إصدارات جديدة: العالم الذي أزيل

 

 

 

 

الكتاب: قرية الزيب كما عرفتها

الكاتب: احمد سليم عودة

الناشر: دار نلسن - السويد - لبنان

عدد الصفحات: 222 صفحة متوسطة القطع

عرض: جورج جحا

 

 

 

 

شبكة النبأ: يكتب الباحث الفلسطيني احمد سليم عودة عن عالمه الصغير الذي كان يبدو له كبيرا ايام الطفولة والذي ازاله الاسرائيليون من الوجود وشتتوا سكانه ولم يبق مع الزمن منهم من يتذكر سوى قلة.. الكاتب واحد منه.

الكتاب عملية مسح شاملة جغرافيا وتاريخيا واجتماعيا وإنسانيا في شكل خاص تعيد احياء المشاعر المختلفة من امل وهناءة وقلق وخوف وتصور سريان حياة هادئة كجدول ماء صغير رقراق. صحيح ان الحياة تستمر.. لكنها هنا في الزيب لم يتح لها الاستمرار، والكاتب هنا يسعى الى خلق ذاكرة بديلة عن تلك التي محاها الاسرائيليون او كادوا، موقف احمد سليم عودة يذكر القارىء بموقف الراحل الدكتور انيس فريحة في كتابه "قبل ان انسى". والنسيان هنا هو الموت وما يشبهه من فقدان الذاكرة. الذين يتذكرون الماضي قلائل جدا والكاتب واحد منهم ولذا فهو مستعجل على قول ما في ذاكرته قبل ان ينسى. بحسب رويترز.

عنوان الكتاب هو "قرية الزيب كما عرفتها" وقد ورد هذا العنوان تحت عنوان اخر هو "قرى فلسطينية دمرتها اسرائيل عام 1948" ورد الكتاب في 222 صفحة متوسطة القطع وصدر عن (دار نلسن - السويد - لبنان)، يذكرنا الكتاب بكتب ألفها فلسطينيون عن وطنهم وبشكل خاص في بعض المجالات بما كتبه الصحافي عبد الباري عطوان في كتابه الغني المؤثر "وطن من كلمات"، محتويات الكتاب جاءت كما يلي: مقدمة بقلم سليمان بختي. مدخل. الفصل الاول: ساحة المنزول في وسط القرية. الفصل الثاني: طرقات الزيب الرئيسية. الفصل الثالث: شاطيء الزيب وبحرها.الفصل الرابع: بساتين الزيب وبياراتها. الفصل الخامس: الزيب في اواخر ايامها. الفصل السادس: جوانب من حياة الناس في الزيب. خاتمة.

في المقدمة قال سليمان بختي مدير دار نلسن "يحار المرء وهو يقرأ هذا الكتاب اهو حكاية قرية الزيب ام هو حكاية عمر ام هو حكاية شعب؟ "الامم حكايات ايضا" كما يقول (ميشيل فوكو). ولكن ما يكتبه احمد سليم عودة انما هو رحلة العودة الى الزيب. قصة التاريخ الذي يستمر ويجري في الداخل وفي الروح وفي الذاكرة ويجتاحنا الكاتب بالتفاصيل التي تصنع الحياة الحلوة وتصنع التاريخ، "وهو لا ينسى احدا: الوجوه.. الاسماء.. الحاجات.. المهن والحرف والحقول والبساتين والبحر والتقاليد والاساطير والطرائف والامثال واللحظات الحلوة. كلهم كانوا هناك من لحم ودم وعصب وكأن الزمان يجري منبسطا بلا غفلة"، اضاف بختي يقول "ان بقاء الذاكرة حية ونشطة ومؤثرة في ضمير صاحبها ووعيه يجعله يسعى لا الى نشرها فحسب بل الى توريثها لابنائه وأحفاده لكي لا يموت الحق. ويعلن بعزم وقوة: لا لم تكن وهما بل بلادا"، يقول احمد سليم عودة "الزيب قرية في قضاء عكا في فلسطين دمرتها اسرائيل في 14 ايار مايو سنة 1948 وشردت سكانها. منذ ذلك الحين لم يعد هناك قرية عامرة بأهلها اسمها الزيب كما لم يعد لاهل الزيب مجتمع سكاني واحد بل هم منتشرون في شتى انحاء المعمورة مما يعني انه لا ذاكرة جماعية للزيب سوى تلك التي يحملها اولئك الذين ما زالوا على قيد الحياة ممن هجروا منها سنة 1948 وهؤلاء عددهم قليل وهم يتناقصون بالوفاة عاما بعد عام، "انا واحد من هؤلاء. ولدت في الزيب وترعرعت فيها لذلك اشعر ان من واجبي ان اكتب عنها وأحفظ من الزوال شيئا من ذاكرتها. عندما انتقلت اسرتنا من الزيب الى مدينة صور في جنوب لبنان على امل العودة اليها بعد ايام او اسابيع كنت قد بلغت الثانية عشرة من عمري"، في الفصل الاول يتحدث الكاتب عن ساحة المنزول في وسط القرية فيقول "كانت قرية الزيب قائمة على تل كبير وكان في وسطها ساحة اسمها ساحة المنزول وهي مربعة الاضلاع على ضلعها الشمالي مبنيان هما المنزول الى اليسار وهو مكان لاستقبال الضيوف يليه مقهى الى اليمين. وبالاتجاه نفسه كان على ضلعها الشرقي دكان فمقهى وملحمة ومنزل واخيرا على الضلع الغربي وهو صدر الساحة كان المسجد والمدرسة داخل حرم سوره ممتد على الضلع كله"، وفي الحديث عن المقهي قال "كان عدد رواد المقهى يتزايد بعد العصر وكان هناك جهاز راديو على رف خاص به عند باب الغرفة من الخارج يبث اغاني ام كلثوم وعبد الوهاب ونشرات الاخبار، "وكان هؤلاء الرواد عند وقت نشرة الاخبار يتزاحمون امام الراديو مشرئبي الاعناق ليستمعوا الى اخبار المعارك في فلسطين بين المقاومين الاشاوس من جهة وعصابات اليهود المسلحة مثل شتيرن والهاجاناه واراغون من جهة ثانية. وكانت ترتفع اصوات بعضهم بعبارة "الله اكبر" كلما سمعوا خبر انتصار او انكسار او كانت تدمدم مستنكرة "الله يمحقهم. قادر يا كريم" كلما سمعوا خبر رأوا فيه غدرا او خساسة، وتحت عنوان "ناجي السعدي" يروي قصة انسان فلسطيني ومصيره قال انه كان ينضم الى رواد المقهى في بعض الاوقات رجل اسمه ناجي السعدي "وكان هذا الرجل قارئا كاتبا بينما هم كانوا اميين في معظمهم لا يقرأون ولا يكتبون لذلك كان ناجي اكثرهم متابعة لاخبار السياسة المحلية منها والخارجية وأكثرهم قدرة على سبر اغوارها وكشف خفاياها وكثيرا ما كانوا يطرحون عليه الاسئلة حول بعض ما استمعوا اليه، "بعد النكبة بسنتين وكنت حينئذ في بيروت رأيت ناجي السعدي من بعيد يبيع علكة التشيكلتس على باب ادريس. شيء لا يصدق. اتكسر النكبة رؤوس الرجال الى هذا الحد."

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 27/حزيران/2012 - 6/شعبان/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م