إيْهِ يا شَعبانُ نِلْتَ المَكرُمَاتْ = بِشمُوعِ
الطَّفِّ أنوارِ الحياةْ
بِحُسينٍ وبَنيهِ الشرفا = وأبي الفضلِ وأغلى
الزَّينَبات
***
إيهِ يا شهرًا سَّما فيهِ الهُدى = حدِّثِ الروحَ
أحاديثَ الرُّواة
عن لياليك التي قَدْرًا دَنتْ = مِنْ ليالي رمضانِ
الرَّحمات
وعن الأنجمِ إذْ تعشَقُها = فهواها مُفعمٌ
بالدَّعوات
عن ليالٍ فيكَ زادتْ أَلَقًا = أحْيَتِ العُبَّادُ
فيها الصلوات
بِشمُوعِ قد تلألأنَ بها = ثم أهدتها جميعَ الأمسيات
قال شعبانُ بِسعْدٍ وَهَنا: = هذهِ الشمْعاتُ أسمى
النيرات
تمنحُ الشمسَ شروقًا وسنا = وعنِ الليلِ تُجَلّي
الظُلمات
وشَذَاها عَبَقٌ في زَهرِنا = وبَهاها صِيغَ منهُ
اللؤلؤات
و(بِعَاشورا) إذا ما انصهرتْ = سَيَشِعُ (الطَّفُّ)
منها للحياة
إنَّها شمعاتُ بيتِ المصطفى = (فارفعوا أصواتكم
بالصلوات)
***
شَعَّ في الثالثِ مِنا شمعةٌ = مِلؤُها دِفءٌ كدِفءِ
الأمهات
تُبهِرُ الأنوارَ مِنْ رَونَقِها = وَلَها تهوي
خُشُوعًا ساجِدات
نَقشُها اسمٌ وبهِ مَعنى الإبا = وهو سِرٌ فيهِ
كُلُّ السُّورات
لَحنُ طه وعليِ المُرتضى = وهو في ثغرِ البتولِ
الأغنيات
هي للطُهرِ سَليلِ الشُرفا = جامِعِ الفضلِ وكُلِّ
المَكرُمات
هي للسِبطِ (حُسينٍ) ذي العُلى = (فارفعوا
أصواتَكُمْ بالصَّلوات)
***
قُلتُ شَعبانُ: وهاتيكَ التي = ضوءُها يَحمِلُ سِحرَ
البَسَمَات؟
تَتَفيا ظِلَها باقي الشمو = عِ، وتُهديهنَّ أحلى
الأمنيات
قال: هذي لفتى الإيثارِ مَنْ = صيَّرَ الطَّفَّ
جَحيمًا للطغاة
(لأبي الفضلِ) شبيهِ المرتضى = (فارفعوا أصواتَكُمْ
بالصَّلوات)
***
قُلتُ: مولانا وهذي شمعةٌ؟ = أَمْ هي الدمعةُ تُهمي
الحسرات؟
تملأ الدُّنيا سُكونًا وصفا = ولَها في كُلِّ حينٍ
زَفرات
وأراها والتي مِنْ خَلفِها = راكِعاتٍ ساجِداتٍ
خاشعات
قال: هذي لإمامٍ عابدٍ = سيدِ التقوى عظيمِ
الدَّعوات
هي (للسَّجادِ) مِصباحِ الدُّجى = (فارفعوا
أصواتَكُمْ بالصَّلوات)
***
قلتُ: والنَّوراءُ هاتيكَ التي = تُشبهُ الشَّمسَ
جَمالًا وصِفات؟
وسَناها فارعٌ نحو السما = تَهَبُ الحُبَّ لكلِ
الكائنات
قال: هذي لشبيهِ المُصطفى = لفتًى أبلغِ مِنْ كُلِّ
اللغات
هي (للأكبرِ) شَمسِ الشُرَفا = (فارفعوا أصواتَكُمْ
بالصَّلوات)
***
وهنا شمعةُ حُبٍّ تزدهي = وبِها تَفخَرُ كُلُّ
الخَفِرات
لَمَعتْ مِثلَ صباحٍ مُشرقٍ = فاهتدت مِنها جَميعُ
المؤمِنات
قالَ: هذي لِفَتاةِ المرتضى = وهي عَونُ الآلِ عِندَ
النَّكَبات
إنَّها أُمُ أخيها (زينبٌ) = (فارفعوا أصواتَكُمْ
بالصَّلوات)
***
قُلتُ: والأخرى التي قدْ ظَهرتْ = مِنْ وراءِ
السِّترِ دونَ الأخريات؟
تَنظُرُ الكُلَّ بِعينٍ ملؤها = حَسَراتٍ رحماتٍ
دَمَعات
قال: هذي لإمامٍ غائبٍ = يَهبُ الآمالَ روحًا وحياة
شاختِ الدُّنيا وما عادتْ ترى = وهوَ مَنْ يُرجِعُها
أحلى فتاة
ثوبُها أطهرُ مِنْ ماءِ السما = خيرُها يشمَلُ كلَّ
الكائنات
هي (للحجةِ) مِنهاجِ الهدى = (فارفعوا أصواتَكُمْ
بالصَّلوات)
***
قُلتُ يا شهرَ النبيِ المصطفى = حُزتَ واللهِ رفيعَ
الدرجات
نِلْتَ أيامًا تُضاهي شرفًا = ألفَ شهرٍ بل تُضاهي
سنوات
كانَ فيها مولدُ الأطهارِ مِنْ = آلِ طه وهمُ فُلكُ
النَّجاة
سادةٌ قدْ سَطَّروا في كربلا = ملحَمَاتٍ مِنْ بليغِ
التَضحيات
وكذا الثائرُ والطَّالبُ بالدَّمِ ذاك السالَ مِنْ
نحرِ الأُباة
فهنيئًا أيُّها الشهرُ الذي = خصَّهُ اللهُ بهذي
المَكرُمات |