قضايا إعلامية... تحديات وصراعات وجوائز

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: يشكل الإعلام الفضاء الأمثل للتعبير عن الرأي، ونقل الإحداث والمعلومات وتبادل الآراء، وقد ساهم بشكل كبير في تطوير المجتمعات من خلال ادى وظائفه كالتثقيف والتعليم وتشكيل الراي العام وغيرها الكثير من الوظائف الاخرى، حتى اصبح اليوم اقوى سلاح فكري ومعلوماتي في العالم، من خلال قيادته للمجتمعات وتقصير المسافات بينها، فله الدور الأكبر في تغطية ألاحداث وصناعتها، وبطبع ينتج عن هذه الوظائف انفة الذكر، تنافسا مستعرة بين وسائل الاعلام كما هو الحال في الحرب الجديدة لوكالات الإعلام حول اقتصاديات الاعلام البعيد عن التنافس في ادى وظائفه الاساسية وأخلاقياته، فربما هناك  دوافع أخرى تتخطى مجرد جني الارباح، أذ ان هينمة الاعلام على مختلف الاصعدة ودوره في تشكيل الراي العام يمكن يكون عنصر اساسي في تنجيد الجمهور لأجندة خاصة غير معروفة المقاصد،  لكن يبقى عنصر التنمية الاقتصادية هو صلب تلك الحرب الاعلامية، من جهة أخرى دخلت صحيفة "بيلد" الألمانية موسوعة "غينيس" في يوم الذكرى الستين لإطلاقها، في حين  منح المعهد الدولي للصحافة 14 وسيلة اعلامية بينها فرانس برس جوائزه للعام 2012، وفي ذات الصدد فازت الصحفية سارة غانم  بجائزة "بوليتزر التي تقدمها سنويا جامعة كولومبيا في نيويورك بالولايات المتحدة، فيما نال الموت من الصحافي الاسطورة في التلفزيون الاميركي مايك والاس، من جهتها اعتذرت أسوشييتد برس من صاحب أبرز سبق صحافي خلال الحرب العالمة الثانية، وعلى هذا الصعيد قام مسوؤل ايراني بدعوى قضائية ضد رويترز في طهران بعد ريبورتاج مثير للجدل حول رياضة النساء، وفي ذات الشأن يثير المعرض المقام في مكتبة فرنسا الوطنية تساؤلات حول مصير الصحافة المكتوبة الذي يعرض ماضيها ويستشرف مستقبلها، لا سيما في هذا العصر الذي أحدث فيه الانترنت والتكنولوجيات الجديدة ثورة في هذا القطاع وفي المجتمع ككل حتى صار اليوم الإعلام ميدان عالمي في مجالات الحياة العامة كافة.

حرب وكالات الإعلام

فقد بلغت حرب وكالات الإعلام أوجها في ألمانيا بعد سلسلة من التصريحات القوية والشكاوى القضائية، مع احداث الوكالة الجديدة "دي إيه بي دي" هزة في هذه السوق حيث المنافسة مستشرية، التي تريد ان تجلعها منصة للانتقال الى بلدان أخرى، منها فرنسا، قام مدراء صندوق الاستثمار الذي كان يملك وكالة "دي دي بي" الناجمة عن عملية دمج مع الوكالة السابقة في ألمانيا الشرقية "إيه دي إن" والتي تضم 150 صحافيا، نهاية العام 2009 بشراء الخدمة الألمانية للوكالة الاميركية "أسوشييتد برس" (إيه بي) وابقت على صحافييها الثمانين مع نفاذ واسع على اخبار وكالة الانباء الدولية هذه، وباتت وكالة "دي إيه بي دي" الجديدة المنافسة الرئيسية للوكالة الأولى في ألمانيا "دي بي إيه" التي يمكلها كبار ناشري الصحف في البلاد وأول مزود للمعلومات بلا منازع، واستحالت المنافسة المحتدمة في سوق تضم أيضا وكالة فرانس برس وفرعها المخصص للرياضة "سيد" ووكالة تومسون-رويترز، فضلا عن وكالتي "كي إن إيه" و"إي بي دي" إلى "مساع ترمي إلى اخراج إحد الاطراف (من المعادلة). ولم تكن الحال كذلك سابقا"، على ما قال مايكل سيغبرز المدير التنفيذي ل "دي بي إيه" لوكالة فرانس برس في إشارة إلى "نبرة جديدة (..) اكثر حدة"، وقد عززت وكالة "دي إيه بي دي" الفريق التحرير بنحو 380 صحافيا وطورت قسم الرياضية وظفرت بجزء من الاتفاق الذي كانت "دي بي إيه" قد أبرمته مع وزارة الخارجية، وتوصلت الى زيادة ملحوظة في قيمة اشتراك المستشارية الالمانية. وبات المنافسان غارقين في سلسلة من الدعاوى القضائية تقدمت "دي إيه بي دي" بغالبيتها، على ما تؤكد "دي بي إيه"، لكن الناطق باسم الوكالة الجديدة توبياس لوبيه أكد أن "+دي إيه بي دي+ لا تشن في أي شكل من الاشكال حربا مطلقة وشرسة ... ونحن نقوم بالدفاع عن انفسنا عندما يتم انتهاك الحق في المنافسة المشروعة"، غير أن النزاع القائم بين الوكالتين على وشك التحول إلى "بؤرة مشاجرات"، على ما اعتبرت مؤخرا صحيفة "سودويتشيه تسايتونغ"، وتعتبر بياته شنايدر الأستاذة المحاضرة في المدرسة العليا لوسائل الإعلام في هانوفر ان "التوقيت ليس في محله"، وتقول ان "صحفا كثيرة، لا سيما المحلية منها، تعتزم التخلي عن وكالات الإعلام بصورة تامة. فالمسألة بالنسبة إلى كثيرين ليست الاختيار بين "دي بي إيه" و "دي إيه بي دي" بل هي مسألة "الإبقاء على الوكالة أو التخلي عنها"، وتعتد "دي إيه بي دي" بأنها أرخص من منافساتها لكن مايكل سيغبرز أكد أن "دي بي ايه" لم تخسر أي مشترك كبير من وسائل الإعلام لصالح منافستها، غير أن هيمنة "دي بي إيه" على سوق يصل حجم أعمالها السنوي إلى 170 مليون يورو باتت على المحك، وفق المجموعة الاستشارية "غولدميديا" التي أعدت مؤخرا تقريرا عن هذا الموضوع. فقد سجلت "دي إيه بي دي" العام الماضي رقم أعمال وصل إلى 32 مليون يورو، أما "دي بي إيه" فهي قد ناهزت 88 مليون يورو في العام 2010، والمليارديران مارتن فورديرفولبيكيه وبيتر للو اللذان يمتلكان "دي إيه بي دي" متخصصات في شراء الشركات المتعثرة وإعادة بيعها بعد تصحيح اوضاعها مع تحقيق أرباح طائلة، وذكرت صحيفة "سودويتشيه تسايتونغ"، ان دوافع الرجلين تتخطى مجرد جني الارباح. وقد أقر مارتن فورديرفولبيكيه في مقابلة أجرتها معه بوابة "ميديا" في كانون الثاني/يناير بأن الهدف من "وكالات الإعلام ليس جني الأرباح". وتابع هذا الكاثوليكي المؤمن "نعمل في +دي إيه بي دي+ من أجل المصلحة العامة"، ووسعت الوكالة نطاق أعمالها ليشمل فرنسا حيث اشترت وكالة الصور "سيبا" في العام 2011 وأعلنت خلال الأسابيع الأخيرة عن استحواذها على الخدمة الفرنسية لوكالة "إيه بي" ووكالة "ديورا نيوز" التي توفر خدمات للهواتف الخلوية، وقال مدير "دي إيه بي دي" مرارا وتكرارا إن وكالته تعتزم تأسيس "وكالة صحافة عامة في فرنسا"، وقد ندد ب "المبالغ الطائلة" التي تخصصها برأيه الدولة الفرنسية لتمويل وكالة فرانس برس التي تعتبر الاولى في مجالها في فرنسا. ورفعت وكالة "دي ايه بي دي" شكوى في بروكسل في شباط/فبراير 2010 ضد وكالة فرانس برس. واقر البرلمان الفرنسي بصورة قانونية بمهمة المصلحة العامة التي تقوم بها وكالة فرانس برس ومن شأن هذا الاعتراف أن يمهد الطريق لحل مع المفوضية الاوروبية في بروكسل، وبعد أكثر من 170 عاما من العمل في هذا المجال، تجابه وكالة فرانس برس منافستها "دي إيه بي دي" "بهدوء استمدته من باعها الطويل"، على ما قال مديرها التنفيذي إيمانويل هوغ ، وأضاف "نعمل منذ بدايتنا في مجال تستشري فيه المنافسة. ونحن لا نخشى المنافسة. فللمعلومة ثمنها ونحن لا نخلط بين +الثمن العادل+ و+الثمن المنخفض+"، وقد أوضح توبياس لوبيه من جهته أن السوق الفرنسية ليست إلا "خطوة أولى على طريق العالمية ... فلا مستقبل لأي وكالة وطنية بحتة"، ووفق بعض المصادر، وضعت "دي إيه بي دي" نصب عينيها كل من الوكالة الهولندية "إيه إن بي" واليونانية "إيه إن إيه" والبولندية "بي إيه بي".

صحيفة بيلد

فيما دخلت صحيفة "بيلد" الألمانية وهي أكثر الصحف قراءة في أوروبا موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية بفضل الرقم القياسي الذي سجله عددها المجاني الصادر بمناسبة الذكرى الستين لإطلاقها والذي وزعت منه 41 مليون نسخة، وللاحتفاء بهذه الذكرى، قامت الصحيفة بنشر نسخة خاصة وزعت مجانا على 41 مليون اسرة ألمانية، وعند وضع الصحف المطبوعة "فوق بعضها البعض، تشكل برجا يتخطى ارتفاعه 150 كيلومترا"، على ما جاء في النسخة العادية من الصحيفة، وبفضل النسخة الخاصة، حطمت الصحيفة الرقم القياسي في العالم من حيث "أكبر عدد طبعات من نسخة خاصة مجانية"، وتعتبر صحيفة "بيلد" التي تباع منها كل يوم ثلاثة ملايين نسخة لاثني عشر مليون قارئ من أكثر الصحف نفوذا في العالم، ولا تتخطاها من حيث عدد القراء إلا الصحافة اليابانية، وهذه الصحيفة التي أطلقها أكسل سبرينغر في 24 حزيران/يونيو 1952 متوافرة في الأكشاك مقابل 0,70 سنتا. بحسب فرانس برس.

ماضي الصحافة المكتوبة ومستقبلها

من جهة أخرى تم افتتاح معرض ضخم في باريس يستعيد ماضي الصحافة الفرنسية المكتوبة، من الصحف الأولى في القرن السابع عشر إلى المقالات حول الربيع العربي على الانترنت ومرورا بالأخبار الأولى، ويطرح تساؤلات حول مصيرها ومستقبلها، ويأتي هذا المعرض تحت عنوان "لا برس أ لا أون" (الصحافة تتصدر العناوين) في مكتبة فرنسا الوطنية ويغوص في قلب صناعة الخبر، ويثير المعرض أيضا تساؤلات حول مصير هذه الصحافة، ولا سيما في هذا العصر الذي أحدث فيه الانترنت والتكنولوجيات الجديدة ثورة في هذا القطاع وفي المجتمع ككل، ولا شك في أن الممارسة الصحافية والمحتوى والنماذج الاقتصادية كلها تتغير، لكن "أيا كانت الأداة، تبقى الحاجة إلى الخبر موجودة"، على حد قول فيليب ميزاسالما أحد منظمي المعرض الثلاثة، ويضيف "في ظل الدفق المستمر للمعلومات، ينبغي أن نتوصل إلى الانتقاء والغربلة. فعلى المتخصصين أن يثبتوا مكانتهم وعلى الصحافيين أن يحافظوا على دور مركزي"، ويحاول المعرض أن يسلط الضوء على هذه الفكرة بالذات وأن يثير تساؤلات حول هذا الموضوع بناء على أمثلة عدة، منها الربيع العربي "الذي قدم خلاله أشخاص غير متخصصين صورا وأخبارا، ما يطرح نقاط استفهام حول احتكار المعلومة والطريقة الصحيحة في نقلها"، بحسب ما يوضح ميزاسالما، وبما أن المعلومات تصبح اليوم غير محسوسة، يسلط المعرض الضوء على الطريقة الملموسة التي كانت تسود صناعة الخبر في العصور الماضية، من جمع الوقائع إلى طرح الصحف للبيع في الأكشاك. بحسب فرانس برس.

ويضم المعرض ما مجموعه 500 قطعة (جرائد رسمية وصحف ومذكرات ومخطوطات وصور ورسوم) تفصل حياة الصحافيين في عهد الامبراطورية الفرنسية الثانية مثلا وخلال حرب اكتوبر أو عند اغتيال الرئيس الأميركي جون أف. كينيدي أو خلال قضية "كليرستريم"، وفي المعرض، يتعرف الزائرون إلى وسائل بث المعلومات في تلك الحقبة وإلى وسائل أخرى أكثر قدما، مثل التلغرافات والمبرقات الكاتبة التي قدمها كل من متحف الفنون والمهن ووكالة فرانس برس، وبغية شرح "تاريخ الكتابة الصحافية" و"التزام الصحافيين في كل محطة من محطات ذلك التاريخ، ولا سيما خلال النزاعات المسلحة"، اختار منظمو المعرض "خمسة مواضيع رئيسية هي الحرب والأخبار الاجتماعية والمتفرقات والأخبار القضائية وأخبار المشاهير وأخبار الرياضة"، بحسب ما يوضح ميزاسالما، ويسلط المعرض الضوء أيضا على الصور التي برزت في الصحافة ابتداء من القرن التاسع عشر، فيضم رسوما صحافية وصورا وكليشيهات محفورة تعكس الأهمية المتزايدة التي تكتسبها الصورة، وبغية تنظيم المعرض، لجأت مكتبة فرنسا الوطنية إلى مجموعاتها الخاصة بما أنها تحتفظ بالصحف من مصادرها الأصلية. كذلك زودتها وكالة فرانس برس بصور طبق الأصل عن أخبار قديمة جدا سيتم بث جزء منها ومن الصور التابعة لها على شاشة كبيرة طوال أيام المعرض.

فرانس برس

في سياق متصل منح المعهد الدولي للصحافة ومقره فيينا، 14 وسيلة اعلامية دولية بينها مؤسسة فرانس برس، جوائزه للعام 2012 للفائزين في مسابقة الابتكار في مجال الاعلام، واوضحت المديرة التنفيذية للمعهد الدولي للصحافة اليسون بيثيل ماكنزي "خلال السنة او السنتين المقبلتين، سيترك حائزو الجوائز وبفضل مشاريع مجددة في اوروبا وافريقيا والشرق الاوسط، بصمات مهمة في وسائل الاعلام وخصوصا في الدول الناشئة، وسيكون لهم تاثير على طريقة عمل كل الصحافيين في القرن الحادي والعشرين"، وتتعلق المشاريع التي تم اعتمادها هذا العام خصوصا بتطوير صحافة التحقيقات ونشر معلومات عبر وسائل تكنولوجية جديدة وتطبيق نماذج اقتصادية لوسائل الاعلام الالكترونية، وبين الفائزين بجوائز المعهد الدولي للصحافة وسائل اعلام كبرى مثل صحيفة ذي غارديان البريطانية او مؤسسة فرانس برس ومنظمة ايريكس غير الحكومية والمركز الاميركي للتدريب على العمل الصحافي بوينتر انستيتيوت. وبفضل شراكة مع غوغل، ستتقاسم هذ الوسائل الاعلامية الاربع عشرة 1,7 مليون يورو لتنفيذ مشاريعها المختلفة، ويهدف مشروع مؤسسة فرانس برس الى وضع شبكة مواقع انترنت للتحقق من المعلومات في افريقيا بواسطة شراكة مع جامعة فيتووترسراند في جنوب افريقيا. ورحب ايمانويل هوغ رئيس مجلس ادارة وكالة فرانس برس بالجائزة وقال "نؤمن بقوة بقدرة صحافة مستقلة ومسؤولة على المساعدة في تحسين حياة الناس"، ويتمثل الهدف الرئيسي لمؤسسة فرانس برس التي انشئت في العام 2007، هو تدريب صحافيين في الدول النامية. بحسب فرانس برس.

أسوشييتد برس

الى ذلك اعتذرت وكالة الانباء الاميركية "أسوشييتد برس" (إيه بي) من الصحافي الراحل الذي كانت قد صرفته من وظيفته لأنه خرق حظرا عسكريا ليكشف قبل الموعد عن نبأ استسلام ألمانيا في العام 1945، وقد أدى هذا النبأ الذي اعتبر أبرز سبق صحافي خلال الحرب، ايضا إلى طرد الصحافي إدوارد كينيدي من الجيش الأميركي حيث كان معتمدا، وقال مدير الوكالة الأميركية توم كورلي "كان ذلك اليوم يوما رهيبا بالنسبة لوكالة +إيه بي+ التي لم تحسن التعامل مع المسألة"، وكان الصحافي إدوارد كينيدي ضمن مجموعة من 17 صحافيا متواجدا في مدينة ريمس (شرق فرنسا) في السابع من أيار/مايو لتغطية الاجتماع الذي وقعت خلاله القوات الألمانية على اتفاقية استسلامها. وكان الاتحاد السوفياتي بقيادة ستالين يرغب في أن يتم الإعلان عن النصر في برلين التي سقطت في أيدي الجيش الأحمر منذ بضعة أيام، وقد قبل الصحافيون الانتظار ريثما تقام مراسم اخرى قبل نشر المعلومة، وطلب من الصحافيين عدم الإفصاح عن المعلومة لبضع ساعات، ثم لمدة 36 ساعة، أي حتى الساعة الثالثة من بعد ظهر الثامن من أيار/مايو. فلم يمتثل إدوارد كينيندي لهذه الأوامر، وهو قد أحسن فعلا، على حد قول مدير الوكالة الاميركية. بحسب فرانس برس.

وصرح توم كورلي "العالم بحاجة إلى أن يعرف أن الحرب قد انتهت ولا يمكننا أن نحبس المعلومة بهذه الطريقة"، توفي إدوارد كينيدي في حادث سيارة في العام 1963، لكن ابنته جوليا كينيدي كوشران أكدت أن هذه الاعتذارات كانت لتؤثر فيه، وقالت إنها "كانت في رأيي لتعني الكثير بالنسبة إليه"، وقد شرح الصحافي أنه طلب من أحد الجنود المسؤولين عن الرقابة رفع الحظر، وقد رفض هذا الأخير طلبه. فاستخدم هاتفا غير مراقب لنقل المعلومة إلى مكتب "إيه بي" في لندن الذي نشرها بعد بضع دقائق.

دعوى قضائية ضد رويترز

من جانب أخر قال مسؤول ايراني ان دعوى قضائية رفعت على وكالة رويترز في طهران بعد ريبورتاج مصور عن ايرانيات يمارسن رياضات قتالية، ادى الى "تعليق" نشاطات وكالة الانباء في ايران، وقال مدير ادارة الصحافة الاجنبية في وزارة الثقافة الايرانية محمد جواد آغاجاري في تصريحات نشرتها وكالة الانباء الرسمية ان اي قرار حول اعادة فتح مكتب رويترز لن يتخذ "قبل صدور قرار المحكمة حول مديرة المكتب" باريسا حافظي، واكد المدعي الايراني غلام حسين محسني اجائي لوسائل الاعلام الايرانية خلال مؤتمر صحافي ان دعوى قضائية فتحت ضد رويترز وان حافظي تخضع للاستجواب، واضاف ان القضية "لا تزال قيد الدرس" وانها لم ترفع بعد الى المحكمة. بحسب فرانس برس.

واوضح آغاجاري من جانبه ان قاضيا استمع مرتين لحافظي بعد شكوى قدمها احد نوادي الفنون القتالية النسائية بعد بث التسجيل المصور لرويترز الذي اعتبر مسيئا، وظهرت في الريبورتاج نساء يتدربن في مدينة كرج القريبة من طهران ويحمل عنوان "آلاف النساء النينجا يتدربن ليصبحن قاتلات ايران"، وغيرت رويترز العنوان بعد ايام على اثر احتجاجات طهران ثم قدمت اعتذارات. لكن ايران سحبت بعد ذلك اعتماد كل الصحافيين العاملين في رويترز، ولم يوضح اجائي ولا اغاجاري اسباب ملاحقة حافظي ولا متى ستتم المحاكمة وامام اي محكمة، وقال مصدر قريب من الملف ان مديرة رويترز التي سحب منها جواز سفرها، يمكن ان تلاحق بتهمة "الدعاية ضد النظام" و"نشر اخبار كاذبة"، وتحدثت وسائل الاعلام الايرانية عن "ملاحقات" بدون ان تضيف اي تفاصيل، ورفضت حافظي الادلاء باي رأي في هذا الشأن، ونشرت ادارة رويترز بيانا يدين منع مديرة رويترز من السفر الى الخارج، واكدت ان حافظي "يجب الا تتهم اطلاقا" في هذه القضية لانها لا تتحمل "اي مسؤولية" فيها اذ ان نشاطات الفيديو مستقلة عن هيئة التحرير في رويترز.

جائزة بوليتزر للصحافة

على الصعيد نفسه فازت الصحفية سارة غانم  بجائزة "بوليتزر" في حفل توزيع الجوائز العريقة الذي أقامته جامعة كولمبيا في نيويورك، وسارة غانم صحفية شابة أمريكية من أصول عربية لها العديد من التغطيات الصحفية المهمة منها كشفها لفضيحة اغتصاب الأطفال والتي فازت بفضلها بجائزة بوليتزر وهي إحدى أهم الجوائز الأميركية المرموقة في مجال الإعلام، فقد فازت صحيفة "ذا باتريوت" ومراسلتها سارة غانم البالغة من العمر 24 عاماً عن فئة (الصحافة المحلية) بعد تغطية الفضيحة الجنسية في فريق كرة قدم جامعة بنسلفانيا. وبدأت سلارة بتغطية القضية وكان عمرها 22 عاما، وتابعت تحقيقاتها الصحفية التي قادت مؤخرا إلى فصل رئيس الجامعة ومرتكب الاعتداء الجنسي بحق عدة فتيان فضلا عن فصل ويقاف عشرات المتواطئين في الجامعة في قضية أثارت الرأي العام وأدت إلى قيام مظاهرات طلابية لإقالة رئيس الجامعة والمدرب الرياضي المتهم بالاغتصاب. بحسب أريبيان بزنس.

كما فاز المصور الأفغاني مسعود حسيني وهو مصور في وكالة فرانس برس يفوز بجائزة بولتزر وذلك على صورة التقطها لفتاة تبكي بعد اعتداء انتحاري في كابول في كانون الاول/ديسمبر الماضي، حيث أن الإعلام الإلكتروني أثبت جدراته من خلال حصده جائزتين للموقعين  "هافينغتون بوست" و"بوليتيكو"، يذكر أن جائزة بوليتزر تقدمها سنويا جامعة كولومبيا في نيويورك بالولايات المتحدة.

الصحافي الاسطورة

في حين توفي مايك والاس احد الصحافيين الاسطوريين في التلفزيون الاميركي عن 93 عاما على ما اعلنت محطة "سي بي اس"، وخلال مسيرته المهنية التي استمرت 60 عاما تميز والاس بمقابلاته الصارمة مع العديد من المشاهير والقادة العالميين من بينهم فلاديمير بوتين واية الله الخميني وياسر عرفات، وقد اجرى مقابلة ايضا مع مالكولم اكس قبيل اغتياله فضلا عن "اصدقائه آل ريغن وجون كيندي وليندون جونسون وجيمي كارتر واليانور روزفيلت" على ما اوضحت "سي بي اس"، وشددت المحطة على "مساهمته الاستثنائية" على وجه الخصوص في برنامج "60 مينيتس" الذي كان احد رواده عند اطلاقه في العام 1968. وقد انسحب من هذا البرنامج العام 2006 لكنه استمر في التعاون في اطاره من وقت الى اخر، واعتبر رئيس "سي بي اس نيوز" جيف فاغير في بيان "من دونه لما كان برنامج +60 مينيتس+ على الارجح" مشيرا الى انه كان شخصا "مرحا وكاسرا". بحسب فرانس برس.

وقد خضع فنانون امثال ليونارد برنشتاين ولوتشيانو بافاروتي وجانيس جوبلين وتينا ترنر وسالفادور دالي وباربرا سترايسند (التي دفعها الى البكاء في 1991) لنيران اسئلته وتعليقاته، وقالت "سي بي اس"، "لقد اخترع عمليا للتلفزيون هذا النمط من المقابلات"، وهو لم يتردد بالقول الى اية الله الخميني في العام 1979 بان الرئيس المصري انور السادات يعتبره "مجنونا". فرد الخميني واصفا السادات بانه "هرطوق"، كانت بدايات والاس العام 1940 في الاذاعة قبل ان يصبح مقدما لبرامج العاب تلفزيونية في الخمسينيات ومن ثم صحافيا في الستينات، وحاز جائزة "ايمي" في سن التاسعة والثمانين عن مقابلة اجراها ي آب/اغسطس 2006 مع الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، وكان والاس يعتبر مارتن لوثر كينغ قدوة له، وقد اجرى اخر مقابلة في اطار برنامج "60 مينيتس" في كانون الثاني/يناير 2008، وتوفي في نيو كنان في ولاية كونيتيكت (شمال شرق) محاطا بافراد عائلته على ما اوضحت "سي بي اس".

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء26/حزيران/2012 - 5/شعبان/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م