأطفال الذين يقضون ساعات أمام التلفاز دون حراك تنخفض تناولهم للفاكهة بنسبة 8 في المائة، و 18 في المائة أكثر تناولا للحلوى والسكريات، بالإضافة إلى تناولهم للأطعمة السريعة بنسبة 16 في المائة، أكثر من الأطفال الذين تقل ساعات جلوسهم أمام التلفاز، ويذكر أن الأرقام والإحصائيات تشير إلى ارتفاع معدلات السمنة في العالم وخصوصا في الدول المتقدمة، والتحذيرات من أن السمنة تهدد نحو 42 في المائة من الأمريكيين بحلول 2030.

القتل على طريقة المسلسل التلفزيوني

على الصعيد نفسه حكم على مراهق بريطاني في الخامسة عشرة اقدم على قتل والدته بالمطرقة مستوحيا من مسلسل تلفزيوني، بالسجن مدى الحياة، واوضح القاضي جوليان فوكس خلال الجلسة في محكمة نوتينغهام في وسط انكلترا ان على دانيال برتلام الذي كان في الرابعة عشرة عند ارتكابه الجريمة، ان يمضي عقوبة لا تقل عن 16 عاما، وكان بارتلام ضرب والدته جاكلين بالمطرقة سبع مرات قبل ان يضرم النار في المنزل، واستلهم المراهق فعلته على ما يبدو من مسلسل "كورونيشن ستريت" حيث يقتل احدهم امرأة بمطرقة، وتم التعرف على جاكلين بارتلام بفضل ملف اسنانها فقط، بعد العثور على جثتها بين انقاض المنزل المحترق، وكانت هيئة المحلفين اعتبرت بالاجماع بارتلام مذنبا في شباط/فبراير الماضي. بحسب فرانس برس.

المحقق كونان

من جانب أخر انتحار 15 تلميذا في الجزائر بسبب "المحقق كونان" التأثر بأفلام كرتونية صارت تشكل خطورة كبيرة على الأطفال ما ترك المختصين في علم الاجتماع التربوي وعلم النفس يحذرون من عواقبها على الأولاد، وفقا لصحيفة البيان، ثلاثة أخبار نزلت كالصاعقة على سكان قرى نائية، في ولاية محافظة تيزي وزو بمنطقة القبائل الكبرى في وسط الجزائر. ثلاثة أطفال لا يتجاوز سنهم الـ 12 سنة انتحروا بطريقة متشابهة وفي توقيت متزامن بعد عرض المسلسل الكرتوني «المحقق كونان»، اهتزت قرية آخرين التابعة لبلدة تيزي راشد على خبر انتحار التلميذ كريم أمقران المدعو زيدان وهو من مواليد 1999 في الصف التاسع وكان من المفترض أن يجتاز شهادة التعليم المتوسط. ولكن شاء القدر أن يكون من بين الأطفال المتلهفين لتنفيذ ما يشاهده في المسلسل الكرتوني «المحقق كونان»، ويقول زميله في المدرسة محمد أمين ان زيدان كان يردد دائما أنه سيفعل مثلما فعل كونان، وهو مسلسل يبرز كيف يمكن شخصا أن ينتحر أو يقتل نفسه بطريقة يمكنه بعدها العودة إلى الحياة، «لكن الواقع يختلف وهو ما لا يفهمه الأطفال»، يقول والد الضحية. وكان ابنه الصغير خرج الى بستان قرب منزل العائلة وربط حبلا بجذع شجرة وانتحر على طريقة «كونان». لكن شتان بين الواقع والخيال، فبعد ساعة من الزمن وجدت العائلة ابنها وقد فارق الحياة شنقا، وغير بعيد من هذه القرية فجعت قرية ابهال التابعة للولاية ذاتها بخبر مقتل هني محند آكلي من مواليد 2000 الذي انتحر على طريقة كونان، وبفارق نصف ساعة عن توقيت كريم، وآكلي تلميذ سنة أولى متوسط، انتحر بحزام لباس الكاراتيه الذي يتدرب به، وذلك عقب مشاهدته احدى حلقات المسلسل ذاته وفق والده. وتؤكد الوالدة أن ابنها كان يتابع السلسلة الكرتونية التي تعرضها قناة «سبايستون» بشغف بعد عودته من المدرسة، وتوضح أنه في إحدى الحلقات عرض مشهد مثير ومروع، انتحرت فيه إحدى الشخصيات شنقا لأنها سئمت الحياة لتعود بعدها إلى الحياة ملؤها السعادة والهناء. وتقول الوالدة بحسرة: «يبدو ان محند آكلي تأثر بالحلقة وحاول تقليدها ولكنه فارق الحياة دون رجعة». بحسب أريبيان بزنس.

 وفي حادثة ثالثة، انتحر محمد سعيدي من منطقة بوزقن شنقا بعدما ربط حبلا بنافذة غرفة والديه ولفه حول عنقه ليلفظ أنفاسه بعد نصف ساعة، الحادثة التي هزت ثلاث مناطق في ولاية تيزي وزو مؤلمة جدا ولكنها لم تكن منفردة اذ تواترت الأخبار لاحقا عن حالات انتحار أولاد في عمر الزهور، متأثرين بالمحقق كونان، فأقدم مراهق في الرابعة عشرة من عمره على الانتحار بحرق نفسه في ولاية باتنة شرق العاصمة الجزائرية وآخر شنق نفسه في مدينة تيارت غرب العاصمة، وسجلت حالة في ولاية بسكرة وأخرى في سكيكدة وحالتان في ولاية برج بوعريرج وثلاث حالات في ولاية خنشلة وحالتان في ولاية بجاية وآخرها في ولاية وهران. وهي حالات أقل ما يقال انها حالات تابعت مسلسل «المحقق كونان» وطبقت تفاصيل أحداثه ما أحدث رعبا في أوساط الأسر الجزائرية، وفضلا عن الانتحار ثمة مشكلات أخرى تنشأ لدى اليافعين وقد يصعب التنبه لها بسرعة. وتقول المختصة النفسانية سعيدة لعجالي: «مثل هذه المسلسلات أصبحت مشكلة حقيقية على الأطفال والأسر، وأهمها فقدانهم التركيز في الدروس وهوسهم الكبير بمتابعتها وإن كانت لا تتناسب مع أعمارهم»، لافتة إلى أن «تلك الأفلام، وإن كانت كرتونية، ليست معدة للأولاد وهو ما يجعل الأهل لا يميزون خطورتها».

على طريقة توم وجيري طفل يبتلع بطارية الريموت

على صعيد مختلف ابتلع طفل سعودي يبلغ الخامسة من العمر بطارية الريموت كنترول الخاصة بالتلفزيون معتقداً أن ذلك سيحول دون تغيير قنوات الأطفال التي يتابعها، انتابت الدهشة والد الطفل حينما سأل ابنه عن بطارية الريموت فأجابه الطفل بكل براءة إنه قام بابتلاعها تماما مثلما يفعل القط توم بطل كارتون ديزني الشهير  "توم وجيري"، لم يصدق الأب في البداية رواية ابنه، لكنه تأكد من ذلك بعد أن قام بالبحث عنها في البيت فلم يجدها وعلى الفور اصطحب ابنه إلى مستشفى "الملك خالد " بنجران بالمملكة العربية السعودية، وبعد أن تم فحص الطفل وإجراء الأشعة اللازمة تم بالفعل العثور على البطارية بداخل أمعائه فقام الأطباء بإعطاء الطفل الأدوية والملينات اللازمة حتى تم استخراج البطارية، وعلق والد الطفل على ما حدث لابنه بقوله، لقد تفاجأت بابتلاع طفلي للبطارية وخاصة معرفتي بسمتها وما تسببه من أضرار، وأنا أدعو أولياء الأمور لعدم ترك الأجهزة الإلكترونية بأيدي الأطفال. بحسب أريبيان بزنس.

طفل يشنق نفسه مقلدا احداث مسلسل تركي

فيما قالت صحف ومواقع الكترونية ان طفلا مغربيا يبلغ من العمر تسع سنوات شنق نفسه حتى الموت مقلدا بطل مسلسل تركي يعرض على أحدى القنوات التلفزيونية المغربية، وقالت صحيفة الأحداث المغربية ان طفلا يبلغ من العمر تسع سنوات يقطن قرية "أولاد الطالب" باليوسفية بوسط المغرب "شنق نفسه بواسطة حبل داخل غرفة بمنزل أسرته محاولا تقليد شخصية بمسلسل (خلود)، وأضافت ان أفراد الاسرة عثروا على الطفل وقد فارق الحياة ومعلقا بحبل وبعد اخطار السلطات التي بحثت في الامر وجدت أن "الطفل كان يتابع بشغف المسلسل التركي (خلود) وتأثر بمشهد انتحار قامت به احدى شخصيات المسلسل مما جعله يقلده، وينتقد عدد من المثقفين انتشار متابعة المسلسلات التركية في المغرب خاصة في أوساط ربات البيوت وذوي المستوى التعليمي المحدود ويرون أنها تهدد الإنتاج الفني والثقافي الجاد. بحسب رويترز.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 4/تموز/2012 - 13/شعبان/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م