شعبانٌ وشموعُ الطَّف

أديب عبدالقادر أبو المكارم

إيْهِ يا شَعبانُ نِلْتَ المَكرُمَاتْ = بِشمُوعِ الطَّفِّ أنوارِ الحياةْ

بِحُسينٍ وبَنيهِ الشرفا = وأبي الفضلِ وأغلى الزَّينَبات

***

إيهِ يا شهرًا سَّما فيهِ الهُدى = حدِّثِ الروحَ أحاديثَ الرُّواة

عن لياليك التي قَدْرًا دَنتْ = مِنْ ليالي رمضانِ الرَّحمات

وعن الأنجمِ إذْ تعشَقُها = فهواها مُفعمٌ بالدَّعوات

عن ليالٍ فيكَ زادتْ أَلَقًا = أحْيَتِ العُبَّادُ فيها الصلوات

بِشمُوعِ قد تلألأنَ بها = ثم أهدتها جميعَ الأمسيات

قال شعبانُ بِسعْدٍ وَهَنا: = هذهِ الشمْعاتُ أسمى النيرات

تمنحُ الشمسَ شروقًا وسنا = وعنِ الليلِ تُجَلّي الظُلمات

وشَذَاها عَبَقٌ في زَهرِنا = وبَهاها صِيغَ منهُ اللؤلؤات

و(بِعَاشورا) إذا ما انصهرتْ = سَيَشِعُ (الطَّفُّ) منها للحياة

إنَّها شمعاتُ بيتِ المصطفى = (فارفعوا أصواتكم بالصلوات)

***

شَعَّ في الثالثِ مِنا شمعةٌ = مِلؤُها دِفءٌ كدِفءِ الأمهات

تُبهِرُ الأنوارَ مِنْ رَونَقِها = وَلَها تهوي خُشُوعًا ساجِدات

نَقشُها اسمٌ وبهِ مَعنى الإبا = وهو سِرٌ فيهِ كُلُّ السُّورات

لَحنُ طه وعليِ المُرتضى = وهو في ثغرِ البتولِ الأغنيات

هي للطُهرِ سَليلِ الشُرفا = جامِعِ الفضلِ وكُلِّ المَكرُمات

هي للسِبطِ (حُسينٍ) ذي العُلى = (فارفعوا أصواتَكُمْ بالصَّلوات)

***

قُلتُ شَعبانُ: وهاتيكَ التي = ضوءُها يَحمِلُ سِحرَ البَسَمَات؟

تَتَفيا ظِلَها باقي الشمو = عِ، وتُهديهنَّ أحلى الأمنيات

قال: هذي لفتى الإيثارِ مَنْ = صيَّرَ الطَّفَّ جَحيمًا للطغاة

(لأبي الفضلِ) شبيهِ المرتضى = (فارفعوا أصواتَكُمْ بالصَّلوات)

***

قُلتُ: مولانا وهذي شمعةٌ؟ = أَمْ هي الدمعةُ تُهمي الحسرات؟

تملأ الدُّنيا سُكونًا وصفا = ولَها في كُلِّ حينٍ زَفرات

وأراها والتي مِنْ خَلفِها = راكِعاتٍ ساجِداتٍ خاشعات

قال: هذي لإمامٍ عابدٍ = سيدِ التقوى عظيمِ الدَّعوات

هي (للسَّجادِ) مِصباحِ الدُّجى = (فارفعوا أصواتَكُمْ بالصَّلوات)

***

قلتُ: والنَّوراءُ هاتيكَ التي = تُشبهُ الشَّمسَ جَمالًا وصِفات؟

وسَناها فارعٌ نحو السما = تَهَبُ الحُبَّ لكلِ الكائنات

قال: هذي لشبيهِ المُصطفى = لفتًى أبلغِ مِنْ كُلِّ اللغات

هي (للأكبرِ) شَمسِ الشُرَفا = (فارفعوا أصواتَكُمْ بالصَّلوات)

***

وهنا شمعةُ حُبٍّ تزدهي = وبِها تَفخَرُ كُلُّ الخَفِرات

لَمَعتْ مِثلَ صباحٍ مُشرقٍ = فاهتدت مِنها جَميعُ المؤمِنات

قالَ: هذي لِفَتاةِ المرتضى = وهي عَونُ الآلِ عِندَ النَّكَبات

إنَّها أُمُ أخيها (زينبٌ) = (فارفعوا أصواتَكُمْ بالصَّلوات)

***

قُلتُ: والأخرى التي قدْ ظَهرتْ = مِنْ وراءِ السِّترِ دونَ الأخريات؟

تَنظُرُ الكُلَّ بِعينٍ ملؤها = حَسَراتٍ رحماتٍ دَمَعات

قال: هذي لإمامٍ غائبٍ = يَهبُ الآمالَ روحًا وحياة

شاختِ الدُّنيا وما عادتْ ترى = وهوَ مَنْ يُرجِعُها أحلى فتاة

ثوبُها أطهرُ مِنْ ماءِ السما = خيرُها يشمَلُ كلَّ الكائنات

هي (للحجةِ) مِنهاجِ الهدى = (فارفعوا أصواتَكُمْ بالصَّلوات)

***

قُلتُ يا شهرَ النبيِ المصطفى = حُزتَ واللهِ رفيعَ الدرجات

نِلْتَ أيامًا تُضاهي شرفًا = ألفَ شهرٍ بل تُضاهي سنوات

كانَ فيها مولدُ الأطهارِ مِنْ = آلِ طه وهمُ فُلكُ النَّجاة

سادةٌ قدْ سَطَّروا في كربلا = ملحَمَاتٍ مِنْ بليغِ التَضحيات

وكذا الثائرُ والطَّالبُ بالدَّمِ ذاك السالَ مِنْ نحرِ الأُباة

فهنيئًا أيُّها الشهرُ الذي = خصَّهُ اللهُ بهذي المَكرُمات

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 25/حزيران/2012 - 4/شعبان/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م